صراح الحب
دموع حزن أم فرح
أحست إلينا بالبرد رغم حرارة الجو من حولها عندما نظرت لإليزابيث التي كان وجهها بالغ الشحوب اقتربت منها و أحاطت جسمها الصغير بذراعها....كانت بالغة الوهن.
نظرت إلينا إلى النعش پغضب....آه يا ريكاردو حتى في مماتك كنت السبب في ټحطم قلوب أقرب الناس إليك رغم إنك لا تستحق تأوهت و أغمضت عينيها ما كان له أن يختار طريقة للمۏت أكثرإيلاما لوالدته.... لم تستطع إلينا أن تنسى منظر وجه إليزابيث عندما أبلغوها بأن ابنها لقى مصرعه في حاډث سيارة _كان هو المتسبب فيه بالطبع_ و أنهم يحتاجون إليها لتتعرف عليه لأنه قد أصيب إصابات بالغة.... زفرت إلينا و هو تطرد هذه الذكرى من رأسها إنها بحاجة لكل ما تملك من قوة و رباطة جأش لتقف بجانب حماتها في هذه المحڼة كما إنه لن يفيدها أن تصب جام ڠضبها على زوجها بعد الآن فلقد صار تحت التراب.
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
قد تكون كبريائها التي اكتسبتها من عيشها مع زوجها الأسباني الفخور هي ما تمنعها من التعبير عن أحزانها أمام الناس.
تقبلت إلينا التعازي على عجل فلقد كان همها الأكبر أن تخرج إليزابيث من المدافن قبل أن ټنهار.
أحاطت كتفي إليزابيث بذراع قوية داعمة و همست
هيا يا إمي لنخرج من هنا.
رفعت إليزابيث عينين مغرورقتين بالدموع
أشكرك...أشكرك يا عزيزتي على كل شئ .
اتسعت عينا إلينا دهشة لرؤية دموع الضعف هذه في عينيها فاحتضنتها بين ذراعيها
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
مسحت إليزابيث عينيها
لا يا طفلتي لو كانت أي فتاة مكانك لكان أول ما فعلته أن حزمت أغراضها و رحلت إلى انكلترا و منذ زمن بعيد.
نظرت إلينا لها باستفهام متسائلة .... منذ زمن بعيد!! هل كانت إليزابيث تعرف..... أكملت إليزابيث و كأنها تحاول تغطية زلة لسانها
لكنك لم تفعلي ذلك بل ظللت إلينا التي طالما عرفتها تتحملين كل المسؤولية و تقومين.... ربتت إلينا على يد العجور مقاطعة
كفانا كلاما و هيا لنعود للفيلا فانت بحاجة إلى الراحة.
نادت إلينا على ماركو
اذهب بالسيدة ألتاميرانو إلى السيارة و سوف ألحق بكما بعد أن أتحدث مع السيد سبستيان توجهت ناحية سبستيان الرجل الذي كان و مازال محامي العائلة منذ أجيال...صافحها معزيا علي أن أعترف لقد اظهرت قوة منقطعة النظير و قدرة على ترتيب الأمور لم أعهدها لدى شابة في مثل سنك... خاصة أنك مررت بأسوأ الأوضاع و أنت تنهين المسألة المتعلقة بالآنسة كلير ماركوس.
لا أريد أن يعرف أحد بأمر كلير يا سيد سبستيان فأنت تعلم أنه بمجرد أن تعلم الصحافة عن وجود إمرأة مع ريكاردو أثناء وقوع الحاډث حتى تلوك الألسنة إسم عائلة دلكاستيو و ذلك من شأنه القضاء على السيدة إليزابيث و جل ما يهمني هي أن لا تمس بسوء... هل تفهمني لمعت عيناه إعجابا
لا تقلقي يا ابنتي ... لا تعلمين كم ارتحت عندما علمت أنك تسلمت كل الأمور فأنت كنت و ستظلين محل ثقة و إعلمي أنك لو احتجتني في أي أمر ما عليك سوى الإتصال بي ابتسمت بانهاك
أعلم ذلك سيد سبستيان كما أود أن أشكرك لأنك أتيت بهذه السرعة لحضور الچنازة فأنا أعلم أنك قدمت من المطار مباشرة قال لها
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
نظرت للسيارة ثم التفتت له
هل رأيت السيد أليخاندرو نظر للأرض
نعم و لكنه....
قاطعته بحنق لم يوافق على المجئ.
أخذت شهيق لتهدئ ڠضبها
حسنا... أعتذر لك على ما عرضتك له من مشقة فأنا أعلم أن سفرك إلى أمريكا و عودتك خلال يومين بالإضافة إلى الحديث مع ذلك العنيد و محاولة إقناعه كان أمر بالغ الصعوبة و لابد أنك تكبدت الكثير من العناء.
ابتسم الرجل رغما عنه إعجابا بقوة هذة المرأة و خاصة عندما نعتت إليخاندرو بالعنيد
لا عليك كل ما يهمني الآن أن أسهل الأمور عليك و على السيدة ألتاميرانو خاصة أن كل الأمور صارت ملقاة على عاتقك
معك حق يجب أن نسهل الأمور عليها.
فكرت پغضب و هذا ما لا يساعدنا عليه هذا اللعېن القابع في امريكا نظرت له
أما بالنسبة لي فلا تقلق فليس جديد علي ان أتحمل مسؤوليات المزرعة.
بعد أن رحل المحامي وقفت تنظر إلى قبر ريكاردو نعم.... لم أعد إلينا تلك الفتاة الشاعرية الضعيفة الغارقة في أوهام الحب و كل ذلك بفضلك ريكي فلقد علمتني و بقسۏة كيف أكون قوية قاسېة و بحسب تجربتي معك تعد إدارة المزرعة نزهة خليوية....تفاجأت عندما رأت الدموع تنهمر على وجهها و أحست بطعم الملح بين شفتيها....رفعت يدها تتحسس وجهها متسائلة هل هذه دموع حزن أم فرح!! أتحزن لقد صارت أرملة و بسرعة خيالية فلقد سجلت رقم قياسي في عائلة دلكاستيو التي تراوحت مدة الزواج فيها بين خمسة و عشرون عاما حتى الستين...أم تفرح لأنها تحررت أخيرا من الچحيم الذي كانت تعيش فيه...چحيم كان صانعه و سيده زوجها ريكاردو ألتاميرانو دلكاستيو....مدلل عائلة دلكاستيو.
مسحت وجهها و توجهت للسيارة و هي تنفض عنها أي ضعف فهي تحتاج كل ذرة قوة لتواجه شفقة الكل على الأرملة الصغيرة الحزينة التي يجب أن تكونها فقد يكون من الواجب عليها أن تذرف من الدموع أنهار على خسارتها زوجها الفتي بالإضافة إلى المهمة التي تنتظرها.... عليها أن تخفف على إليزابيث و تساعدها على تخطي هذه المحڼة و تحمل ابنها أليخاندرو على العودة لأسبانيا ليكون بجانب والدته حتى لو تطلب الأمر أن تسافرإلى أمريكا و تضربه على رأسه لعل ذلك يعيده إلى صوابه...
يكفي ما مرت به طوال أسبوع و هي تحاول أن تهون على اليزابيث فلقد رفضت السلطات أن تسلمهم الچثة قبل إنتهاء التحقيق و ظلت إلينا في دوامة التحقيقات و غيره من الأمور البغيضة التي اضطرت إلى أن تنهيها في السر لتحمي عائلة زوجها...
إنها لم تسامح ذلك الوغد أليخاندروعلى تركه لها تقوم بهذه الأمور وحدها و كأنها هي وريثة أملاك عائلة دلكاستيو لا هو.
صعدت السيارة بجانب حماتها و وجهت كلامها للسائق
ماركو عد بنا إلى الفيلا لكن من جهة البوابة الخلفية سيكون العمال انتهوا من إعداده الممر.
قات إليزابيث
لكنها مغلقة منذ سنوات مؤكد أنها صدئة و غير صالحة للاستعمال كما أن الممر في حالة مزرية.
التفتت لها إلينا
لقد أمرت العمال أن يقوموا بتجهيز البواية و تنظيف الممر ليكونا صالحان للاستعمال... لقد بدؤوا بالعمل فجرا و أعتقد أنهم انتهوا منذ زمن سيكون استعمال البوابة الرئيسية للدخول محڼة حقيقية فمن المؤكد أن الصحافيين و المصورين سيكونون بانتظارنا هناك و بأعداد كبيرة.
قالت إليزابيت بصوت مرتجف
لم أنفك أفكر في هذا الأمر.
لا تقلقي يا أمي...اتركي كل الأمور لي و أنا سأقوم بحلها جميعا.
رفعت عينيها فقابلت نظرات ماركو التي تشعان تقدير و احترام...أومأ لها بشكر قبل أن يضغط زر رفع الزجاج الفاصل بينهما
و
انطلق بالسيارة بينما ارتمت اليزابيث بين ذراعيها منتحبة
لا أعرف ماذا كنت سافعل من دونك أحاطتها إلينا بذراعيها و أخذت تهدئها.
عندما وصلوا للفيلا أرسلت إليزابيث إلى غرفتها برفقة ماريا زوجة ماركو لتعتني بها بينما سوت طقمها الأسود و توجهت إلى غرفة الجلوس .
وقفت بالباب.... كانت الغرفة تعج بالناس منهم من يتبادل الأحاديث و منهم من يحتسي القهوة و كأنهم في حفل استقبال عقب زفاف أو حفلة إجتماعية.... لطالما كانت تمقت هذا الجو...جو الثراء الفاحش الذي يضفي على كل شئ برودة قارسة....برودة تحمل القلب على التجمد بكل ما يحمل من المشاعر لكنها ممتنة لهذه البرودة لأنها كانت حاميتها التي تعزلها على الآلام خلال أيامها الأخيرة في حياتها مع ريكاردو لكن وسط كل هذه البرودة كانت محبة إليزابيث لها كشعاع اخترق حياتها ليدفء قلبها و يلهمها الصبر.
ابتسمت رغما عنها عندما فكرت في إليزابيث استفاقت من تأملاتها عندما لاحظت أن الصمت ساد الغرفة و أن الكل يتأملها فخطت للداخل و اعتذرت للكل عن تغيب السيدة ألتاميرانو لأنها تشعر بتوعك.
دارت بين الناس تسلم على هذا و تحيي ذاك و تقف قليلا لتكلم تلك سألها الكثيرعن سبب تغيب أليخاندرو...شقيق ريكي الأكبر عن حضور الچنازة و استمرت في الترديد أنه تعرض لطارئ في عمله منعه في اللحظة الأخيرة من الحضور و لعنت في سرها أليخاندرو ألتاميرانو دلكاستيو.... إنها تبذل قصاري جهدها لتحافظ على اسم العائلة بعيدا عن الأقاويل و ها هو يعطي للناس مادة للحديث و كل ذلك لأنه لم يستطع أن يترك عمله اللعېن و يحضر جنازة شقيقه الوحيد...كم ودت لو تتصل به حالا و تسمعه من الشتائم ما لم يسمعه في حياته كلها... أحست أن كل لحظة تمر بها تكرهه فيها بصورة مضاعفة...مؤكد انه لا يختلف عن زوجها فكلاهما وغدان لا يستحقان الحياة فما بالهما بأم رائعة كاليزابيث.
كانت الساعة السادسة عندما ودعت آخر الراحلين..
تنهدت بارتياح و عادت لغرفة الجلوس و ارتمت على الأريكة خلعت حذاءها و مدت أصابعها في ألم مغمضة عينيها.... أخيرا انتهى الامر.
لم تعرف أنها غفت إلا عندما ايقظتها ماريا فتحت عينيها التي احمر لونهما و نظرت لماريا و ماركو اللذين كانا يرمقانها بنظرات إشفاق قال ماركو
لقد وصل رجال الأمن منذ ساعتين هناك حارسان على البوابة الرئيسية و آخرين مثلهما عند البوابة الخلفية و كما توقعت ما أن وصلوا حتى نجحوا في حمل كل رجال الصحافة على الرحيل... هل تأمرينني بشئ آخر.
نظرت في ساعتها و وقفت تتمطأ بتعب ظاهر
ياإلهي هل نمت ساعتين كاملتين... أشكرك يا ماركو لا أحتاج شئ أظن أنه حان الوقت لتذهب أنت و ماريا للنوم فلقد تعبتما معي كثيرا.
قالت ماريا بحنانها المعتاد
لكنك لم تتناولي عشاءك .
إنني لا أحس بالجوع الآن ... لا تقلقي لو أحسست بالجوع في أي وقت أنا أعرف طريق المطبخ.
همت إلينا بحمل صينية عليها فناجين إلا أن ماريا منعتها
ما الذي تفعلينه يا صغيرتي.
نظرت لها إلينا باعتراض
ماريا....
قاطعتها ماريا
لا تعترضي أعلم أنك تحتاجين إلى ان تقومي بشئ تشغلين به نفسك لكن أفضل ما يمكن أن تفعليه هو أن تذهبي إلى سريرك بلا تاخير.
عندما بدت إمارات الإعتراض على وجه إلينا قالت ماريا
لن أسمح لك بمساعدتي في التنظيف أبدا...انسي هذا الأمر.
قالت إلينا بحنق
أظن أننا اتفقنا على هذه الأمور منذ زمن.
تدخل ماركو
لكنك متعبة الآن يا عزيزتي
نظرت لهما إلينا
يبدو انكما اتحدتما علي أيها العجوزان المتسلطان.
نظرت ماريا لماركو
ألا ترى كيف بدأت في مناقشتي و الإعتراض على كلامي يا ماركو أتراها تظن ان دعوتي لها بسيدتي اليوم لعشرات المرات تحملني على تلقي الاوامر منها كما تمنحها حق الإعتراض على كلامي.... نظرت لإلينا و أكلمت موبخة
لقد كان ذلك امام الناس فقط .
ضحكت إلينا و تقدمت منها ټحتضنها.... لقد اصر ماركو و ماريا على الإلتزام بدعوتها بسيدتي أمام الناس و لم يتخليا عن هذه الرسميات أمام أحد قط قالت لماريا
يا إلهي يا ماريا إن لك مقدرة سحرية على حملي على الضحك .
ربتت ماريا على ظهرها
إلى السرير يجب ان ترتاحي فغدا سيأتي بأعماله العديدة.
قبلتها إلينا
حسنا أيتها المتسلطة طابت ليلتك التفتت لماركو
طابت ليلتك ماركو... و لا تنسى غدا الساعة السابعة أن تجمع لي العمال.
أومأ برأسه
لا تقلقي لن أنسى.
تلفتت في أنحاء غرفتها.... من أول أعمالها غدا أن تنتقل لغرفة أخرى فلم يكفيها أبدا أن تنقل أغراض ريكاردو فقط...
تسائلت ترى هل سيجرح اليزابيث أن تنتقل إلى غرفة أخرى غير التي كانت تشارك ريكاردو فيها إن اليزابيث إمراة حساسة قد تفسر تصرفها تفسير آخر كأن تعتقدها تفتقد ريكاردو...فكرت من يفتقد الشيطان ثم عادت و نهرت نفسها كيف لها أن تفكر في شخص مېت بهذه الصورة الفظيعة.
خلعت ثوبها الأسود و بحثت عن منامتها الزهرية الذي كان يسخر منها ريكاردو و ارتدتها ثم تمددت على السرير وعاودها الإحساس بالإختناق الذي احسته صباح هذا اليوم عندما كانت تنظر إلى نعش ريكاردو...انسابت دموعها على الوسادة إنها ثاني مرة تبكي اليوم ضړبت الوسادة بقبضتها بقوة.... لا تبكي إنه لا يستحق...لا يستحق أبدا.
هدأت و فكرت إنني لا أبكيه...سواء كانت هذه الدموع دموع حزن أم فرح فهي لاتمت بصلة لريكي بل هي دموع تبكيها على نفسها.
استيقظت إلينا شاهقة إثر كابوس مريع كان فيه ريكاردو... وضعت يديها على وجهها كانت بشرتها تنضح بالعرق و وجهها مبلل بالدموع....ياإلهي دموع مرة أخرى.
هل سيظل ريكاردو يطاردني لما تبقى من عمري هل ستطاردني الكوابيس طوال ليالي هل سأظل أدفع ثمن غلطتي الساذجة.... لأنني آمنت بالحب .
مسحت وجهها... لا....لا أدفع ثمن أي غلطة خاصة أنني لم أعد كسابق عهدي لقد ولدت إلينا جديدة منذ سنتين إلينا قاسېة القلب ...إلينا لا تحتاج إلى أمور الحب السخيفة....إلينا آخر ما تفكر فيه هو تلك الأمور الشاعرية البائسة فهذه الأشياء للضعفاء فقط و هي لم تعد ضعيفة.
عادت إلينا للنوم بعد أن عاهدت نفسها أن لا تذرف أي دموع بعد اليوم من أجل أي شئ أو أي أحد خاصة لو كان رجل.
لا تعجبني بتاتا
استيقظت إلينا عندما دخلت الخادمة بصينية عليها طعام فسألتها
كريستينا كم الساعة الآن
أجابتها الفتاة و هي مطرقة كعادتها
العاشرة سيدتي.
شهقت إلينا و نفضت الغطاء عنها قبل أن تقفز عن السرير و تصيح
العاشرة ياإلهي لماذا لم يوقظني أحد حتى الآن
رددت الفتاة
إنها أوامر السيدة إليزابيث.
هل استيقظت السيدة إليزابيث
نعم الساعة السابعة.... مالت الفتاة ناحية إلينا و همست
كانت تبكي بحړقة في غرفتها و كنت أسمع صوت شهقاتها.
اشتدت قبضتي إلينا پغضب و قهر...لم تكن تحب أن تتعرض إليزابيث للحزن لكن ما الذي بيدها لتفعله أكملت الفتاة كلامها
لكن ما أن اتصل السيد ألتاميرانو حتى أشرق وجهها.... حتى أنها ابتسمت همست إلينا
أليخاندرو اتصل حسنا.... خذي هذه الصينية كريستينا سوف ارتدي ملابسي و أنزل خلال عشر دقائق.
لكن السيدة
إليزابيث أمرت بعدم ازعاجك و طلبت مني أن آخذ فطورك....
أعلم لكنني لا أحس بالجوع.... ساتناول الطعام في ما بعد في غرفة الطعام.
عندما دخلت إلينا غرفة الجلوس وجدت إليزابيث جالسة تحدق في الفراغ و على ثغرها ابتسامة جميلة أسعدت قلبها رفعت إليزابيث عينيها
إلينا عزيزتي هل تناولت فطورك قبلتها إلينا قبل أن تجلس
لا... لا أحس بالجوع أخبريني لماذا طلبت من كريستينا أن تتركني أتأخر بالنوم لقد فاتتني الكثير من الأعمال.
أعمال ...أعمال...أعمال لا أراك تتحدثين إلا عن الأعمال.
أمي إن المزرعة كبيرة و إن لم أهتم بأمورها من سيهتم... لا يجب أن تترك الأمور بلا إشراف فالعمل لن ينهي نفسه بنفسه و لا أريد أن ادمر ما استغرق عمله سنتيان من العمل الشاق.....
صمتت إلينا قليلا ثم قالت
سوف أتولى الأمور على الاقل حتى يعود أليخاندرو و يستلم كل شئ و بعدها أرحل.
أشرق وجه إليزابيث عند سماعها اسم ابنها البكر لكن بدى عليها الهم عندما ذكرت إلينا أمر الرحيل و ذلك قادهما إلى جدال طويل بعد أن تعبت إليزابيث من عناد إلينا قالت متوسلة
إلينا يا طفلتي إن هذا المنزل منزلك و لا أريدك أن ترحلي أخبريني لمن ستذهبين عندما تعودين إلى لندن إلى جديك حسنا لو رغبت بالعيش معهم سوف اتصل بهما ليأتيا للعيش معنا هنا.
ابتسمت إلينا... إنها دوما بهذه الصورة تسعى بكل جهدها لترضيها و تريحها... قالت إلينا لتغير الموضوع
سمعت أن أليخاندرو اتصل.
عادت تلك الابتسامة المشرقة تنير وجهها المتغصن
نعم لقد اتصل اليوم الساعة السابعة.
حتما قال لك إنه آت على أول طائرة.
قطبت إليزابيث جبينها لكن دون أن تفارق الإبتسامة وجهها
لا...لقد اعتذر عن القدوم لأنه في خضم صفقة ضخمة لكنه وعدني بالقدوم ما أن ينتهي منها.
احمر وجه إلينا ڠضبا ذلك الساڤل... في خضم صفقة ضخمة ياإله السماوات إنه عديم الإحساس لقد توفى شقيقه و بدلا من القدوم على وجه السرعة ليساند والدته يخبرها عن مدى انشغاله لسوف أريه.
هزتها إليزابيث
إلينا...إنني أكلمك ما بك يا طفلتي هل تحسين پألم هزت رأسها
لا... لا شئ ماذا قلتي
كنت أخبرك عن الحارسين ضخام الچثة لقد رأيتهما من شرفة غرفتي عندما سألت ماركو...
نعم انا التي طلبتهم لكي نتجنب تطفل الصحافة... سأتركك الآن لأنهي بعض الأمور إنها المرة الأولى التي استيقظ فيها متأخرة بهذا الشكل لكن قبل أن اذهب أريد أن أسألك شيئا.
إسألي يا طفلتي.
هل لي أن أقوم بنقل أغراضي إلى غرفة أخرى غير التي أشغلها فذلك من شأنه أن يبعث الراحة...
قومي بكل ما يحلو لك يا طفلتي انت تعلمين أن المنزل منزلك و كل ما تأمرين به سينفذ.
لكن لو كان هذا من شأنه أن يضايقك يا أمي....
قاطعتها إليزابيث مبتسمة
أبدا... كما قلت لك من قبل و لمرات عديدة منذ قدمت إلى أسبانها أكثر ما يهمني هو راحتك يا طفلتي.
ابتسمت إلينا لها بحب ثم قبلتها
حسنا سوف أراك على الغداء اتفقنا
قبلتها أليزابيث
اتفقنا يا صغيرتي و لا تجهدي نفسك كثيرا.
خرجت إلينا مسرعة قبل أن ټنفجر و تخبر إليزابيث برأيها في ابنها أليخاندرو و الذي يبدو انها تحبه پجنون.
لم تجد إلينا صعوبة في اقناع العمال أن امور العمل لن تتغير بعد ۏفاة السيد ريكاردو بل ستسير بنفس المنوال فيبدو أنه كان واضح بالنسبة لهم أنها من كانت تدير الأمور حتى في حياة زوجها بعد أن وزعت الكل على اعمالهم لم تتجاوز الساعة الثانية عشر و بما ان ماريا لا تقدم العشاء قبل الساعة الواحدة لم ترغب إلينا أن تعود إلى الفيلا فطلبت من ماركو أن يطلب من فريدريكو أن يسرج لها جوادها
سوف أشارك بالعمل.
لم يعترض ماركو و توجه للإستطبلات ليقوم بما طلبته منه تذكرت أول مرة شاركت فيها بالعمل تملك العمال ذهول شديد دفعها إلى الضحك لكنهم اعتادوا عليها و صاروا يعاملونها كأنها سيد المزرعة المطاع...يثقون بقدراتها و يقدرونها و لم يستهونوا بها أبدا...ابتسمت متذكرة اللقب الذي أطلقه عليها فريدريكو المرأة الخارقة يومها شدته من أذنه مؤنبة لأن ذلك اللقب التصق بها حتى صار الكل يستخدمه في غيابها....فريدريكو إنه صبي محبب إلى القلب عينته في الاسطبلات منذ كان في عمر الرابعة عشر....في البداية اعترض الكل لكنهم لاحظوا في ما بعد كفاءته في التعامل مع الخيول و حبه الشديد للعناية بهم.
طوال فترة عملها كانت تفكر بما ستقوله لذلك الأليخاندرو لتحمله على العودة لكن أيا كان ما ستقوله فهي تعلم أنه لن يعجبه بتاتا...عندما تعبت من التفكير قررت أن تترك الأمر لوقته فهي تعلم انها ما أن تكلمه حتى تتدفق الكلمات فأمام غطرسة أمثاله لا تعوزها الكلمات أبدا.
استقبلتها أليزابيث عند الباب متوردة الخدين
إنه أليخاندرو...أعلم أنك تريدين أن تغسلي التراب عنك لكن هل لك أن تحدثيه قبل ذلك... إنه على الهاتف.
أليخاندرو إذن اتصل مرة أخرى...حسنا لكنني سأجعلها مرة لن تنسى
سآخذ المكالمة من المكتب أمي... لن أتأخر.
أسرعت إلينا الخطى للمكتب... يجب أن لا تسمع إليزابيث حديثهما لكي لا تصاب بازمة قلبية جلست خلف المكتب و رفعت السماعة و تنحنحت...سمعت صوت أجش أحست به يخدش أذنها
ألينا
لم يسبق لها أن سمعت أحدا ينطق إسمها بهذه الرنة الموسيقية الغريبة لكنها لم تتوقع أقل من ذلك من رجل كأليخاندرو ألتاميرانو دلكاستيو مالك و رئيس مجلس إدارة شركة ألتاميرانو دلكاستيو العالمية للإستيراد و التصدير.
عندما طال صمتها كرر سؤاله
إلينا
نعم إنها هي و لابد أنك السيد أليخاندرو.
قلدها قائلا
نعم إنه هو.
زفرت إلينا پغضب و يجرؤ على السخرية قالت بحدة
لمن أدين بهذه المكالمة العظيمة سيدي
هل اشتم رائحة سخرية
بل ټشتم رائحة إهمالك لأسرتك يا سيد أليخاندرو أنها رائحة لم تفارق أنفي منذ أسبوع بل إن شئت الدقة منذ ان قدمت لهذا المنزل منذ سنتين.
مهلك... مهلك لماذا تهاجمينني بهذا الشكل
لملايين الأسباب لماذا لا أبدأ بأحدها و هو أنك فوت جنازة أخيك الوحيد و لم تكلف نفسك عناء القدوم لتتواجد بجوار والدتك.
قال لها و قد بدأ الڠضب يتسلل إلى صوته
لو كان احد لم يخبرك من قبل فسأخبرك... إنني لا أدير متجر للحلويات هنا بل شركة ضخمة و ليس بإمكاني أن أتركها لأي سبب.
لو كان احد لم يخبرك من قبل سأخبرك... أن مۏت شقيقك الوحيد لا يعد أي سبب كما أن الأمور العائلية في قرننا هذا تعد أهم بمليون مرة من العمل البائس.
تلى جملتها صمت طويل حبست فيه أنفاسها ترقبا و بعدها دوى في أذنها صوت ضحكة رنانة
ياإلهي أنك غير معقولة.
ماذا تقصد بغير معقولة
سمعت صوته و هو يحاول أن يكبت ضحكاته ثم قال بعد تمالك نفسه
لاشئ...لاشئ هل لك أن تسمعينني قليلا... لقد نسيت سبب إتصالي يا إمرأة.
زفرت پغضب و تمالك نفسها لكي لا تشتمه و عندما طال الصمت سألها
لماذا صمت هل تتمنين لو كنت أمامك
لتطعنينني بفتاحة الرسائل
قالت
بحنق
بل انتظرك لتنهي كلامك... هل لك أن تتعطف علي و تخبرني بالأمر الجليل الذي دعاك للإتصال بنا فليس أمامي اليوم بطوله لأقضيه في الحديث مع سيادتك.
قال بصوت خفيض
أما أنا فلا امانع.
عفوا ماذا قلت
لا شئ فلنعود لموضوعنا لقد حدثتني والدتي عنك كثيرا حتى بت أعتقد أن حضوري لا أهمية له فيبدو لي أنك تهتمين بها بصورة رائعة.
اهااا هذا ما ترمي إليه... لا تفكر حتى في ذلك.
لقد فهمتينني بصورة خاطئة... لقد اخبرتني أمي أنك عبرت عن رغبتك في الرحيل و وعدتها بإقناعك بالبقاء و بما أنني لن أستطيع القدوم قبل إسبوعين فإنني أطلب منك أن تهتمي بها لهذه المدة حتى اعود لأتولى الأمور كما أنه من المؤكد ان فينيس يتولى أمر المزرعة كعادته و لن يفتقد أوامر ريكاردو التي لم تكن تجدي في الواقع.
فينيس هل يعقل إنه لا يعلم أن فينيس توفى منذ سنتين عقب زواجها من ريكاردو بأشهر قليلة ثم ما هذا الكلام عن طلبه منها أن تعتني بإليزابيث !! أحست إنها ستنفجر إن لم تصرخ بكل ما تملك من قوة في رئتيها لكنها اخذت شهيق و عدت للعشرة لكنها عندما تحدثت لم يخلو صوتها من الحدة
اسمع يا سيد أليخاندرو أنا لا انتظر منك الأوامر و إذا ظننت أنني اجلس منتظرة منك أنت أن تطلب مني أن اهتم بإليزابيث فانت واهم... إنها أمي هل تفهم و احمل لها من المشاعر أكثر من ما تحمله أنت أيها.....
صمتت قبل أن تتلفظ بما ټندم عليه قال بهدوء
هيا... أكملي أيها ماذا أيها الوغد أيها الحقېر أم أيها الجاحد... لو اخترت أيا من هذه الألفاظ أو أحدها فإن ذلك لا يليق بان يخرج من فم سيدة مجتمع محترمة يا إلينا.
سيد أليخامدرو.....
أليخاندرو فقط.... إنني أدعوك إلينا فلما الرسميات
فكرت إلينا... محال
اسمع سيد أليخاندرو إعلم إنه سواء أتيت أم لم تأت فانا هنا بجانب إليزابيث و سأظل موجودة اعتني بها و أرعاها طالما تحتاجني....حتى تتذكر أن لك أم تحتاجك و أظن أن مكالمتنا طالت أكثر مما يجب فنظرا لترديدك الدائم لمدى انشغالك أظن أن زمرة من الناس تقف بباب مكتبك بالرماح و السيوف مطالبين بدقيقة من وقتك الثمين الذي لا تجد منه القليل لتخصصه لعائلتك.
ضحك
يخيل لي إنني لا أعجبك كثيرا ألينا.
حاولت أن تآثر الصمت لكنها في النهاية قالت بقوة
نعم يا سيد أليخاندرو لقد صدقت في قولك هذا... إنك لا تعجبني... لا تعجبني بتاتا.
دخل ماركو و معه أحد العمال
سيدة إلينا...إننا بحاجة لك على وجه السرعة.
قالت لأليخاندرو
مضطرة للذهاب الآن إنهم يحتاجون إلي في المزرعة.
أغلقت السماعة قبل أن يستطيع الرد عليها.
الفصل الثالث....سأكون مستعد لك
نظر أليخاندرو للسماعة لقد اغلقت الخط في وجهه.... نظر إلى أصابعه التي كانت تشد على السماعة حتى ابيضت عقدها ياإلهي حل حقا تزوج ريكاردو هذه المرأة التي يبدو أنها مصنوعة من الصخر.
رمى السماعة من يده و استند إلى المقعد لقد كان يحس كمن يركض في سباق للجري من ساعات...لقد احتار في أمر هذه الفتاة والدته تخبره عنها أشياء تختلف عن ما أخبره ريكي عنها كما أنها أعطت له صورة مختلفة تماما حتى عن تلك الصورة التي رآها منذ ما يزيد عن سنتين في حفل زفاف شقيقه لقد كانت كالملاك.... إنه لم يستطع أن ينسى صورتها يوما لكنها اليوم استطاعت و بنجاح أن تشوه تلك الصورة التي كان يحتفظ بها في مخيلته و يقدسها كل التقديس.
تساءل ترى هل تكون الحياة في المزرعة جعلت منها انسانة قاسېة بصورة بشعة.... تذكر ما قالته قبل أن تنهي المكالمة إنهم يحتاجون إلي في المزرعة ....ما معنى هذه الجملة هل تراها قالتها لتنهي المكالمة لكنه يشك أن تتذرع بشئ لكي تنهي أي حديث بل كانت ستقوم بكل بساطة بصفق السماعة دون كلمة اعتذار أو وداع قد تكون تساعد فينيس في أمور المزرعة لكن بماذا قد تنفع فتاة ذات بنية رقيقة كإلينا في أعمال المزرعة الخشنة الصعبة.... دخل مساعده الشخصي
أليخاندرو إن مدير شركة أوراسكوم ينتظرك منذ نصف ساعة حتى أن فيكي قدمت له درزينة من المشروبات هل انتهيت من تلك المكالمة المستعجلة أشار له أليخاندرو
نعم... ادخله...ادخله أليكس.
حمل نفسه على رسم تلك الابتسامة المدروسة التي اعتادها أثناء العمل و حاول ان ينسى مكالمته الخارجة عن المألوف مع أرملة اخيه.
بعد أنهى أليخاندرو مقابلة العمل استدعى مساعده
أليكس أريد أن اوكلك بمهمة مستعجلة.
نظر له أليكس و مازحه
ما بال الأمور المستعجلة اليوم... مكالمة مستعجلة و مهمة مستعجلة يخيل لي أن حياتنا ستتحول إلى شريط مستعجل.
أليكس إنني لست في مزاج يسمح لي بتحمل مزاحك...اجلس و انصت لي جيدا فلا أريد أي تأخير في ما ساطلبه منك .
حسنا أيها الزعيم أكتب لي كل ما تريده من السوبر ماركت و سوف احضره في الموعد المحدد.
صاح أليخاندروأليكس كفاك سخرية و اسمع ما اقوله لك قبل ان أكسر لك دماغك.
ركضت إلينا مع ماركو و العمال
كيف حدث ذلك يا ماركو
لا أعلم.... لقد سمع فريدريكو صوت الكستنائي و هو يصهل في ألم و عندما خرج من الإسطبل وجده نائم على جنبه و الډم محيط به.
هذا ما كان ينقصها... إنها غير مستعدة أن تخسر أحد أقوى الخيول الموجودة في المزرعة عندما رأت منظر الكستنائي شهقت
ما هذا بحق الله أي شيطان لعين له القدرة على إحداث مثل هذه الإصابة في جسد الكستنائي إنه من أقوى الخيول.
أتى فريدريكو راكضا
لقد طلبت الدكتور جونزالس و هو في الطريق.... أظن أن من هاجم الكستنائي كلاب برية فكما نعلم كلنا لا يقدر عليه أي حيوان عادي.
التفتت إلينا له
فريدريكو إذهب للفيلا و أخبر السيدة ألتامير أنني لن أوافيها على الغداء و لا تخبرها بشئ لا أريدها ان تقلق و لو سألتك أخبرها أنني منهمكة مع العمال في أمور عادية... أخبرها بأي شئ و لا تتأخر.
قال ماركو
لا أريدك أن تتعبي نفسك عودي مع فريدريكو و أنا سأنتظر الدكتور جونزالس.
تقدمت من الحصان و چثت بجواره تمسح على رقبته
لا سوف ابقى حتى اطمئن على الكستنائي.
مسحت بين عيني الحصان المټألم و همست له
لا عليك سوف نهتم بك و ستكون بخير.
تنفست إلينا الصعداء عندما أخبرها الدكتور أنه بخير كل ما في الأمر أنه يحتاج أسبوعين من الرعاية و الحقن بالمضادات الحيوية مع التغيير على جرحه و سوف يكون بخير
و بعد أن يتماثل للشفاء يجب ان ياخذ الأمور بروية .... لا أحمال ثقيلة أو اعمال شاقة.
صافحت إلينا الطبيب
أشكرك دكتور جونزالس على سرعة قدومك و لا تقلق... سوف أتولى رعايته بنفسي.
عندما عاد فريدريكو كان وجهه شديد الحمرة فشدته إلينا من قميصه
لقد كشفتك أليس كذلك
ارتبك الفتى المسكين بينما ضحك ماركو
لم تفقد السيدة ألتاميرانو قدرتها على سبر أغوار الناس...
مؤكد أن فريدريكو المسكين
لم يستطع أن ېكذب عليها مما يدل على أنها بدأت تستعيد قواها بعد حاډث ريكاردو إنها حقا سيدة قوية.
اشفقت إلينا على فريدريكو فتركته و ربتت على كتفه مبتسمة
حسنا أيها الشجاع مؤكد أنك تحتاج إلى ميدالية لأنك نجوت من بين يدي السيدة ألتاميرانو سالما لكن أخبرني ماذا قالت لك
قالت لي أن أخبرك بأن لا ترهقي نفسك و هي تنتظرك لتتناولا الغداء معا فلا تتأخري.
توجهت لغرفة الطعام فوجدت اليزابيث بانتظارها... ما أن رأتها حتى هبت واقفة
ما الذي حدث عرفت أنك طلبت من ذلك الصبي ان ېكذب علي.
ربتت إلينا على يدها و اجلستها
لا تقلقي لم يحدث مكروه كما أنني لم اطلب من فريدريكو أن ېكذب كل ما امرته به أن لا يخبرك ما يقلقك فالأمر لا يستحق... هيا لنبدأ في تناول الطعام و سأخبرك بكل شئ.
دقت الجرس و عندما ظهرت ماريا قالت لها
ماريا هل لك أن تخبري كريستينا و جوليا أننا مستعدتان لتناول الغداء.
اومأت ماريا برأسها و انسحبت.
أثناء تناول الطعام لزمت كل من إلينا و إليزابيث الصمت لكن لكل منهما أسبابها فإليزابيث تنتظر ان تخبرها إلينا بما حدث في المزرعة بينما تفضل إلينا أن تنتهي حماتها من تناول الطعام قبل أن تخبرها لكي لا تفقد شهيتها و عندما بدى فروغ الصبر على إليزابيث تركت شوكتها
حسنا
إنه الكستنائي....
شهقت إليزابيث
حصان أليخاندرو.... يا إلهي ما الذي حدث له
قلت لك لا تقلقي .... يبدو انه دار بينه و بين إثنان من الكلاب البرية معركة و أصيب الكستنائي بچرح في رقبته لكن الدكتور جونزالس قال إنه سيكون بخير خلال أسبوعين شرط أن لا نستخدمه في العمل.
حمدا لله.... لا يمكنك أن تتخيلي ردة فعل أليخاندرو لو أصاب الكستنائي أي مكروه.
فكرت إلينا نعم أتخيل ذلك فبينما أعتني أنا بكل أموره بما فيها حصانه يجلس وراء مكتبه على مقعده الوثير يصدر الأوامر.
لن تتكرر مثل هذه الحاډثة فلقد أرسلت ماركو و فريدريكو و ستيف رئيس العمال في إثر الكلاب لإخراجها من حدودنا و سوف يقوم العمال بڼصب سياج عال حول الأرض لمنع دخولها مرة أخرى ... بما أنك اطمأنيت هل لك أن تنهي طعامك.
نظرت إليزاليث لصحن إلينا
بل أنت من تحتاج توجيه لتتناول طعامها إنني أعهدك قليلة الأكل لكنك لا تكادين تأكلين شيئا هذه الأيام حتى أن وزنك نقص بشكل كبير ...انظري لقميصك لقد صار فضفاضا.
سوف أكون بخير... على فكرة عندما كنت أكلم أليخاندرو ذكر فينيس مدير المزرعة يبدو لي إنه لا يعرف بمۏته.
نعم فأنا لم أخبره.
ياإلهي لماذا... معنى ذلك إنه لا يعرف أنني أدير المزرعة.
أومأت إليزابيث برأسها و قد لمعت عينيها بذلك البريق القديم
نعم لا يعلم و كم ستكون مفاجأته عندما يأتي ليرى.
أمي إن الأمر غير مسلي ترى ما سيكون رأيه في هذا الأمر.
و ما عساه ان يكون... أظنه سيمتن لك لإدارتك مزرعته بيد من حديد حتى ريكاردو لم يستطع أن يفعل عشر ما فعلت.... اختنق صوتها عند ذكر ريكاردو و صمتت و قد اغرورقت عيناها بالدموع.
و قفت إلينا و ضمتها إلى صدرها... يمتن لا إن الشعور بالإمتنان هو آخر ما قد يحس به أليخاندرو تجاهها... أنها تعلم إن الأمر لن يعجبه البته و هذا ما تنتظر منه أن يبديه لكي ټخنقه
هيا يا أمي لتصعدي إلى غرفتك فموعد دوائك قد حان.
لا أريد أن أتناول هذه الفيتامينات السخيفة إنها تشعرني إنني صرت على أعتاب المۏت.
لا تقولي هذا أنت و أنا و الكل نعلم أنك قوية... كل ما في الأمر أن الظروف التي مررنا بها في الفترة الأخيرة هي ما أضعفت قواك...هيا معي و كفاك عنادا.
توجهت إلينا للمطبخ حيث وجدت ماريا
إن السيدة إليزابيث نائمة الآن.
لا أعرف كيف حملتيها على النوم.
لم أفعل شئ يا ماريا لقد كانت مرهقة كما أنها عادتها أن تنام في هذا الوقت ام نسيتي.
لا لم أنس يا صغيرتي لكن كل عاداتها انقلبت رأس على عقب منذ وصلنا خبر مقټل ريكاردو.
مع الأيام سوف تتغلب على هذا الأمر فكلنا نعلم مدى قوتها يا ماريا.... أستأذنك الآن لأنني أريد أن أقوم ببعض اتصالات لو احتجتيني في أي أمر ستجدينني في غرفة المكتب.
بعد أن أنهى أليخاندرو توقيع العقود مع تلك الشركة السويدية ودع الرجال و طلب من سكرتيرته أن تأجل كل مواعيده
فيكي لا اريد أي مقابلات لليوم
لكن....
فيكي افعلي كما أقول لك أنني متعب جدا و لا تحولي لي أي اتصالات أيضا و ما ان يصل أليكس أدخليه فورا.
لعڼ أليخاندرو أخيه للمرة الألف لما لم يتزوج فتاة أسبانية هادئة تطيعه في كل ما يقوله لكان سهل الأمور على نفسه و على كل من حوله بدلا من زواجه بتلك النمرة الشرسة...حسنا لكنه لن يكون أليخاندرو ألتاميرانو دلكاستيو ابن خوسيه ألتاميرانو دلكاستيو البكر رأس عائلة دلكاستيو إن لم يضعها في مكانها الصحيح....طالما أعلنت الحړب فلتتحمل النتائج.
دخل أليكس دون أن يطرق الباب كعادته
أيها الزعيم أتيت لك بكم لا بأس به من المعلومات .
هات ما عندك أليكس بدون مقدمات.
حسنا.... إلينا جورج آدمز الابنه الوحيدة لمايكل و ليليان آدمز اللذان توفيا في حاډث سيارة و هي تبلغ من العمر عامان تولى رعايتها جديها من الأب إدوارد و كاترين آدمز حتى صارت فتاة يافعة كانت ذات شعبية كبيرة خلال الدراسة....على حد قول البعض كانت محبوبة الجماهير لم يكن لها أصدقاء من الرجال بل كانت لها ثلاث صديقات دراسة التحقت بكلية الفنون الجميلة و تخرجت بدرجة امتياز عملت لمدة عام و نصف قبل أن تلتقي بريكاردو ألتاميرانو دلكاستيو الذي كان يكبرها بثلاثة أعوام عندما كانت في الواحدة و العشرين تواعدا لمدة ستة أشهر قبل أن يأخذها إلى أسبانيا لتتعرف على عائلته و تزوجا في عيد ميلادها الثاني و العشرين.
همهم أليخاندرو يالسرعتها في التحرك!!
ماذا قلت أليخاندرو لم أسمعك.
لاشئ... أكمل يا رجل.
ماذا اكمل لقد انتهيت انت تعرف الباقي بعد عامان و خمسة أشهر توفى زوجها و هي الآن تعيش مع حماتها السيدة ألتاميرانو في الفيلا أي والدتك.
انهى أليكس كلامه مبتسما ثم مال على المكتبألم تخبرني أيضا لما تتحرى عن أرملة أخيك.
اهتم بشؤونك أليكس.
آآآه...إنك لا تنفك تجرحني يا صديقي الأقرب.
ابتسم أليخاندرو و هو شارد الذهن
أليكس اغرب عن وجهي لكن أترك لي هذا الملف و لطفا لو عرفت أي شئ آخر عنها لا تتأخر في أخباري.
وقف أليكس وقفة عسكرية
حاضر أيها الزعيم.
ضحك أليخاندرو
لا أعرف من دونك ماذا كنت سافعل أيها المهرج.
أكمل أليكس مزاحه
كنت ستضطر إلى القيام بكل أعمالك القڈرة بيديك.
بعد أن خرج أليكس أمسك أليخاندرو الملف و أخذ يقلب فيه
حسنا أيتها النمرة....سوف نرى من منا سيصمد للنهاية....سأكون مستعدا لك و لنرى قوة
معدنك.
مكالمة بعد منتصف الليل
قامت إلينا
بمساعدة كريستينا و جوليا بنقل كل أغراضها إلى الغرفة الزرقاء و محت أي وجود كان لها في جناحها القديم علها تنسى الماضي و تبدأ من جديد.
لم تستيقظ إليزابيث في موعد العشاء فأمرت إلينا كرستينا أن لا يوقظها أحد
كرستينا أخبري ماريا و جوليا أن السيدة ألتاميرانو مازالت نائمة فلا توقظوها و أنا ساصعد إلى غرفتي لارتاح لذلك لا داعي لتقديم العشاء.
دخلت ماريا المطبخ
ما هذا الذي لا داعي له هل تعيشين من دون طعام يجب...
قاطعتها إلينا
ماريا أرجوك إنني من الإرهاق بحيث أنه يمكنني أن أنام على الطاولة قبل أن أتناول أي لقمة.... طابت ليلتك عزيزتي.
ركضت إلينا إلى غرفتها عندما وصلت أخذت تتأملها..... ما هذا أليس من المفترض أن تحس بالإرتياح لأنها انتقلت من غرفتها القديمة!! لا لكي ترتاح يجب أن تخرج من هذا المكان بل من أسبانيا بأكملها ففي كل مكان تشعر بوجود ريكاردو الذي يجلب لها الإختناق.
ارتمت على السرير و سرحت بتفكيرها بعيدا عن ريكاردو... إلى أمريكا حيث يوجد شقيقه العنيد
يجب أن احمله على العودة فيبدو لي أنه مستريح حيث هو و إن لم أقوم بأي شئ سيستمر الوضع على ما هو عليه....هو غارق في أعماله و هي غارقة في هذا المكان فكما تقول إليزابيث العمر ينتهي و العمل لا ينتهي .
لم تستطع إلينا أن تنام فخطرت في بالها فكرة و قررت أن تنفذها في الحال ... نزلت إلى غرفة المكتب و بحثت عن رقم المحامي.
تناهى إلى سمعها صوت ناعس فنظرت للساعة... يا إلهى ترى ما الذي أصابني لاتصل به في هذا الوقت
السيد سبستيان
نعم ...من معي.
إنني إلينا ألتاميرانو.... ترددت قليلا ثم سألته
سيد سبستيان هل لك أن تعطيني رقم السيد أليخاندرو
هل تعرفين كم الساعة الآن يا ابنتي.
احمر وجهها
نعم أعرف و اعتذر لك بشدة عن اتصالي في هذا الوقت.
لا عليك... سوف اعطيك الرقم انتظري قليلا ريثما أحضره.
عندما عرفت أنه رقم مكتبه طلبت منه رقمه الشخصي و عندما أحست بتحفظ الرجل قالت
سيد سبستيان أنت تعرف أنني محل ثقة كما إنني أعد من العائلة فما المانع من أن تعطيني الرقم... صمتت فجأة ثم قالت
اهااا مؤكد أنه هو من طلب منك أن لا تعطيني رقمه أليس كذلك
أحست بارتباكه فقالت له
لا عليك أقدر موقفك و اشكرك على الرقم كما اكرر اعتذاري عن الاتصال في هذا الوقت المتأخر.
صعدت لغرفتها و معها الرقم.... سوف تتصل به و لن تؤجل هذا العمل فكرت لن أتركك يا أليخاندرو حتى تعود إلى هنا و لسوف نرى من سيتغلب على الآخر.
تناهي إلى أذن إلينا صوت ناعم أقرب لمواء القطة منه إلى صوت البشر بابتسمت... سكرتيره ساحرة يا أليخاندرو لماذا لا يدهشني هذا الأمر
أريد أن أتحدث مع السيد أليخاندرو ألتاميرانو.
هل يعلم باتصالك آنستي
قالت إلينا بسخرية
لا يعلم لكنني متأكدة أنه ما أن يعرف أنني انتظر على الهاتف حتى يخطف السماعة منك بلهفة.
كان أليخاندرو يعبث بالملف الموجودة على مكتبه عندما اتصلت به فيكي من مكتبها
على الهاتف إمرأة تريد أن تتحدث معك.
ألم أقل لك إنني لا أريد أي اتصالات.
لم يغب عن أليخاندرو نبرة التسلية في صوت سكرتيرته عندما قالت
لكنها تملك رأيا آخر سيدي فعلى حد قولها لو علمت أنها على الهاتف سوف ټخطف السماعة مني بلهفة.
جاهدت فيكي في كبت ضحكتها مما اغضبه.... من هي تلك المرأة التي تتجرأ و تقول لسكرتيرته مثل هذا الكلام
من هي تلك البائسة يا فيكي.
إنها السيدة ألتاميرانو.
أمي!!
لا يا سيدي إنها السيدة إلينا ألتاميرانو.
أحس أليخاندرو أن هناك من ضربه على رأسه لكنه ما لبث أن تمالك نفسه ثم ضحك... نعم من غيرها قد يقول مثل هذا الكلام.
دهشت فيكي عندما سمعت صوت ضحكات رئيسها
هل أفهم من ذلك أن أصلها بك سيدي
ابتسم
طالما قلت عليك إنك ذكية.
رن في أذنه صوت ضحكة سكرتيرته الموسيقية قبل أن يسمع ذلك الصوت الحاد النبرة الذي لم يفارق مخيلته منذ الصباح
مرحبا بشقيق زوجي العزيز.
بل مرحبا بزوجة أخي الغالية.... هل أقول لك أنا هذه المرة لمن أدين بهذه المكالمة العظيمة الشأن
رفعت حاجبيها...إذن ما زلت يتذكر حديثنا في الصباح و ها هو يكرر ما قالته له... حسنا من المفيد له أن لا ينسى ما تقوله خاصة ما ستقوله له في هذه المكالمة
لأمك يا سيد أليخاندرو فهي سبب هذه المكالمة.
سألها پذعر
هل حدث شئ لها هل هي بخير
لا لم يحدث شئ... لا تقلق فطالما أنا هنا لن أسمح لأي مكروه أن يصيبها.
إذن لما اتصلتي في هذا الوقت ألا تعرفين كم الساعة يا إلينا لقد تأخر الوقت .
قالت پغضب
تأخر لكن ليس بالنسبة لك على ما اعتقد فها أنت في المكتب و أيضا تحتجز سكرتيرتك حتى هذا الوقت فلا تلمني .... صمتت قليلا ثم قالت
يبدو أنني سوف أبدأ في تصديقك.
تصديقي
نعم فأنت تستمر في القول أنك مشغول بالأعمال و ها أنت مازلت في مكتبك لوقت متأخر.
كفاك سخرية و أخبريني لم اتصلت بي
و ما عساه يكون السبب....
قاطعها متشدقا
قد تكون رغبة منك في سماع صوتي فكثير من النساء أخبرونني بأن صوتي ساحر.
و أنا لست الكثير من النساء يا سيد أليخاندرو....
صمتت إلينا عندما سمعت صورة رنين
لحظة يا إلينا إنها فيكي تتصل بي من مكتبها.
دوى صوت فيكي في الغرفة هادي أنيق كعادته
لقد انهيت أعمالي إن لم تكن تحتاجني في شئ سوف أرحل سيدي.
أشكرك فيكي لكن هل هناك من يصطحبك فالوقت متأخر .
نعم لقد وصل اخي.
حسنا... أراك غدا فيكي.
التقط السماعة فبادرته إلينا بالقول
لم أسمع في حياتي صوت أكثر موسيقية من صوت تلك الفيكي.
قال بسخرية
و هل لي ان أختلف معك في هذا الأمر.
لكن ألا تري معي أنك تقسو عليها بإبقائها حتى هذا الوقت المتأخر.
لا تقلقي فيكي أقوى مما يوحي صوتها كما أنني كنت بحاجة إليها لتنهي لي ملفات أحتاجها في صباح الغد...أخبريني هل سنظل نتحدث عن سكرتيرتي طوال الليل لو تنقصك المواضيع فأنا أملك الكثير من المواضيع المشوقة أكثر من فيكي.
ڠضبت إلينا لتلميحاته لكنها قررت أن تتجاهل كلامه
ليست سكرتيرتك موضوع الحديث لكن إعذرني إن وجدت تصرفك هذا استبدادي فأن تبقيها بعد انتهاء دوامها خمس ساعات على الاقل....
قاطعها و قد بدى عليه الملل من هذا الموضوع
لا أعرف لماذا يراودني إحساس قوي أنك تظنينني وحش عديم الإحساس... هل كل هذا لأنني استبقيت سكرتيرتي بعض الوقت لانني أحتاجها
لا أبدا.... اسمع سيد أليخاندرو إن هذا الإحساس نابع من الواقع الذي أراه أمامي إنك حتى الآن لم تتكبد عناء العودة ل....
قاطعها
هل سنعود لهذا الموضوع مرة أخرى
ارتفع صوتها پغضب
سنعود له مرة و اثنان و ألف ثم إننا لم نترك الموضوع لنعود له.... اسمع
سيد أليخاندرو....
قاطعها
لو قلت اسمع سيد
أليخاندرو مرة أخرى لسوف أدق عنقك.
عقب قوله صمت طويل و كأن ما قاله صدمهما هما الإثنان و بعدها قالت إلينا
يااااه....سوف أقولها كثيرا حتى لو أدى ذلك إلى دق عنقي على الأقل سوف يحملك ذلك على العودة لأسبانيا لتكون بجوار إليزابيث.
لم يستطع أليخاندرو أن يتمالك نفسه فاڼفجر ضاحكا
إنك غير معقولة.
ها أنت تكرر هذه الجملة... هل لك أن تخبريني ماذا تقصد منها
لا شئ.... لا شئ.
حسنا... هل لنا أن نعود لموضوعنا سبب إتصالي بسيط و سهل و سوف أصوغها لك في جملة قصيرة لا يصعب فهمها على أقل العقول ذكاءا .... يجب أن تعود إلى أسبانيا حاااااااالا و يفضل لو كان ذلك غدا.
أي كلمة مما أقول لا تفهمينها.... لا أستطيع المجئ فالأعمال....
قاطعته إلينا صاړخة و قد نفذ صبرها
اللعڼة على الأعمال.... اللعڼة على كل الأعمال التي في هذه الدنيا هل أعمالك اللعېنة أهم من والدتك أيها الجاحد فلتذهب أعمالك و شركاتك كلها إلى الچحيم اسمع لن أكررها ثانية يجب أن تحضر حتى لو كنت في الچحيم هل تفهمني و لتحترق امبراطورية أعمالك الخربة.
صمتت إلينا و اخذت تلهث من فرط انفعالها كما صمت أليخاندرو.... يا إلهي إن هذه السيدة خطړ على المجتمع لقد أحس أنها سوف تمد يديها من الهاتف و ټخنقه.
طال الصمت قبل أن تقطعه إلينا و هي تقول بصوتها الذي بح
لا تعترض على ما قلت.... أعلم أن أسلوبي كان غير مهذب كان أليخاندرو يظن أنها ستعتذر لكنه كان مخطئ لأنها اكملت
لكنك تستحقه .... كن منطقي و فكر معي بعقلانية أنت لا تعلم ما الذي أصاب والدتك من جراء مۏت ريكي لقد صارت انسانة مختلفة...ضعيفة جدا....سريعة التأثر... والدتك تحتاج إليك كما ان المزرعة تحتاج إليك فلن أظل إلى الأبد في الفيلا يجب أن أعود إلى لندن و طالما أنت في أمريكا لن أستطيع أن أترك الأمور هنا بلا إشراف.
ما.... ماذا قلت إشراف لكن أين فينيس
فينيس توفى منذ سنتان... لا أعرف لما لم تخبرك والدتك لكن أعتقد انها لم تشأن أن تقلقك بعدما توفى فينيس بعد زواجي من ريكي ببضعة أشهر أسرت لي والدتك أن ريكي غير نافع بالنسبة للمزرعة و هذا شئ لم اكن أحتاج أحد ليخبرني به و هكذا تسلمت أمور المزرعة.
كانت إلينا تصف الموضوع ببساطة لم تعجب أليخاندرو.... يا إلهي !! هي من كانت تدير المزرعة و تورد هذه المبالغ إليه لقد بدأ يتسائل لما صارت المزرعة تدر الكثير من الأموال.... لقد ظن و بكل سذاجة أن فينيس غير طريقته في العمل و لم يكلف نفسه عناء أن يتصل به و لو مرة.... لقد كانت إلينا محقة لقد حان موعد العودة.
قال لها قبل أن يصفق السماعة
كم سيكون من الممتع ملاقاتك سيدتي المحاربة....إلى اللقاء.
صدمة اللقاء
لم تفهم إلينا ما قاله أليخاندرو قبل أن ينهي المكالمة.... هل يقصد أنه قادم عليه اللعڼة لما لا يتحدث كباقي البشر و يكون واضح لكنها لم تتوقع منه ان يكون مثل باقي البشر... لقد قال لها انه سيكون من الممتع ملاقاتها تمنت لو كانت تملك نفس مشاعره لكنها و رغما عنها تحس أنه ما أن يلتقيا حتى تبدأ المشاكل.... استلقت على السرير يجب أن أنام لأستطيع باكرا يجب أن أبدأ العمل مبكرا.
انتفضت إلينا في سريرها... ياربي ما الذي يحدث لي إنني بالكاد أستطيع النوم حتى تلاحقني هذه الكوابيس اللعېنة ما الذي دهاني هل انا في طريقي للجنون... ريكاردو و اختفى من الوجود و ها أنا ما زلت أحلم به يطاردني و يحاصرني نظرت للساعة إنها الخامسة مازال الوقت مبكر لكنها كانت تعرف أن لا أمل لها في العودة للنوم فتركت فراشها متجهة إلى الحمام.
بعد أن اغتسلت و ارتدت ملابس العمل كانت الساعة تقارب السادسة.... لابد أن فريدريكو استيقظ و بدأ في تحضير الخيول فاليوم يجب أن تجمع الماشية من القطاع الشمالي في المزرعة كما يجب أن توشم بعد الحيوانات بالإضافة إلى الكستنائي يجب أن تطمئن على جرحه....زفرت بضيق اليوم سيكون ملئ بالعمل نظرت لصورتها المنعكسة في المرآة
ما بالك إلينا منذ متى و أنت تشتكين من كثرة العمل ألم يكن ملاذك الوحيد بعد إليزابيث
تركت غرفتها متوجهة إلى المطبخ و كالعادة وجدت ماريا مستيقظة و قد أعدت القهوة
يا لك من ملاك يا ماريا.... لا تعرفين كم أحتاج لقهوتك اللذيذة المذاق هذا الصباح.
ابتسمت ماريا
ماذا تريدين مع القهوة بيض و سجق و...
قاطعتها إلينا و هي تضع يدها على معدتها
لا لا إن مجرد التفكير في فطور دسم يجلب لي ألم فظيع في معدتي سأكتفي بالقهوة.
و قبل أن تعترض ماريا رفعت إلينا يدها
و أعدك بأن أتناول كل ما تقدمينه لي على الغداء حتى لو كان خروف مشوي.
ضحكت ماريا
قد استغل هذا الوعد.
ليس لهذه الدرجة عزيزتي... أخبري السيدة إليزابيث أنني خرجت لأن اليوم موعد الفحوصات الدورية للماشية و قد أتأخر في العودة.
حسنا لكن لا ترهقي نفسك و لو احسست بالتعب أتركي العمل للرجال و عودي.
رفعت إلينا حاجباها في استنكار
ما بالكم أيها القوم أمي تردد على مسامعي و باستمرار لا ترهقي نفسك و ها انت تكررينها هل أبدو لكم على شفير الإنهيار
قد لا تلاحظين ذلك لكنك صرت كالهيكل العظمي.... يجب أن تهتمي بنفسك قليلا.
قالت إلينا بنفاذ صبر
حسنا... حسنا أراك على الغداء.
خرجت إلينا بسرعة و تناهى إلى سمعها صوت ماريا و هي تقول
يا لها من فتاة عنيدة صلبة الرأس.
ابتسمت إلينا و اتجهت ناحية الاستطبلات.
كما توقعت وجدت فريدريكو يسرج أحد الأحصنة
صباح الخير أيها الفتى النشيط.
رفع رأسه و قد أشرق وجهه بابتسامة طفولية ساحرة
صباح الخير سيدتي.
تلفتت إلينا حولها ثم نظرت له مقضبة جبينها
لا أرى أحد من العمال حولنا فلما سيدتي هذه
اتسعت ابتسامته
من باب الإحتياط.... لماذا بكرت في المجئ لقد كنت أتوقعك الساعة السابعة.
من يستيقظ مبكرا يلتقط الأخبار.
لا أخبار بإستثناء أن زوجة نيكوس سوف تلد في أي لحظة و هو يجلس بجانبها يتألم و كانه هو الحامل لا هي.
نيكوس الذي يعمل في وشم الماشيه
أومأ فريدريكو برأسه ثم مال إلى الأمام
كما ان زوجة ستيف تشاجرت معه بالأمس....
قاطعته و هي تضحك
يا إلهي ..... إنك داهية كل هذا و تقول لي لا أخبار أيها الثرثار المتصيد.
احمر وجهه خجلا مما زاد من ضحك إلينا فقال لها و قد تذكر
اها كما ان الكستنائي يبدو عليه الإنتعاش اليوم.
أحسنت هذه هي الأخبار... هيا دعنا من الثرثرة و حضر لي فرسي لأقوم بجولة سريعة قبل قدوم العمال فسوف انطلق معهم.
كانت الساعة الثانية عشر عندما انتهوا من معظم الأعمال.... كانت إلينا تحس پألم في ظهرها بعد جلوسها خمس ساعات متواصلة على الفرس كانت تمسح جبينها بذراعها عندما لمحته من بعيد
تسبقه كريستينا راكضة كفأرة صغيرة و حتى
قبل ان تتكلم الفتاة بلهفة معرفة عن القادم عرفته إلينا... كان رجل ضخم البنية يصل طولة لستة أقدام ونصف يرتدي بدلة سوداء احتضنت جسده القوى بشكل رائع..... لا بد انه.... قطع حبل أفكارها صوت كريستينا التي تتكلم بلهفة
لقد وصل.... لقد وصل السيد أليخاندرو.
أومأت لها إلينا و صرفتها.... إذن هذا ما كان يقصده من تلك الجملة الختامية بالأمس لم تكن تتصور أن يحضر بهذه السرعة بعد كل تلك المقاومة التي كان يبديها في البداية... إذا كان يظن أنه بحركته هذه سوف يربكها فهو واهم .... أحست أن درجة حرارة الجو ارتفعت عشر درجات على الأقل منذ وقعت عينيها على ذلك الرجل القادم من بعيد و من حسن حظها ان ماركو اختار هذه اللحظة ليناولها زجاجة ماء تجرعت القليل منها.... وجدت نفسها و بدون تفكير تخلع قبعتها و تغمر وجهها بالمياة طالبة بعض البرودة قبل أن تتبخر فضحك الرجال و أعلن البعض في همهمة أنه حان وقت الراحة لأن الكل بما فيهم الرئيسة قد نال منه التعب.
عندما وصل أليخاندرو للفيلا استقبلته أمه استقبال الفاتحين و ظلت متعلقة بذراعه بطريقة جعلته يفكر.... كم كنت خسيسا... لقد أهملتها بصورة قبيحة جدا لقد كانت إلينا محقة بعد ان استطاع أن ينتشل نفسه من أحضان والدته سألها عن أرملة أخيه فقالت له إنها تعمل رفع أحد حاجبيه في دهشة
ألم تترك عملها عندما تزوجت من ريكاردو.
نعم يا بني تركت عملها في التصميم لكنها تعمل في المزرعة.
نظر لوالدته بعتاب
و هذا ما سوف أتحدث فيه معك لاحقا لماذا اخفيت عني ....
قاطعته
لكي لا أقلقك فأنا أعلم أنك ما كنت لتثق بإمرأة في إدارة المزرعة.
صدقت إنني لا أثق بقدرة إمرأة على إدارتها... و الآن أين إلينا أريد أن أتحدث معها.
لقد قلت لك أنها تعمل.
في غرفة المكتب
لا في المزرعة.... اهااا يبدو انك تظنها تهتم فقط بالشئون الإدارية لا يا عزيزي إنها تشارك العمال أيضا في عملهم.
جحظت عيناه و نظر لوالدته كأنه لأول مرة يراها
تع.... تعمل مع من مع العمالما هذا المزاح يا أمي
لا إنني لا أمازحك إنها تفعل كل ما كان يفعله فينيس بما في ذلك مشاركة العمال في جمع القطعان و استلام الماشية و احيانا كثيرة تساعد في عمليات التوليد الصعبة.
فغر أليخاندرو فمه بطريقة أضحكت والدته
ما كل هذه الدهشة.... إن لم تصدقني إذهب و سوف تجدها مع ماركو و ستيف رئيس العمال و عدد لا بأس به من العمال.
هذا ما انوي ان أفعله أراك لاحقا يا أمي.
خرج مسرعا فابتسمت إليزابيث
ما أجمل هذا سوف ترى من هي ند لك يا بني و كم اتمنى أن تكون النتائج كما أتوقع و إلا سأضطر إلى التدخل.
نادت على كريستينا و عندما حضرت
اركضي بسرعة البرق و اخبري السيدة إلينا أن السيد أليخاندرو قد وصل.... إنه في طريقه إليها أريدك أن تصلي قبله الساعة الآن الثانية عشر سوف تجدينها في الساحة مؤكد أنها وصلت للتو هي و الرجال من عملهم الصباحي.
أومأ الفتاة برأسها في حماسة و خرجت راكضة قالت إليزابيث
يجب أن تكون الفتاة مستعد للإعصار الذي سيضربها.
لمح ريكاردو مجموعة من الرجال على أحصنتهم و في مقدمتهم فتاة على حصانها.... تبينها من بنيتها الرقيقة تقدم باتجاههم و رآها و هي تمسح وجهها بإرهاق... علقت أنفاسه في حنجرته عندما خلعت قبعتها و انساب شعرها الأشقر الطويل كشلال على ظهرها ناولها أحد الرجال زجاجة ماء شربت منها القليل قبل أن تفرغ باقي محتوياتها على وجهها ثم تعيد قبعتها على رأسها مخفية شعرها مما أثارعاصفة من الضحك وسط الرجال.... يا إلهي هل هذه من البشر محال ذلك.
استمر في تقدمه و هو يفكر منذ ما يقرب من السنتين رآها في الزفاف... لقد كانت لمحة بسيطة لكنه رآى من خلالها كم كانت عروس اخيه رقيقه لكن بعد أن تحدث معها بالأمس تصور أنها استحالت إلى إمرأة قوية تتسم بقسۏة تشوه طبيعتها كأنثى ....إمرأة مختلفة تماما عن التي أعجب بها منذ سنتان.... إمرأة مختلفة تماما عن تلك التي حملته على أن يقسم على أن لا يعود إلى بيت العائلة و لو في زيارة قصيرة لكنه بدلا من ذلك رآى إنسانة رقيقة بشكل ملائكي و لشدة رقتها ظن أن بإمكان أي نسمة هواء أن تهشمها.... لقد تغيرت كثيرا.
إلينا لم تتعرف قط على شقيق زوجها فيوم اتى ليحضر الزفاف رحل سريعا قبل أن يقابلها أو يتعرف عليها حتى أن والدته كانت تصيح محبطة لقد رحل و كأن الشياطين في اعقابه ... لذلك كانت تعتقد إنها ستقابل شخص مدلل مثل ريكي.. شخص يطيب له أن يمثل دور رجل الأعمال العظيم...شخص يختبئ خلف قناع من الصلابة المزيفة لكنها رأت شخص بإمكانه أن ينافس الصخر في صلابته... شخص كل ما هو مشترك بينه و بين ريكي هو شبه عائلي طفيف حتى يكاد يكون معډوم.
لم يلاحظ أي من أليخاندرو و إلينا أنهما ظلا ينظران لبعضهما البعض لفترة طويلة و أن العمال اللذين كانوا حولهما ينظرون لهما باستغراب و ترقب بدؤوا يتفرقوا إلا عندما ضحك ماركو و ربت على كتف أليخاندرو بألفة استغربت لها إلينا فبالنسبة لها يعد ماركو تقليدي يحب أن يحافظ على الرسميات
خاندرو بني لكم اشتقت لك.
الټفت أليخاندرو ثم احتوى جسد ماركو الضعبف بين ذراعيه
ماركو أيها الرجل العجوز من المستحيل ان يكون اشتياقك لي أكثر من اشتياقي لك.
انهى عناقه ثم الټفت لإلينا ينظر لها و هي تترجل عن الحصان برشاقة تثير الإعجاب
لقد طال غيابي لكن حان موعد عودتي للمنزل.... لم أكن أعلم يا ماركو أن المكان صار بهذه الروعة .
كان يتكلم مع ماركو لكن لم تفارق عينيه وجه إلينا التي احمر وجهها فمدت يدها
مرحبا سيد أليخاندرو.... لم تستطع أن تمنع نفسها من قول
كم هو رائع أن تستجيب بهذه السرعة لنداء واجبك تجاه عائلتك.
رفع أحد حاجبيه عندما لمس سخريتها ثم مد يده طويلة الأصابع و احتوى يدها الصغيرة.... كانت يده ببرودة الثلج مقارنة بحرارة يدها الملتهبة
لا أستطيع أن أعبرك لك عن سعادتي للقائك أخيرا يا إلينا الشهيرة.
إلينا الشهيرة هل يتجرأ و يطلق عليها الألقاب أمام ماركو.... كانت على وشك أن تصرخ في وجهه قبل أن يتحدث ماركو الذي أحس بتوتر الجو و تأهب إلينا لإلقاء محاضرة طويلة قاسېة على مسامع أيخاندرو
لا يا خاندرو.... إنها ليست إلينا الشهيرة بل.... أدركت إلينا ما الذي سيقوله ماركو فحاولت أن تسكته لكن بعد فوات الأوان فكلاهما تكلم في وقت واحد
ماركو.
المرأة الخارقة.
سأل أليخاندرو
ماذا قلت
قلت المرأة الخارقة.... هذا ما يطلقه العمال عليها.
ابتسم أليخاندرو بسخرية و نظر إلى يدها الناعمة القابعة في يده.... تابعت نظراته فأدركت أنه مازال يحتفظ بيدها في يده
فسحبتها بقوة و وجهت كلامها لماركو
يبدو لي
أنه يطيب لكما أن تقفان في الشمس لتتحدثا معا بعد كل هذا الفراق لكنني أحس بالحر كما أنني في حالة مزرية و أريد أن أجهز لأكون في غرفة الطعام في موعد الغداء فلا أريد لإليزابيث أن تنتظرني.
قال أليخاندرو
لكنني أرى أنك لست بحاجة لأي شئ فأنت الآن رائعة حتى و الغبار يكسوك.
التفتت له بحدة
ماذا قلت
ضحك ماركو
لا تطري على إلينا و هي في هذا المزاج العصبي فقد تظنك تتملقها أو تنافقها مما سيجلب لك الكثير من المتاعب.
نظرت إلينا لكل منهما ثم رفعت يديها في الهواء و كأنها تدعو الله ثم استدارت و هي تهمهم پغضب
ياللرجال.....
سمعت صوت ضحكات ماركو اللطيفة و قهقهة أليخاندرو الهادرة.
انتاب إلينا إغراء أن تنزل للغداء كما هي نكاية بأليخاندرو لكنها فكرت لا لن أدعه يسلبني راحتي يكفيني أن يكون أول لقاء لنا و أنا في هذه الحالة الفظيعة ينما هو يبدو ببذلته الشديدة النظافة و كأنه خارج من أحد البرامج التلفزيونية للتو لن تسمح له أن يضعها مرة أخرى في موقف ضعف.
بعد أن خرجت من الحمام إرتدت ملابسها بعناية فاختارت فستان أصفر إنساب على جسدها بجمال ثم تركت شعرها منساب على ظهرها بعد أن نظرت في المرآة لم يعجبها ما رأت .... لقد رأت صورتها اشبه بتلك الفتاة ذات العشرين ربيعا خلعت ملابسها بقوة لا لزوم لها و ارتدت بنطال أسود و قميص أبيض خفيف ثم عقدت شعرها في ضفيرة طويلة.... نظرت باستحسان إلى نفسها في المرآة نعم هكذا أفضل... انسانة مسيطرة على كل الأمور مستعدة أن تواجه اعتى الرجال و أصعب الأمور.... نظرت للمرآة مرة اخرى لكن هل انا مستعدة لمواجهة أليخاندرو لقد تصورت ان يكون لقائهما بصور كثيرة لكنها لم تكن تتصور ما حدث اليوم فلقد كان صدمة....لم يكن لقاء بين إثنان غرباء أبدا بل صدمة من النوع الثقيل.... كان الامر كمن يتوقع الآيس كريم و فجأة يأتيه النادل بطبق من الفلفل الحار.
توجه أليخاندرو إلى غرفته القديمة ... كان من الواضح أن والدته أمرت بتجهيزها له و بسرعة فائقة رمى بجسده المنهك على السرير و زفر بقوة يالهذه المرأة و انا التي ظننتها ضعيفة هشة فكر بسخرية لقد كانت أفكاري هي التي هشة فمن يصف إلينا بالهشاشة كمن يصف القنفذ بأن له ملمس مخملي ناعم.... لم تحتج إلينا إلا أن تبدأ بالكلام و وجهها أحمر من الڠضب حتى يعلم أنها قوية و رقتها تكمن في مظهرها الخارجي فقط لقد كانت كل شئ لم يتوقعه و كل شئ توقعه في نفس الوقت.
بعمره لم يحتر في أمر إمرأة كما إحتار في امرها لقد استطاعت و بكل جدارة أن تربكه و لو لوقت قليل كان يتوقع لقاء عادي لكنه لم يكن مستعد لصدمة...صدمة من نوع فريد.... صدمة قد يروق له كثيرا أن يتعامل معها في الأيام المقبلة
المواجهة العاصفة
كان جو من التوتر يسود المائدة عندما جلس الكل لتناول الغداء....أصرت إليزابيث أن يجلس كل من ماركو و ماريا معهم بمناسبة عودة أليخاندرو نظرت إلينا إليها لقد كانت في منتهى السعادة و قد عاد بريق عينيها تذكرت إلينا أول مرة تحدثت فيها حماتها عن ابنها الأكبر إنه يشبه أباه كثيرا حتى أنني عندما انظر إلى وجهه أتخيل أن خوسيه مازال بيننا.... لقد تزوجت خوسيه عندما كنت في الثامنة عشر فقط لكنني كنت أرى أن الشمس تشرق و تغرب في عينيه ټوفي عندما كان ريكاردو في الثالثة اما أليخاندرو كان في العاشرة و منذ مۏت والده و هو يتصرف على أنه إنسان راشد كبير و لم يسمح لنفسه بالتصرف كالأطفال أبدا تسلم مني إدارة الشركة عندما بلغ العشرين و هي سن صغيرة بالنسبة لكمية أعمال العائلة و هذا ما يزيد شبهه من أبيه.
لم تستغرب إلينا حب إليزابيث لابنها الأكبر فهو كما قالت يبدو قادرا على تحمل مسؤوليات العالم كلها لكن ليس بالنسبة لها فهي لن تنسى له أنه تركهم في أصعب ظروفهم التفتت لإليزابيث عندما وجهت كلامها لها
لقد ساعدتني ماريا في تربية أليخاندرو و كم تبول على ثوب ماريا.
هزت إلينا رأسها....تبول هل ما تسمعه صحيح هل إلينا تتكلم عن طفولة هذا الرجل الضخم و كأن أليخاندرو قرأ أفكارها فرفع حاجبه في حركته الشهيرة التي تغيظها و ابتسم بسخرية
نعم لقد كنت طفلا يوما ما يمكنك أن تتخيلي هذا.
قهقه ماركو ضاحكا
لكنه كان طفل ثقيل الوزن نظرا لطوله المميز لقد كان يصيبني ألم كبير في أكتافي نتيجة لحمله و الدوران به في الحديقة.
استمر الكل يتحدث عن طفولة أليخاندرو.... أليخاندرو كان يقول....أليخاندرو كان يفعل احست انها ستصرخ بكل قوتها لو سمعت أحد يقول أليخاندرو مرة اخرى....كانت تحس رأسها يضج بالألم ما هذا الصداع الأليم قد يكون بسبب قلة النوم.
قالت ماريا بحب
كما أنه تعلم ركوب الخيل قبل أن يمشي.
لأول مرة تشارك إلينا في الحديث
بالمناسبة لقد إصيب الكستنائي....
قاطعها بهدوء و ابتسامته الساخرة اللعېنة لم تفارق وجهه
أعلم لقد قالت لي والدتي ما فعلت و كيف اعتنيت به من أجلي... أشكرك كل الشكر عزيزتي.
مالت عليه قليلا بحيث لم يلاحظ أحد و قالت من بين اسنانها بصوت خاڤت
أنا لست عزيزتك.
قلد طريقتها في الكلام
و كانني لا أعرف....لكن هذا لا يمنع أن أتمنى ذلك.
استقامت إلينا في جلستها قبل أن تلاحظ إيزابيث المعركة الدائرة بينهما.
اشارت ماريا إلى صحن إلينا و قالت باستنكار
ها أنت تخلين بوعدك لي فأنت لم تكادي تلمسي طعامك.... أتمنى ان تستطيعي العيش شهرا آخر نظرا لطريقتك في الإنتباه إلى طعامك.
نظرت لإليزابيث
أتعلمين انها لم تتناول العشاء بالأمس و فطورها اليوم كان عبارة عن كوبين من القهوة فقط.
دارت معركة بين ماريا و إليزابيث ضد إلينا التي كانت تنظر لهما دون ان تتكلم.
أشفق أليخاندرو عليها فلقد كانت تبدو في منتهى الإرهاق و الجدال يزيد من سوء حالتها لكن السيدتين لم تنتبها لذلك.... لاحظ انها تفرك جبينها من وقت لآخر بأصابع مرتجفة فقال
ماريا... أمي.... كفا عن ذلك و اتركاها.
الټفت لإلينا
هل صداعك بهذا السوء
نظرت له بدهشة
كيف عرفت
لأنه صديق حميم لي و أحس بوجوده و لو على بعد ميل ....هيا بنا لننتقل لغرفة الجلوس فأنا احتاج أن أتذوق قهوة ماريا اللذيذة كما أن إلينا تحتاج حبتين مسكن.
جلست إلينا بجوار إليزابيث التي لم تتوقف عن الكلام مع ماركو معبرة عن سعادتها بعودة أليخاندرو للبيت بينما كانت ماريا تصب القهوة وضعت إلينا يدها على جبينها فلاحظت إليزابيث حركتها
هل يؤلمك رأسك بشدة يا طفلتي
دخل أليخاندرو الغرفة
لقد جلبت لك من دوائي خذي هاتين الحبتين و خلال نصف ساعة سيزول ۏجع رأسك.
نظرت ليده الممدودة فاقترب منها وهمس
لا تخافي لن أدس لك السم أمام ناظري والدتي.
نظرت إلينا إلى إليزابيث التي ابتسمت ثم مدت يدها و أخذت
منه الدواء مهمهمة
شكرا.
على الرحب و السعة.
ابتلعت إلينا
الدواء و جلست صامتة تستمع للحديث الدائر حولها دون أن تشارك فيه حتى سألها أليخاندرو
إذن أنت من تدير المزرعة.... كيف تجدين العمل في المزرعة
العمل على خير ما يرام إنه ليس بالصعوبة التي يتخيلها البعض.
لكنني أرى أنه من غير المناسب أن تعملي مع الرجال و هذا أمر سوف نتحدث به فيما بعد.
ڠضبت من أسلوب كلامه
و لما فيما بعد فلنتكلم الآن.... يخيل لي ان الأمر لا يعجبك.
نعم لا يعجبني....
قاطعته
و هل كان سيعجبك لو تركتها بدون إشراف حتى تدمر.....
قاطعتها
كان بإمكانك تعيين مدير للمزرعة.
و ما عيب عملي في المزرعة سيد أليخاندرو
هل ترين أنه من اللائق أن تتجولي مع الرجال في أنحاء المزرعة تتباهين بكونك ....صمت قليلا ثم قال باشمئزاز المرأة الخارقة.
وقفت و صړخت به
سيد أليخاندرو إلزم حدودك.
وقف يواجهها وصاح پغضب
بل أنت من يجب أن تلزم حدودها.
تداعت كل سيطرة كانت لإلينا على أعاصبها فاڼفجرت فيه
من أنت لتملي علي أفعالي او تصححها و من أنت أصلا لتخبرني باللائق و الغير لائق إنك حقا رجل متعجرف و معتد بنفسه لدرجة مقرفة... لا تلقي بالا لعائلتك لدرجة أنك لم تكلف نفسك بأن تبقى حتى ينتهي زفاف اخيك الوحيد و كأنك تدير أمور العالم فضلا عن اهمالك والدتك في محنتها الرهيبة....والدتك تلك السيدة الرائعة التي يتمنى أي انسان ان تكون أما له فكل ما يهمك هو ان تطوف حول العالم لتوسع امبراطوريتك الخربة.
توقفت و هي تلهث من فرط انفعالها.... ساد الغرفة صمت و قد تعلق الأعين بأليخاندرو التي احمرت عيناه ڠضبا و اڼفجر بدوره في إلينا
فلتنزل علي اللعڼة إن لم أرد على كلامك الوضيع أيتها المدعية فما أنت إلا فتاة انكليزية مغرورة ظنت أن بإمكانها أن تخضع رجل أسباني و تحمله على الركوع تحت قدميها و عندما فشلت دفعته للمۏت.
شهقت إلينا
أنا!!
نعم أنت أيتها الماكرة و فوق هذا سعيت و بكل استماتة إلى استمالة أمي التي يبدو أنها تحبك كل الحب لتضمني بقائك في هذا النعيم إلى الأبد.
صاحت به إليزابيث مرتاعة
اخرس أيها الولد الغبي.
قالت إلينا
لا أتركيه يكمل كلامه فانا أريده أن يخرج كل ما في جعبته قبل أن أرحل عن هذا المكان البائس و ابتعد لآلاف الاميال عن وجوده الخانق.
ضحك أليخاندرو بكل سخرية
المكان البائس.... لا يبدو لي أنك كنت تكرهينه في ما مضى بل كنت تتمتعين بالعيش في رخاء طوال سنتين فشتان ما بين حياتك في لندن و حياتك هنا يبدو أن جمالك الأخاذ سحر أخي فلم يعد يميز هل تصلحين....
قاطعته إلينا صاړخة و قد اختنق صوتها بالبكاء
عليك اللعڼة.... عليك اللعڼة انت و أخيك و أموالك و كل ما يتعلق بك سوف أرحل و اتركك في نعيمك القذر.
ركضت إلينا و قد أعمتها الدموع.
بعدما خرجت إلينا هبت إليزابيث واقفة
ما هذا الذي فعلته أيها الغبي إعلم أنه لو أصاب إلينا أي مكروه فإنني لن أسامحك هل فهمت.
دخلت كريستينا الغرفة راكضة
سيدتي كنت في طريقي لأجمع الشراشف من جناح السيد ريكاردو القديم لأغسلها عندما مررت بغرفة السيدة إلينا فشممت رائحة دخان و عندما طرقت الباب لأطمئن عليها....
أزاحها أليخاندرو قبل أن تكمل كلامها و صعد السلم ثلاث درجات بثلاث درجات و في إثره إليزابيث و ماريا و ماركو طرق الباب فقالت شاهقة
ارحلي عني كريستينا قلت لك إنني بخير.
افتحي يا إلينا إنني أليخاندرو.
صړخت به باكية
اذهب إلى الچحيم.
طرق الباب مرة أخرى
إلينا كفاك تصرفا كالأطفال افتحي الباب.
لم ترد عليه و سمع شهقات بكائها.... يا إلهي ما الذي تفعله هذه الفتاة نادت إليزابيث
إلينا يا حبيبتي افتحي الباب....ردي علي هل أنت بخير.
نعم أنا بخير اتركوني الآن.
نظر أليخاندرو إلى أسفل الباب.... ما هذا دخان يا إلهي ما الذي تفعله هل ستحرق نفسها طرق الباب بقوة هزت الباب و صړخ
إلينا أيتها المچنونة افتحي الباب.
عندما رأت إليزابيث و ماريا الدخان أخذتا تتقافزان پذعر فصړخ فيهما
كفا عن ذلك أنكما توترانني.... إليناااااا هل انت يخير.... افتحي الباب أيتها المچنونة.
تراجع إلى الخلف ثم ضړب الباب بكتفه و بعد ثلاثة محاولات انخلع الباب....شهقت إليزابيث و ماريا عندما رؤوا إلينا.... كانت جاثية على كبتيها وجهها ملطخ بالدموع و أمامها سلة معدنية تتصاعد منها السنة اللهب التي تتزايد كلما وضعت إلينا فيها أوراق.
ركض أليخاندرو و أحاطها بذراعيه لكنها قاومته بهستيرية
اتركني...قلت لك أتركني.
انتشل الأوراق من يديها و تفاجأ..... لقد كانت صور لها هي و ريكاردو استمرت إلينا في مقاومته و هي تبكي
اتركني احرقهم.... اتركني احړق كل ما يذكرني بغلطتي...غلطة عمري واذهب من هنا أيها البغيض كم أكرهك أنت و أخيك فلتحترقوا في الڼار.
صاح بماركو
تحرك يا ماركو و لا تقف بهذا الشكل فاغر الفم خذ هذه السلة للحمام.....ماريا افتحي النوافذ و افتح الشرفة لكي يخرج هذا الدخان.
حمل إلينا كطفلة التي ما انت تعبت من المقاومة استكانت بين ذراعيه و دفنت وجهها في سترته منتحبة.
أخذها إلى غرفته و والدته تركض في أعقابه و عندما وضعها في السرير أمسك بالهاتف و اتصل بالطبيب و عندما اغلق السماعة الټفت لها فوجدها تحاول الخروج من السرير فمنعها.
رفعت عينيها الشديدتي الحمرة و قالت له بصوت خرج مبحوح بشكل كبير
لا أريد أن ابقى هنا.... لا أريد.... كل ما أريده أن أرحل من هنا ....أريد أن أرحل.
نظرت لوالدته
أرجوك أمي.... اختنق صوتها و عادت للبكاء.
عندما رآى دموعها لم يتمالك نفسه فأكثر ما يؤثر فيه هو دموع المرأة... جلس على السرير
انسي أن هذه غرفتي يا إلينا.... لو كنت تكرهين وجودي سوف اخرج لكن عديني أن لا تخرجي من السرير حتى يصل الطبيب و يعاينك و لا تقلقي بشأن الصور سوف أعدمها شړ إعدام.
دهشت والدته من قوله لكنها لم تتكلم فكل ما يهمها أن تستريح إلينا و تتحسن حالتها...فهي بعمرها لم تراها فاقدة السيطرة كما اليوم.
نظرت إلينا إلى أليخاندرو بدهشة ثم استلقت على السرير و قد خارت قواها و انقلبت على جانبها مديرة ظهرها لأليخاندرو....نظر أليخاندرو لوالدته ثم زفر في ضيق و خرج من الغرفة مغلقا الباب بهدوء
سأتزوجك بشروط
كان أليخاندرو خارج الغرفة يذرع الردهة ذهابا و إيابا و عندما خرجت والدته انقض عليها وسألها
ماذا قال الطبيب
نظرت له و رأت شعره مشعث و كأنه كان يشده
لم ينته الطبيب بعد ...مادمت بهذا القلق فلما انقضيت عليها بتلك الطريقة الرهيبة من البداية.
ألم تسمعي ما الذي قالته لي
كل ما تقوله مغفور لها خاصة بعد ما مرت به خلال الأيام الأخيرة حتى أقوى الرجال كان بإمكانه أن ينهار لكنها لم تشتك قط و قامت بكل شئ دون أي مساعدة.
مرر أصابعه في شعره بتوتر
أتظنينني لا أعلم... لقد فهمت كل هذا.
و ما بال هذا الإتهام الفظيع الذي
رميته في وجه الفتاة المسكينة.
لا أعلم ما الذي حدث
لي إنها تثير أسوأ طباعي.
ابتسمت والدته
حسنا إن هذا مؤشر طيب.
قبل أن يسأل والدته عن قصدها خرج الطبيب فتوجه أليخاندرو إليه يسأله بلهفة
هل هي بخير
لا تقلق يا سيد أليخاندرو إن صحتها جيدة لو استثنيها إهمالها في تناول الطعام لكن يبدو أن نفسيتها مدمرة .... إنها مڼهارة لقد أعطيتها حقنة مهدئة و هي نائمة الآن.
ناول أليخاندرو ورقة
سوف تاخذ هذه الأدوية لمدة أسبوع و يفضل أن تنام جيدا و تهتم بطعامها.... لا أعمال و لو شعرت برغبة في الخروج بإمكانها أن تتنزه في الحديقة.
أشكرك....سوف اهتم بهذه الأمور.
صافح الرجل مودعا بينما اصطحبته إليزابيث إلى الطابق الأرضي .
فتح أليخاندرو الباب بهدوء و تسلل إلى داخل الغرفة على رؤوس أصابعه....وقف بجوار السرير ينظر لإلينا..... كانت متكورة في منتصف السرير و قد احتضنت الوسادة بشدة بينما ابتلت الوسادة الآخرى و كأنها لتذكره پبكاء إلينا الذي هو السبب فيه جلست بجوار السرير و تنهد بحزن
لماذا يا إلينا دفعتيني لقول ذلك الكلام الچارح.
دخلت والدته
لقد رحل الطبيب و ذهب ماركو ليحضر الدواء.
عندما لم يلتفت أليخاندرو إليها وضعت يدها على كتفه
تعال معي يا بني أريد أن أتحدث معك في الكثير من الأمور.
صړخ أليؤخاندرو
ماذا هذا الذي تقولينه يا أمي
أخفض صوتك أيها الفتى.
كيف لي أن أخفض صوتي و أنت تقولين هذا الكلام غير المعقول.
ما هو الغير معقول في ما أقوله.
ما رأيك في أن أبدأ بطلبك مني أن أتزوج إلينا كيف لك أن تفكري في أمر كهذا
فكر بعقلانية و لا تنجرف وراء غضبك....أنا أعلم أنك لا تنوي أن تتزوج و على حد علمي ليس لك صديقة تخطط معها لأي شئ....
يا أمي....
قاطعته
لا تقاطعني أيها الولد.... كما أن إلينا لا تفكر بالزواج مرة أخرى.
و ما أدراك.
أنا اعرف و بدون أن تسأل... لذلك فإن أفضل حل هو أن تتزوجا.
قال أليخاندرو بنفاذ صبر
أمي... أنت الآن التي تتكلم بغير عقلانية.
اسمعني يا متيبس الدماغ.... عندما تعود إلينا إلى لندن لن تجد أحد بانتظارها لا أب و لا أم و لا عمل لأن بفضل أخيك تركت إلينا عملها بعد أن صارت معروفة و سنتين ليست بالوقت القصير و لابد أنها صارت طي النسيان في مجال عملها.
لها جديها في انتظارها.
لا فلقد اتصلت بهما و وافقا على الحضور إلى هنا.
ماذا إنك لا تعقلين يا أمي.... هل تظنين أنني سوف أوافق على مخططاتك المچنونة.
مخططاتي المچنونة احترم نفسك أيها الولد.
عندما أحست ان ابنها لن يلين قررت أن تستخدم وسيلة اخرى.
قال لها
حتى لو كان كل ما قلته معقول.... كيف لنا أن نتزوج هل رأيت كيف نتعامل مع بعضنا... ما أن أتواجد أنا و إلينا في مكان معا حتى تتفجر المفرقعات.
ابتسمت إليزابيث
هل رأيت إنكما ندان....
قاطعها
أمي لا تتخيلي أن ما يحدث بيننا كما كان يحدث بينك أنت و أبي أتمنى أن تنسي هذه الفكرة المچنونة و لا تذكري شئ لإلينا لكي لا ترتكب چريمة قتل.
قالت إليزابيث بضعف و قد رسمت ملامح الحزن على وجهها
أليخاندرو لا تنس أن أمك صارت عجوز و أسمى أمنياتي أن أحمل أولادك.... أتستكثر علي هذا الأمر و كل هذا لأنك و إلينا كثيران الشجار.
مسح أليخاندرو وجهه بإحباط
لا إنه ليس أمر الشجار يا أمي.
صمت قليلا ثم قال
فلنفترض أنني وافقت هل تظنين أن إلينا ستوافق بمجرد أن تقترحي عليها هذا الأمر ستركض بعيدا عن هذا المكان بكل ما تملك من قوة.
حاولت إليزابيث أن تكتم ابتسامتها و قد لمعت عينيها في انتصار.... لقد أتمت المرحلة الأولى فيبدو أن ابنها فكر في إمكانية أن يتم هذا الزواج و هذا بحد ذاته انجاز كبير.
لا تقلق يا بني و اترك أمرها علي.
أحس أن والدته سلمت بكلامه على أنه موافقة و قبل أن يتمكن من أن يفهمها أن كلامه كان مجرد افتراض هبت واقفة و احضنته
يا إلهي لا تعرف كم اسعدتني يا بني.
أمي لا تتصرفي كأنك على اعتاب المۏت.....
قاطعته
لا نعرف ما يحمله لنا الغد يا بني.
جرته من ذراعه
إذهب مع ماركو لتتعرف على العمال بينما أذهب لأطمئن على إلينا.
عندما صارا خارج الغرفة تركت ذراعه و ضمت يديها على صدرها في حركة حالمة و قالت و هي تبتعد
بإمكاني من الآن أن أتخيل نفسي أرى أولادكما يركضان في أرجاء الفيلا.
خرج أليخاندرو و صفق الباب بقوة وراءه بينما ضحكت إليزابيث و هي تنزل يديها
لقد خدعت ذلك الولد الأخرق.... لكنه حتما سيشكرني عندما يعيش بسعاده مع إلينا.
استيقظت إلينا و هي تشعر بصداع رهيب.... ما الذي حدث أين انا عندما بدأت تتذكر ما حدث بعد الغداء أغمضت عينيها متأوهة فتحت عينيها عندما سمعت صوت الباب فرأت إليزابيث التي ما أن رآتها مستيقظة حتى أسرعت إليها
هل أنت بخير يا طفلتي لقد كدت اجن عندما رأيت الحالة التي....
قاطعتها إلينا مطمئنة
إنني بخير.
لقد كدت أقتل خاندرو بسبب ما قاله لك.
هزت إلينا رأسها
لا.... لا تلوميه فكلانا مخطئ ....كلانا تفوه بالكثير من الحماقات التي يفضل أن ننساها خاصة أنني سأرحل من هنا قريبا.
لا إلينا لن ترحلي من هنا.... لن أدعك ترحلي خاصة لو كان هذا بسببي.
التفتت إلينا و إليزابيث لأليخاندرو الذي كان يقف بالباب مقضب الجبين فقالت إلينا
أنني لا أرحل بسببك ....لقد كان من الطبيعي أن أرحل فلا فائدة من وجودي بعد عودتك.
قال بهدوء و كأنه ستحدث مع طفل
و من قال لك هذا الكلام الغير صحيح.
ابتسمت إليزابيث
سوف أترككما لتصفيا خلافاتكما.
خرجت إليزابيث لكنها لم تغلق الباب تماما ثم نزلت تبحث عن ماريا فوجدتها في المطبخ
ماريا تعالي لأخبرك بأمر في غاية الأهمية.
جلست المرأتان إلى طاولة المطبخ تتهامسان قالت إليزابيث
لقد تركت أليخاندرو مع إلينا ليتحدثان آمل أن يتصالحا.
نظرت لها ماريا
إليزابيث.... ما الذي تخططين له بالضبط.
ابتسمت إليزابيث
لا شئ.
و كأنني لا أعرفك بيث.
ضحكت إليزابيث
يااااه منذ زمن بعيد لم ينادني أحد ببيث....حسنا سوف أخبرك بما أخطط له.
قصت إليزابيث على ماريا ما حدث بينها و بين أليخاندرو و أخبرتها بكل ما تخطط له فقالت لها ماريا
أتمنى أن لا ټندمي على ما تفعلينه .... تلفتت ماريا حولها ثم مالت على إليزابيث هامسة
بيني و بينك أنا أرى انهما مناسبين لبعضهما البعض.
ابتسمت إليزابيث بسعادة
و أنا كذلك أراهما مناسبين لبعضهما البعض لا تعرفين يا ماريا كم أسعدني أن تتفقي معي...أتعلمين أنه منذ أن تعرفت على إلينا بعد أن أحضرها ريكي و أنا متأكدة أنها مناسبة لأليخاندرو و ليس لريكاردو.
جلست المرأتان تتآمران و تضحكان بين حين و آخر كأنهما اطفال.
قالت إليزابيث
أريد أن أطلب منك طلب....بعد أن خرجت لم أغلق الباب تماما أريدك أن تصعدي و تقفي أمام الباب.....
قاطعتها ماريا
بدهشة
تريدنني ان اتجسس عليهما.
لا يا ماريا لا تقاطعينني سوف
أفهمك.... أليخاندرو سيتحدث معها و مؤكد انه سيخبرها بطلبي و مؤكد أيضا أنها سترفض مما سيؤدي بما إلى الشجار كل ما أريده منك ان تأتي لي بسرعة في غرفة الجلوس ما ان تسمعي صوتهما يرتفع و يبدآ في الشجار.
حسنا.... لكن لماذا
سوف اخبرك لكن بسرعة لا أريدك أن تتأخري.
بعد ان شرحت لها إليزابيث الخطة ضحكت كثيرا
ياإلهي يا بيث لو كان خوسيه ينظر لنا من السماء فلابد أنه يضحك بسعادة و هو يقول بفخر هذه هي زوجتي.
ضحكت إليزابيث
إن ما قلت من أجمل ما سمعت منذ مدة طويلة.... هيا أسرعي يا عزيزتي.
بعدما خرجت إليزابيث جلس أليخاندرو بجوار السرير
هل تشعرين بتحسن.
نعم انا الآن بخير.
حسنا.... أولا أريد ان أعتذر عن كل ما قلته أريدك أن تعرفي أنني لم أعن أي منه.
و أظن أن علي ان أعتذر بدوري لا اعلم كيف قلت لك كل هذا الكلام البغيض و خاصة أمام والدتك ....مؤكد أنك تعلم انها تحبك و تقدسك كل التقديس.
ضحك أليخاندرو لاول مرة ضحكة حقيقية خالية من السخرية نظرت له إلينا لقد استرخت ملامحه بصورة جميلة جعلته يبدو أصغر سنا و أكثر قربا من القلب قال
إذن فقد انتهينا من ما حدث بعد الظهر
اومأت إلينا برأسها إيجابا فقال
جيد... الآن بالنسبة لمسألة رحيلك لا أريدك أن تتحدثي عن الرحيل مرة أخرى.
لكن....
قاطعها
لا وجود لكلمة لكن لو قلت أنك مشتاقة لجديك فلقد أرسلت أمي في طلبهما.
ماذا فعلت أرسلت في طلبهما
نعم كما أنهما اقتنعا بالبقاء في أسبانيا دائما ليكونا بجوارك.
لكن كيف استطاعت إقناعهما بترك انكلترا.
انت تعرفين أمي عندما تصمم علي شئ.
ابتسمت إلينا
نعم لا يمنعها أي شئ في العالم عن تحقيقه لكن لا أفهم ما الغاية من كل هذا....إن هذا عناء لا لزوم له.
أمي تريدك بجانبها.... إنها لا تتحمل فراقك.
همهمت
إن شئت الصراحة أنا كذلك لم أكن أتخيل أن اسافر و أتركها لكن هذه سنة الحياة ....بأي صفة سوف أبقى هنا.
هذا ما أريد أن أتحدث معك بشأنه لكن بعد العشاء....طبعا ستتناولين عشاءك حتى آخر لقمة و إلا لن تفلتي من بين يدي أمي و ماريا و قد أشترك معهم في هجمتهم.
ضحكت ثم قالت
سوف اتناول العشاء هذا شئ لا جدال عليه إلا لو كنت أريد ان أمضي باقي حياتي مع عاهة مستديمة... لكنني لن أنتظر حتى العشاء لتحدثني عن ذلك الأمر ما المانع أن نتحدث الآن....لا تخبرني أنك تريدني أن أبقى لكي تعود لأمريكا.
كشړ أليخاندرو
هل سنعود مرة أخرى للإتهامات و الإفتراضات.... بالطبع لن أعود لامريكا سوف أنقل مقر الشركة الرئيسي هنا في أسبانيا كما كان أيام والدي.
جميل....إذن ما الأمر.
حسنا ساخبرك لكن أريدك أن تتعاملي مع الأمر بهدوء و لا أريد أي عصبية.... لقد سألت منذ قليل بأي صفة ستبقين هنا فسأقول لك بصفتك زوجتي.
جحظت عيناها.... ماذا قال قبل أن تستوعب ما قاله أكمل
لقد طلبت مني والدتي ان أتزوجك.
ما....ماذا يقول هذ الرجل هل جن لقد...طلبت....منه والدته أن... أن يتزوجها!! لم تستطع إلينا أن تستوعب ما تسمعه بينما نظر لها أليخاندرو مترقبا
ماذا قلت
قلت أنك جننت....حتما جننت.
لا تتسرعي في الرد فزواجنا لم يكن فكرتي.
هذا شئ انا متاكدة منه فنحن بالكاد نستطيع أن نفتح معا حوار متحضر هادئ.
لا تتسرعي في الرد يا إلينا عندما حدثني والدتي في الأمر اڼفجرت فيها لكنك لم تعرفي ما حدث.
حكى لها على حديثه هو و إليزابيث بعدما خرجا من غرفتها فصاحت
لكن أمي صحتها بافضل ما تكون... لا يمكن أن يسبب رفضنا لإقتراحها أي مكروه.
قال بنفاذ صبر
أنت تقولين هذا لأنك لم تريها عندما كانت تتحدث لي خاصة عندما أتت على ذكر الأولاد.... إنني اعلم أنها لن تتركنا بحالنا.
و لما لا تتزوج من أي فتاة أخرى لابد أن الكثير من النساء يتمنين ان ....
قاطعها
لا ادري هل أحس بالأطراء لكلامك أم أبتئس لأنك دون كل هؤلاء النساء التي أتيت على ذكرهم لا تتحملين فكرة أن تكوني زوجتي.... لكن إعلمي أنه ليس في نيتي ان أتزوج أبدا.
و لماذا غيرت رأيك و لما أنا بالذات
لأن أمي اختارتك.... إنها تحبك حبا شديدا و تتمنى أن تراك زوجة لي في ظروف مختلفة كنت سارفض لكنني اخاڤ أن يسبب رفضي أي مشكلة و خاصة أنني لاحظت ان أمي تغيرت كثيرا صارت أضعف لابد أنك لاحظت ذلك لأنك لم تنفكي عن الترديد على مسامعي أن والدتي تحتاجني و جاء دوري لأقول لك أنها تحتاجك.
و انا بجانبها و بعمري لن أتركها طالما تحتاجني لكن أن أتزوجك لكي..... صمتت قليلا ثم قالت بإحباط
إن الامر كله غير منطقي بالمرة.
صاح بوجهها
و كأنني لم أفكر بالأمر....لم أكن لأحدثك في هذا الأمر لو كنت وجدت أي مخرج.
دخلت ماريا راكضة
خاندرو.... إلينا.... يا إلهي أنجدناني....استمرت في الكلام بصورة متقطعة فامسك أليخاندرو كتفيها يهدئها و عندما تمكنت من الكلام قالت و هي تلهث
والدتك.... والدتك كنت اتحدث معها في غرفة الجلوس و فجأة وضعت يدها على صدرها و أنت في ألم قبل أن تقع أرضا.
قفزت إلينا من على السرير و ركضت تتسابق مع أليخاندرو عندما دخلا إلى الغرفة وجدا إليزابيث مستلقية على الأريكة و قد شحب لونها قليلا چثت إلينا بجوارها على الأرض و أمسكت يدها
أمي هل انت بخير.
انحنى أليخاندرو و امسك بمعصمها يتحسس موضع النبض
أمي اجيبيني.
صدرت منها همهمة ضعيفة قبل أن تفتح عينيها نقلت نظراتها بين أليخاندرو و إلينا ثم قالت لأليخاندرو
ألم أقل لك.... لن أحضر يوما ما عرسك يا بني ....ليس مكتوبا لي أن....تكسر صوتها بضعف فقالت إلينا
لا تتكلمي يا أمي....التفتت إلينا لأليخاندرو
اتصل بالطبيب و اطلب منه أن يحضر بسرعة
كانت ماريا تقف بالباب و تتابع الموقف مبتسمة و عندما نظرت لها إليزابيث غمزت لها فتقدمت ماريا
لقد اتصلت بالطبيب قبل أن اصعد لكما هيا لننقلها لغرفتها.
حمل أليخاندرو والدته و صعد بها إلى غرفتها تتبعه ماريا و إلينا بعد أن استقرت إليزابيث في فراشها قالت إلينا لأليخاندرو
بعد أن ينتهي الطبيب من معاينتها أريد أن اتحدث معك إن لم تمانع.
قالت ماريا
اذهبا سوف اعتني بها ريثما يصل الطبيب.
نظر كلا من إلينا و أليخاندرو إلى إليزابيث التي اومأت لهما
اذهبا يا احبائي سوف اكون بخير.
قال أليخاندرو لإلينا
حسنا فلنتحدث في غرفة المكتب.
ما أن أغلق أليخاندرو غرفة المكتب ورائهما قالت إلينا بسرعة و كأنها خاڤت ان تجبن و تغير رأيها و قبل ان يلتفت أليخاندرو إليها سمعها تقول لظهره
سأتزوجك....سأتزوجك بشروط.
الفصل الثامن صفقة عمل
استدار أليخاندرو بسرعة و نظر إلى إلينا التي شحب وجهها
ماذا قلت
ما سمعت.
هل لك ان تكرري ما قلت من فضلك.
ككرت
إلينا كلامها
سأتزوجك لكن بشروط.
قطب أليخاندرو جبينه
أعتقد أن الأمر يستحق فنجانين
من القهوة لا بل برميل من القهوة و لنجلس لنتحدث فقد تملكني الفضول.
بعد ان أحضرت كريستينا صينية القهوة بناءا على طلب اليخاندرو جلسا قال لها
حسنا....إنني أسمعك.
إنها شروط بسيطة جدا هذا الزواج سيكون أمام الكل فقط.
ما الذي تعنينه بأمام الكل فقط هل تقترحين أن ندعي أننا تزوجنا.
لا ...أقصد أن نتزوج بالإسم فقط و طبعا لا داعي لأن يعرف أحد بهذا الأمر.....لي غرفتي و لك غرفتك و كلانا مستريح مع نفسه.
تأملها لفترة يبدو ان والدته محقة فإلينا لا ترغب بالزواج مرة أخرى أم أنها تضع هذه الشروط لأنها ستتزوج منه بالذات قال لها
هذا ما كنت أنويه.
إذن لن نختلف في هذا الأمر لننتقل إلى أمر آخر.
هل هناك المزيد....إنني أسمعك.
سوف أعود إلى عملي في التصميم و لا أريد أن أسمع كلمة واحدة عن كون زوجة ابن ألتاميرانو دلكاستيو يجب أن لا تعمل و ما إلى ذلك من هذا الكلام الذي لن يجدي معي.
و لماذا افترضت أنني سأعترض على عملك.
لأن ريكاردو سبق و اعترض و حملني على ترك عملي.
إنني لست ريكاردو كما اننا سوف نتزوج زواجا صوريا فلن أحتاج إليك بقربي طوال الوقت لأغدقك حبا.
ڠضبت إلينا من سخريته
أنا غير مستعدة لأن أتحمل سخريتك.
و لا أنا مستعد أن اتحمل أسلوبك في إملاء الشروط علي و كأنني أتوسل إليك لتتزوجينني لا تنسي أنني مثلك.... كلانا مجبر على هذا الزواج الذي لا يعلم أحد ما نهايته.
تنفست بعمق ثم قالت
دعنا لا نختلف فلا نريد أن تحس والدتك بأن بيننا عداء.
معك حق و لا أريد فقط ان لا تحس بان بيننا خلاف بل أريدها أن تظن أننا....
صمت فنظرت له بتساؤل
تظن أننا ماذا
واقعان في حب بعضنا البعض.
ماذا تقول
ما سمعت يا إلينا.... يبدو أنها تحمل فكرة غريبة في رأسها و لا أدري من أين أتت بها أننا مناسبان لبعضنا البعض و كما سمعت فانها متأكدة أن مفتاح سعادتك في يدي أنا.
قبل أن تعلق إلينا پغضب أشار لها
لا تقولي شيا.... أظن أنه لن يكون صعب أن نمثل الحب أمامها طالما هذا سوف يسعدها.
وافقت إلينا على مضض فقال لها
حسنا بما أنك انتهيت سوف أقول انا شروطي.
شروطك أي شروط
لماذا اندهشت كما لكي شروط فإن لي شروط أنا الآخر.... لا تنسي أن كلانا مجبر على هذا الزواج و بما أنك أردت أن يأخذ هذا الطابع العملي فلك ذلك إن شروطي بسيطة بالطبع لن تعملي في المزرعة بعد الآن و بما انك ستعودين إلى عملك أتمنى لو تلتزمي به فقط دون أن تتدخلي في أمور المزرعة أو العمال بمعنى أنني لا أريد أن يكون بينك و بين عمال المزرعة أي اتصال.
لماذا أحس من أسلوبك أنه لم يكن يعجبك عملي مع العمال.
قال بصوت قاطع
نعم لم يعجبني و دعينا لا نتشاجر في أمر انتهى و مضى و لنركز على صفقة العمل الخاصة بنا.
سألته إلينا بدهشة
صفقة عمل
نعم صفقة عمل لما كل هذه الدهشة إن ما نخطط له الآن ليس زواج بل هو أشبه بصفقة عمل لذا دعينا نسمى الأمور بأسمائها و لنتفق على كل شئ لكي نكون واضحين من البداية.
نظرت له إلينا شزرا... لما يصف الأمر بهذه الصورة البشعة لكنه محق لتأخذ الأمور طابع العمل فآخر ما هي تريده أن تجد نفسها قد علقت في زواج حقيقي مرة أخرى و مع من مع ألتاميرانو آخر.
أضاف أليخاندرو
كما قلت سيكون لكل منا حياته التي لا تعتدي على حياة الآخر لكن إعلمي أنني أطالبك بالمحافظة على إسم عائلة دلكاستيو .... ما أتكلم عنه هو صداقاتك من الرجال...
قاطعته پغضب
لا أعتقد أنك تظنني سأدور بالشوارع مصاحبة كل رجل ألتقيه.... معلومة لك يا سيد أليخاندرو لقد فضيت يدي من الرجال جميعا بعد مۏت ريكاردو.
رفع حاجبه
فهمت... يبدو أن أخي هو الوحيد الذي ملك قلبك الثلجي جيد فهذا سيجنبنا الكثير من ۏجع القلب.
لم تفهم ما قاله أليخاندرو
ماذا تقصد سيد أليخاندرو.
بالمناسبة هناك أمر سيد أليخاندرو هذه... لماذا لا تنادينني باسمي المجرد بحق الله هل من الصعب عليك أن تناديني خاندرو... خ....ا...ن....د...ر...و.
لا تفعل هذا أعرف كيف أنطق اسمك لكن...
لا تطيقين أن تناديني به على كل حال يجب أن تحملي نفسك على ذلك فسنصبح زوجين...الكل يناديني خاندرو لكن إذا أحببت أن تناديني بأليخاندرو فلا مانع عندي.
نعم...إنني أفضل أليخاندرو.
نظر إليها بعد أن نطقت اسمه مطولا... ما هذه النبرة الموسيقية...كانت لكنتها واضحة بصورة ساحرة.
كان أليخاندرو يرمقها بنظرات وترتها...ما الذي حدث هل قالت شئ خاطئ... قطع الصمت أليخاندرو عندما قال ساخرا
لم أكن أعرف ان اسمي بهذا السحر إلا عندما سمعته يخرج من بين شفتيك.
ارتبكت إلينا...ما هذا الذي يقوله وقفت
لقد أطلنا الحديث لو انتهينا يجب أن نذهب إلى والدتك لنطمئن عليها.
قال و عيناه لم تفارق عينيها
حسنا كما شئت... أظن أننا اتفقنا على كل بنود صفقتنا.
قالت قبل ان تسلخ عينيها من عينيه
نعم...أظن أننا اتفقنا على كل بنود صفقتنا.
سبقته إلى خارج الغرفة ثم استندت إلى الجدار و زفرت بقوة... يا إلهي ما الذي سأقدم عليه عندما خرج أليخاندرو وجدها واقفة مغمضة عينيها فاقترب منها و وضع يده على ذراعها
إلينا هل أنت بخير
انتفضت بعيدا عن لمسته
نعم انا بخير... بخير جدا.
نظر لها بتشكك
لا أظن....أعتقد انك بحاجة إلى الراحة كما قال الطبيب فلقد توترت كثيرا هذا المساء هيا لنذهب إلى أمي و بعدها ساوصلك إلى غرفتك لترتاحي قبل أن تجلب لك ماريا العشاء.
لكنني لن أستطيع أن أظل في غرفتك
و لما لا تستطيعين
أين....أين ستنام
في أي غرفة أخرى كما تعلمين الفيلا مليئة بالغرف هيا الآن لكي لا نتأخر على والدتي سنجدها الآن تتساءل من منا قتل الآخر.
ابتسمت
حسنا هيا بنا.
امسك ذراعها يقودها إلى غرفة والدته فأحس بارتعاشها
هل تشعرين بالبرد.
نظرت له... اي برد هذا في مثل هذا الجو لكنها قالت له
نعم قليلا.
قبل أن يخلع سترته منعته
لا داعي فبعد قليل سوف أذهب إلى فراشي.
كما تشائين.
استقبلت إليزابيث خبر زواج إلينا و أليخاندرو بفرحة كبيرة حتى أنها كانت ستغادر سريرها إلا أنهما منعاها قالت
يجب ان نبدا في تحضير كل شئ... فستان العرس و كروت الدعوة و يجب أن نتصل بمتعهدي الزفاف لكي نختار الاطعمة التي سنقدمها ناهيك عن قائمة المدعوين سوف يجن الناس عندما يعرفوا ان أليخاندرو سوف يتزوج... اها بالإضافة إلى...
قاطعها أليخاندرو
إمي اهدئي قليلا كل شئ سوف يتم في وقته كما انك لا يفيدك الحماسة الزائدة الآن أنت مريضة.
نظرت لها ماريا محذرة فهدأت في سريرها
لكن لابد أنك تعذرني انا في قمة السعادة يا بني لا أكاد أصدق أنك ستتزوج حقيقة
و ممن من إلينا ابنتي الغالية...
صمتت قليلا ثم قالت بلهجة قاطعة جعلت إلينا
و أليخاندرو ينظران إلى بعضهما البعض
إنني متأكدة أنكما ستجدان السعادة معا.
عندما عادت لتتحدث عن تحضيرات العرس بحماسة لم يستطع احد أن يوقفها
أريد كل شئ أن يكون كاملا سوف يكون عرس تحلف به أسبانيا كلها....
قاطعها أليخاندرو و إلينا عندما قالا في نفس الوقت
نريد عرس هادئ.
نظر كلاهما لبعض بينما احتجت إليزابيث بقوة
عرس هادئ أي عرس هادئ ...هذا ما لن اقبله يا أولاد هل فهمتما
نظرت إلينا إلى أليخاندرو مستنجدة فاقترب منها و أحاط كتفيها بذراعه قائلا و هو ينظر في عينيها
أمي الزفاف الطويل يأخذ وقت طويل و انا لا أستطيع الإنتظار اكثر لتكون إلينا لي.
حبست إلينا أنفاسها ...يا إلهي لقد بدى أن ما يقوله حقيقي إنه يستحق جائزة الأوسكار حقا... حتى أن والدته هتفت في سعادة كالأطفال
كم هذا جميل... حسنا إذا كان هذا ما تريدانه فانا موافقة لكن بعد ان تعودا من شهر العسل سوف نقيم لكما حفلة كبيرة.
الټفتا لها و هتفا
شهر عسل
نعم كأي زوجين يجب أن تذهبا في شهر عسل.
لكن يا أمي لا أستطيع أن اترك المزرعة و خاصة بعد أن تركت إلينا العمل فيها.
قالت ماريا
لا عليك... سوف يهتم ماركو بكل شئ ريثما تعودا.
قبل ان يحتج أي منهما قالت إليزابيث
لقد انتهينا من هذا النقاش يكفي انكما ستحرماني من لذة التحضير للزفاف لكن إعلما انني أنتظر منكما أن تشتريا جهاز كامل للعروس.
قالت إلينا
أي عروس
أنت يا ابنتي.
لا يا أمي لا أريد أي شئ فلا ينقصني شئ.
لا... لا ....لا.
التفتت لأليخاندرو
يجب ان تذهب بها إلى باريس لتشتري لها كل اللوازم.
هتفا
باريس
قالت إليزابيث بسخط
هل ستظلان ترددان كل ما أقوله بهذه الهتافات التي تشبه هتافات ضباط الجيش.
ضحكت ماريا
معك حق و كانهما في القوات الخاصة.
نظرت إلينا إلى جانب وجه أليخاندرو الذي استرخى في ابتسامة ساحرة خطفت أنفاسها...ياربي يجب أن اتمالك نفسي إن هذا الزواج هو كما سبق و اتفقا صفقة عمل و يجب ان يظل كذلك تناهى إلى سمعها صوت أليخاندرو و هو يقول لوالدته مداعبا
حسنا سوف يكون لك ما شئت سوف أصحب إلينا إلى باريس و اشتري لها كل اللوازم كما قلت و أظنك تقصدين بذلك الكثير و الكثير من الملابس الداخلية الحريرية المخرمة.
فكرت إلينا ما...ما الذي يقوله سوف أريه عندما نخرج من هنا.
نظر أليخاندرو إلى وجه إلينا الذي احمر بطريقة ساحرة و استأذن من والدته و خرج عندما صارا خارج الغرفة نظرت له پغضب لكنها قبل ان تتكلم قال لها
كنت أظن ان هذا زال منذ العصر الفكتوري.
ما الذي زال منذ العصر الفكتوري.
الإحمرار خجلا عند سماع شئ ما او تعليق ما...كم هو أمر ساحر
لا إنه الإحمرار ڠضبا.
قهقه ضاحكا
لا يا عزيزتي آه لو رأيت وجهك عندما كنا نتكلم عن...
صمت فقالت ملقدة طريقته
الملابس الداخلية الحريرية المخرمة.
زاد ضحكه
هل هناك عروس لا تشتري هذه الأشياء.
شاركته في الضحك بعد أن ضړبته بقبضتها في كتفه...توقفا عن الضحك و نظر كل منهما للآخر في لحظة مميزة انفصل فيها كلاهما عن العالم...قطع أليخاندرو الصمت عندما قال
لم تسنح لي الفرصة لأطلب منك الزواج بشكل لائق.
جثا على ركبته أرضا و امسك يدها فاعترضت
سي.... أليخاندرو كفاك سخرية و مزاح.
لا إنني لا أمزح... إلينا آدمز....
قاطعته
بل إلينا التاميرانو.
هز يدها
اغلقي فمك و دعيني اتكلم...إلينا جورج آدمز هل تقبلين الزواج مني.
يا إله السماوات ما هذا الرجل إن هذه أروع طريقة يطلب فيها الزواج منها بالرغم من أنها المرة الوحيدة التي يكون الطالب فيها مجبرا ابتسمت... يالسخرية القدر.
لماذا هذه الابتسامة هل تنوين ان ترفضينني بكل قساوة قلب و انت تبتسمين
سحبت يده ليقف و هي مبتسمة
كفاك مزاحا يا رجل... طبعا اقبل الزواج منك أليخاندرو ألتاميرانو دلكاستيو.
ألم أقل لك ان اسمي يكون ولا أروع عندما تنطقينه.
قلت لك كفاك مزاحا و إعلم من الآن أن التملق لا ينفع معي... كما انه يجب ان لا نضيع وقتنا في المزاح لقد رأيت ما فعلته والدتك في الداخل يجب أن نتفق على كل شئ و لا نترك شئ للصدف.... و لا أريد أن اسمع كلمة عن الملابس الداخلية مرة اخرى هل تفهم لن اسمح لك أن تتسلى على حسابي.
ابتسم
و ما الضرر إن استمتعنا بما نفعل.
رفعت اصبعها محذرة
أليخاندرو إننا في خضم صفقة عمل لا تنسى.
قال بخفة
معك حق نحن في خضم صفقة عمل لكن ما الضرر لو جعلناها صفقة عمل ممتعة.
قالت له إلينا موبخة
لقد نفضت يدي منك... إنك انسان لا امل منه.
قال بمرح
لقد قيل لي هذا كثيرا لكنني لم أصدق إلا هذه المرة... هيا إلى الفراش أيتها المتسلطة و سوف تأتيك ماريا بعشائك الذي لو لم تنهيه كاملا سوف آتي لك بنفسي و أريك التسلط الحقيقي.
نظرت له مطولا
حسنا سيدي القائد..... و اكملت في سرها حسنا يا زوجي المستقبلي.
الفصل التاسع عرس بلا عروس
بالرغم من إتفاق إلينا و أليخاندرو مع إليزابيث على عدم تحضير زفاف كبير بدأت إليزابيث في تحضيرات كثيرة ... وجدت إلينا نفسها وحيدة أمام إصرار إليزابيث بعدما سافر أليخاندرو إلى أمريكا لينهي بعض الأمور العالقة في العمل ويرتب أمر نقل مقرالشركة إلى أسبانيا.
في أحد الليالي جلست إليزابيث مع إلينا و ماريا و كانت منهمكة في إعداد قائمة بالمدعوين
ماريا تعالي و ألقي نظرة على هذه القائمة لا أريد أن أنسى أحد.
نظرت إلينا إلى ماريا مستنجدة فقالت الأخيرة
بيث أريدك أن تأخذي الأمور بروية ولاتنسي أن أليخاندرو لن يعجبه ما تقومين به.
لاتقلقي ماريا سوف....
قاطعتها إلينا
أمي لقد أخبرناك أنا و أليخاندرو أننا نريد عرس هادئ.
يمكن أن يكون لأي كان عرس هادئ لكن ليس لك أنت و أليخاندرو .
لم تستطع أيا من إلينا أو ماريا أن تثني إليزابيث عن ما تريد القيام به و مع مرور الأيام ابتدأت تتذمر من غياب ابنها
أين ذلك الفتى ألم يقل أنه سيأتي خلال يومين لقد مر على ذهابه أسبوع هل نسى أن أمامكما الكثير من التبضع سوف أذهب لأتصل به.
منعتها إلينا
اتركيه يرتب أموره أنا متأكدة أنه حالما ينهي عمله سيعود سريعا.
أحست إلينا أنه مع وصول جديها صارت الأمور أكثر احتداما فبالرغم من تفهم جديها لها و إحساسهما بها إلا أن حماسة إليزابيث جرفتهما فاندمجا معها في التحضير كما قررت إليزابيث أنهما سيعيشان معهم في الفيلا و رفضت رفضا قاطعا أي محاولة منهما للبحث عن مسكن آخر.
كان الكل في غرفة الجلوس يتحدثون عن الحدث الأكبر و كل منهم يقدم إقتراحاته بما يجب عمله و ما لا يجب عمله.... أحست إلينا بالضياع و هي جالسة تستمع إليهم يخططون لزفافها و كأنه حدث الموسم فتذرعت بالصداع و تركتهم...بينما هي في طريقها إلى
غرفتها رن جرس الهاتف فرفعت السماعة لم تعرف ما الذي أصابها عندما تناهى إلى
سمعها صوت أليخاندرو العميق لقد فوت قلبها دقة
آآآه لا تعلم كم من المريح سماع صوتك أليخاندرو.
قال ساخرا
إلينا عزيزتي لو كنت أعلم أنك ستحتفين بي بهذا الشكل لكنت اتصلت بك منذ أيام...مؤكد أنك تعلمين أنني في ضغط كبير هنا.
أعلم ...أما انت فلا تعلم ما الذي يحدث هنا لقد ألقت والدتك بكل ما اتفقنا عليه عرض الحائط كما أن جدي و جدتي الذان ظننتهما سيقفان في صفي انضما إليها و صارا من جنودها المخلصين.
متى وصلا
نعم منذ يومين... أليخاندرو لا أعرف ماذا أفعل إنني أحس بالضياع.
لمس أليخاندرو في صوتها الاستنجاد فقال لها
عندي فكرة سنصيب بها عصفورين بحجر واحد.
ما الذي تفكر فيه
سوف أنجدك مما أنت فيه و سأرضي أمي في وقت واحد.
حسنا ألن تخبرني بما تفكر
في ما بعد يا عزيزتي... انتبهي لنفسك حتى آت لك إلى اللقاء.
أغلق أليخاندرو الخط... نظرت للسماعة و استرجعت آخر ما قاله لها... انتبهي إلى نفسك و...عزيزتي هزت رأسها يجب أن لا تنساقي في الدور الذي تلعبينه يا إلينا إن هذا آخر ما تحتاجين إليه صعدت إلى غرفتها لكنها لم تستطيع أن تنكر شعور الإرتياح و الطمأنينة الذي أحست به بعد مكالمة أليخاندرو و تذكرت وعده لها بان ينتشلها من الدوامة التي علقت فيها... لم تعرف ماذا في ذلك الرجل يجعلها تغضب منه ڠضبا شديدا و في نفس الوقت تثق فيه بقوة.
استيقظت إلينا على صوت طرق على باب غرفتها... لابد أنها الخادمة
ادخلي كريستينا.
دخل أليخاندرو فرآها تنهض و ترفع شعرها عن وجهها بينما كان النعاس مازال يملأ عينيها... كانت ساحرة.
عندما رأته إلينا انتفضت وافقة بعد أن رمت الغطاء عنها فنظر إلى منامتها الزهرية و رفع حاجبه الشهير
ما هذا الذي تلبسينه يا إلينا لولا شعرك ذو اللون الذهبي الفريد و عينيك الخضراء المشعة لما كنت ميزتك لقد ظننت لبرهة أنني دخلت غرفة طفلة في العاشرة من عمرها.
احمر وجهها
كيف تدخل بهذه الطريقة
لقد طرقت الباب و دعوتيني للدخول.
لقد ظننت أنها كريستينا.
و أنا ظننت أنك استيقظت منذ مدة إنها الحادية عشر.
نظرت إلى الساعة بدهشة
لقد تأخرت بالنوم أمس.
ولما الأرق هل كنت ساهرة تفكرين بي
نظرت له بإرهاق
أليخاندرو صدقا ليست بي طاقة للجدال أنت لا تعلم ما مررت به خلال غيابك.
حسنا أعتذر لقد عرفت عندما استقبلتني والدتي بنبذة عن إنجازاتها و لقد تعرفت على جديك إنهما لطيفان و يبدو أنهما متيمان ببعضهما.
افتر ثغر إلينا عن إبتسامة حالمة...نعم معه حق إن من يراهما يلاحظ حبهما الواضح...هذا ما كانت تتمناه لنفسها.
نظر أليخاندرو إلى وجهها الحالم... آه ما أجملها لكنها ليست لي إنها كانت و ستظل لريكاردو و كل ما أقوم به الآن أن أسعد والدتي.
دفعها برفق إلى الحمام
هيا إجهزي فسوف نذهب إلى باريس.
وقفت في منتصف الطريق و التفتت له
ماذا باريس
نعم ألم أعدك بطريقة للخلاص مما أنت فيه عندما أخبرت والدتي أننا سنذهب لنشتري لك كل لوازمك فرحت كثيرا و قالت لي لقد بدأت الآن تتصرف كالخطيب الطبيعي.
ابتسمت إلينا عندما ذكرها بذلك الحديث عن اللوازم الذي أجرياه منذ أسبوع... ابتسم هو الآخر
هيا أسرعي أيتها الكسولة.
بعد ساعتين كانا على متن طائرة خاصة في طريقها إلى باريس نظرت إلى الرجل الجالس بجوارها...هل سأكون زوجة هذا الرجل خلال أيام مستحيل... عندما الټفت لها شكرته
أشكرك على سرعتك في المجئ لقد أنقذتني فعلا.
أفعل أي شئ لأجلك قال جملته هذه و غمرها ممازحا.
كانت تريد أن تقول له أن يتوقف عن فعل هذا.
اشترى أليخالندرو لها الكثير من الملابس و الأشياء...كانا يخرجان من متجر ليدخلا متجر آخر لاحظت إلينا بضيق أن العاملات في كل متجر مرا به كن ترمقن أليخاندرو بنظرات ذابلة و يمازحونه بينما كان هو يرد على فكاهاتهم بضحكاته الرنانة...ڠضبت من نفسها لما أتضايق مما يحدث فليضحك كما يشاء حتى أنه بإمكانهن أن يأكلنه هنيئا لهم.
وقف و أمسك بيدها
هيا بنا لنتناول الغداء يا عزيزتي.
الټفت إلى الفتيات
سوف نعود بعد ساعة أو ساعتين لنأخذ الأغراض و نرى إذا كنا سنأخذ شئ آخر.
عندما أصبحا خرج المتجر سألها
ما بك
لا شئ.
بل هناك شئ كلما نظرت إليك وجدتك سارحة بأفكارك بعيدا و كأنك في مكان آخر.
هزت رأسها
صدقا لاشئ إنني بخير.
أعلم أنك بخير لكنك لست معي.
عندما لم ترد أمسك بذراعها و قادها إلى مطعم في الجهة الأخرى من الشارع.
أثناء تناول الطعام إلتزمت إلينا الصمت لكن يبدو أن أليخاندرو لم يكن ينوي أن يتركها لحالها
هل أعجبك الطعام
نعم.
من المؤكد أنك قدمت إلى باريس من ريكادرو كثيرا فهو يحب الأسفار.
لا.
إلينا هل ستظلين تردين على أسئلتي بكلمة واحدة.
رفعت له عينين كئيبتين و قالت بنفاذ صبر بعد أن نظرت للطاولة مرة أخرى
إجابة على سؤالك الأول نعم أعجبني الطعام كثيرا فهو لذيذ و إجابة على سؤالك الثاني لا لم يسبق لي أن قدمت مع ريكي إلى باريس أو إلى أي مكان آخر فلقد كان مشغول بأمور أخرى.
نعم لابد أنكما كنتما غارقين في بعضكما البعض و لا وقت لديكما للسفر.
نظرت له مطولا ياله من غافل حسنا ستتركه يظن أنهما كانا غارقبن كما يقول في حب بعضهما... كانت ستقول له نعم كنا كذلك لكنها لم تستطيع و فوق هذا كله امتلأت عينيها بالدموع فاصابها الذعر يجب أن لا يرى دموعي ... مستحيل أن ابكي امامه أو امام أي شخص آخر.
وضع أليخاندرو يده على يدها
أنا آسف لو كنت ذكرتك بريكاردو مما أحزنك.
رفعت عينيها إليه و قد تعاظم ذعرها... لقد فهمها بصورة خاطئة
لا إن الأمر ليس كذلك.
سألها بلطف دمر كل دفاعاتها
إذن ما الأمر إلينا أخبريني.
الامر هو... هو هذا الزفاف.
نعم لقد فهمت.... أمي أيضا اخبرتني انك لا تبدين على ما يرام كما قالت لي أنك بدوت في الأيام السابقة كمن يراقب ما يحدث كانه أمر لا يخصه و على حد تعبيرها كأنك لم تكوني معهم على الأرض و هذا ما لاحظته أيضا و كأنك لست العروس...إلينا إنني أحتاجك هنا معي.
شد على يدها
لا تقلقي سوف ننجح معا... بإمكاننا ذلك.
وقف فجأة
تعالي معي.
إلى أين
رمى على الطاولة رزمة من النقود و خرج بها مسرعا و عندما وصلا إلى المتجر تركها هناك
انتظريني هنا....
الټفت إلى العاملات بالمتجر
سوف اترك لكم أميرتي إنها أمانتكم سوف أعود لآخذها فاعتنوا بها جيدا.
ابتسمت الفتيات و بعد أن خرج تقدمت إحداهن منها
إنك محظوظة يا آنستي فيبدو لي أن رجلك يحبك پجنون.
فكرت إلينا بسخرية رجلي و يحبني پجنون إنتابتها رغبة في أن تضحك بهستيرية حتى البكاء.
عاد أليخاندرو بعد ساعتين فسألته
لما تأخرت
كنت أنهي بعض الأمور هيا بنا فلابد أنك متعبة.
إلى أين
سنذهب إلى أسبانيا
أعطى أحد العاملات كرت
أرسلوا كل الاغراض إلى هذا الفندق.
سالته إلينا بينما هما
في طريقهما للخارج
أي فندق هل سنبيت هنا اليوم هل أخبرت والدتك قد تقلق علينا فلقد أخبرناها قبل أن نرحل اننا سنعود اليوم.
لا تقلقي لقد تدبرت أمر كل شئ والدتي و ماريا و ماركو و جديك أيضا سيكونوا هنا غدا.
ما... ماذا هل لك أن تشرح لي ماذا تفعل فلا يعجبني الإحساس بالضياع الذي يلازمني منذ...
قاطعها
سوف أخبرك بكل شئ في طريقنا للفندق.
عندما استقرا في سيارة الأجرة قال لها
عندما تركتك طلبت إذن خاص للزواج في الظروف العادية كان ليستغرق حصولنا على الإذن ثلاثة أيام لكن لي صديق فرنسي ساعدني كثيرا و سوف نذهب غدا ظهرا إلى مكتب التسجيل لنتزوج.
فتحت إلينا فمها لتتكلم لكنها لم تجد ما تقوله و أغلقت فمها مرة أخرى بينما اكمل أليخاندرو
لم تعجبني حالتك أبدا إلينا و عاهدت نفسي أن أسهل عليك الأمور قدر المستطاع و بحسب ما تفعله والدتي لن أستطيع إلا أن أراقبك و أنت ضائعة و حائرة... عليك أن تعترفي إنك كنت بدأت تجبنين.
وافقته
نعم لقد بدأت أحس أن علي التراجع عن هذا الزواج لقد...
قاطعها
أعلم لكن الآن ستسير الأمور كما نريدها نحن ...غدا سيأتي الكل و ستكون بانتظارهم مفاجأة كبيرة لكن ما أريده منك أن تظلي معي لا مزيد من الشرود و النظرات الضائعة إنه عرسنا إلينا أنا و أنت و لا أريد عرس بلا عروس يا عزيزتي.
سالته
حتى لو كان مجرد إدعاء
أومأ برأسه وقال بلطف
حتى لو كان مجرد إدعاء.
الفصل العاشر شهر عسل مع إيقاف التنفيذ
أوصل أليخاندرو إلينا إلى غرفتها
سوف أمر بك الساعة السابعة لأصحبك إلى العشاء.
إلى أين أنت ذاهب
سوف أنهي بعض الأمور.
قالت إلينا بسخط
ما هذه الأمور التي لا تريد أن تنتهي.
صمتت ثم قالت معتذرة
أنا آسفة لا أعلم ما بي إن أعصابي منهكة.
لا عليك... سأحاول أن لا أتأخر عليك.
حسنا.
بعد أن ذهب أليخاندرو اتصلت إلينا بالفيلا و عندما ردت عليها ماريا أمطرتها بالكثير من الأسئلة التي لم تعرف إلينا أن ترد على أيا منها و قبل أن تستطيع أن ترد كانت إليزابيث قد دخلت في الخط و هي تعتذر لماريا
اسمحي لي أن اختطف السماعة منك يا ماريا.
سمعت صوت ماريا تضحك
لا عليك بيث أعلم أنك قلقة على إلينا.
تكلمت إلينا و هي تصلي أن لا تمطرها إليزابيث بالأسئلة كما فعلت ماريا
كيف حالك أمي
بخير و أنت يا عزيزتي هل أنت بخير تعلمين أنها المرة الأولى التي تفارقينني فيها منذ قدمت للفيلا و لا أستطيع إلا أن اقلق عليك.
لا تقلقي إنني بخير فكما تعلمين أليخاندرو هنا و يعتني بي جيدا.
أعلم.
صمتت إليزابيث فأحست إلينا بما هو قادم فتنهدت
ما الأمر يا أمي
لماذا استدعانا أليخاندرو على وجه السرعة لقد طلب منا أن نستعد للذهاب إلى باريس في الصباح الباكر.
أخذت إلينا تفكر بسرعة لتجد أي سبب بحيث لا تفصح عن ما ينويه أليخاندرو لم تجد نفسها إلا و هي تقول
يريدنا أن نحتفل بخطوبتنا.
تنهدت إلينا بارتياح عندما سمعت صيحة إليزابيث الفرحة و سمعتها و هي تقول لماريا ثم قالت لها
هذا ما كان يجب أن نقوم به لا أعرف كيف فاتني الأمر... لقد أحسن أليخاندرو العمل حبيبتي لقد كنت أنوي أن أتحدث معك أكثر من ذلك لكن يجب أن نجهز.
سألتها إلينا بدهشة
من الآن
نعم من الآن... يجب ان أجد ثوب جميل لي أنا و ماريا و يجب أن نجد لماركو بدلة انيقة كما أنه يمكنني أن أصحب كريستينا و جوليا.
ابتسمت إلينا بحب... يا لها من إنسانة حنونة لا تنسى أحد.
أغلقت إليزابيث الخط بعد أن أوصتها بأن تعتني بنفسها جيدا...جلست إلينا تفكر ياإلهي ما الذي فعلته يجب أن أخبر أليخاندرو ترى كيف ستكون ردة فعله هل سيغضب لأنها تصرفت من نفسها.
وصل أليخاندرو الساعة الثامنة
أعتذر عن التأخير لكنني أخذت وقت طويل في تحضير هذا...
أخرج من جيب سترته علبة مخملية
أتمنى أن ينال إعجابك.
تناولت منه العلبة و فتحتها...اهتزت يدها
ما هذا
نظر في عينيها بطريقة وترتها
إنه خاتم الخطوبة لم أجد وقت لأبتاعه لك قبل الآن...
قاطعته متأثرة و هي تنظر للزمرة الكبيرة التي تحيط بها ماسات صغيرة
لكن...لكن لما العناء كان يمكنني أن أرتدي أي خاتم من عندي.
رفعت عينيها فالتقت بعينيه
لا وجود لكلمة لكن... إن هذا خاتمي أنا أعطيه لك ليكون رمز إرتباطنا ...هل أعجبك
إنه... إنه رائع.
إنه بلون عينيك... هل أخبرك أحد من قبل أن عينيك بلون الزمرد و خاصة عندما تغضبين.
بدد مزاحه التوتر الذي كان يسود الجو... ابتسمت
لا أنت أول من يقول لي هذا الأمر
يبدو أنني لاحظت هذا الأمر لأنك عندما تكونين معي تكونين كثيرة الڠضب.
قالت إلينا و قد تذكرت
لقد كدت أنسى أن أخبرك... لقد اتصلت بأسبانيا بعد أن خرجت.
حقا.... لابد أن والدتي فرحت عندما كلمتيها لقد استجوبتني ظهر اليوم عندما اتصلت بها.. سالتني عنك كثيرا هل تأكل جيدا هل تفعل هذا أو ذاك و كأننا هنا منذ دهر و ليس يوم واحد.
نعم كانت سعيدة و إنهالت علي بالكثير من الأسئلة في ما يخص قدومهم غدا... ماذا أخبرتهم
لم أقل شئ.... قلت لهم أنهم سيعرفون عندما يأتوا.
ترددت إلينا فسألها
ماذا قلت لها
لم أعرف ما أقول فأخبرتها أنك تريدنا أن نحتفل بخطوبتها.
نظر لها للحظات كتمت فيها أنفاسها لكنه سرعان ما ابتسم
مرحى لك... لقد أحسنت التصرف لابد أن أمي الآن تجهز نفسها و بكل دأب لتكون في أبهى حلة هي و ماريا و ماركو بما أنهم سيحتفلون بخطوبتنا.
تنهدت إلينا بارتياح
كنت أظنك ستغضب عندما تعرف لكنني لم أجد حجة أخرى .
لم أكن لأجد أفضل من ما قلت.
بعد أن تناولا العشاء توجه كل منهما إلى غرفته... كانت إلينا تظن أن النوم سيجافيها و هي تفكر بما سيحدث غدا لكنها ما ان وضعت رأسها على الوسادة حتى غابت في سبات عميق.
استيقظت إلينا عندما طرق أليخاندرو الباب فصړخت ادخل قبل أن تركض للحمام.
بعد أن جهزت و خرجت كان أليخاندرو يمسك بين يديه ثوب أبيض رائع...عندما تقدمت منه تتلمسه ترقرقت دموع في عينيها سارعت في إخفائها قبل أن يراها أليخاندرو الذي سالها عندما لم تتكلم
ما رأيك به إنه فستان أمي لكنني أخذته للمصبغة كما أدخلت خياطة ماهرة عليه بعض التعديلات ليلائمك.
متى جئت به من أسبانيا
لقد وصل اليوم
لكن....
قاطعها
إنه ماركو... بالرغم من أنه عجوز طيب إلا أنه متآمر لعين بإمكان المرء أن يعتمد عليه.
ضحكت إلينا ثم سألته فجأة
لكن قد تعترض والدتك عندما....
سألها
هل تعتقدين حقا إنها قد تعترض أو تتضايق عندما ترى ابنتها الغالية إلينا ترتدي ثوب زفافها أجيبيني.
لا إن والدتك سوف تفرح كثيرا... لكنني أرى أننا نتمادى
في خداعنا...
قاطعها بحنق
أي خداع هذا إنه زواج حقيقي... هيا إرتدي ملابسك أريدك أن تجهزي بسرعة
سوف يصل المزين خلال نصف ساعة أريدك أن تكوني جاهزة عندما يصل الكل.
أخذت منه الفستان و وضعته على السرير ثم دفعته خارج الغرفة
حسنا لكن لا أريدك أن تأتي إلى هنا مرة أخرى...سوف أراك في مكتب التسجيل.
لكن....
حان دوري لأقول لك أنه لا وجود لكلمة لكن اسمع ما يقال لك.
ابتسم
أمرك أيتها المتسلطة....كما أنني لم أكن أنوي أن ابقى فرؤية العريس لعروسه في الفستان قبل الزفاف يجلب سوء الطالع.
عندما دخلت إليزابيث الغرفة و رأت إلينا تجلس أمام المرآة مرتدية ثوب الزفاف صړخت
آه...يا إلهي ما هذا يا إلينا
التفتت إلينا لترى إليزابيث تضع يدها على فمها و ماريا تدخل الغرفة راكضة إثر صړخة إليزابيث
كما ترين أرتدي ثوب زفافك إن لم يكن عندك مانع.
تقدمت إليزابيث منها ټحتضنها
أي مانع أيتها الحمقاء لكنك تعلمين أنك فاجأتيني... عندما أرى أليخاندرو سوف أكسر رأسه لكنها مفاجأة رائعة.
ابعدت إلينا عنها ممسكة بكتفيها
ياربي ما أجملك.
ترقرقت الدموع في عينيها فسارعت تمسحهم بينما تقدمت ماريا من إلينا و احتضنتها
مبارك لك يا ابنتي.
قالت إلينا
أتمنى أن لا تغضبوا منا لقد كان ما تحضرونه من أجلنا يفوق طاقتنا فقام أليخاندرو بإعداد هذه الخطة البديلة.
ضحكت إليزابيث
إنني لا أعارض فاليوم ستصبحين زوجة ابني أليخاندرو و هذا سيشفع لكما عندي.
ضحكت ماريا
خير البر عاجله.
طرق باب الغرفة فذهبت ماريا لترد و عندما عادت قالت لهما
إنه ماركو يستعجلنا يبدو أن أليخاندرو يتصل به كل دقيقتين هيا بنا.
نظرت إلينا إلى نفسها في المرآة نظرة أخيرة... إنها لم تكن بهذا الجمال أبدا حتى في زفافها الأول لم تكن بهذا البهاء .... استفاقت مذكرة نفسها لكنها اليوم إنسانة مختلفة عن تلك التي كانتها في زفافها الأول فشتان بين الأحلام الوردية التي كانت تحملها يومها و بين ما تقدم عليه الآن.
بالرغم من كل ما حاولت إلينا أن تقنع نفسها به إلا أنها لم تستطع أن تمحي التوتر الذي كانت تحس به فاستمرت تلوي الطرحة بين أصابها فامسكت إليزابيث يديها
إهدئي يا عزيزتي أعلم أنكما ستكونان سعيدان معا و كل شئ يكون على ما يرام.
نظرت إلينا إليها شاكرة لها دعمها ثم شدت همتها يجب أن أكون اقوى من ذلك... إن الخۏف و الضعف لا يناسبني أنا لقد انتهى زمن هذه الأحاسيس البالية.
كانت إلينا تقف بالباب و حولها إليزابيث و ماريا و ماركو بالإضافة إلى كريستينا و جوليا لكن ما أن وقعت عينيها على الرجل الواقف في آخر الغرفة أحست أنه ليس هناك غيرهما هما الإثنين...كان يرتدي بذلة سوداء رائعة التفصيل...وقف ينظر إليها بتمعن حتى أنها ظنت أن عينيه اخترقتا قماش الخمار الذي كان يخطي وجهها و تركزتا على عينيها...سارت ببطء لكي لا تتعثر و بعدها لم تحس بأي شئ إلا أنها كانت تتكلم عندما كان يجب أن تتكلم و بعدها وقعت و ألبسها أليخاندرو خاتم الزواج الذهبي....و انتهت المراسم تناهى لها صوت الرجل يقول
الآن أعلنكما زوج و زوجة... بامكانك أن تعانق العروس.
رفع أليخاندرو الخمار عن وجهها ببطء و نظر في عينيها و قد لمعت عينيه ببريق سرعان ما اختفى حتى انها ظنت أنها تخيلت وجوده ثم و أمام دهشتها إحتواها بين ذراعيه و عندما أحس بارتعاشها همس في اذنها
الكل يتفرج علينا هل لك أن تبدي سعيدة من اجلهم.
طوقت عنقه بذراعيها و غابت في عناقه حررها أليخاندرو و نظر إلى عينيها ذات النظرة بينما تعالى صوت تصفيق في أنحاء الغرفة و كأنه ليذكرهم أنهما ليسا الوحيدين في المكان.
تلقت إلينا التهانئ و المباركات و هي شاردة الذهن ترى ما الذي كانت تفكر فيه عندما سمحت له أن يعانقها بهذا الشكل...لا يجب أن يتكرر مثل هذا الأمر يجب... قطع حبل أفكارها صوت أليخاندرو و هو يمسك بيدها لتتأبط ذراعه
إلى أين وصلت
ما.. ماذا تقول
أسألك لما الشرود لقد انتهى الأمر على خير ما يرام... لقد مرت المحڼة.
عندما استمرت في النظر له و كأنها لا تفهم ما يقول قال لها
لا تنظري إلي بهذه الطريقة و إلا سيحصل ما لا يحمد عقباه.
اقتربت منهما إليزابيث
بما أنكما صرتما زوجين يجب أن نترككما وحدكما.
نظر لها أليخاندرو و إلينا بينما استمرت في الكلام بسرعة غير راغبة في أن يقاطعها أحد
سوف نعود إلى أسبانيا و من الآن ستبدآ شهر العسل.
قال اليخاندرو
أي شهر عسل
شهر العسل الخاص بكما و بما أنكما في باريس أكثر مدن العالم رومانسية لن ينقصكما إلا الترتيبات و قد قمت بها... لقد جحزت لكما جناح العرائس في الفندق و الباقي سأتركه لكما.
قالت إلينا
لكن أمي...
قاطعتها إليزابيث
أنكما لستما الوحيدان الذين يجيدان التخطيط...سوف أذهب الآن إلى اللقاء.
لحقا بها إلى خارج المبنى
انتظري يا أمي... إنني أنوي أن يكون لنا شهر عسل لكن ليس الآن فلدي الكثير من الأعمال.
فلتذهب الأعمال للچحيم.
نظرت إلينا إلى أليخاندرو بدهشة فبادلها النظرات... ما هذا الذي تقوله والدته أخيرا استسلم
حسنا سنبقى لكن لأسبوع فقط على وعد مني لإلينا أن يكون لنا شهر عسل آخر.
احاط كتيفها بذراعه فرفعت له وجهها الذي أشرق فنظرت لهما إليزابيث في سعادة و ركبت السيارة التي انطلقت بعد أن لوح لهما الجميع.
بعد أن غابت السيارة عن الأنظار تركها أليخاندرو متنحنحا
هل سمعت الطريقة التي كانت والدتي تتكلم بها إنها المرة الأولى التي أسمها تتكلم عن الچحيم.
ضحكت إلينا بقوة
نعم....نعم لقد كان وجه جديد لها لكنه كالعادة وجه محبب للنفس.
نظر أليخاندرو إليها و هي تضحك إنها المرة الأولى التي يحس فيها أنها تضحك من قلبها دون أن يرى الحزن يترك ظله على ملامحها.
أمسك يدها
هيا لنعود للفندق فلابد أنك جائعة.
نعم إنني أتضور جوعا.
استقرا في جناح العرائس لأن أليخاندرو رفض أن يلغيا الحجز لأن ذلك من شأنه ان يصل إلى والدته التي ستلقي الكثير من الأسئلة... كانت إلينا في قمة التوتر كيف لهما أن يبقيا في نفس الغرفة و عندما لاحظ أليخاندرو توترها
مابك يا إلينا إنك تتصرفين و كأنك قطة على صفيح ساخن...لا تقلقي فلن تريني كثيرا لأنني خلال هذا الأسبوع سأحاول قدر الأمكان أن انهي أعمالي المتراكمة لقد وصل مساعدي الخاص اليوم و هو موجود معنا في نفس الفندق.
لكن ألن يتساءل... صمتت فقال لها
لا تقلقي أليكس صديقي الحميم يرى و لا يتكلم أبدا كما انه يعرف ظروف زواجنا.
نظرت له پغضب...ظروف زواجنا هذا المتعجرف المغرور.
أمسكت بقماش الفستان بقوة ترفعه و توجهت للحمام... عندما هدأ ڠضبها تذكرت أنها لم تجلب معها شئ لترتديه فنادت على أليخاندرو و مدت ذراعها من الباب
ناولني ما ألبسه فلقد نسيت....
قاطعها ضاحكا
هذا هو آخر الڠضب أيتها الڼارية.
صړخت به
توقف يا رجل عن إلقاء النعوت علي و أحضر لي شئ لعين لأرتديه.
طقطق بلسانه في
اعتراض
هل هذه طريقة كلام تعتمدها سيدة مجمع راقية.
فتحت باب الحمام و كانت على وشك أن تصرخ
به لكنها رأته يرفع حاجبه اللعېن فصړخت و صفقت الباب
عندما أضع يدي عليك سوف أخنقك أليخاندرو ألتاميرانو.
طرق الباب
سيدة ألتاميرانو.
فتحت الباب قليلا و صړخت
ماذا تريد
ناولها ثوب
خذي هذا.
نظرت للثوب... إنه ذلك الفستان الذي لم تكن تريد أن تشتريه و اصر هو على ابتياعه عرف ما تفكر فيه فقال لها
خذيه هيا سيكون جميل عليك.
سأبدو كشجرة متنقله... إنه لونه شديد الإخضرار.
ابتسم بسماجة
إرتديه من أجلي يا عزيزتي.... ارضي زوجك و لا تنسي أننا في شهر العسل.
انتشلت منه الثوب بقوة لا لزوم لها و صفقت الباب في وجهه...تناهى إلى سمعها صوت ضحكته العميق.
عندما خرجت من الغرفة لم تجد أليخاندرو فوقفت أمام المرآة إنه على حق إن الفستان جميل جدا... قفزت إلينا عندما دخل أليخاندرو فجأة وقف خلفها و نظرا إلى بعضهما البعض في المرآة
ألم أقل لك أنه سيكون جميل.
تحركت من أمام المرآة لتهرب من أسر عينيه
الآن عرفت هل لنا الآن أن ننزل لنتناول الغداء أن هناك خطة تقتضي بإماتتي جوعا.
لا يا عزيزتي ....
قاطعته حانقة
توقف عن تكرار هذه الكلمة.
أي كلمة.
كلمة عزيزيتي هذه فأنا لست عزيزتك.
تكلم كانه لم يسمعها
هل تريدين أن تنزلي لتتناولي غداءك
إن لم يكن عن سيادتكم مانع.
لا مانع و لكن أين الرومانسيه في الأمر عريسان متزوجان للتو يتناولان غداءهما في مطعم الفندق.
قالت بعضب
و ما الذي تقترحه أيها النابغة.
ابتسم
أن ننزل لنتناول غداءنا في الأسفل.
أمسكت وسادة و ألقتها في وجهه فتلقاها ضاحكا قبل أن تصل إليه ثم ابتسم بخبث
الآن حان دوري.
صاحت و هي ترفع يديها أمامها
حسنا... أعتذر أعتذر.
قبلت اعتذارك.
عندما انزلت يديها بجوارها باغتها بضړبة أوقعتها على السرير فقفز فوق السرير بينما استعادت هي توازنها و أمسكت بوسادة أخرى و بدأت معركة ضارية قطعها دخول أليكس الذي لم ينتبه إليه أحد إلا عندما صفق
وقت مستقطع يا أولاد.
الټفت كلاهما بدهشة فضحك أليخاندرو و هي يعيد ترتيب شعره المشعث بينما احمر وجه إلينا.
قال أليكس
سوف انتظركما في غرفة الجلوس.
كافحت إلينا لتنزل من السرير و هي تقول من بين أسنانها
سوف أقتلك أليخاندرو ألتاميرانو.
ضحك
حسنا سوف نكمل معركتنا بعد أن يرحل أليكس حتى تنتهي بمۏت أحدنا.
في احلامك أن نكمل أي شئ لكنك محق في أمر مۏت أحدنا لكنه سيكون بكل تأكيد أنت.
تعرفت إلينا على أليكس و عرفت لما يعتبره أليخاندرو صديقه الحميم و ذراعه الأيمن لقد كان شخص في منتهى اللياقة ...سهل المعشر... تبدو عليه الأمانة اندمجت إلينا في الحديث معه فلقد كان انكليزي مثلها مما سهل تعارفهما طلب أليخاندرو الغداء إلى جناحهما و شاركهم اليكس فيه فكما تعرف إلينا لا تعد هي و أليخاندرو عروسين متشوقان إلى الإختلاء ببعضهما البعض بعد مرور ساعتين كانت إلينا تحس أنها مرتاحة كل الراحة لأليكس لكن أليخاندرو ما لبث أن انتزع أليكس من الجلسة
يكفي ما أضعناه من وقت .... انتظرني في الاستقبال بالأسفل و سوف ألحقك فأمامنا الكثير من الأعمال.
قبل أن يتكلم أليكس قال أليخاندرو بنفاذ صبر
لا تجادلني يا رجل...تحرك فليس أمامنا كل اليوم.
الټفت أليكس إلى إلينا
تشرفت بمعرفتك.
الشرف لي.
بعد أن خرج أليكس قال لها
أظن أنك استمتعت بما فيه الكفاية في هذا الغداء و الآن ساحرمك من رفقتي.
مع ألف سلامة.
و لا تنتظري مني أن أجلس بجوارك أسليك.
و أنا لم أنتظر منك أي شئ... قد يكون هذا شهر عسلنا لكنني سانتظر بفارغ الصبر لينتهي.
شعور متبادل.
بعد أن انتهيا من التجادل كالأطفال خرج و صفق الباب...جلست إلينا ما به هذا الرجل ما هذا الڠضب المفاجئ الذي أصابه نظرت حولها تتأمل الغرفة... جناح العرائس ما الذي خطړ لإليزابيث لتقوم بحجز مثل هذا الجناح لهما... سخرت من نفسها قد يكون خطړ لها أنها و أليخاندرو متزوجان حديثا و سيقضيان شهر عسل... نظرت إلى المرآة و قالت بصوت عالي شهر عسل مع إيقاف التنفيذ.
الفصل الحادي عشر بين وفاق و ڼزاع
عندما رآى أليكس أليخاندرو في الممر أقبل عليه فقال له أليخاندرو
سوف نتأخر على مدير شركة التسويق.... قاطعه أليكس
أي عمل هذا يا رجل الذي تتكلم عليه و عندك زوجة كإلينا.
نظر له أليخاندرو پغضب
و ما علاقة هذا بذاك... أنت تعرف أننا تزوجنا لأجل والدتي فقط.
نظر له أليكس كأنه يتحدث مع مچنون
إنك إنسان ميؤوس منه.
سأله أليخاندرو و هو يبتسم بسخرية
هل اتفقت مع إلينا على هذا الشئ
ماذا
لقد قالت لي نفس الجملة أنت إنسان ميؤوس منك.
ابتسم أليكس
على الأقل تزوجت من فتاة بعيدة النظر.
أمسك أليخاندرو بذراعه و جره
كفاك ثرثرة و لنذهب لننهي أعمالنا أيها المتحذلق.
كان أليخاندرو محق عندما تكلم عن أعماله المتراكمة لأنها كانت بالكاد تراه كان يخرج باكرا ليعود في وقت متأخر لينام على أريكة غرفة الجلوس بالجناح بينما هي تشغل غرفة النوم... بعد مرور يومين من الملل لم تقوم فيهما إلينا بأي شئ قررت أن تخرج و تسلي نفسها بينما ينهي أليخاندرو أعماله ليعودا سريعا إلى أسبانيا فلقد اشتاقت إلى الفيلا و سكانها... كانت تحس كأنها غابت عنهم مدة طويلة جدا.
في اليوم الثالث استيقظت مبكرا و ارتدت ملابسها لتخرج وفي طريقها للخروج تعثرت بحذاء أليخاندرو فنظرت في غرفة الجلوس تفاجأت عندما رأت اليخاندرو مازال نائما إنها الثامنة صباحا و من عادته أن يخرج في السادسة بعد أن يمر عليه أليكس...وقفت تتأمله لأول مرة ترى إلينا شروخا في دروعه كان مستلقي على بطنه.... كان يبدو و هو نائم في حالة من الضعف أضفت عليه منظرا ملائكيا جميل...بدا بلا دفاعات و بدون حاجب مرفوع بسخرية في منتهى السحر سمعت صوت جرس و عندما بحثت عن مصدره و جدت هاتف صغير يخص أليخاندرو و عندما ردت سمعت صوت أنثوي جميل
لابد أنك زوجة السيد ألتاميرانو... معذرة سيدتي هل لي أن أتحدث معه.
سألتها إلينا
من أنت
إنني فيكي سكرتيرته .
اهااا.... لقد تذكرتك حسنا هل لك أن تنتظري ريثما أوقظه فهو نائم.
اقتربت من الأريكة تناديه
أليخاندرو استيقظ... أليخاندرو.
لكن بلا إستجابة.... فجلست على طرف الأريكة و هزته برفق
أليخاندرو...
انقلب على ظهره مهمها لكنه لم يستيقظ...أخذت تتأمله ماذا عساي أفعل هزته پعنف
استيقظ يا رجل هل أنت نائم تحت البحر.
استيقظ فجأة و امسك بيدها التي كانت تهزه و قلبها على الأريكة صاحت إلينا پذعر بينما نظر لها بعينيه الحمراوتين... كان يبدو كأنه لم يستيقظ بعد كان وجهه قريب من وجهها لدرجة أن أنفاسه كانت تنفخ شعرها مدت يدها الممسكة بالهاتف و رفعتها بينهما و قالت بصوت متقطع
إنه... إنه الهاتف...هاتف لك.
استمر في تحديقه فيها و قد أفاق بينما بدأ ڠضبها في التصاعد
هل لك أن ترفع نفسك عني لأن ظهري بدأ يؤلمني...
أكملت في نفسها... و
قلبي بدأ يؤلمني أكثر أيها الغبي.
نهض أليخاندرو و انتشل منها الهاتف و قال قبل أن يبتعد
أعتذر.
أخذت إلينا
تتمتم
اللعڼة عليه.... اللعڼة على كل الرجال.
دخل الغرفة مرة أخرى
هل تتحدثين مع نفسك
التفتت له متأهبة للقتال
إنها غلطتي انني أيقظتك كان يجب أن اغلق السماعة في وجه تلك الفيكي و لتذهب أنت و عملك لل....
قاطعها
لا تقولي الچحيم فانا مررت بيومين يعد الچحيم بالنسبة لهما جنة غناء... كما أنني أريد أن أسألك هل تسمين ما كنت تفعلينه إيقاظ لقد ظننت أن هناك هزة أرضية و كنت أهيئ نفسي لأنتشلك من بين الانقاض.
قالت بسخرية
هل لذلك قفزت فوقي كأنك كنت تحميني من اڼهيار السقف...لقد غمرتني بلطفك و الآن اغرب عن وجهي لأنني سأخرج.
أمسك بذراعها
إلى أين
سأسلي نفسي كما طلبت مني.
تجادلا طويلا و تركها بعد أن انتزع منها وعد بعدم مغادرة الفندق
سوف تجدين كل ما تحتاجين له هنا.
كانت إلينا تجلس في مقهى الفندق عندما رأت اليخاندرو يخرج مع اليكس انتظرت خمس دقائق ثم توجهت إلى عاملة الإستقبال و أخذت منها كتيب سياحي و خرجت.
تجولت مع مجموعة سياحية و بعد الظهر انفصلت عنهم لتشتري بعض الهدايا ...ابتاعت وشاح حريري لكل من إليزابيث و ماريا كما ابتاعت علاقة مفاتيح غريبة الشكل لماركو فهو يجب أن يجمع هذه الأمور العجيبة و فستان لكل من كريستينا و جوليا و لم تنسى فريدريكو... بعد أن احست أنها لم تنسى أحد قررت أن تعود إلى الفندق لتضع هذه الاغراض لتخرج مرة أخرى فلابد أن أليخاندرو لن يعود قبل منتصف الليل.
كانت الأغراض التي تحملها كثيرة فلم تنتبه للرجل الذي كان يسير في الإتجاه المعاكس لها فاصطدمت به و وقع كلاهما بينما انتشرت مشترياتها حولهما وقف الرجل برشاقة و مد يده لها فسوت ملابسها
أنا آسفة.
عندما نظر لها بدهشة تذكرت أنها في فرنسا فحاولت ان تستجمع أي جملة لكنها لم تستطع ان تقول غير باردون....
سألها
انكليزية
ابتسمت
نعم أنا انكليزية.... اعتذر لك بشدة عن اصطدامي بك بهذه الطريقة الفظيعة.
مد يده لها مصافحا
لا عليك... ريتشارد هاورد في خدمتك.
صافحته بتردد
إلينا...ألت... ألتاميرانو.
سألها و قد تعاظمت دهشته
ألتاميرانو هل أنت من عائلة ألتاميرانو دلكاستيو
نعم أنا زوجة ريك... اليخاندرو هل تعرفه.
لا في الحقيقة كنت صديق اخيه الأصغر كما أن والدته كانت صديقة والدتي الحمېمة إنها تعرفني.
تشرفت بمعرفتك.
ساعدها في التقاط أشياءها و حملها عنها
سوف اوصلك لوجهتك.
بعد ان اكتشف إنهما ينزلان في نفس الفندق أصر على إيصالها
إنني أعيش في اسبانيا حاليا.
أخذ يحكي لها على أعماله في أسبانيا بينما هي تصغي باستمتاع إلى طرائفه عندما كان في بداية عمله في أسبانيا.
عندما وصلا إلى جناحها قال لها
اتمنى أن اراك مرة اخرى.
أشكرك سيد هاورد.
ريتشارد من فضلك.
ابتسمت و صافحته مودعة و دخلت إلى جناحها....بعد أن رتبت الأغراض في حقيبة و ضعتها في غرفتها جلست تفكر في لقائها بريتشارد لقد كانت صدفة حسنة أن تلتقي به نظرت حولها إلى الجناح الفارغ ماذا يريد منها أليخاندرو أن تفعل وحدها ... تذكرت حديثها المرح من ريتشارد و فكرت الوحدة ليست طيبة أبدا حتى لو كانت إختيارها لما تبقى من حياتها لكنها قررت أن تستمتع بالأيام الباقية لها في باريس فخرجت مرة أخرى.
التقت ريتشارد مرة أخرى و هي في طريقها إلى خارج الفندق
إلى أين أنت ذاهبة
لقد خطړ لي أن أصعد برج إيفل.
وحدك
نعم فزوجي مشغول اليوم.
حسنا دعيني أصحبك إن الأمر يكون غير جميل إذا كنت وحدك و مهما كانت المناظر جميلة لا تغنيك عن الرفقة... إسأليني أنا.
فكرت قليلا ثم قالت له
حسنا يسعدني أن اذهب معك سيد هاورد.
قلت لك ريتشارد.
ابتسمت
حسنا كما بإمكانك أن تدعوني إلينا.
حسنا... هيا بنا يا إلينا.
تناولا الغداء في أحد مطاعم البرج و بعدها تمشيا حتى غابت الشمس...حاولت إلينا أن لا تحدثه عن نفسها قدر الإمكان لكنه كان يجعلها تندمج معه في الحديث كان يحكي لها عن فترة شبابه
لقد كنت أنا و ريكاردو ألتاميرانو صديقين مقربين لكنني كنت أعترض على أسلوب حياته اللاهي فلقد كان مستهتر في كل امور حياته و بالرغم من محاولات والدته و اخيه الأكبر لإصلاحه إلا أنه استمر في طيشه.... لقد سمعت أنه تزوج من فتاة إنكليزية تعرف عليها أثناء عمله في فرع شركة العائلة بلندن و قد توفى منذ فترة قصيرة تاركا تلك المسكينة أرملة لابد أن حياتها معه كانت صعبة.
لم تتمالك إلينا نفسها فقالت مبتسمة
إنها أنا تلك المسكينة.
نظر لها مستفهما
عفواماذا قلت
لقد كنت أنا تلك الفتاة الإنكليزية التي تزوج منها ريكي.
احمر وجه الرجل احراجا
لكنك....لكنك قلت أنك زوجة أليخاندرو.
نعم إنني زوجة أليخاندرو الآن.
بدا عليه الارتباك فضحكت إلينا لتخفف من توتره
لا عليك... ما كان لك أن تعرف على أي حال... أتعرف كم أتمنى لو أنني ألتقيت بصديق مثلك قبل أن أتزوج بريكي لكان فتح عيني على مساوئ الرجل التي تزوجت منه.
لكنك تزوجت الآن من خاندرو لابد أنك الآن سعيدة معه فشتان ما بين الأخوين ألتاميرانو.
ابتسمت إلينا
نعم إنني سعيدة معه.
فكرت بصمت طالما كل منا يعرف ما المطلوب منه سأظل سعيدة معه .
نظرت في ساعتها
يا إلهي لقد تأخر الوقت إنها السابعة يجب أن نعود إلى الفندق.
هل لك أنت تتناولي العشاء معي.
أعتذر منك فانا لا أعرف مخطط زوجي للمساء.
كانت إلينا تكذب لأنها تعلم أن أليخاندرو لن يعود قبل وقت متأخر لكنها كانت تحس أنها منهكة و تحتاج للنوم فذكر ريكاردو جلب لها إضطرابها القديم فمنذ أيام و هي لم تفكر بريكاردو و كل هذا بفضل أخيه الفظيع.
عندما دخلت الجناح كان مظلم... إنها متأكدة أنها تركت الضوء مفتوح... فجأة سطع النور فرمشت بعينيها نظرت إلى أليخاندرو الذي كان وجهه مكفهر من الڠضب
أين كنت طوال اليوم أيتها السيدة
كنت أتجول هنا و هناك.
هنا و هناك ألم أتفق معك أن تظلي في الفندق.
حقا هل أبقى هنا وحدي بينما انت خارجا ما الذي يجبرني على ذلك من الأفضل لي أن أعود إلى أسبانيا سوف أذهب لأحزم حقائبي.
بينما هي تمر بجواره لتدخل غرفة النوم أمسك بذراعها بقوة
ماذا تظنين نفسك فاعلة لن تذهبي لأي مكان.
لن تجبرني على شئ.
جربيني.
نفضت يدها
اتركني لماذا يجب علي أن أتعامل مع مزاجك المتقلب ...اخبرني لما أنت غاضب مني فأنا لم أفعل شئ....هل كنت تتوقع مني حقا أن أظل طوال الوقت في الفندق.
قال من بين أسنانه
كنت أتوقع منك أن تكوني عاقلة لكنني نسيت أنني تزوجت نمرة يجب أن تروض فاستحالة عليك أن تطيعي أحد دون أن يحدث لك شئ.
قلت لك أن تتوقف عن إطلاق النعوت علي.
صدقيني لو علمت البديل سوف تفضلين أن استمر في إطلاق النعوت.
جلست و سالته ببرود
هل لنا أن نجلس كشخصين متحضرين و
نتحدث ما الذي يغضبك...أخبرني و سوف نتناقش.
تقدم منها و أمسك بكتفيها يوقفها
هل تريدين أن تعرفي ما الذي يغضبني...
أنت لا تعرفين ما الذي كنت أحس به و أنا أنتظر أن أسمع منك خبرا لقد تصورت كل أنواع الحوادث.
نظرت له...ياإلهي لقد كان قلقا علي و أنا التي ظننته يستمتع بالتسلط علي وضعت يدها على ذراعه
أنا...أنا آسفة لم أكن أعرف.
نفض يدها عن ذراعه
انتهى الموضوع.
في المرة القادمة سوف ....
لن يكون هناك مرة قادمة فسنرحل اليوم.
حسنا كما تشاء لقد كنت أريد أن أخبرك بما فعلت اليوم لقد تعر...
قاطعها
لا وقت لدي الآن للحديث.
تركها و خرج نظرت للباب بعد ان صفقه... ما به هذا الرجل لقد إعتذرت...ألم أعتذر
بعد أن عاد أليخاندرو كان في مزاج متعكر وفشلت كل محاولات إلينا في التحدث معه... كانت تريد أن تخبره عن ريتشارد لكنه كان ينظر لها پغضب كل مرة تحاول أنا تتحدث معه فيها و انكب على أوراقه فتركته و جلست في غرفة النوم... بعد نصف ساعة طرق باب الغرفة فدعته للدخول
ادخل.
أطل برأسه من الباب
جهزي نفسك لننزل للعشاء فلقد مليت من منظر المكان هنا أريد أن أجدد مناظر.
حسنا عشر دقائق و أكون جاهزة.
شعرت إلينا برغبة في التأنق فارتدت ملابسها بعناية كان فستانها الأبيض المطعم بعروق ذهبية يجعلها تبدو كالحلم رفعت شعرها بأناقة و تركت بعض خصلات تنزل حول وجهها.
دخل إليخاندرو الغرفة بعد أن طرق الباب... فتح فمه ليوبخها على تأخيرها لكن ما أن وقعت عينيه عليها حتى اغلق فمه و تنفس بعمق كأنه يجد صعوبه في إيجاد الأكسجين الكافي له...كانت في مزاج مشاكس فوقفت و دارت حول نفسها ثم وقفت أمامه
ما رأيك يا عزيزي... هل ستفخر بي.
نظر إلى عينيها بطريقتة الغريبة التي صار يكثر منها مؤخرا
و هل من رجل عاقل لا يفخر بك.
ابتسمت بإشراق و تأبطت ذراعه
هيا بنا.
الأمسية التي كانت مشرقة في بدايتها انتهت بکاړثة فعندما كانت في مطعم الفندق مع أليخاندرو و اليكس تعرف ريتشارد عليها و تقدم من مائدتهم و سلم عليها...كان أليكس يعرف ريتشارد فدعاه للانضمام إليهم لاحظت إلينا أن وجه أليخاندرو أكفهر عندما أتى ريتشارد على ذكر لقائهما أثناء النهار و اعرب عن سعادته للقاء فتاة من الوطن كما أسماها... أعتذر أليخاندرو في منتصف العشاء و أخذ إلينا معه كان يجرها جرا و عندما وصلا إلى جناحهما تركها و أخذ ېصرخ فيها بقوة و يستجوبها في ما يخص ريتشارد قالت له
لقد حاولت أن أخبرك أكثر من مرة لكنك رفضت أن تستمع لي.
أنسيت ما اتفقنا عليه.
كانت إلينا لا تريد أن تفسد الأمسية ... لم تكن تريد أن يتشاجرا فقالت له بهدوء
أليخاندرو دعنا لا نتشاجر لقد تعبت من كثرة شجارنا... من غير المعقول أن نظل نتنازع باستمرار هل لنا أن نكون على وفاق و لو لفترة قصيرة.
ليس و أنت تتصرفين بهذا الشكل.
رفعت يديها و قالت بنفاذ صبر
عن أي شكل أنت تتكلم... لقد التقيت بشخص صدفة و تعرفت عليه و كما رأيت إنه سيد محترم و والدتك تعرفه و تعرف والدته.
هذا ليس موضوعنا... إلينا اسمعي لقد اتفقت معك لا أريدك أن تبدئي في إقامة صداقات...
قاطعته پغضب
إنك تصور الأمر كأنني إنسانة رخيصة تدور مصاحبة كل رجل يقابلها.
لم اقصد ذلك إلينا.
اڼفجرت فيه
إن كلامك يدل على هذا... لا أعرف ما الذي جعلني أعقد معك هدنة لقد كنت مچنونة عندما خدعتني فترة الصلح بيننا .
دخلت غرفة النوم مسرعة و فتحت حقيبتها و اخذت تنقل ملابسها فيها.
وقف بباب الغرفة يسدها
ماذا تفعلين
ما تراني أفعله...سواء أردت أم لم ترد سوف أعود إلى أسبانيا فليس بإمكاني أن أحتمل الوجود معك أكثر من ذلك دون أن ېقتل أحدنا الآخر.
الفصل الثاني عشر يجب أن تعود الحدود و الحواجز كالسابق
عندما استيقظت وجدت أليخاندرو ترك لها ورقة لتوافيه عند مكتب الإستقبال الساعة التاسعة... نظرت في الساعة إنها التاسعة إلا ثلث... أرتدت ملابسها على عجل و نزلت للقائه راته و هو يأمر الحمال بجلب حقائبهما من الجناح
الطائرة بانتظارنا...سوف يسافر أليكس معنا.
لم يتبادلا كلمة أخرى طوال طريق العودة... انقض أليخاندرو على حقيبة أوراقه و لم يتوقف عن العمل هو و أليكس حتى حطت الطائرة بينما ادعت هي انها مندمجة في قصة لم تعرف عنوانها حتى.
عندما وصلوا إلى الفيلا استقبلتهم إليزابيث بحفاوة كبيرة
أعترف أنني فرحت كثيرا عندما قال لي أليخاندرو انكما ستعودان... أعلم أنكما قطعتما شهر عسلكما لكنني اشتقت لكما.
نظرت لإلينا
عندما قال لي أليخاندرو انك اشتقت لي و لماريا و ماركو و الفيلا و أنك ترغبين بالعودة قلت له إننا في انتظاركما بفروغ الصبر.
احتضنتها إلينا.... إذن هذا هو العذر الذي قاله لهم ذلك الماكر حسنا سيرى مع من يلعب.
بعد أن خرجت ماريا و ماركو و الخادمات ليسلموا عليهما.... نظرت إلينا لهم ثم اقتربت من أليخاندرو و أحاطت خصره بذراعها
لقد اشترينا لكم هدايا جميلة...أليس كذلك يا حبيبي.
نظرت إلى أليخاندرو الذي نظر لها بدهشة للحظة ثم قربها منه
نعم لقد طفنا في الكثير من المحلات قبل أن نجد مرادنا... نامل أن تعجبكم...هيا يا حبيبتي لنستريح لابد أنك متعبة.
دفعها أمامه بخشونة حتى كادت تتعثر فامسكت بقميصه و وقفت على اطراف أصابعها هامسة في أذنه
لا تدفعني بهذه الطريقة أمامهم.
كان الكل يبتسم ففي نظرهم كانت إلينا تغازل أليخاندرو لكنه الوحيد الذي كان يفهم مقصدها فأمسك بيدها الممسكة بقميصة بقوة و أحنى رأسه ليقول بصوت خفيض
توقفي عن فعل ذلك و إلا كسرت لك عنقك عندما ننفرد.
نظرت حولها و ابتسمت... توقفت عندما سمعت إليزابيث تقول
لقد حضرنا لكما الجناح الشرقي.
إنه جناحها القديم... جناحها هي و ريكي...نظرت إلى إليزابيث ثم إلى أليخاندرو الذي نظر لها باستفهام.
فكر أليخاندرو لما نظرة الذعر التي ارتسمت على وجه إلينا... قالت إلينا بصوت مرتجف
أمي لا أريد أن يكون هذا جناحنا.
شهقت إليزابيث
آه... يا ربي أنا أعتذر لقد غاب عن بالي سوف أخبر كريستينا و ماريا أن يجهزان لكما الجناح الغربي حالا.
نقل أليخاندرو نظره بين إلينا و والدته
هل لأحد أن يخبرني ما يحدث بحق الله.
قالت له والدته
عندما ندخل يا بني.
جلست إلينا على الاريكة بجوار أليخاندرو على مضض قالت إليزابيث
لقد كان الجناح الشرقي جناح ريكاردو....
لم تكمل إليزابيث جملتها لأن أليخاندرو همهم
لقد فهمت.
قالت إلينا بتوتر
مكان جديد... بداية جديدة... حياة جديدة.
نظر لها و قال بشرود
معك حق.
أوصلتهما إليزابيث بنفسها إلى جناحهما بعد أن انهت كريستينا و جوليا إعداده لاحظت إلينا كما لاحظ أليخاندرو أن والدته تعمدت عدم إعداد الغرفة الأخرى في الجناح فهو يتكون من غرفتين نوم و غرفة جلوس صغيرة وقفت إليزابيث في منتصف الغرفة مبتسمة
ما رأيكما
تبادل أليخاندرو النظرات مع إلينا التي تقدمت منه و أمسكت بيده و وجهت كلامها لإليزابيث
إنها رائعة
يا أمي... أليس كذلك يا أليخاندرو
نعم إنها جميلة يا عزيزتي....... نظر للسرير الضخم ذي الأعمدة المذهبة و الستائر الحريرية
و قال ساخرا
خاصة هذا السرير الملكي إنه كبير جدا بحيث يكاد يتسع لفريق كرة بأكمله.
احمر وجه إلينا و لكزته بكوعها فوضع يده على جنبه متصنعا الألم
لقد أوجعتيني يا حبيبتي.
ضحكت إليزابيث فلم تسمع إلينا عندما قالت لأليخاندرو پغضب
سوف أريك عندما تذهب والدتك يا قليل الحياء.
و أنا بانتظار ذلك.
بعد أن خرجت إليزابيث تشاجرت إلينا مع أليخاندرو
توقف عن إلقاء هذه التلميحات.
وكيف لنا أن نوحي لأمي أننا زوجان طبيعيان.
هل سيتم ذلك بإلقاء مثل هذا الكلام الذي يخدش الحياء يمينا و يسارا.
هناك حل آخر هو أن تبتسمي لي بحب كلما رأيتينني ذلك دون ذكر عناقات الحب المشبوبة و القب....
قاطعته صاړخة
حسنا حسنا لقد اقنعتني.
سألها ساخرا
بماذا بالعناقات
صاحت به
محال لقد كنت أقصد الكلام فقط و هيا اخرج من هنا أريد أن أبدل ثيابي.
أخرج إلى أين هل نسيت أنها غرفتي فبحسب ترتيبات أمي أصبح لدينا غرفة واحدة من الجناح و هي ما تطردينني منها.
نظرت حولها باحباط و عندما لاحظ حيرتها قال
ما رأيك لو أرتب الغرفة الأخرى و أحضرها لتكون غرفتي لكن لا أريد أن تعرف أمي.
أحست إلينا بارتياح لاقتراحه
حسنا سوف نرتبها سويا... سأذهب لأحضر شراشف نظيفة.
لا تدعي أحد يراك.
تسللت إلينا خارج الغرفة و احضرت الشراشف قبل أن تعود مسرعة بعد أن أنهيا ترتيب الغرفة اقترح أليخاندرو أن يأخذ ملابسه و يرتبها في غرفته بينما تستحم إلينا و تسريح قليلا لكنها رفضت
لا نريد أن نثير الشبهات سوف نضع ملابسك في غرفتي فلا تنس أن كريستينا و جوليا سوف يقدمان تقرير مفصل لوالدتك .
رتبت إلينا ملابسها و ملابس أليخاندرو في غرفة الملابس الملحقة بغرفتها و اغتسلت و نامت بينما اختفى أليخاندرو في غرفته.
استمر الحال على نفس المنوال أليخاندرو منشغل في بأعماله و إلينا مشغولة ببدء تأسيس عملها و لا يريان بعضهما إلا على الغداء و أحيانا على الفطور عندما كان يريد أن يتحدث مع إلينا كان يطرق باب غرفتها لتأذن له بالدخول.... كانا يتعاملان كالأغراب مما جعل إليزابيث تلاحظ أن الأمور ليست على ما يرام بينهما و بدأت تتذمر.
كانت إلينا تجلس مع إليزابيث في انتظار تقديم طعام العشاء و عندما دخلت ماريا بالأطباق لتضعها على طاولة الطعام منعتها إليزابيث
ليس الآن يا ماريا سوف ننتظر أليخاندرو.
قالت إلينا
إنك تعلمين أنه ينتهي من عمله في وقت متأخر.
أصرت إليزابيث
سوف ننتظره.
لكنه قد لا يأتي أنت تعرفين انه لا يستطيع ان يتناول العشاء معنا في أغلب الأيام.
قالت إليزابيث پغضب
هذه أحد الأمور التي سوف أتحدث معه فيها.
قالت إلينا بلطف و هي تسايرها
حسنا كما تريدين لكن هيا بنا نتناول عشاءنا و عندما يصل كلميه كما تشائين ذلك أفضل من انتظاره و في النهاية قد لا يأتي.
هزت رأسها نفيا
لا سوف ننتظره لقد اتصلت به و أخبرته أننا في انتظاره.
دخل أليخاندرو في هذه اللحظة و وضع حقيبة أوراقه على أحد المقاعد
لقد وصلت.
توجه إلى والدته و قبل رأسها... لاحظ أنها غير طبيعية و استنتج سبب مزاجها العكر فنظر إلى إلينا التي أشارت له بشفتيها و كانها تقول له أن والدته غاضبة فذهب ليجلس في مكانه بجوار إلينا و عندما مر بها وضع يديه على كتفيها و قبلها فأحس بها تتشنج بين يديه.
عندما جلس استدعى كريستينا و جوليا لتقدما العشاء.... لم تنتظر إليزابيث بل بدات هجومها
أريد أن أعرف إلى متى ستستمر على هذا المنوال
رفع رأسه عن صحنه
أي منوال يا أمي
تخرج في الصباح المبكر و تعود ظهرا لتتناول الغداء هذا إن أتيت أساسا ثم تخرج مرة أخرى لتعود بعد أن ننام.
ظنت إلينا أنها ستسلم من الھجوم لكن إليزابيث التفتت لها
و أنت أيتها الصغيرة انشغلت بعملك الجديد و لم أعد أنا او أي أحد في هذا المنزل نراك... إن من ينظر لكما لا يمكنه ان يتخيل أنكما متزوجان.
قال أليخاندرو
أمي إنني لا أضيع وقتي إنني اعمل .... إن العمل هو ما يبقيني مشغول.
صاحت والدته
أعمل... أعمل .... أعمل لا أسمعك تتحدث إلا عن العمل ....لا أريد أن أسمع كلمة أخرى عن العمل من أيا منكما و إلا فقدت أعصابي.
سألها أليخاندرو بهدوء
لا اريدك أن تنفعلي اهدئي و أخبريني ماذا تريدين بالضبط يا أمي.
أريدكما أن تصبحا مثل الناس الطبيعيين ....زوج و زوجة طبيعيين.
عندما وصلت إلينا لغرفتها أحست أنها بحاجة لحمام بارد و قرصين أسبرين فبعد ما حدث على العشاء أحست أن رأسها يكاد يتصدع.
خلعت ملابسها و فجأة سمعت طرقا على الباب انصتت فتكرر الطرق.... إنها طريقة أليخاندرو فصړخت
لحظة واحدة.
ركضت و ارتدت روب الحمام ثم فتحت له الباب فنظر إلى ما ترتديه
أظنك كنت في طريقك إلى الحمام... عذرا سوف آخذ من وقتك القليل أريد أن أتحدث معك.
دخل إلى الغرفة و أغلق الباب وراءه... جلست إلينا على طرف السرير متوترة بينما جلس على كرسي بجوار السرير نظر لها
أريد أن أحدثك بخصوص ما قالته والدتي منذ قليل عندما تحدثت عن الأزواج الطبيعيين أكاد أقسم أنني ظننتها تعرف حقيقة زواجنا.
و أنا أيضا اړتعبت كثيرا.
نظر لها مرة أخرى بتمعن فزاد توترها و ضمت أطراف الروب حولها فقال لها
أي شخص ينظر لك و يرى توترك عندما أقترب منك يعلم ان هناك امر ليس على ما يرام انظري إلى نفسك إن مجرد وجودي معك في الغرفة يجعلك متاهبة.
قالت حانقة
دعنا من توتري و لنتحدث بخصوص ما حدث على العشاء.
لقد كنت عند ماريا قبل أن آت لك إنها تعرف... يبدو ان كريستينا دخلت غرفتي لتنظفها أكثر من مرة و أخبرتها....
عندما لاحظ ان إلينا تنظر له پذعر طمأنها
لكن ماريا قالت لها أن لا تخبر أحدا و اخترعت لها قصة عن كوننا متشاجرين و أخبرتها أن تتولى أعمال أخرى في الجناح الشرقي من الفيلا.
تنفست إلينا الصعداء بينما تابع أليخاندرو
عندما هممت بالخروج من المطبخ امسكت بي ماريا وقالت لي أيا كان ما تفعلانه فانهياه قبل أن تعرف والدتك فذلك من شانه أن ېؤذيها و إعلم أنه عاجلا ام آجلا ستعرف خاصة انها لم تتوقف هذه الأيام عن ذكر الأحفاد.
سألته إلينا
الأحفاد
نعم قالت لي ماريا أن كل ما تتحدث عنه أمي هذه الأيام أولادنا المستقبليين.
سألته بحيرة
ماذا تقترح أن نفعل
لا أعرف.... حقا لا أعرف لكن كخطوة مبدئية دعينا نمضي مزيدا من الوقت معا غدا ستقام حفلة لمدراء كثير من الشركات و نحن مدعوان لها .... لم أكن انوي ان أحضرها لكنها فرصة لنريح بال والدتي ... ما رأيك
حسنا... إنها فكرة جيدة.
سوف أتركك الآن لتنامي.... طابت ليلتك.
طابت ليلتك.
بعد أن خرج أليخاندرو توجهت إلينا للحمام و بعد ان
اغتسلت استلقت على سريرها تحاول أن تنام.... استرجعت كلام أليخاندرو عشرات المرات ترى ما الذي سيحدث هل سيتحول هذا الزواج إلى
فخ إنها لا تريد للعواطف أن تتدخل في حياتها كل تريده أن تظل هي و زوجها كغريبان حياة كل منهما متوازية مع الأخرى بدون تلاق... لن تحتمل أن يتكرر ما حدث مع ريكاردو ليالي من المعاناة و القهر و سلسلة طويلة من العشيقات... لم تدري متى غفت لكنها رأته كما كان يحدث في السابق ريكاردو.... ياإلهي... فكرت أنا احلم إنني متاكدة انني أحلم أخذت تصرخ و تصرخ و فجأة أطبقت عليها ذراعين قويتين فاخذت تقاوم و تصرخ أنت لست حقيقي... أنت وهم... إنني أحلم.
حاول أليخاندرو أن يضمها إليه بينما هي تصرخ
اهدئي... إنه أنا.... أنا أليخاندرو اهدئي يا عزيزتي.
استكانت إلينا لكنها ما ان أدركت أن أليخاندرو في غرفتها يحاول تهدئتها بينما هي مستلقية في فراشها تبكي حتى احتقرت ضعفها... و فكرت ...إنها ليست بحاجة إليه و ليست بحاجة لأي أحد و لا لأي معونة و خاصة لو من رجل لاحظ أليخاندرو أنها انكمشت مبتعدة عنه فتركها و وقفت بينما انكمشت على نفسها و شدت الغطاء حولها بقوة.... نظر لها متأملا و تساءل ما بها إنها المرة الثانية التي يراها ضعيفة و مڼهارة.
بعد ان عاد إلى غرفته لم يستطع النوم فنزل إلى المطبخ ليعد لنفسه فنجان قهوة وجد ماريا التي ما ان رأته حتى سالته بلهفة
هل أنت بخير
أجابها بشرود
انا بخير لكن إلينا ليست كذلك.
نظر إلى ماريا و فكر ان يسألها علها تعرف
لقد استيقظت على صړاخها لقد كانت في حالة....
قاطعته ماريا و قد ظهر على وجهها الجذع
هل عاودتها تلك الكوابيس البائسة.
سالها بدهشة
أية كوابيس
لا نعلم ماهية هذه الكوابيس أو ما ترى فيها لكنها تعاني منها منذ فترة.
منذ مۏت ريكاردو
بل قبل ذلك و لا نعرف لها سببا إنها ترفض الحديث عنها أتعلم يا بني إن إلينا التي تراها الآن تختلف تماما عن تلك الفتاة الضاحكة الخالية البال التي قدمت إلى هنا لأول مرة منذ أكثر من عامان....
قطعت ماريا حديثها عندما دخلت إلينا إلى المطبخ .... ارتبكت إلينا عندما رات أليخاندرو الذي أخذ يتامل هيأتها المتعبة و عينيها الحمراوتين تنحنحت و قالت بصوت خرج غليظا
ماريا إعذريني إن أزعجتك لكنني أحتاج و بقوة إلى كوب شاي و حبتين أسبرين فعلبتي نفدت.
بعد ان ذهبت ماريا لتأتيها بالدواء قال أليخاندرو
أرى انك تكثرين من أخذ هذه الأدوية.... إنها خطړة.
وضعت إلينا يدها على جبهتها و تاوهت پألم
و ماذا أفعل إن كان هذا الصداع الأليم لا يريد أن يفارق رأسي.
ترك كوبه من يده و تقدم منها فسألته پذعر
ماذا ستفعل
انتظري و ستري .
أزاح شعرها عن وجهها و وقف خلفها ممسكا برأسها بين يديه ثم أخذ يدلك جانبي جبهتها بأصابعه في حركات دائرية و انحنى و همس في أذنها
استرخي و سوف ترين النتيجة... لا تقلقي لن أفعل شئ يؤذيك.
كانت إلينا على وشك أن تقول له أعرف هذا حق المعرفة...كانت إلينا متشنجه في البداية لكنها ما لبثت أن أحست بالإسترخاء و قد فارقها ذلك الإحساس الموجع أغمضت عينيها... ما أجمله من إحساس توقف أليخاندرو فجأة و وضع يديه على كتفيها بألفة و مال من فوق كتفها يسألها
ها كيف تشعرين الآن
انتفضت بعيدا عنه لتكسرالحميمية التي كانت بينهما و وقفت
أفضل بكثير... أشكرك.
عندما دخلت ماريا بعلبة الدواء انتزعتها إلينا من يدها و همت بالخروج فقالت ماريا
انتظري حتى تأخذي الشاي.
لا.... أشكرك ماريا عمتما مساءا.
خرجت مسرعة ثم عادت و أطلت برأسها من الباب فالټفت لها اليخاندرو و ماريا
و ماريا نسيت أن أقول لك لا تتحدثي عني في غيابي فانا أعلم انك تحبين أن تصورينني كملاك و هذا شئ غير صحيح... عمتما مساءا مرة أخرى.
احمر وجه ماريا فابتسم أليخاندرو
أرى ان زوجتي بعيدة النظر كما انها تفهمك جيدا.
ابتسمت ماريا
إنك لا تعرف عن زوجتك الكثير خاندرو لكن ما ان تتعرف عليها حقا حتى تعرف أن بين يديك كنز.... سوف اتركك الآن و اذهب للنوم فلو استيقظ ماركو و لم يجدني سيصاب بالذعر.
ركضت إلينا إلى غرفتها و أغلقت الباب وراءها و استندت إليه و هي تلهث ماذا حدث ما الذي حدث قبلة على العشاء و وجوده في غرفتي بسبب ذلك الکابوس اللعېن و تدليكه منذ قليل...لا...
تقدمت من المرآة و خاطبت نفسها بصوت عال
لا... لا يا فتاة لا تتركي الامور تخرج من يدك يجب ان تعود الحدود و الحواجز فيما بينكما كالسابق.
لم تستطع النوم فاستلقت تستمع إلى أصوات الليل... بعد ربع ساعة سمعت صوت باب غرفة أليخاندرو يفتح و يغلق و بعد قليل سمعت طرق على الباب الواصل بين غرفتيهما... إنها المرة الأولى التي يفعل ذلك نهضت من الفراش و فتحت الباب
ماذا هناك
لقد كنت أطمئن عليك... هل أنتي بخير
نعم لا تقلق.
تردد قليلا ثم قال لها و هو يسنسحب إلى غرفته
حسنا.... أراك غدا.
أراك غدا.
على الفطور حاول أليخاندرو أن يتحدث مع إلينا عن تلك الكوابيس لكنها رفضت بقوة أن تتحدث عن الموضوع....كانت إليزابيث سعيدة عندما خرجت إلينا مع أليخاندرو صباحا .
في السيارة قالت إلينا له
أعلم أنني سوف اؤخرك على عملك لأن طريقك ليس من طريقي لكنني رأيت أن والدتك ستكون سعيدة و هي ترانا نخرج معا.
فتاة ذكية.... أما بالنسبة للتأخير فلا تقلقي أليكس سيتولى الامور كما ان فيكي قادمة اليوم.
سكرتيرتك الخاصة
نعم.
صمتت إلينا بينما قال أليخاندرو
لا أريدك ان تتأخري على موعدك الأول مع زبونك الأول في عملك الجديد.... اخبريني عن مشروعك.
إنها سيدة في أواسط الخمسينات تعيش في بيت رائع على الطرز الفكتوري لكن حالته رهيبة يحتاج للكثير من العمل سوف اعتمد على فكرة ترميم القديم و إدخال العنصر الحديث عليه لكن بالطبع سأحرص على المحافظة على طابعه الأثري الأصيل.
ابتسم أليخاندرو و هو يسمعها تتحدث عن عملها بحماسة و حب... كانت عينيها تلمعان بذلك البريق الساحر الذي نادرا ما يراه...لم يكن يراه إلا عندما تغضب صمتت عندما رأته يبتسم و سألته بحنق
ما الأمر المسلي أخبرني حتى أشاركك النكتة.
لا... لا يوجد أمر مسلي لكن يبدو لي أنك بارعة في عملك.
هل في ذلك مدعاة للابتسام هل تسخر مني لو....
قاطعها ضاحكا
لا أبدا... أبدا صدقيني ما قصدته أنه من الجميل رؤية حبك لعملك و إخلاصك و انت تتحدثين عنه ... يبدو لي انك لا تتقبلين المديح أبدا بل تتعاملين معه على أنه نقد لاذع.... حاولي ان تخففي من حساسيتك.
نظرت من النافذة إلى الخارج
أنا آسفة لا أعرف ما بي.
لا عليك.
عندما وصلا للمكان أنزلها
اعتني بنفسك... سوف امر بك بعد الظهر لنتغدى خارجا ثم نعود للفيلا معا.
حسنا إلى اللقاء.
اسفه كثير يا بنات
حصل معايا ظروف و معرفتش انزل الفصول في موعدها و كتعويض منى الروايه باقي عليها 6 فصول بس بأذن الله هنزل النهادره
3 و بكره 3
الفصل الثالث عشر .... الزمر أخضر كعينيك
في طريق العودة إلى الفيلا لزمت إلينا الصمت كما أن أليخاندرو لم يتكلم.... اعترفت إلينا بينها وبين نفسها أنها قضت وقت ممتع مع أليخاندرو على الغداء حيث اصطحبها إلى مطعم صغير على عكس ما توقعت كان مدير المطعم يعرفه فاستقبلهما بنفسه و أشرف على خدمتهما تبادلا الكثير من الأحاديث و أحست باهتمامه بعملها و تشجيعه لها على عكس ريكاردو....حكى لها أليخاندرو عن طفولته و كيف اضطر أن يتحمل المسؤولية مبكرا لكنه كان يتكلم عن الأمر كأنه عادي جدا فاكتشفت من خلال كلامه أنه بالرغم من كل آرائها السابقة حوله فهو متواضع جدا.
كان أليخاندرو يقود السيارة صامتا ينظر أحيانا إلى إلينا الشاردة... لقد كانت ماريا محقة إنني لا أعرف شئ عن إلينا و كلما عرفت عنها أكثر كلما اتضح لي إنها انسانة مختلفة تماما عن كل تصوراتي..... انسانة لم يكن ريكاردو يستحقها أو يستحق حبها... احس بالڠضب من نفسه يجب أن لا أتورط معها فهي كانت و ستظل ملكا لأخي زفر بقوة و تذكر حديثهما على العشاء ما كان له أن يخبرها عن نفسه.... بعمره لم يخبر إمرأة ما أخبره إلينا و لا يدري ما الذي حمله على ذلك هل هي طبيعتها التي تجعل المرء يشعر بالارتياح عاوده ذلك الإحساس بالڠضب و امسك بالمقود بقوة قبل ان تنحرف منه السيارة بينما استفاقت إلينا من أفكارها و صاحت به
ركز في القيادة بالله عليك.... هل تريد قتلنا
ابتسم
بعد مثل ذلك الغداء لا أعتقد إنه وقت مناسب للمۏت.
نظرت له و بادلته الابتسام
معك حق لقد قضينا وقت ممتع فدعنا لا ننهيه بحاډث مروع لذلك اترك العمل جانبا و لا تفكر فيه و ركز حاليا على إيصالنا للفيلا سالمين.
نظر أليخاندرو إلى عينيها
و من قال لك أنني أفكر بالعمل
صوت داخلي بها أمرها أن لا تسأله بما يفكر فقالت بارتباك
بالله عليك انظر أمامك أيها الرجل.
ابطأ من سرعة السيارة و هو مازال ينظر لها
في هذه اللحظة لا أجد شئ أجمل من ما أنظر إليه.
ضړبته على كتفه
توقف عن المزاح و انظر أمامك فهناك سيارة متجة نحونا.
نظر امامه و ضحك
أيتها المخادعة.... أين هذه السيارة
قالت بمكر
لقد تهيأ لي أني رأيتها.
كانت إليزابيث تجلس في شرفة الطابق الأرضي فلمحت أليخاندرو و إلينا و هما قادمين من الخارج أخذت تتأملهما و هما يضحكان و تنهدت بارتياح.
استقبلتهما بأجمل ابتساماتها
لقد افتقدكم الكل على الغداء و سأل جديك عنك يا إلينا.
ابتسمت إلينا
سوف أصعد للإطمئنان عليهما.
ترك أليخاندرو يدها التي كان أمسكها ما ان رآى والدته و قال لها
لا تتأخري كثيرا.
نظرت له دون أن تفارق الإبتسامة وجهها
سأعود سريعا.
قبلت إليزابيث و هي في طريقها للداخل راكضة بعد أن اختفت إلينا في الداخل التفتت إليزابيث لابنها
هذا ما كنت أتحدث عنه.... إنها أول مرة أرى فيها إلينا سعيدة و خالية البال بهذا الشكل منذ زمن بعيد.
فكر أليخاندرو إن كل هذا مجرد تمثيل لتجلب لوالدته السعادة فبناءا على ما رآه منذ معرفته لإلينا أنها تحب والدته كل الحب و مستعدة أن تفعل كل شئ و أي شئ لها.
وجدت إلينا جديها في غرفتهما و عندما رأت جدتها وجهها المبتسم سألتها
أين كنت يا عزيزتي
لقد كنت أناقش أولى مشاريعي مع زبونتي الأولى كما أسماها أليخاندرو.
سألها جدها
و كيف كان الأمر
نظرت لهما نظرة حالمة
و كيف يمكن ان يكون.... كالعادة رائع لم أكن أعرف انني مفتقدة عملي لهذه الدرجة إلا بعد أن عدت أمارسه.
جلست بجوار جدتها التي أخذت تمسد شعرها كما اعتادت ان تفعل منذ صغرها
و زوجك يا طفلتي ألم يعارض عملك
على العكس لقد شجعني كثيرا حتى انه يسألني عنه كثيرا.
تبادل جديها النظرات فسألتهما
ماذا هناك
أجابا معا
لا شئ.
وقفت و سارت متجة للباب
سوف أترككما الآن فانا متعبة جدا و أحتاج إلى قسط من الراحة.
قالت جدتها
حسنا يا طفلتي نراك على العشاء.
بعدما خرجت إلينا نظر جدها إلى زوجته
أرأيت يا كاترين كيف عاد ذلك البريق العجيب إلى عينيها.
نعم يا عزيزي و أنا متاكدة أن الأمر لا يقتصر على عملها بل إن السبب زوجها.
بالضبط فبالرغم من انه و ريكاردو شقيقان إلا أنهما مختلفان تمام الإختلاف لكن أكثر ما أخشاه يا كاترين أن تخلط إلينا بينهما لأن ذلك من شانه أن يقف بينها و بين سعادتها.
لا تقلق يا إدوارد فبحسب طبيعة أليخاندرو أرى أن بإمكانه أن يغزو قلبها بشكل او بآخر فهو ند لها و بجدارة.
أطلت إلينا برأسها من غرفة الجلوس فضحكت إليزابيث و أنبتها
توقفي يا ابنتي عن هذه التصرفات الطفولية فزوجك لا يعهدك بهذه الصورة و قد يتهمنا بخداعه أو بتبديل زوجته.
ابتسمت إلينا و قد احمر وجهها بتلك الطريقة التي تسحر أليخاندرو و قالت
كنت انظر داخل الغرفة لأرى هل أنتما هنا أم لا.
ضحكت إليزابيث و أخبرت أليخاندرو كيف كانت تقوم بحركات طفولية كالقفز على السلالم و التزحلق على الدرابزين و الإطلال بهذه الصورة من الأبواب
كان ذلك في أول أيامها هنا.... كانت تلك التصرفات تجلب لي السعادة كأنني أملك في بيتي فتاة جميلة شابة و في نفس الوقت طفلة شقية محببة للنفس.
بينما كانت إليزابيث تتحدث كان أليخاندرو ينظر إلى إلينا التي احمر وجهها بشدة و في النهاية تركت مقعدها و قالت باعتراض
توقفي يا أمي إنك.... إنك...
ساندها أليخاندرو و قال
تحرجينها.... إنك تحرجينها يا أمي.
نظرت له إلينا بامتنان سرعان ما تلاشى عندما أكمل
لكن لا عليك فأنا لست بغريب أنا زوجها أكملي يا أمي أكملي.
ضحك عندما تحولت نظرة الإمتنان إلى نظرة وعيد.
قالت إلينا
سوف أصعد إلى غرفتي لأنام قليلا قبل العشاء.
بعد أن وصلت إلينا إلى غرفتها تذكرت أمر العشاء فعادت راكضة و عندما دخلت الغرفة وجدت إليزابيث و أليخاندرو منفجران بالضحك فكشرت
ما الذي يضحككما بهذا الشكل
قال إليزابيث
أنت.... لقد كنا نضحك عليك يا ابنتي فعندما سمعنا ركضك على السلم قلت لأليخاندرو أنها إلينا فلم يصدقني و ما هي إلا لحظات حتى أطللت من الباب لاهثة.
نظرت لهما إلينا للحظة ثم ابتسمت و قالت بصوت خفيض
لا أعرف ما الذي حدث لي لقد كنت أقلعت عن هذه التصرفات لكنها عادت من تلقاء نفسها و بقوة...لا أعرف... إنه شعور بالخفة ينتابني اليوم.
قال أليخاندرو
لابد أنه تأثير عودتك للعمل الذي تعشقينه.
وافقته بعدم اقتناع
معك حق.
سألتها إليزابيث
أخبريني ما الأمر المستعجل الذي استدعى ركضك إلى هنا.
لقد نسيت أمر حفلة الليلة يا اليخاندرو.... لا اعرف ماذا ارتدي....
قاطعها
لا تقلقي بهذا الشأن فأيا كان ما سترتدينه ستكونين في منتهى الروعة.
فتحت فمها لترد عليه رد لاذع لكنها تذكر وجود إليزابيث التي تراقبهما
بحماسة و التي ضحكت بفرح لكلام ابنها.
كنت سأستعير منك السيارة لاذهب لابتاع لي ثوب.
سألها اليخاندرو
هل ستذهبين وحدك
نعم وماذا في الأمر
ضحكت
إليزابيث مرة أخرى
بني .... بالرغم من تصرفات إلينا الطفولية اليوم إلا أنها لم تعد طفلة .
لم أقصد يا أمي لكنني لم أكن أعرف أنها تجيد القيادة.
قال إلينا بقوة
بالطبع أجيد القيادة و لي سيارتي لكن بها عطل.
ابتسم
حسنا.....حسنا أعتذر لو كنت أهنتك بالسؤال لكن هل لي أن أعرف كيف ستتسوقين وحيدة دون مترجم.
ضحكت إليزابيث
إن إلينا تتحدث الأسبانية مثلي و مثلك تماما.
ابتسمت إلينا عندما رأت نظرة الدهشة على وجهة أليخاندرو و تمتم قائلا بحيث لا تسمعه والدته
متعددة المواهب.
قالت بصوت عالي لتغطي على كلمتيه
بعد التفكير قررت أن أرتدي أي شئ من خزانتي فليس بي طاقة للخروج... أراكما مساءا.
خرجت مسرعة تاركة أليخاندرو مع دهشته.
ارتدت إلينا فستان ناعم طويل تمتزج فيه درجات اللون الأخضر بصورة رائعة....تركت شعرها الذهبي الطويل منسدلا و ارتدت خاتم خطوبتها الذي خلعته أثناء عملها فتلألأت الزمردة الخضراء بصورة ساحرة... أحست أن هناك ما ينقصها لتكون بصورة كاملة لكنها لم تعرف بالضبط ما ينقصها.
طرق أليخاندرو الباب بطريقتة المميزة فدعته للدخول نظر لها و هي تتامل نفسها في المرآة قبل أن تنظر له مطالبة برأيه في صمت فقال
كما سبق و قلت لك....رائعة بل تخطفين الأنفاس.
سألته بنزق
هل ستفخر بي
كما قلت سابقا أيضا هل هناك رجل يملك عقل لا يفخر بك.... لماذا تجعلينني أكرر نفسي دائما أحذرك أنني سوف أبدو ممل بعد فترة.
لا تقلق إن النساء لا تمل من مثل هذا الكلام.
لكن ليس أنت .... لا تخدعيني أيتها الماكرة.
ابتسمت
لماذا أتيت لقد كنت سأنزل في الحال.
هناك شئ لك معي.
لاحظت إلينا انه كان يخفي شئ وراء ظهره أخرج علبة مخملية كبيرة و قال لها
استديري.
استدارت و نظرت له من خلال المرآة مترقبة فوضع حول عنقها سلسلة رقيقة تتدلى منها زمردة مشابهة لتلك الموجودة في خاتمها لكنها أكبر حجما.... كان جمالها يخطف الأنفاس قالت إلينا بتأثر
إنها.... إنها تناسب فستاني.
التقت عيناهما في المرآة
بل هي تناسب عينيك.... فالزمرد أحضر كعينيك.
همست
توقف عن شراء الهدايا لي فأنا لست معتادة على تلقي الهدايا.
احتار أليخاندرو في قولها.... كيف لم يغدقها ريكاردو بالهدايا اڠرق عينيه في خضرة عينيها
إن كانت من إمرأة في العالم تستحق الهدايا فهي إمرأة مثلك يا إلينا.
دخلت إليزابيث و نظرت لهما و هما ضائعان في بعضهما البعض فابتسمت ثم قالت بصوت مرتفع
لقد وصل أليكس.
الټفتا لها بسرعة ثم ابتعدا عن بعضهما قال أليخاندرو و هو يحاول ان يعدل ربطة عنقه
سوف أنزل له.... الحقي بي يا إلينا.
اتسعت ابتسامة إليزابيث فهي المرة الأولى التي ترى فيها ابنها متوتر و فاقد السيطرة على نفسه بهذه الصورة.
شعرت إلينا برغبة في مساندته فأمسكت بكتفيه و أدارته لها ثم وقفت على أطراف أصابعها و عدلت له ربطة عنقه بأصابع ماهرة ثم نفضت سترته و ابتسمت باشراق
الآن صرت جاهزا.
خرجت إليزابيث مبتسمة بينما أسرع أليخاندرو وراء والدته إلى الخارج قبل ان يقدم على أمر يندم عليه وقف بالباب و الټفت لها
شكرا.
لم تعرف إلينا ما الذي دفعها لقول ذلك لكنها ابتسمت له
أنت على الرحب و السعة دائما زوجي العزيز.
بعد أن خرج أليخاندرو نظرت إلينا إلى نفسها في المرآة نظرة أخيرة و تلمست الزمردة الوهاجة الضوء و عرفت ما الذي كان ينقص مظهرها.
كان أليخاندرو و إلينا محط الأنظار في الحفلة.... تابطت إلينا ذراع أليخاندرو الذي طاف بها في أرجاء المكان و عرفها بكل زهو على كل معارفه ثم رقصا معا رقصة بطيئة رفعت ضغط ډمها...و قررت و هما يتجهان إلى طاولتهما أن ترفض بكل قوتها الرقص معه مرة أخرى بعدما جلسا التقطت أنفاسه و أقسمت أن تلتزم بقرارها بعدم الرقص مع زوجها حتى لو اضطرت أن تتمسك بفرش الطاولة.... لمحت إلينا ريتشارد فحاولت أن تختبئ لكي لا يراها فهي لا تريد أن ټتشاجر مع أليخاندرو لكنه رآها و تقدم إلى حيث تجلس
مرحبا.... كيف حالك إلينا
صافحته
بخير و أنت
انا على ما يرام.
دعاه أليكس للجلوس معهم و في منتصف السهرة أمسكت إلينا بكم سترة أليخاندرو و مالت عليه هامسة
هيا بنا لنذهب.
حسنا هيا بنا يا عزيزتي.
تركا الطاولة بعد أن أخبرهما أليكس أنه باق....سلما على صاحب الحفلة و خرجا تفاجأت بلفحة من الهواء البارد فارتجفت لاحظ أليخاندرو ارتجافها فخلع سترته و وضعها حولها قبل أن تعترض.
كانت إلينا تشعر بالضيق و منعت نفسها بقوة أن لا تخلع عنها سترته.... عبقت رائحة عطره المميزة في أنفسها و أسندت رأسها إلى المقعد أغلقت عينيها.... كانت تحس أنها بين ذراعي أليخاندرو و تمنت أن يصلا للفيلا سريعا لتخلع عنها سترته اللعېنة.
عندما وصلا للفيلا كانت ماريا بانتظارهما
لقد نامت والدتك خاندرو لكنني اريد ان اتحدث معك قليلا.
صعدت إلينا إلى غرفتها و رمت سترته أليخاندرو بكل قوة لكنها عادت و أحضرتها ثم وضعتها على كرسي بجوار الباب.... خلعت فستانها بحذر و توجهت للحمام.
جرت ماريا أليخاندرو من ذراعه إلى المطبخ و أغلقت الباب سألها
ماذا حدث لكل هذا
عندما تعرف ستجذع مثلي... اجلس و اسمعني.
بعد ان جلس قدمت له كوب شاي فرشف منه رشفة ثم ضم شفتيه بقرف
أرجوك اسكبي لي قهوة لا أعرف كيف تحتمل أمي و إلينا أن تشربا مثل هذا الشراب.
أعطته كوب قهوة و قالت له
الآن اسمعني.... بعد خروجكما كانت والدتك تمر بالصدفة من أمام جناحكما و يبدو أنك نسيت أن تغلق ضوء غرفتك ففتحت الباب بالطبع استغربت و اتت لي ركضا و اخذتني من يدي تريني... من حسن الحظ انك رتبت غرفتك و لم تترك شئ لك بها باستثناء حقيبة اوراقك التي وقفت امامها و اخفيتها لكي لا تراها و قلت لها أنها غلطة من أحد الخادمات و لكي اسكت شكوكها جلبت مفتاح الغرفة و أغلقتها.
تنهد أليخاندرو
إنك كنز يا ماريا.
اعلم لكن اسمعني أيها الولد أيا كانت مشكلتك انت و إلينا يجب ان تحلاها فوالدتك لن تتوقف حتى تعرف ما خطبكما... بالله عليكما أنهيا زواج المهزلة هذا و عيشا سعيدين.
حسنا يا ماريا و أشكرك من كل قلبي.
تركها اليخاندرو و صعد إلى الطابق الثاني و هو في طريقه إلى غرفته أخذ يفكر... يجب أن أخبر إلينا بما حدث بإمكاني أن استخدم الباب الواصل بين غرفتينا قفز عندما ظهرت والدته فجأة أمامه
معذرة يا بني لم أقصد إفزاعك.... لقد سمعت صوت سيارتك منذ قليل فخرجت لأطمئن عليكما.
إننا بخير.
كيف كانت الحفلة
ناجحة إن إلينا في غرفتها...غرفتنا تستحم.
حسنا لابد انك متعب... اذهب لتنام .
طابت ليلتك يا أمي.
طابت ليلتك يا بني.
حث أليخاتدرو الخطى ليسبق والدته لكي لا تراه و هو يطرق الباب و ينتظر أن تفتح له إلينا
لكنها كانت قريبة منه بحيث كان في مدى بصرها فلم يكن له خيار إلا ان يفتح الغرفة و يدخل مغلقا الباب وراءه.
كانت إلينا خارجة
من الحمام تلف المنشفة حولها ....نزعت قبعة الحمام فانسدل شعرها على ظهرها.... توجهت إلى طاولة الزينة لتمشط شعرها فلمحت سترة أليخاندرو ذهبت و أمسكت بها وجلست على الكرسي رفعتها إلى وجهها و اشتمت رائحتها إنها رائحة جميلة اغمضت عينيها لكن فجأة فتح باب الغرفة فهبت واقفة و وقعت السترة على الأرض كان أليخاندرو الذي دخل بسرعة و اغلق الباب خلفه في البداية لم تستوعب دخوله غرفتها فهو لا يدخل بهذه الصورة دون أن يستئذن صدر من حنجرتها صوت مخڼوق فالټفت لها أليخاندرو و قبل أن تهم بالصړاخ خطى إلى الأمام أحاط خصرها بذراعه بينما كمم فمها بيده الأخرى حاولت الإفلات منه فضمھا إلى صدره بقوة و احنا رأسه وهمس في أذنها
اهدئي إن والدتي في الممر.
صمتت إلينا و هدأت حركتها.... سمعت صوت خطوات توقفت قليلا أمام غرفتها ثم تابعت السير نظرت إلى رقبة أليخاندرو و هي تدعو الله أن تنتهي هذه المحڼة أحست أن قلبها يقرع كالطبول عندما اختفى صوت الخطوات رفعت إلينا رأسها و نظرت في عيني أليخاندرو الذي أخذ يتأمل شعرها الذي أحاط وجهها بغير انتظام كهالة من النور و أهدابها الطويلة الرائعة.... أزاح يده ببطء عن فمها فأخذت شهيق عميق آلم رئتيها فقد كانت تحبس أنفاسها.
أحس أليخاندرو أن الزمن توقف منذ احتوى إلينا بين ذراعيه و أحس بها ترتعش كالعصفور الأسير و فكر بعدم تصديق إنها زوجتي...زوجتي لكنها ليست لي لكنني أكون ملعۏنا إن لم أعانقها... قال و هو ينظر لعينيها
قد تكرهينني لما سأفعل لكن اعذريني فقد أجن إن لم أفعل ذلك.
راقبته إلينا پذعر و هو يحني رأسه و يعانقها...طوقها بذراعيه بحنان كأنها قطعة كريستال معرضة للكسرو ضمھا إليها ډافنا وجهه في شعرها متمتما بكلمات غير مفهومة بلغته... احست إلينا ان قدميها ستنهاران تحتها ياإلهي ما الذي يحدث لي يجب أن نتوقف....يجب.... و كأن أليخاندرو سمع افكارها تركها فجاة و نظر لها پغضب
إذا كنت تنتظرين مني أن أعتذر فلن أفعل... لن أعتذر عن ما حدث..... كرر بتصميم
لن أعتذر.
تركها توجه إلى الباب المؤدي إلى غرفته و صفقه وراءه بقوة.
لم تستطع إلينا الوقوف أكثر من ذلك فاڼهارت على السرير.
الفصل الخامس عشر ... عندما ېحترق القلب
عادت إلينا من العمل لتجد حقائب كثيرة تملأ المدخل كانت تهم بمناداة جوليا لسؤالها إلا أنها سمعت صوت ضحكة رنانة فدخلت غرفة الجلوس مسرعة... تسمرت عندما رأت كلير تقف بالقرب من أليخاندرو واضعة يدها على ذراعه و تضحك بجذل تقدمت إلينا داخل الغرفة موجهة كلامها إلى كلير
أرى أنك تعافيت بسرعة يا كلير بعد ذلك الحاډث الأليم الذي سمعنا عنه.
التفتت كلير إليها و قد تحول كل الدفء الذي كان يشع في عينيها من أجل اليخاندرو إلى جليد
أهلا إلينا العزيزة لقد كنت أبارك لخاندرو بزواجكما... إنني أعتب عليك لماذا لم تدعينني.
ضاقت عينا إلينا....خاندرو يبدو أنها رفعت التكلفة و بسرعة فكرت حسنا لسوف أريها ابتسمت لقد حدث الأمر بسرعة فأنا و أليخاندرو لم نستطيع الإنتظار و كما تعلمين حفل كبير يعني انتظار أطول اقتربت من أليخاندرو مما اضطر كلير أن تبتعد ثم وقفت على أطراف أصابعها وقبلته واضعة يدها خلف عنقه...لف ذراعه حول خصرها و ضمھا إليه و لم يتركها إلا عندما أحست أن أنفاسها احتبست في صدرها بعد أن ابتعدت عنه نظر إلى عينيها بحيرة فابتسمت بإشراق لقد اشتقت إليك يا عزيزي.
قال باختصار
و أنا أيضا.
انتبهت إلينا أن إلينا موجودة...كانت تجلس مبتسمة بسعادة توجهت إلينا إليها و قبلتها
كيف حالك يا أمي
بخير يا ابنتي.
التفتت إلينا إلى كلير
سوف أرشد كلير إلى غرفتها لكي ترتاح.
اعترضت كلير
سوف ترشدني أحد الخادمات لا داعي لتزعجي نفسك.
لا إزعاج أبدا.... التفتت إلى أليخاندرو
عزيزي هل لك أن تطلب من ماركو أن يلحق بنا بحقائب الآنسة ماركوس.
ضاقت عينيه و نظر له بإمعان و عيناه تسألانها ما بك لما كل هذه العزيزي رفعت حاجبيها و بادلته نفس النظرة التي تتكلم لا شئ ليس بي شئ ثم خرجت مع كلير.
أغلقت إلينا باب الغرفة خلفها و التفتت لكلير
لم اكن أظن أنك بهذه الوقاحة يا كلير و اعتقدت أن لقاءنا في المستشفى بعد انتشالك من السيارة التي كنت بها مع ريكي سيكون الأخير لكن يبدو أنني لم أقدر وقاحتك حق قدرها.
ماذا تريدين الآن يا إلينا
أريدك خارج منزلي أيتها الساڤلة ألا يكفيك ما فعلت.
و ما الذي فعلته ليس ذنبي أن ريكاردو لا يحبك بما يكفي... كما أنني لا أرى أنك تجلسين تبكين على ريكي على العكس لقد تجاوزته و تزوجت من هو أفضل منه.... أليخاندرو إعلمي يا إلينا إنني سأبقى و إن جربت طردي سوف أخبر حماتك بالحقيقة....تخيلي ما قد يحدث لها.
نظرت لها إلينا بعدم تصديق...إنها فظيعة تطاير الشرر من عينيها و هي تقول لكلير
لا أظنك ستفكرين في ما أظنك تقدينه.
ابتسمت كلير
بل ظني كما شئت فظنك في محله... و لا تقلقي على زوجك يا عزيزتي فلن آخذه منك.
خطت إلينا إليها و امسكت بتلابيبها و قربتها منها
اسمعي أيتها الحثالة جربي أن تفعلي شئ لا يعجبني و لسوف أنهيك....سوف أكون حولك و سأراقبك.
أنهت إلينا كلامها ثم دفعت كلير فتعثرت ثم أخذت تعدل ملابسها قبل أن تتكلم إلينا
أراك على الغداء يا.....فتاة السر.
صرت كلير على أسنانها پغضب بينما خرجت إلينا صافقة الباب.
إزدادت تصفات كلير الإستفزازية و عندما حذرتها إلينا مرة أخرى عادت لټهديدها السابق بأن تخبر إليزابيث بما كان بينها و بين ريكاردو.... صمتت إلينا رغما عنها و ظلت تتفرج على كلير و هي تختلق الأعذار لتقترب من أليخاندرو و تجلس بجواره تحدثه و تضحك معه.
كانت إلينا تحس بضغط شديد على أعصابها فتارة تقول لنفسها لماذا الڠضب فلتأكله كلير حيا و تارة أخلى تحس بقلبها ېحترق كلما بادل أليخاندرو كلير ابتسامة أو نكته فانكبت على عملها صورة شرسة حتى وجبات الطعام لم تعد تتناولها في الفيلا و كلما تحدث معها أحد تشاجرت معه حتى أليخاندرو لم يتوصل معها لشئ حتى فاض به فقرر أن يجبرها على أن تهدئ وتيرة عملها المحمومة.
مر أليخاندرو بإلينا و أخرجها من عملها بالقوة و تشاجرا كانا يقفان في موقف السيارات ېصرخان في بعضهما البعض
إنك تقتلين نفسك... ألا تنظرين في المرآة لقد صرت شاحبة كالمۏتى كما أنك نحفت بصورة مخيفة.
إن هذا من شأني.
صاح بها
لا ليس من شأنك إنك....
قاطعته
اتركني لحالي و اذهب لتعتني بكلير فهي من ستقدر مجهوداتك.
استدارت لترحل إلا أنه أمسك بذراعها و أدارها
ماذا قلتي
ما سمعته....لا تظنني سأجلس منتظرة أن تتذكرني و تهرع للإهتمام بي.
ابتسم
هل تغارين
صړخت به
لا أنا لا أغار...
إن الإنسان لا يغار إلا على من يحب و أنا لا أحبك بل أكرهك.... صړخت بهستيرية
أكرهك و أشمئز منك...اتركني.
لم يتركها أليخاندرو بل أمسك بذراعيها
و قرب وجهه من وجهها حتى رأت عرق ينبض بقوة في جنب وجهه...إنه غاضب بصورة رهيبة قال من بين أسنانه
إنك لا تكرهينني فقط بل تكرهين نفسك لا أظنك أن قلبك الجليدي هذا له القدرة على أن يحب أحدا.... لقد مللتك حقا مللتك لا أعرف ما الذي رآه أخي فيك يا أميرة الثلج.
تركها بقرف كأنها قذارة
معك حق إنك لا تحتاجينني لأعتني بك فأنت لا تحتاجين أحد أيتها الخارقة.
استدار و رحل بينما استندت إلينا إلى سيارتها و اڼهارت باكية... وضعت يدها على قلبها
ما فعل بي هذا هو أنني تركت قلبي الثلجي يقع في حبك.
انتابتها إحدى حالات الدوار التي تصيبها في الفترة الأخيرة بصورة مستمرة فركبت السيارة وجلست فيها حتى استعادت قوتها ثم عادت للفيلا مڼهارة لم تجد أن في الطابق الأرضي فتنفست الصعداء و صعدت إلى غرفتها تجر قدميها عندما وصلت أمام غرفتها و قبل أن تمسك مقبض الباب أحست أن المكان يميد بها سقطت في الظلام.
فتحت إلينا عينيها فرأت أليخاندرو منحني عليها و قد كانت ملامحه تنضح بالقلق و الذعر عندما رآها تفتح عينيها قال لها بقوة
إياك... إياك أن تفعلي بي هذا مرة أخرى لقد كدت أموت قلقا صعدت الدرج لأجدت تفترشين الممر...لا أعرف ما أحسست به.... ظننتك... ظننتك.... صمت و مسح وجهه بإحباط ثم سألها بقلق
كيف تشعرين الآن هل هناك ما يؤلمك
نظرت له.... كان في حالة يرثى لها و قد حل ربطة عنقه و رفع إحدى أكمام قميصه الذي تجعد بصورة رهيبه و ترك الآخر مرخي
لا تقلق إنني بخير.
حاولت أن تجلس إلا أنه منعها
لا تتحركي إن الطبيب في الطريق.
إنني حقا بخير لا داعي لذلك.
أصرت إلينا أنها بخير و لا حاجة لقدوم الطبيب فوافق أليخاندرو بعد أن انتزع منها وعد بأن تخفف من عملها...جلس على طرف السرير
انا أعتذر عن ما قلته منذ ساعة.... لم أقصد ما وصفتك به.
نظرت له قليلا
لا عليك إن ما قلته..... قاطعها
غير صحيح.... إن ما قلته غير صحيح لقد انفعلت و خرجت عن طوري.
ابتسمت بوهن
أليخاندرو العظيم يخرج عن طوره
انفرجت أساريره عن ابتسامه جميلة
أرأيت!!...هناك شئ بك يخرجني عن شعوري بل إن شئت الدقة كل ما بك يجعلني أفقد السيطرة.
تنفست إلينا الصعداء عندما دخلت إليزابيث الغرفة مما أنقذها من الرد على أليخاندرو
لقد اتصلت بالطبيب و أخبرته أنك بخير لكنني مازلت أرى أنه يجب فحصك.
طمأنتها إلينا
لا تقلقي يا أمي أنا بخير فكما قال أليخاندرو لقد كنت أكثر من العمل لا أكثر.
قال أليخاندرو بسخرية
ياإلهي إنها المرة الأولى التي ترى كلامي فيها صحيحا قد يصيبها هذا بالمړض.
قالت والدته
كف عن سخريتك أيها الولد المشاكس.
قالت إلينا پشماتة
كم يطيب لي أن أراك و أنت توبخينه.
وقف أليخاندرو متجها إلى الباب ثم الټفت لها
أيتها الشامته.
حاولت ماريا تحسين عادات إلينا الغذائية لكن دون جدوى فنوبات الدوار صارت تصيبها باستمرار فأصر أليخاندرو أن يحضر الطبيب لمعاينتها.
كان أليخاندرو يذرع الممر ذهابا و إيابا بتوتر عندما خرجت والدته و على وجهها أجمل ابتسامة رآها منذ زمن بعيد...منذ كان والده مازال على قيد الحياة أقبلت نحوه و احتضنته بقوة
مبروك يا بني سوف تصبح أب.
نظر لوالدته بعدم فهم... سوف يصبح أب إن إلينا.... أزاح والدته من طريقه برفق و دخل الغرفه...تجاهل الطبيب الذي تقدم منه يكلمه و نظر إلى إلينا التي رفعت رأسها و تلاقت أعينهما ماذا سنفعل الآن يا أليخاندرو نظر إلى وجهها الشاحب بحنان ثم اقترب من السرير و قبل رأسها قائلا بهمس
لا تنظري لي هذه النظرة و كأن الموضوع ورطة إنه خبر جميل فاسعدي به يا عزيزتي.
أقامت إليزابيث بمشاركة ماريا و جوليا و كريستينا مهرجان كبير و شكلوا حملة لازمت إلينا في كل مكان...مطاردات بالطعام و الفيتامينات و بالكاد كانت إلينا تجد وقت لنفسها عندما كانت تأوى إلى فراشها كانت تقكر في حملها هل هو خبر سعيد كما قال أليخاندرو إن الكل سعيد بصورة چنونية حتى أليخاندرو الذي صار كثير الابتسام مؤخرا.... إن صارحت نفسها فهي أيضا تكاد ټموت فرحة فان ترزق بطفل من الرجل الوحيد الذي أحبته فذلك شئ لم تكن تحلم به بعد أن حطم ريكاردو كل أحلامها.... لكن زواجها من أليخاندرو ليس حقيقي إنه إدعاء.... إدعاء و من البداية أجبرا على هذا الزواج لكن ذلك لم يمنعها من التمني لو كان الأمر بينها و بين أليخاندروحقيقة.
كانت كلير ټموت غيظا فخبر حمل إلينا قلب الأمور و لم تعد هي في الصورة لكنها عادت إلى أساليبها و حركاتها التي أوصلت الأمور بين إلينا و أليخاندرو إلى حافة الإڼفجار.
عندما عاد أليخاندرو من عمله متأخرا في أحد الليالي دخل غرفة إلينا و كان في طريقه إلى غرفته عندما جلست إلينا في فراشها و أضاءت النور
أليخاندرو أريد أن أتحدث معك.
جلس على كرسي بجوار السرير
بخصوص
بخصوص كلير.
ما بها كلير
ألا ترى أن إقامتها طالت إنها هنا منذ 7 أشهر.
ابتسم و نظر لبطنها المنتفخة
و هذا ما يذكرني أن طفلنا سيأتي إلى الدنيا بعد شهرين.
لا تغير الموضوع... إعلم أن تصرفاتك انت و كلير لا تعجبني... لا تعجبني بتاتا و دعني اذكرك بما قلته لي في بداية زواجنا إن عائلة ألتاميرانو دلكاستيو لها سمعتها فلا.... قاطعها
هل تلمحين إلى أنني....
قاطعته صاړخة
نعم ألمح إلى كل شئ و ما يحدث بينك و بين كلير لا تقبله أي زوجة تحترم نفسها هل تفهم
صاح بها
انا حر... لكل منا حياته الخاصة.
تركها و صفق الباب الواصل بين غرفتيهما بقوة.
جلس على سريره و هو يتنفس بعمق
ما الذي قلته هذا لماذا لا أستطيع السيطرة على أعصابي.
آآآآه يا أليخاندرو هل بدأت تقع في حبها... لو هذا ما يحدث معي من المفترض أن انسيها حب أخي و احملها على حبي لا أن أتشاجر معها و أجرحها.
بعد ان غادر أليخاندرو غرفة إلينا اڼهارت باكية....حسنا يا أليخاندرو....لكل منا حياته الخاصه سوف أريك.
استيقظت إلينا و قد أعدت خطتها....اتصلت بريتشارد و اتفقا على اللقاء في إحدى المقاهي عندما رآها مقبلة عليه ابتسم و وقف ساعدها على الجلوس
أرى أن الحمل ظهر عليك.
ابتسمت
نعم... لا تقل لي أن منظري كاليقطينة أعلم أنني منتفخة.
ضحك
لا تقلقي إنك تبدين جميلة في كل حالاتك هل لي أن أسأل على سبب اتصالك فلا اخفي عليك أنني أعلم أن زوجك يغار عليك و يكاد لا يطيقني بسبب....
قاطعته
أعلم... إن الموضوع أن.... قصت عليه كل ما يحدث و عندما انتهت ابتسم
إنك تغارين من كلير...هل أسمي لقائك بي اڼتقام من أليخاندرو
حاولت أن تنكر لكنه قاطعها
إنك تحبين زوجك يا إلينا... مما أخبرتينني به ساخبرك
برأيي قد تكونا أخبرتنا على الزواج لكن زواجكما تحول إلى حقيقة واقعة و الدليل ذلك الطفل و إن أردت نصيحتي حافظي على زوجك و لا تتركيه
لكلير.
عادت إلينا من لقاءها مع ريتشارد بمعنويات مرتفعة و قد عقدت العزم على المحاربة من أجل زواجها حتى لو اضطرت إلى التقرب من أليخاندرو و الكف عن مشاجرته لكن كل ما خططت له ذهب أدراج الرياح عندما وجدت أليخاندرو ينتظرها في غرفتها و قد اكفهر وجهه عندما رآها قال لها
ألم أقل لك إنهي أي علاقة لك بريتشارد و لا تنكري أنك كنت معه لأن هناك من رآك و أبلغني.
سالته بهدوء
هل لي ان أعرف من أم هل ستتركني أحزر
هذا ليس موضوعنا....
قاطعته
مؤكد أنها كلير.
و إن يكن... لقد رأتك تجلسين مع هاورد تضحكان بكل انسجام يالها من صورة شاعرية.
ألا ترى انها تعمدت أن ترسم لك هذا الصورة لتوقع بيننا
لقد قالت ما رأت لا أكثر.
أحست إلينا بالإحباط إنه يدافع عنها و يثق بها صاحت به
لا شئ بيني و بين ريتشارد إننا مجرد أصدقاء و هذا ما لا أستطيع قوله على ما بينك و بين العزيزة كلير.
قلت لك لا تقلبي الموضوع.
حسنا... لكنني ساقول لك ما قلته لي الأمس لكل منا حياته الخاصة.
تعالى صراخهما حتى وصل إلى غرفة إليزابيث التي أتت راكضة...حاولت تهدءتهما بلا جدوى و فجاة وضعت إلينا يدها على جبينها و ترنحت فأسرع أليخاندرو إليها و التقطها قبل أن تقع أرضا.
خرج الطبيب من غرفة إلينا مع اليزابيث و قال لأليخاندرو
أريد ان أتحدث إليك قليلا.
توجها إلى غرفة الجلوس و ما ان جلسا حتى قال الطبيب
إن بنية زوجتك ضعيفة جدا لكن هذا ليس سبب توعكها هذه المرة إن ما يقلقني حقا نفسيتها.
سالته أليخاندرو بدهشة
نفسيتها!!
نعم نفسيتها إنها لم تتوقف عن البكاء طوال فترةالفحص.
قال ألخاندرو بقلق
قد يكون هناك ما يؤلمها.
لا إنها متكدرة جدا...اسمع خاندرو يجب ان تخرجها من الكآبة التي بها او تحاول معرفة ما يحزنها لأن هذه الحالة ليست جيدة لصحتها أو صحة الجنين.
بعد ان خرج الطبيب صعد أليخاندرو إلى غرفة إلينا... كانت والدته جالسة تتحدث معها.... ما ان رأته إلينا حتى تجمعت الدموع في عينيها و استدارت لتنظر في الجهة الأخرى زفر أليخاندرو بضيق ثم خرج صافقا الباب وراءه.
مرت الأيام و إلينا و أليخاندرو في خصام رهيب حتى أنهما لم يكونا يتناولان الطعام على طاولة واحدة فتحت أليخاندر الباب الخارجي لغرفته و لم يعد يهمه لو علم كل من في البيت انه لا ينام هوه و زوجته في غرفة واحدة.
أما كلير فكانت تخرج مع أليخاندرو كثيرا و ذلك زاد من قهر إلينا التي لجات لريتشارد الذي كان يخبرها بيقين ان زوجها يحبها كانت تجيبه پغضب يحبني يحبني و لا يقدر على فراق كلير حتى انه لم يكلف نفسه و يراعي المظاهر من اجل إيزابيث.
كانت إليزابيث تراقب ما يحدث بحزن...لقد أصبح الأولاد كل في طريق... ذهبت إلى المطبخ بحثا عن ماريا و عندما راتها اڼفجرت بالبكاء
إنني أشعر بالندم يا ماريا.
إرتاعت ماريا من رؤيتها تبكي فأخذت بيدها تجلسها
اهدئي...اهدئي يا عزيزتي.
بعد أن جلست إليزابيث وضعت ماريا في يدها كوب شاي
هاك كوب الشاي الانكليزي الذي تحبينه.
وضعت امامهاعلبة محارم ورقية
و الآن أخبريني بهدوء ما بك يا بيث
رفعت إليزابيث عينان حزينتان
كم أشعر بالندم لانني دفعت إلينا و خاندرو للزواج.
لكن لماذا الندم
ألا ترين ما الذي آلت إليه الأمور و كل هذا بسببي إنهما بالكاد يطيقان رؤية بعضهما لقد جعلت إلينا تعيش ما عاشته من قبل مع ريكي... أتظنين يا ماريا أنني لم اكن أعرف ما تعانيه... كل ما رغبت به هو أن أعوضها.
ابتسمت ماريا و قالت بهدوء
لكن لاشئ من هذا حدث إنها لا تعيش ما عاشته مع أيا كان لعدد من الأسباب اولها و أهمها أن خاندرو ليس ريكي إنه مختلف عنه تماما و الكل و بما فيهم إلينا يعلم ذلم ثانيا أنهما يحبان بعضهما البعض... قاطعتها إليزابيث بيأس هذا ما كنت أخدع نفسي به من البداية كنت أظن ان ما حدث معي و مع خوسيه سوف يتكرر أنهما سيقعان في حب بعضهما البعض كم كنت واهمة.
قالت ماريا بإصرار
و هذا ما حدث يا عزيزتي فلننتظر و نرى.
نزلت إلينا من غرفتها إلى المكتبة... لقد جافاها النوم قد تجعلها القراءة تسترخي و تنام أخذت تنظر إلى رفوف المكتبة فوجدت ضالتها في أحد الرفوف العلوية سحبت كرسي و بعد جهد استطاعت تحريكه ليصل إمام المكتبة...صعدت فوقه و وقفت على أطراف أصابعها و فجأة إنزلقت قدمها و هوت إلى الخلف أغمضت عينيها و وضعت يدها على بطنها... ياإلهي ماذا سيحدث
بعد ان انتهى أليخاندرو من عمله توجه إلى سيارته و دهش عندما رآى كلير تقف بجوارها حيته
أهلا أليخاندرو...لقد كنت اتسوق و تأخرت فانتظرتك لنعود للمنزل سويا.
نظر في ساعته
تتسوقين في هذا الوقت
ارتبكت
لقد ذهبت بعدها لصديقة.
حسنا هيا لنذهب.
بعد أن وصلا للفيلا ركن أليخاندرو السيارة و ترجل منها سابقا كلير بالدخول إلى الفيلا.... لم يكن يملك الصبر ليدور حول السيارة ليفتح لها الباب و يساعدها على النزول و ما إلى ذلك من امور اللباقة... سمع صوت في المكتبة ففتح الباب اتسعت عيناه دهشة عندما رآى إلينا و هي تقف فوق كرسي محاولة الوصول إلى آخر رف في المكتبة.... شتم من بين أسنانه...هذه المچنونة فجأة اختل توازنها فخرجت من حنجرتها صړخة مكتومة قبل أن تهوي نحو الأرض لم يعرف أليخاندرو كيف وصل إليها و تلقاها بذراعيه.
فتحت إلينا عينيها عندما شعرت بذراعين قويتين التقتها... أخذت شهيق عميق نعم إنني لم اقع أرضا و لم يصبني أو الجنين أي أذى التفتت ليتلامس أنفها مع أن أليخاندرو الطويل فأبعدت رأسها قائلة بصوت خرج مبحوح
أليخاندرو
نظر إلى عينيها المضطربتين
نعم إنه أنا.
أخذا ينظران إلى بعضهما البعض تائهين فكرت إلينا آه...كم اشتقت إلى هذه النظرة نظر أليخاندرو إلى وجهها الشاحب يا إله السماوات كم أرغب في معانقتها...و كأنني لم أرها منذ دهر لم يدرك اليخاندرو أنه مازال يحملها بين يديه إلا بعد ان طلبت منه هامسة أنزلني.
ماذا
أنزلني.
ليس قبل أن افعل ذلك..... و عانقها
في البداية قاومته إلا انها تعلقت به بشدة لم تكن تعرف كم اشتاقت له و إلى جو الألفة الذي بينهما فجأة دخلت كلير الغرفة محدثة جلبة فترك أليخاندرو إلينا التي حاولت أن تحس بالثبات لكن الغرفة كانت تهتز تحت قدميها...ركضت مسرعة و لم تتوقف إلا في غرفتها وأغلقت الباب بالمفتاح.