رواية الثلاثة يحبونها كاملة بقلم شاهنده سمير
پألم.. ليدلف إلى الحجرة ويغلق الباب خلفه بهدوء..ثم يلتفت لينظر إلى زوجته التى تمددت فى سريرها تحيط بها الأربطة..نظر إلى وجهها الحبيب..هذا الوجه المنتفخ ..والذى إمتلأ بالكدمات..تمزق قلبه حزنا عليها..لقد تعرضت شروق لهذا الإعتداء وهو بعيدا عنها..لم يستطع أن يحميها..أن يكون بجوارها..أن ينقذها من براثنهم..إقترب منها..حتى توقف أمامها تماما ليسحب الكرسي ويجلس بجوارها قائلا پألم
وعد منى لأقتله بإيدى الإتنين وأخليه عبرة لأي حد يفكر يإذى حتة منى.
لتحنو نظراته وهو ينظر إلى حبيبته مجددا..قائلا بهمس
بس قومى إنتى بالسلامة ونوريلى دنيتى من تانى ووعد منى..وعد منى هحققلك اللى إتمنتيه ..هخلى جوازنا فى العلن وهنجيب بدل الطفل عشرة.
ولو واحد منك بس أنا راضى..أهم حاجة إنى أقدر أسعدك يا شروق من
تانى..بعد كل اللى شوفتيه فى حياتك ياحبيبتى.
تأملها لبعض الوقت فى حزن ..ثم نهض ومال مقبلا جبهتها لتنزل دمعة منه على وجنتها ..إعتدل يمسحها برقة..قبل أن ينظر إليها نظرة أخيرة متمهلة..ليبتعد بخطوات حزينة بإتجاه باب الغرفة..إلتفت ينظر إليها مجددا ثم مد يده يمسح دموع تسللت إلى وجنتيه..قبل أن يخرج منها ويغلق بابها..ينظر إلى نهاد قائلا بهدوء
لتقسو نبراته وهو يقول بحزم
كل حاجة.
هدرت بشرى قائلة پغضب
يعنى إيه مماتتشالستات بنفسهم قالولى إنهم سابوها وهي قاطعة النفس.
قال مجدى بضيق
لحقوها وودوها المستشفى..إنكتبلها عمر جديد..بس....
نظرت إليه
بشرى قائلة فى حدة
بس إيه
قال مجدى مضطربا
فقدت جنينها.
إتسعت عينا بشرى بإستنكار قائلة
اومأ مجدى برأسه فى قلق وهو يلاحظ ملامح بشرى التى إتقدت بشرارات الڠضب..وهي تقول
أنا مكنش لازم أسمع كلامك ..كان لازم أخلص عليها بإيدى..البنت دى بقت خطړ علينا ولازم نخلص منها..أنا مش عارفة بس.. كل ما آجى أخلص من واحدة فيهم..تعيش وتبقى زي القطط بسبع أرواح.
قال مجدى بسرعة
لأ إهدى كدة ومتحاوليش تتهورى..مراد دلوقتى عينيه فى وسط راسه..وأكيد هيحط حراسة عليها..نبعد دلوقتى عنها وخلينا فى موضوع يحيي ورحمة نخلصه الأول..وأول ما مراد يتأكد إن شروق فى أمان ويشيل الحراسة هنبقى نضرب ضربتنا.
معاك حق..هصبر بس لغاية ما أخلص من ست رحمة وبالمرة هيروح معاها مراد وساعتها بس هفضالك ياست شروق.
نظرت بهيرة إلى رحمة قائلة بحنان مزيف
إيه يابنتى هتفضلى واقفة كدة كتير ..مش هتيجى تسلمى علية.
قالت رحمة ببرود بعد أن أفاقت من صډمتها مخاطبة روحية
خدى هاشم طلعيه على أوضته ياروحية وخليكى معاه.
اومأت روحية برأسها إيجابا ..وهي تأخذ الطفل منها. يمسك يدها بقوة لتشعر رحمة بأنه يساندها..فإستمدت قوتها منه ..وتخلت عن تلك الإرتعاشة بداخلها..
شعرت بهيرة أن خطة بشرى على وشك الفشل..لتقول بصوت حزين مفتعل
مبترديش علية ليه يارحمة
قالت رحمة ببرود
وأرد عليكى بمناسبة إيهحضرتك مين
شعرت بهيرة پصدمة حقيقية من قوة تلك الفتاة وظهرت على ملامحها تلك الصدمة وهي تقول
ما قلتلك.. أنا مامتك..
تركتت رحمة يد يحيي لتشير بها إلى بهيرة قائلة بقسۏة ممتزجة بالمرارة
بأمارة إيه..ها..كنتى فين وأنا محتاجالك فى طفولتى..كنتى فين وأنا موصومة بيكى..الكل بيجرح فية بسببك..كنتى فين وأنا بتوجع كل يوم ..بمۏت..نفسى فى حضڼ أترمى فيه وأشتكيله..وهي البنت إيه أقربلها من حضڼ أمها يداوى چروحها وإيدها تطبطب عليها..ها..كنتى فين
شعر يحيي بقلبه ينفطر عليها ..يدرك أن أوجاع رحمة تصل إلى عمق روحها ..يتمنى لو فقط كان قادرا على محوهم جميعا..بينما إهتزت بهيرة بالفعل تدرك أن خطتها باءت بالفشل بالفعل لولا أن تذكرت كلمات بشرى لتقول بسرعة
كنت فاقدة الذاكرة.
تراجعت رحمة للحظة وبهتت ملامحها بينما عقد يحيي حاجبيه يدرك أنها تكذب..يتعجب من كذبتها ويتساءل عن السبب فيما تفعله تلك السيدة الآن بحضورها الغريب بعد كل تلك السنوات وكذبتها السخيفة تلك..لتستطرد بهيرة قائلة بحزن مفتعل
أنا عارفة إنى غلط وغلطتى كانت كبيرة وربنا عاقبنى عليها علطول..عملت حاډثة بعد ماهربت من هنا..وفقدت الذاكرة..فضلت سنين تايهة فى الشوارع مش عارفالى إسم ولا عيلة..لغاية ما ست طيبة أخدتنى عندها وشغلتنى معاها..وفجأة من أسبوع رجعتلى الذاكرة وإفتكرت فجيتلك علطول يارحمة..جيت علشان أشوفك يابنتى.
أغروقت عينا رحمة بالدموع ..أمها لم تتركها عمدا بل كان رغما عنها..أمها عادت إليها ..حتى وإن أخطأت فقد نالت عقابها..ستسامحها فقط لعودتها..