أباطرة الغرام بقلم أيه محمد رفعت عنوانه
ويفصل عقله عن التفكير بمعشوقته الفقيدة لميس ولكن ما الذي سيفصل قلبه عنها فالقلب ما له من سلطان خرج اسمه من بين شفتي والده فيرفع رأسه بانتباه يصغي لما يطلبه منه
_ عصام ظبط أمور الشركة اليوم عشان تقعد معنا يومين تلاتة في بيت المزرعة وكمان عشان ندى تشوف الدنيا.
أومأ برأسه موافقا لأمر والده يجيبه بهدوء
_ حاضر يا بابا.
_حبيبي يا عمو ربنا يخليك ليا يارب.
انفرج شفتاه بابتسامة ليربت على كفها قائلا
_ ويخليكم ويحميكم ليا مين ليا غيركم أفضي وقتي عشانه.
ضيق آسر عينيه مصوبا إياها إلى والده وندى ويهتف بحزن مزيف
_ أخص عليك يا أبو حميد يا وحش كدا أسوره حبيبك يتحايل عليك عشان نص يوم إجازة وتيجي البت دي تأثر عليك.
_ أنت رزل أووي يا آسر.
حمل آسر تفاحة من طبق الفاكهة الكبير وسط الطاولة يريد أن يصوبها نحو ندى التي أخفت رأسها خلف عمها مرددا بغيظ
_ لمي نفسك يابت بدل...
_ بتهدد مين يالا!
زمجر بها خالد يتطلع نحو أسر بحدة اعاد آسر التفاحة موضعها يجيبه متلعثما
_لا متهزرش.
هتف بها بصرامة ليعود الضحك يسيطر على وجوههم ويبدأون بمناقشة الأمور وإعداد لائحة للفتيات بتجهيز ما يلزم لمرافقتهن في الطريق إلى المزرعة غافلين عن الجسد ذو الروح الشارد يتذكرها في أحد الأيام في بيت المزرعة.
في إحدى الغرف في بيت المزرعة والتي يبدو أنها غرفة لإحدى الفتيات من طلائها الوردي الهادئ كانت لميس تتوسط الفراش بشعرها المموج وتحتضن وسادتها بين يديها عقلها شارد بمن لبى نداء قلبها العاشق فولج بخطوات هادئة ليجلس على ركبيته أمام الهيئة الملائكية التي أمامه أصابعه تتخلل خصلات شعرها وصوته الحنون يتسرب إليها عبر أحلامها
تململت في فراشها وعادت للغط في سبات لكنها أفاقت عندما نهض ليجلس على طرف السرير على ساقيها فتحت عينيها بانزعاج لتجد كلماته الباسمة تخبرها
_ صباح الخير يا روح قلبي إيه كل ده نوم هتجوز غيبوبة
ضحكتها الخاڤتة المشبعة بآثار نومها خطفت قلبه مجددا ليعلنها حبيبة قلبه للمرة التي لا يدري عددها اعتدلت في وقفتها وشبكت أصابعها بأصابعه وهي تردد
ضيق عينيه في محاولة صادقة ليتذكر ما عليه فعله
_ إيه!
شهيق درامي يصدح منها فترد بنبرة ساخطة
_ أخص عليك يا عصام أنا زعلانة معقول نسيت!
نظر إليها ولحزنها الذي لاح على قسمات وجهها وقال مستفهما
_ بجد مش عارف أنت بتتكلمي على إيه!
دفعته بقبضتها وهمت بالرحيل وهي تردد باستياء
طوقها بقوة وسحبها نحوه فنظرت لسماء عينيه الصافية سماء لها وحدها تحلق فيها كطير حر لا قيود ولا حدود تسمع صوته الهامس وأنفاس وجه الحارة تلفح وجهها
_ مش لما أفهم انا زعلتك في أيه!
ابتعدت عنه ونظرات الصدمة تكتسح وجهها الممزوج بحمرة خجلفمطت شفتيها باستياء طفولي قائلة
_ أنت وعدتني هتعلمني السباحة.
لاح وعده أمامه فضړب جبينه بكفه آسفا
_ أوبس نسيت.
دفعته بعيدا عنها وبنفس نبرتها الحزينة قالت
_ أوعى أنت عمرك ما وفيت بوعدك ليا.
اتسعت عيناه بدهشة لوصفه هكذا فما كان منه إلا أن نهض خلفها يحملها بين ذراعيه شهقت پصدمة وتطلعت بحيرة لعينيه المتوعدتين فقال
_ انتي شايفاني كده أوكي أنا هوريكي هعمل فيكي إيه.
تتوالى قبضاتها الرقيقة على صدره وهي تهتف بصړاخ رقيق
_ نزلني متزعلنيش منك أكتر من كده!
ضحك بمكر وهو يهز رأسه نافيا ليزداد تدافع قبضاتها على صدره وهتافها
_ نزلني بقولك نزلني.
تحرك بها تجاه المسبح خارج البيت وهو لا يبالي لهتافها ولكماتها لاحظت توقفه فجأة فنظرت إليه بتوجس ومكره يلوح في عينيه علنا فسألها بصوت ماكر فحيح
_تحبي أنزلك!
مطت شفتيها بحزن وهزت رأسها بحزن قائلة
_ أيوا نزلني
ضحك بصوته كله فتفحصت المكان من حولها لتتفاجئ بوجودها جوار مسبح السباحة وفجأة التقى ا بالمياه بعد ان قڈفها داخلهوما أن لحق بها حتوعينيها تنظر من حولها پصدمة يتبعها سعادة فتصدح ضحكاتها وترفقها ضحكاته .
_أنا بحبك على فكرة.
قالتلها بنبرتها العاشقة فففلت يده عنها لتبقى فقط
_أنا عمري ما أسيبك زعلانة مني أنتي حبيبتي ومراتي وكل ما أملك .
همسه اليها زداد تشبثها به حبا أمانا وفجأة أشارت له بقلق
_انا غيرت رأيي مش عايزة أتعلم خلاص عايزة أطلع حاسة اني هغرق.
_ متبقيش جبانة دا أنت هتبقي حرم المقدم عصام الدالي يعني لازم تكوني شجاعة.
رد عليها بثقة وهو يبدد خۏفها بأمان كلماته التي بثت في قلبها شجاعة بقربه تطمئن به عاد خۏفها ليسيطر عليها فقالت پخوف وتشبثها يزداد به
_ أنا جبانة طلعني أنا خاېفة.
_سيبي نفسك للمياه وهي هترفعك.
فعلت ما طلبه منها لتطفو بعدها على سطح الماء معه يحركان قدميهما بتناغم فساعدها على الحركة وبعد ساعات قليلة خرج من الماء لتبقى هي على حافة المسبح لتشير اليه بالعودة اليها فتساءل بدهشة
_أيه
حركت رأسها بتعالي
_شيلني.
ضيق عصام عينيه بمكر وقال بنبرته الخبيثة
_ أنت خدتي عليا بقا!
حركت رأسها موافقة لكلامه وقالت مقلدة جملة شهيرة
_ شيل يا طويل العمر شيل.
ارتفعت ضحكاتهما
_بحبك.
_عصام عصام أنت يابني روحت فين!
هتف بها والده ينتشله من شروده فتسقط ملعقته في الطبق ويرد بوهن
_ نعم يا بابا.
لاحظ أحمد حالته وعلم أن طيفها يلوح بذكرياته أمامه منحه نظرة مطولة ثم قال أحمد بهدوء ينهض نحو المكتب
_ تعالى جوه في المكتب عايز أنقاشك في شوية حاجات في الشغل أنت وخالد.
حرك رأسه موافقا ثم أشار لفنجان القهوة أمامه قائلا
_ حاضر هشرب القهوة وأجي.
همهم أحمد موافقا وانسحب نحو مكتبه ليعود الجميع إلى مشاجراتهم الكلامية تفزع سها عندما وجدت نفسها تقذف بنواة زيتون فتنظر لآسر پصدمة تردد بذهول
_ إيه يا آسر مش هتبطل حركاتك التافهة دي.
تمتم أسر بغيظ منها
_ هما شهرين بالكتير وبعد كده مش هتقدري تفوتي باب القصر من كتر الأكل اللي أنت بتاكليه ده بقيت أخاف منك يا بت لحسن أصحى بعد الزواج ألاقي نفسي ناقص إيد ولا رجل.
نظر عصام إليه بحزم متمتما بحدة
_ بس يا آسر.
تراقص حاجبي سها لنصرة عصام لها فتقول مستهينة به
_شايف أخوك العسل ده مش عارفة مطلعتش زيه ليه
تبادل نظرات الاشمئزاز بينها وبين عصام ليرد عليها بكل ثقة
_ ده هو اللي يتمنى يبقى زيي.
كظم خالد ضحكته بكفه وهو يتذكر اصاپة آسر قبل يومين عندما تعرض للضړب من قبل بودي جارد ليسكته بكفه الآخر
_ بس يا آسر يا حبيبي كلنا عارفين أنت مين
اردف عصام بسخرية تغمسها جدية ملامحه
_ سيبه يا خالد كمل يا أستاذ آسر
توجهت ندى بنظراتها لعصام فتجذب انتباهه بسؤال
_ عصام