رواية اليمامة والطاووس (روقة) بقلم/ منى الفولي الحلقة الأولى
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
بسم الله الرحمن الرحيم
رواية اليمامة والطاووس روقة
بقلم منى الفولي
الحلقة الأولى
بإحدى القرى في غرفة فوق سطح إحدى العقارات المتطرفة وحدها بين مساحة واسعة من الأراضي الزراعية يجلس شاب بأخر العقد الثالث من عمره يبدو التناقض الواضح بين هيئته والمكان فملابسه الأنيقة تتناقض مع أثاث الحجرة المتهالك حتى حقيبة ملابسه الغالية تتناقض مع ذلك الجوال القذر الذي يحيطها التناسق الوحيد بينه وبين محيطه كان ذلك البؤس المرسوم على وجهه والهالة السوداء حول عينيه التي لا يخفى سببها خاصة وهو يراقبه بذاك السخط متمثلا بذلك الشاب الريفي البسيط الذي يتوسد الأرض بينما ارتفع غطيطه المزعج بالإضافة لذلك الفراش الخشن الذي لم يعتاده بعد والذي يدعو الله أن تحل معضلته بأقرب وقت فلا يجبر على اعتياده تململ الشاب الأنيق متأوها من قسۏة الفراش لينهض متأففا خارجا من الغرفة لاعنا ما وصل إليه حاله نظر لسور السطح بتردد يعلم التعليمات جيدا لا يحق له الاقتراب من السور حتى لا يلاحظ أحد المارة أو سكان العقار وجوده فيتعرض للسجن هو و ذلك الشاب المسكين الذي أواه بغرفته ردا لجميل صديقه لديه أغمض عينيه مستنشقا ذلك الهواء النقي فالعقار محاطا بالحقول الشاسعة التي رأها بالأمس أثناء صعوده المستتر للسطوح والتي يحرم الأن من رؤيتها والتمتع بجمالها حفاظا على سرية وجوده لاحظ ذلك الفراغ الصغير بأحد جوانب السور فانحنى يزحف تجاهه ببطء حتى وصل إليه مسترقا النظر لذلك البساط الأخضر لعل نفسه الجريحة تطيب برؤية المشهد المبهج ولكن لم يكن شيء ليخفف ألم چرح أقرب الناس إلى نفسك حيث طعڼة الغدر بخنجر الثقة أشد وطأة على الروح من طعنات الجسد تنهد بحسرة وهو يبتلع مرارة الذكرى تلك الذكرى التي ظل يجترها لما يقارب العام أملا أن تمحو مرارة الذكرى حبها من قلبه فلم تزيده إلا مرارة فقدها وهو يتذكر ذلك النعيم الذي عاشه معها رغم قصر عمره وما خالطه من منغاصات ولكن الأن الأمر مختلف فلأول مرة يعلم أن ذكراه كانت مشوهة ولأول مرة يسترجعها على حقيقتها بعدما اتضحت الصورة وظهر جانبها المخفي ليتجرع مع مرارة الفقد حړقة الغفلة والغدر من أقرب الناس لتكوي الذكرى قلبه رغم شهد البدايات التي قد مر عليها ما يقرب العام ولكنه يتذكر أدق تفاصيلها وكأنها كانت بالأمس القريب.
جلس مع صديقيه بكافيتريا الجامعة ولكنه تواجد معهما بجسده فقط ولكن عينيه كانت تتبع ساكنة قلبه تلك التي تسترجع دروسها تحت شجرتها المعهودة المقابلة للكافيتريا بينما روحه قد أسرتها هالة البراءة التي تحيط بها بزيها المحتشم ونظرها الذي لا يحيد عن كتبها وقت استذكارها أو الأرض في حياء أثناء سيرها لكن انتزعه هتاف صديقه الزاجر باسمه من جنة تأملها.
نظر لصديقه بارتباك محاولا أن يخرج صوته المتحشرج متماسكا حتى لا يفتضح أمره أيوه يا محمود ما أنا سامعك.
ليفاجئه محمود بسؤال لا يعلم عن أي شيء يدور طيب قولت أيه هينفع ولا مش هينفع السنة دي.
كتم عمر ضحكته وهو ينتشله من ورطته بذكاء خلاص بقى يا محمود أهو قالك أن شاء الله بس أكيد لازم يسأل الدكتور الأول ويشوف العيلة ناويين على امتى