السبت 23 نوفمبر 2024

اليمامه والطاووس الحلقة الثانية عشر

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

اللهم أغفر لنا ضعفنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس 
اللهم ثبت أقدامهم وسدد رميهم
الحلقة الثانية عشر 
لم يتخيل أن تخيب توقعاته لهذا الحد تحرك دون إرادة يبحث عن الباقيات ليعرف لأي مدى صابت باقي توقعاته أو خابت تحرك بهمة حتى وقع نظره على تلك السيدة متوسطة الجمال ذات التعبير المريح وهي تشتري بعض الخضروات من سيدة مسنة تبادلها الابتسامة بود وكأنهما صديقتين حميمتين اقترب محاولا أن يلتقط أيا من كلامهما ليصله صوتها واضحا حلو من وشك يا أم ابراهيم ربنا يحسن سوقهم وييسر لك أمرك.
كتم صړخة كادت تفلت من فمه فالسيدة متوسطة الجمال هي روقة حلم كل الرجال كما تدعوها شوقية.

روقة التي يحمد زوجها الله على رزقه بها ويعتبرها جل رزقه هي مجرد أمرأة عادية المظهر تلقى الألاف من على شاكلتها يوميا وقف مبهوتا لا يعي معنى كل هذا لتأتيه الضړبة القاضية على شكل نداء حمل صوت فاطمة وهي تنادي رانيا يا أم معتز.
لم تكن دهشته بسبب صوتها الهادئ الخاڤت المتزن على عكس عادتها لكن الأغرب أنه صدر عن تلك السيدة المحتشمة الخجول لتتصاعد دهشته وهو يسمعها تستطرد وهي تشير لمرافقتها تلك السيدة الجميلة بلا زينة ذات الابتسامة الراضية أم مهاب كانت عايزكي تنقي لها بطيخة حمرا عشان منتخمش.
فتر حماسه للجولة فجأة فاكتفى بما اشترى من فاكهة انطلق بطريق العودة شاردا يفكر بطريقته بالتفكير وتقييم البشر الذي خداعاه قديما عندما ظن بنجوى وسلوى الرفعة لحسن مظهرهما وحنانهما الظاهري والنقص والغيرة بحبيبته وأهلها لرقة الحال وبساطة المظهر وهاهو يخدعه تفكيره ثانية وفشل تخمينه القائم على المظاهر فشلا ذريعا كم كان غبيا ضيق الآفق يحكم بالمظاهر الكاذبة ويتجاهل الجوهر فالجميلة ذات الزينة المتقنة هي شوقية تلك الكريهة التي يبغضها زوجها ويتمنى الاقتران بغيرها ماهي سوى طاووس مغرور جميل المظهر بلا فائدة حقيقية بينما متوسطة الجمال هي رانيا ذات الجمال الداخلي الخلاب الذي ملك عقل زوجها وقلبه الأشبه بيمامة رقيقة عششت بمنزل زوجها فأسعدت قلبه وملكته أما تلك المحتشمة فهي فاطمة تلك اللعوب داخل بيتها الملتزمة خارجه أما تلك العابسة فهي هناء مجرد طفلة زادها الضيق والحرمان عمرا فوق عمرها وأخيرا فصاحبة الوجه المبتسم هي وفاء شقيقة يوسف زوج فاطمة ورغم معاناتها وظروفها الصعبة إلا أن الرضا ووجود السند الحقيقي المراعي أضافا على روحها هدوءا وعلى وجهها نضارة. 
ارتفعت الطرقات على باب غرفة ياسين بالمستشفى ليأذن للطارق بالدخول لتتسع عينيه پصدمة مغمغما دعاء!
ارتفع صوت والدها المصاحب لها ألف سلامة يا دكتور بعد الشړ عن حضرتك.
رحب بهما يدعوهما للجلوس جلس والدها قريبا بينما انكمشت هي على أبعد كرسي من فراشه متجنبة النظر نحوه فبرغم إصرارها على المجيئ للإطمئنان على ما حدث لياسر وتأكيدها على التماسك والهدوء ولكن مجرد رؤيته بعد ماكان منه عاودت اشتعال نيران ڠضبها ولكن حالته الصحية والظروف والغرض الذي أتوا من أجله شكلت كلها أسباب اجبرتها أن تغمغم سلامة حضرتك يا دكتور.
أجابها خجلا لا يقوى على مواجهتها الله يسلمك يا دعاء أزيك وأزاي عبد الرحمن.
تمتمت باقتضاب الحمد لله أنا وهو كويسين. 
ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهه وهو يهتف فرحا يعني فعلا عرفتي أنه عبد الرحمن.
ساءتها فرحته التي لا حق له بها بعدما ساند من حاولوا قتل جنينها فتجاهلت إجابة سؤاله وهي تشيح بوجهها جانبا ليتنحنح والدها وهو يمسك زمام الحديث مردفا بجدية احنا حاولنا نتصل على حضرتك وياسر أكتر من مرة بس تليفوناتكم مقفولة والحمد لله دعاء كانت عارفة نمرة عمر وكلمناه وهو اللي بلغنا بتعب حضرتك وأن ياسر حاليا مش موجود.
بدا القلق على ملامحه من اهتمامه بالبحث عنهما بهذا الشكل خير يا حاج.
قص عليه ما قد كان من زيارة ذلك المحامي وما يدبر لياسر
استمع له لايصدق مدى ما وصلت له سلوى من حقارة وكيف غفل عن مكنونها هذا طوال السنوات الماضية أم أن مرآة الحب عمياء كما يقولون.
ارتفع صوت دعاء الملهوف فين ياسر ومين دول وعايزين أيه من ياسر. 
زفر بحزن محاولا إجابتها دون أن يكشف عن ما يحدث دول جماعة ياسر له مشاكل معهم اليومين دول والمفروض أننا كنا نتقابل ونتفاوض من

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات