براثن اليذيد
وجهه التي تغيب فيه كل مرة تنظر إليه استمعت إلى بقية حديثه وعملت ما يرمي إليه لتقول بحدة وهي تبعده عنها
طب أبعد خليني أعرف أنام
ابتسم الآخر بمكر وعاد إلى مكانه بالفراش ينام عليه بظهره واضعا يديه أسفل رأسه ونظر إليها وجدها تنام بأخر ركن به تدير إليه ظهرها وهي تتمتم بكلمات لا يعلم ماهيتها ليبتسم مرة أخرى ولكن كانت ابتسامة حقيقية هذه المرة..
بس هو انتوا إزاي جيتوا هنا يعني أنا مش فاهمه مش بتقولي كنتوا في الصعيد تقريبا
تلك الكلمات قالتها مروة متسائلة باستغراب وهي تجلس مع يسرى التي استشعرت مدى طيبتها..
أيوه وحتى جدك بصي ياستي اللي أنا أعرفه إن هما كانوا عايشين في نواحي الصعيد حتى تلاقي ماما وعمي وفاروق لهجتهم مختلفة شويه مش كتير بردو لأن إحنا هنا من زمان جدي وجدك كانوا شركا جم هنا وكل واحد أخد بيت لعيلته وكان بابا معاه وعمي سابت وبعدين كبروا في الشغل وفجأة سمعنا أن جدي أفلس إحنا منعرفش السبب ولا ايه اللي حصل بس عمي سابت قال إن جدك آسفة يعني ڼصب عليه وبعدين جدي ماټ وبعديها بكام شهر بابا ماټ كل ده طبعا أنا مفتكرش منه حاجه لأني كنت صغيرة بس سمعت الكلام ده أكتر من مرة
خرجت من شرودها على صوت شقيقة زوجها المتسائلة باستغراب
ابتسمت بود ثم اجابتها وهي تعتدل في جلستها لتواجهها من جديد
هنا هو يزيد بيشتغل ايه وفاروق أنا هنا بقالي أسبوعين ومش شايفه حد فيهم بيشتغل خالص
جلست يسرى القرفصاء ثم تحدثت بحماس قائلة
لأ إزاي بيشتغلوا طبعا شغلهم كله في الخشب فاروق أخويا وعمي ليهم هنا مغلق داخل نواحي البلد وكده أما يزيد ماسك المصنع اللي في القاهرة ودايما قاعد هناك
بجد أنا أول مرة أعرف كل ده ظروف جوازنا كانت صعبة أنت أكيد عارفه.. بس هو معقول بيروح ويجي ده سفر من هنا للقاهرة
ابتسمت يسرى بحزن هادئ ملائم للموقف وللحديث الذي قالته زوجة أخيها
عارفة للأسف بس إن شاء الله كل شيء يتحل بس يزيد أصلا ليه بيت هناك.. أقصد إن حياته هناك أصلا وبيجي هنا إجازات بس
صدعتك برغي يا يسرى صح
ابتسمت يسرى ثم هتفت قائلة بحماس وهي تعتدل على مقعدها
بالعكس ده أنا كنت خلاص هطق والله يا مروة أنا أغلب الوقت لوحدي الكميا بيني وبين إيمان بايظه خالص ولا حتى ماما ومن يوم ما خلصت كلية وأنا زي ما أنا كده لحد ما أنت جيتي بقى
ليه محاولتيش تكوني صاحبة إيمان مثلا
زفرت يسرى بضيق شديد قد ظهر على تعابيرها ثم اجابتها قائلة بجدية
بصي صحيح إيمان من هنا يعني أقصد فاروق خطبها من هنا مش من الصعيد الجواني ولا حاجه بس دماغها قفل أوي وزي ماما كده ساعات بحس أنها بتاكل بعقل فاروق حلاوة بجد خبيثة أوي وعمري ما ارتحت معاها من يوم ما خلصت تجارة وأنا قاعدة زي ما أنت شايفه
صمتت لبرهة ومن ثم تحدثت قائلة
طب عارفة لما جيت أدخل كلية التجارة وقفت لفاروق وقالتله جوزها بلا علام بلا بتاع وقعدت تقول الست ملهاش غير جوزها وماما وافقتها وحتى عمي سابت بس يزيد وقف معايا وخلاني أكمل تعليم ڠصب عن الكل أنا ويزيد مش زي الباقي خالص
اومأت لها مروة برأسها ثم قالت بخفوت وهي تقترب منها برأسها بحركة مضحكة لتفعل الأخرى المثل
أنا كمان بحسها مش سالكة وبصراحة وقفالي زي اللقمة في الزور وبتعمل معايا حركات بايخة تتصنف بيها حرباية
ارتفعت ضحكات يسرى بعد حركات مروة العفوية وهي تتحدث وتصف إيمان زوجة أخيها ولكنها صمتت عندما تحدثت مروة مرة أخرى سائلة إياها بجدية بعد طرأ السؤال عقلها لتعلم الإجابة الصحيحة منها دون كڈب من شخص آخر
بس هو ليه بعد خمس سنين فتحتوا موضوع التار يا يسرى وبعدين أصلا ابن عمي اتحاكم ومشي وكان من غير قصده ليه عملوا كده
صمتت يسرى قليلا ثم نظرت إليها بجدية وتحدثت بعد أن تنهدت بهدوء
إحنا مكناش نعرف حاجه يا مروة ولا حتى يزيد يزيد اعترض وحصل خناق وسمعنا صوته وهو بيقول إنك ملكيش ذنب في حاجه زي دي بس عمي