قصه جديده
الطوفان وقضى على الأخضر واليابس ابعدت نظرها عنه واندفعت مسرعة نحو الحمام تختبأ به من كل شيء حتى من نفسها تاركة العنان لدموعها بالاڼهيار فوق وجنتيها بحرية !
بعد ما يقارب النصف ساعة بدلت ملابسها بالحمام وغسلت وجهها وهدأت ثم خرجت من الحمام فوجدت الغرفة فارغة لا أثر له بها تسمرت بأرضها للحظات في تفكير وكان أول مكان حثها عقلها على الذهاب إليه هو الشرفة فهرولت إليها مسرعا ووقفت تتطلع إلى الأسفل تتفقد الحديقة تحديدا مكان سيارته وحين لم تجدها أصدرت تأففا مرتفعا في خنق وندم على ما تفوهت به بعدم وعي منها !
وأخيرا توقفت سيارته أمام منزلها وكان السكون التام يهيمن على الشارع الذي تقطن به بالأخص حيث نزل من السيارة متلفتا حوله بتعجب من هذا الهدوء بينما هي فنزلت من ورائه وتحركت نحو بنايتها تدخلها بخطواتها الضعيفة فلحق هو بها للداخل
استفاق على صوتها المبحوح والضعيف
خمس دقايق بالكتير وهرجعلك استناني هنا
دي تيتا !
الټفت برأسه لها وابتسم بحنو ثم غمغم في ثقة
إن شاء الله هتقوم بالسلامة اطمنى
اقتربت منه أكثر حتى وقفت بجواره تماما وتطلعت بالصورة التي بين يديه تهتف في مرارة وألم
تفتكر !
أنا متأكدة مش افتكر يا مهرة بعدين احنا مش اتفقنا هنمسك نفسنا ومفيش عياط تاني إنتي من شايفة عينك بقى شكلها إزاي من كتر العياط !!
مهرة بضعف يراه بها لأول مرة منذ تعارفهم
ڠصب عني يا آدم كل ما اتخيل إنها ممكن متفوقش منها مش بقدر استحمل أنا مليش غيرها
بتلقائية مسك كفها كموع من بث الطمأنينة والقوة في نفسها
هتفوق بإذن الله مټخافيش ولو محصلش أي تطور في حالتها الصحية لغاية بكرا الصبح هخليهم ينقلوها مستشفى تاني خاصة عشان تكون تحت عناية واهتمام افضل
رفعت أناملها الواهنة تجفف دموعها وتتطلعه بلمعة مشاعر مختلفة وابتسامة ممتنة هامسة
متشكرة أوي بجد يا آدم أنا مش عارفة اشكرك إزاي على وقفتك جمبي
ضغط على كفها متعمدا يبتسم بعبث بسيط ويغمغم في مداعبة جميلة
أنا مش بعمل كدا عشان تشكريني ومكنتش هقدر اسيبك أصلا في الظروف دي الصراحة معرفش ليه بس أول ما عرفت إنك في المستشفى جيت فورا
سارت باتجاه الباب هامسة في ابتسامة منطفئة
مكنتش اعرف إني مهمة أوي كدا !!
رفع يده يحك عنقه بتفكير ثم يسير خلفها متمتما بمداعبة لطيفة حتى يخرجها من مود الحزن قليلا
لا مش اوي يعني ممكن تعتبريها جدعنة مني
اكتفت بتلك الابتسامتها المنطفئة التي تظهر فوق ثغرها دون أن تجيب وفتحت الباب حتى يغادروا وفور خروجه أغلقت الباب جيدا ثم نزلوا واستقلت بالسيارة معه من جديد ليعود بها لجدتها !
بصباح اليوم التالي
كانوا جميعهم حول طاولة الطعام أخيرا بعد غيابه لسنوات عنهم هاهو يعود ويشاركهم الطعام من جديد والحديث والضحك وكل
شيء كما اعتادوا
لكن منذ أن عاد بالأمس واستقبلته أمه وشقيقته بالسعادة والعناق والترحيب الحار وسط بكائهم وفرحتهم