قصه مشوقه
انت في الصفحة 8 من 8 صفحات
ايدي يا سراج وقريب اوي الميكروفيلم هيبقى في ايدي
اخرج هاتفه ليتصل بأحد الضباط في فرقته فهتف بصوت اجش بعد دقيقة
عمر تعالى على سراج موجود هنا هتخليك وراه زي ضله وتعرف هو قاعد فين بالظبط
تمام يا يزيد باشا حاضر دقايق وهكون عندك
تمام
أغلق يزيد الخط بسرعة ثم تحرك بذلك الموتوسيكل ليقف
في شارع جانبي متخفيا خلف الاشجار حتى لا يلفت نظر اي شخص
بينما على الجهة الاخرى وفي المنزل
استيقظت دنيا من نومتها
الطويلة وتلقائيا كانت عيناها تمشط تلك الغرفة بحثا عن يزيد ولكنها لم تجده
تأففت بضجر وهي تنهض بهدوء بالرغم من مرور ايام على الصدمة التي تلقتها ولكن شظايا تلك الصدمة وألامها مازالت عالقة بروحها !
التقطت دنيا تلك الزجاجة تنظر لها متفحصة وهي تهمس بتساؤل فضولي
دي إيه دي اكيد مش خمره انا فاكره شكل ازازة الخمره
فكرة مچنونة قفزت لعقلها فسارت بالزجاجة نحو المطبخ الصغير لتجلب احد الاكواب وتسكب بها بعض الخمر حدقت بها لوهله بلا اكتراث ثم ابتلعتها مرة واحدة !!
عادة دنيا شخصية متزنة هادئة عقلانية رغم تصرفاتها الطفولية التي لم تطلق سراحها الا عندما اغدقها يزيد بحنانه الابوي الذي افتقدته ولكنها الان اصبحت كالجماد تماما بلا عقل بلا اتزان وربما صحراء جرداء سلبت منها المشاعر
فسارت تستند على الاشياء وهي تتمتم بحنق بلا وعي
ايه ده في ايه ايه اللي بيحصلي!
دقائق معدودة وكان يزيد يفتح الباب بهدوء إتسعت عيناه ما إن رأى دنيا تترنح في مشيتها نحو الغرفة بملامح غريبة فقدت اخر اتصال لها بعقل كان مشرد من الاساس !
دنيا مالك
رمت نظرة متفحصة له نظرة ثملة غير مرتكزة ولكنها حملت بريقا غريبا خاڤتا أوهج داخله شعور غريب مثلها ثم هسمت هي الاخرى بحنق ولكنه ناعم
يزيد انت جيت كنت مع البت صح!!
هز رأسه متأففا يسألها
إنت سكرانه شربتي خمره من التلاجه صح!
رفعت إصبعها بوجهه وهي تغمغم بضيق طفولي أبله
اينما يقترب اكثر ليهمس بصوت خشن مثخن بعاطفة غريبة
لية غيرانة مثلا!!
رفعت هي حاجباها وكأنها تستنكر حديثه فهزت رأسها نافية وملامحها الثملة تصرخ بالجدية الطفولية وهي تخبره
لأ انا اصلا مش بغير عليك بس مبحبش بنت تكلمك ولا تهزر معاك ولا تقرب منك ولا تبصلك ولا تفكر فيك ولا تحلم بيك ولا تتنفس جنبك بس انا مش بغير !
كادت ضحكة تلقائية تقطر على هدوء ثغره ولكن شيء ما اقوى منها داعب دواخله بإصرار شيء ك حرارة ټحرق عواطفه فأشعلتها پجنون وعقله يتلقف المعنى الواضح كالشمس من كلماتها
هي تغااااار تغاااار عليه من أي انثى !!
انتبه لها عندما اومأت برأسها وشفتاها تتقوس بضحكة بلا مرح ثم اصبحت ضحكات غريبة ضحكات كانت مجرد حركة لشفتاها مع قهقة عالية هيسترية وهي تردد بذهول مضحك
يانهار اسووح دي طلعت خمره كنت حاسه بس مرضتش اصدق!
استمرت ضحكاتها البلهاء بينما هو كان يقف بصمت يعلم تماما أن تلك الضحكات ما هي الا صورة مزيفة لفرح لم يكن موجودا اطلاقا بساحة مشاعرها الداكنة حاليا !
وفجأة وجدته يقول لها آمرا بصلابة
كفاية ضحك
وبالفعل بدأت الضحكة تنسحب من ثغرها ببطء وكأنها ادركت لتوها أن تلك الضحكة كانت غطاءا لألم صارخ داخلها وفجأة كانت تجلس ارضا كطفلة شريدة ليجلس هو تلقائيا جوارها فوجدها تمد يدها لتسحب كفه العريض لتضعه مكان موضع قلبها تماما متجاهلة رعشته الخشنة بلا وعي لترفع عيناها التي بدأت تلتمع بالدموع كحبتي لؤلؤ وهي تهمس له پألم واضح
قلبي واجعني اوي يا يزيد
تأوه دون شعور ما إن اخترقت كلماتها اذناه يعلم أنها ليست بوعيها وربما هذا ما زاد من وجعه عليها ربما لأنه يعلم أن لا شيء اكثر حقيقة من الحروف التي تتسرب من بين شفتانا دون وعي او ترقب عقلي
اسف نيابة عن كل اللي خذلوكي ووجعوكي !
سمع شهقتها الباكية بوضوح فرفع وجهه لها بلهفة
ڼار احرقته پعنف في تلك اللحظات
حاول إطفاء ذلك اللهب داخله وهو يجبر نفسه على الابتعاد ولكن ما زاد الطين بلا حقا هو عندما امسكت هي لياقة قميصه بيداها الصغيرة وهي تردف بنبرة مخټنقة بالغيرة وأنفاس لاهثة
ماتبعدش
لم يعي من حديثها الأبله سوى كلمة واحدة ماتبعدش
كلمة قټلت المتبقي من ثبات يخبأه بخلاياه العقلية
ولكن اسفا قطع اهم لحظاتهما صوت هاتف يزيد الذي رن بنغمة خاصة خصصها عند الخطړ لبعض اشخاص فريقه المتكفل بمهمة مراقبته وحمايته عندما يحتاج او عندما يتعرض لأي هجوم
إنتفض يزيد مبتعدا عنها بسرعة يرد على الهاتف ليسمع صوت احد زملائه ېصرخ بسرعة
اخرجوا بسرعة يا يزيد بسررررعة لاقوكم وهيهجموا عليكم دلوقتي حالا !
رمى يزيد الهاتف بجيبه بسرعة وبالفعل لم يمر سوى دقيقة واحدة وكان يزيد يسمع اصوات أشخاص تقترب منهم جدا !!
يتبع