في قبضة الأقدار بقلم نورهان العشري
صح عشان لو طلعتي بتكذبي.. !!!
لم يكمل جملته بل ترك المهمه لعيناه التي أجادت بث الذعر بقلبها الذي إنتفض الآن عائدا بها إلي الوقت الحالي و هي ترتعب من بطش ذلك الرجل الذي أعطت كل الحق لحازم في أن ېخاف منه فهو يبعث الرهبه في النفوس و لكن لا يهمها فهي ستنفذ خطتها و ستأخذ بثأرها مهما كلفها الأمر ...
لم يخلق الكمال أبدا علي الأرض فهي دار فناء خلقنا بها لنشقي و نمر بإختبارات عديدة حتي نستحق الفوز بالجنه و بالرغم من أن قلوبنا لم تشتهي العڈاب أبدا إلا أنه كتب علي أولئك الذين ا
إتخذوا من العشق مذهبا فظنوا بأنه طريقهم إلي الجنة و قد تناسوا بأن العڈاب و العشق وجهان لعمله واحده فما العشق الا عڈاب لذيذ يستقر في أعماق القلب الذي يضخه إلي سائر أنحاء الجسد فتشعر بالنشوة التي تمنحك شعور عارما بالسعادة كالأدمان تماما تعلم أنه هلاكك و لكنك ترفض التعافي منه ..
صباحا كان الوضع هادئا خصوصا من جانب جنة التي أتخذت الصمت منهجا منذ البارحه و أن حاولت فرح الحديث معها تصطنع النوم حتي تهرب لا تعرف إلي أين قد يوصلها ذلك الهروب و لكن لم تكن تملك خيار آخر فما تواجهه أكبر بكثير من قدرتها علي التحمل.
أمتثلت بهدوء إلي أوامر الطبيب بضرورة تناولها الطعام و الأدوية بإنتظام حتي يشفي جسدها فودت لو تسأله فهل يوجد دواء للروح المعذبه حتي تشفي أم ستظل جريحه متألمه لبقيه حياتها !
كانت فرح تشعر بالإختناق من هذا الصمت المحيط بهما و الذي يتنافي مع كل ذلك الضجيج برأسها فبلحظه إنقلبت حياتهما رأسا علي عقب و لا تعلم ماذا عليها أن تفعل و شقيقتها بقدر ما تشفق عليها فهي غاضبه منها و بشدة و لكن لا تستطع الحديث فحالتها لا تحتمل شيئا آخر .
زفرت بقوة قبل أن تلتفت إلي شقيقتها قائله بنبرة هادئه نسبيا
أنا هروح أجيب حاجه سخنه أشربها من الكافيتريا . أجبلك معايا
هزت جنة رأسها بالرفض و هي تقول بنبرة مبحوحه
لا شكرا مش عايزة أنا هحاول أنام شويه .
أومأت برأسها و توجهت إلي الخارج و هي تحاول أن تتنفس بشكل منتظم و تهدء من توترها قليلا حتي تستطيع التفكير برويه .
كان سليم يطالع الجياد بنظرات ضائعه و ملامح باهته كبهوت كل شئ حوله . فرائحه المۏت تحيط به في كل مكان و الحزن ينخر أنحاء جسده و لا طاقه له برؤيه أحد و لا الحديث مع أحد و لكنه مجبر علي الوقوف بين الجموع ليأخذ واجب العزاء الذي كان ثقيلا عليه كثقل شاحنه ضخمه تمر فوق قلبه فللآن عقله لا يستوعب ما حدث و فقدانه أخاه . و لكن مشهد الناس من حوله يذكره بفجيعته الكبري التي يحاول تناسيها بشتي الطرق حتي يستطيع التنفس بسهوله و لو لثوان .
تحدث سالم بهدوء لا يشعر أبدا به
الهروب عمره ما كان حل يا سليم
فطن سليم إلي ماذا يرمي أخاه فأخذ نفسا طويلا قبل أن يقول بنبرة متحشرجه
مش هروب يا سالم أنا بس بحاول افهم . أنا واقف وسط الناس مستنيه يطلع من أي مكان ييجي يقف جمبنا زي ما أتعودنا نكون جمب بعض إحنا التلاته
دا قضاء ربنا و قدره و إحنا مؤمنين بالله
سليم بقله حيله
لا إله إلا الله . أنا مش معترض والله بس مش قادر أصدق . عقلي مش مستوعب .
سالم بفظاظه
عشان كدا بتغلط يا سليم !
ازداد عبوس ملامحه و هو يقول بإستفهام
تقصد إيه
سالم بتقريع خفي
إلي حصل في المستشفي غلط و مينفعش يتكرر تاني !
زفر سليم بحدة قبل أن يقول پعنف مكتوم
غلط ! و إلي حصل لحازم علي أيدها كان صح !
سالم بخشونه و قد إسودت عيناه من الڠضب
مفيش حاجه من إلي حصلت كانت صح ! بس مينفعش نعالج غلط بغلط اكبر .
سليم بحنق
يعني أخويا ېموت بسببها و