غفران الماضي الفصل الثاني
اسبوع ........
كانت نسرين تجلس في بهو القصر برفقه خالتها واعصابها تكاد ټنهار من فرط العصبيه والتوتر ...
فحاله عاصي اصبحت غريبه منذ حديثه الاخير مع جده ....!!!
تحدثت نسرين بعصبيه وهي تقضم اظافر يديها من فرط التوتر برضه لسه معرفتيش يا انطي ايه اللي مشقلب حاله كده ...
ده بينزل واحنا نايمين ويرجع برضه واحنا نايمين ولا بيكلم جده ولا بيقابله علي غدا او عشاء...
حتي الزفته غفران برضه ولا بيكلمها ولا بيشوفها ...
اكيد في مصېبه حصلت علشان يتقلب القلبه دي...
وافقتها خالتها في الرأي عندك حق يا نيسو الموضوع في آن !!!
حتي عمي لما سألته قالي مفيش حاجه وعاصي عنده شغل كثير هو اللي بيخاليه يخرج بدري ويرجع متأخر ..
بس انا واثقه ومتاكده من ان الرجل العجوز الداهيه ده بيدبر لحاجه ومش عاوز يقولي ...
سالتها نسرين بتوجس تقصدي ايه بكلامك ده
اجابتها بملامح غير مقروءه ربنا يسترها ....
لمحت نسرين عاصي وهو يدلف من باب القصر بخطوات سريعه وبملامح وجه متجهمه متجها لاعلي دون حتي ان يلقي نظره واحده نحوهم ...
هتفت نسرين باسمه تناديه بسعاده وهي تهرول ناحيته ...
كانت تتحدث بسرعه ولهفه وهي تناظره بنظرات والهه...
نظر لها عاصي باستغراب وثم تابع صعوده الي اعلي ولم ينبث بحرف واحد ....
نظرت نسرين بحزن الي خالتها التي رأت ما حدث ..
ربطت علي كتفها تواسيها ..نادت علي عاصي تستوقفه. عاصي .. عاوزه اتكلم معاك ...
اجابها بجمود بعدين انا هغير هدومي وراجع المكتب علي طول ...
انهي كلماته وصعد الدرجات الباقيه في خطوتين مسرعا حتي لا يعطيها فرصه لاستكمال حديثها التي يعلم فحواه.....
واستها خالتها بلطف معلش يا روحي ولا تزعلي نفسك انا انهارده مش هسيبه غير لما اعرف ايه حكايته بالظبط....
...............
ولج الي جناحه بخطوات غاضبه ... خلع معطفه تبعها بسترته بدلته ورابطه عنقه التي تضغط عليه وتشعره بالاختناق ...
فتح زجاح شرفه غرفته يستنشق الهواء فهو بالفعل يكاد يختنق ويشعر بحاجته للهواء .... وقف ينظر الي حديقه القصر الواسعه امامه الممتلئه بمختلف انواع الاشجار واحجامها من كل صنف ولون ...
كانت السماء الرماديه ملبده بالغيوم والمطر علي وشك السقوط ...
كان المشهد امامه كئيب لطالما كره الشتاء ووكره كل ما يتعلق به ...
كاد ان يدلف الي الداخل ولكنه لمحها تقف امام احدي احواض الزهور تهتم بها بنفسها ...تقوم بتنضيفها وسقيها بالمياه ...
كان مظهرها شاذا وسطا الجو الكئيب المحيط بها ...
كانت رقيقه ناعمه كزهره متفتحه في عز الربيع مزروعه وسط حديقه قاحله لا زرع بها ....
كانت تشع حياه وحيويه ...!!!
نظر اليها مطولا وعقله يكاد يجن وغير قادر علي استيعاب ما حدث !!!
هو وغفران !!!!! يا الهي كيف هذا
اغلق زجاج الشرفه پعنف وتوجه الي الحمام ياخذ حماما باردا عله يطفيء من لهيب راسه الذي يكاد ينفجر من شده الضغط والتفكير ......
رفعت غفران رأسها الي اعلي نحو شرفته عندما سمعت صوت اغلاقها پعنف ...
لمحت ظهره وهو يدلف الي الداخل .. تهللت اساريرها فرحا وعشقا .. فها هي ستستطيع ان تراه وتتحدث اليه