رواية الثلاثة يحبونها كاملة بقلم شاهنده سمير
ولكن كرامته أبت عليه أن يتحقق من شكوكه..لذا قال بهدوء
مش هينفع طبعا..خروجك برة الأوضة شئ مش مسموح بيه.
جلست على الأريكة وقد تهدمت قواها وأغروقت عيناها بالدموع وهي تطالع سريره ..تتراءى لها صور قاټلة لقلبها ومشاعرها وكيانها بأكمله..لتقول پألم
مش هقدر..صدقنى مش هقدر.
لاحظ نظراتها ليعود الامل إلى قلبه الذى رق لدموعها وتمنى ان يكون ما يفكر فيه صحيحا ويجلس أمامها على ركبتيه...وسط ذهولها وهو يقول برقة
تأملت عسليتاه اللتان تعشقهما وخاصة عندما ينظر إليها بهذا الحنان..كادت ان تعترف..ان تصرخ بكل قوتها قائلة..لإنك كنت لغيرى بها..قلبا وقالبا..أشعر بالخېانة ..بڼار ټحرق فؤادى..أشعر بأن أنفاسى تختتنق وأنا أتخيلك .. ..تمنحها العشق الذى تمنيته يوما..أشعر بروحى تزهق وانا أصم آذانى التى تستمع إلى لهاثكم الآن وثورة مشاعركم..نعم أتخيلها بوضوح لتمزق شرايينى..ورغم أننى أتمزق لأن هناك أخرى كانت بحياتك قبلى إلا أن معرفة أنها كانت أختى..تجرى بها دماء أبى..يذبحنى حقا..كادت ان تقول كل ذلك واكثر ولكن خۏفها من أن يدرك يحيي أنها مازالت تحبه حال دون إعترافها ..وألجم لسانها عن قول الحقيقة..لتقول بصوت حاولت أن تهدئ نبراته
ترك يدها ونهض ببطئ ..يشعر بخيبة الأمل ليقول بنبرة خالية من المشاعر تشوبها فقط بعض السخرية
غريب عنك عشان نتعود على بعض.
نظرت إليه رحمة قائلة فى خجل وإرتباك
بس....
قاطعها قائلا بلهجة حاسمة
مفيش بس..مش هينفع تخرجى برة أوضتى..جوازنا ووجودى هنا بيحتم وجودك معايا..إحنا صحيح جوازنا مصلحة بس أدام الناس مش لازم
ليتركها ويدلف إلى الحمام..تاركا إياها تنظر بحسرة إلى ليلة زفافها إليه والتى حلمت بها سنوات طوال..ټصارع رغبتها بالنداء عليه والإعتراف له بكل شئ..لتتذكر وعدها لراوية وتنهض ببطئ تفتح دولابه التى وضعت به روحية اشياءها وتأخذ منه عباءة تغطى جسدها بالكامل..فسوف تنام إلى جواره شاءت أم أبت ..مدركة أنه لن يرضى بنومها على الأريكة ولن يستطيع النوم بها لصغر حجمها..لذا تنهدت فى يأس وهي تنتظره حتى يخرج من الحمام لتدلف هي إليه وتنهى تلك الليلة الطويلة..الحالكة ..والتى إختفى قمرها ليزيدها.....سوادا.
والتى تعبث فى حياتها مفسدة كل خططها.... حتى الآن.
كانت نائمة بعمق...لتسمع همساته التى جعلت عينيها تتسع بقوة وهو يقول
عارف إنك صاحية فبلاش تمثلى علية يارحمة ..أنا أدرى الناس بيكى..ده أنا اللى مربيكى.
ولما إنت مربينى على إيدك صدقت ليه إنى ممكن اخونك..وأخونك مع مينمع أخوك اللى إنت عارف أد إيه كان بيضايقنى وياما إشتكيتلك منه
نظر إلى ملامحها فى عشق قائلا
عشان أنا غبي ..قلبى كان حاسس إنك مظلومة.. والنهاردة حابب أسمعك..انا اهو أدامك..فهمينى.
إعتدلت جالسة تنظر إليه بعتاب قائلة
كان زمان ممكن أقولك وأشرحلك ..بس دلوقتى فات الأوان.
قائلا بهمس
سامحينى..
الفصل الثانى عشر
زفر مراد قائلا
يعنى برده مصممة متنزليش تفطرى معانا
تقلبت بشرى على جنبها..تسحب الوسادة لتضعها تحت رأسها..قائلة بنعاس
تؤ تؤ..أنا قلتلك من بالليل إنى هحاول مشوفهاش كتير..عشان لما بشوفها بتعصب وساعتها إنت وأخوك هتزعلوا منى..يبقى أنزل بقى ولا أكمل نوم أحسن
تنهد مراد قائلا
لأ..كملى نوم أحسن..أنا نازل رايح الشغل ..محتاجة حاجة
غمغمت بكلمات لم يفهم منها شيئا ليدرك أنها قد عاودت النوم من جديد..هز كتفه بقلة حيلة..ثم إتجه إلى الخارج مغادرا الحجرة بهدوء..وما إن غادر حتى فتحت بشرى عينيها وهي تنهض بسرعة ساحبة الهاتف من على الكومود بجوارها وممررة أصابعها على أزراره بسرعة..ليرن على الجانب الآخر..وما إن رد عليها محدثها حتى قالت بصوت متهدج تشوبه دموع مفتعلة
حاج صالح.....إلحقنا ياحاج.
كان مراد يهبط السلالم ببطئ..يحضر نفسه ربما لمشهد عاطفي ېمزق قلبه..يتمنى من الله أن يظلا هذين الزوجين بحجرتهما وأن يغادر للعمل دون أن يراهما اليوم مطلقا..توقف فى جمود حين خاب أمله و رآهما على طاولة الطعام يتناولان الإفطار..تماما كالماضي..حين كان يهبط لتناول الإفطار فيجدهما يفطران مع بعضهما البعض..وسط جو من المرح والضحك مايلبث أن يشاركهم فيه..كان
وقتها لا يدرى أنهما واقعان بالحب بل كان يظن أنه وحده المغروم بذات العيون الدخانية والشعر الأسود كالليل ..ورغم أنها غيرت لونه الآن للون الكستنائي ..إلا أنه مازال يليق بها ..ولا يقلل من جمالها ذرة..بل إنها إزدادت نضجا وجمالا عن الماضى..نفض أفكاره الخاطئة كلية..إنها زوجة أخيه..إمرأته هو ولا يجب أن ينظر لها كحبيبة أبدا..بل يجب أن ينساها..ولكن كيف ينساها وهي أمامه طوال الوقت..ربما عليه فعلا الإنتقال لمنزل آخر.
تأمل الزوجان الجالسان بجوار بعضهما البعض بشئ من الريبة..إنتابته الحيرة..فكليهما صامت..يتناول طعامه بسكون تام..وكأن الليلة الماضية لم تكن أبدا ليلة زفافهما.
مهلا......
ها هو أخيه يسترق النظر إليها يتأملها بنظرات لم يرها فى عيني أخيه أبدا..إنها نظرات عاشق ..ربما لم ينتبه لها بالماضى ولكنه كان غرا وقتها..مشاعره ساذجة..ودون تجارب تذكر..فقط رحمة ولا أحد غيرها..لذا لم يميز نظرات العشق من نظرات المودة والأخوة..
وها هي رحمة ترفع عينيها إلى يحيي تحاول إستراق النظرات إليه بدورها فإلتقت عيناها بعيني يحيي وتجمدا سويا..فقط ينظران لبعضهما البعض..يغرقان وسط دوامة من المشاعر ظهرت لمراد واضحة جلية..أشعرته بالإختناق رغما عنه..كاد أن يبتعد مغادرا قبل أن يلمحاه..ولكن لسرعته إرتطم بتلك الطاولة فى طريقه وكاد أن يوقع تلك المزهرية الثمينة ولكنه تمسك بها فى اللحظة الأخيرة..ليضعها مكانها وهو يزفر بقوة ليغمض عينيه بقوة حين إستمع لصوت أخيه وهو
يقول بهدوء
مراد.
فتح عيناه وهو يلتفت إليهما يختلف عن كيانه المضطرب بالكامل..قائلا
صباح الخير.
قالا سويا
صباح النور.
تخضب وجه رحمة بحمرة الخجل وهي تنظر إلى يحيي قبل أن تطرق برأسها..بينما أبعد يحيي عيونه عنها بصعوبة وحمرة الخجل تزيدها جمالا..لينظر إلى مراد قائلا
إنت كنت ماشى من غير ما تفطر يامراد
أومأ مراد برأسه قائلا
أيوة ..أصل ورايا شغل مهم وعايز أخلصه قبل الميتنج .
قال يحيي بهدوء
الميتنج مهم صحيح بس صحتك أهم يامراد ..أقعد إفطر معانا.
نظر مراد إلى رحمة ثم إلى يحيي بإرتباك قائلا
مش هينفع صدقنى.
كانت رحمة قد أعدت لمراد شطيرة سريعة وهما يتحدثان وناولته إياها قائلة
طب كل دى بس ..عشان خاطرى يامراد.
شعر مراد بالإضطراب لينظر إلى يحيي الذى ظهرت ملامحه عادية وهو يومئ له برأسه ليأخذها..ليأخذ مراد منها الشطيرة وهو حريص على أن لا تلامس يده يدها..ويحيي يجز على أسنانه ويقبض على يده بقوة كي لا يتهور..يشعر بالغيرة تحرقه..أشعلته كلمات رحمة البسيطة..وإدراكه أن مراد تأثر بها..وبإبتسامتها الحمقاء تلك والتى إرتسمت على شفتاها عندما رأت مراد يتناول شطيرته على عجل ..ليود يحيي أن يمحي تلك الإبتسامة من على وجهها حتى لا يراها غيره..ولكن وحتى دون تلك الإبتسامة تظل ملامح رحمة ملائكية جذابة ..تجذب هالتها البريئة إليها الصغير قبل الكبير..فما بالك