السبت 23 نوفمبر 2024

رواية الـتــل رانيا الخولي الفصل الثالث

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

رواية التل
رانيا الخولي 
الفصل الثالث
..
انتهى العزاء وعاد مراد ومؤيد للداخل 
وما إن رأته سهر حتى قامت من مقعدها وذهبت إلى زوجها فهي تعلم جيدا مدى تعلقه بأخيه الراحل فقالت بتعاطف
_ البقاء لله يامؤيد.
رد بثبات
_ ابقى الله حياتك.
حدثته بعتاب وهي تدلف معه للداخل
_ ليه مقولتليش كنت جيت معاكم.
بادلها نفس العتاب 
_ وانتي كنتي فين عشان اجولك.
خفضت عينيها بإحراج وتمتمت بخفوت
_ انت اللي بعدتني مش انا اللي بعدت.
تنهد بتعب شديد وتمتم بهدوء
_ مش وجته الكلام ده 
تلفت حوله وسألها بحنين لولده

_ اومال فين مالك.
_ سيبته مع اسماء.
اومأ لها وتركها ودنى من والدته ليقبل يدها وقال بحنان
_ جومي ارتاحي ياأمي كفياكي لحد إكدة 
أيد مراد رأيه
_ انتي منمتيش من امبارح جومي الله يرضى عليكي ارتاحي شوي.
قالت سميرة وهي عمتهم
_ اطلع انت واخوك ارتاحوا واني هفضل معاها ومش ههملها
أومأ لها مراد ونظر إلى سلمى يسألها
_ هتاچي ولا تخليكي معاها
أجابت سميرة بدلا منها
_ لأ ياسلمى اطلعي مع چوزك
نظرت لسهر وتابعت 
_ وانتي ياسهر ورا جوزك يلا.
 ________________
دلف مراد غرفته ودنى من الفراش ليستلقي عليه وقد شعر حقا بالأرهاق
دلفت سلمى خلفه فتجده خافيا وجهه بمرفقه 
فهو لا يحب أن يراه أحد وهو مهموما فدنت منه لتجلس على الفراش بجواره وتمسك يده لتقول بتأثر
_ معلش يامراد آسر كان غالي علينا كلنا بس دي إرادة ربنا هو عمره انتهى لحد كدة.
أغمض عينيه يحاول السيطرة على عبراته لكنه لم يستطيع التحكم والتظاهر بالقوة اكثر من ذلك فسمح لنفسه بالبكاء حد النحيب
لأول مرة ترى دموعه ولأول مرة يرتمي في احضانها ويبكي بتلك الحالة
ولما لا وقد فقد أخ له ولن تستطيع الدنيا تعويضه عنه.
أما مؤيد فقد أغلق على روحه وترك لدموعه العنان ليبكي ويبكي وهو جالسا على الأرض يخفي وجهه بين قدميه.
أما آمال فقد ظلت تقرأ وردها وتدعوا له بالرحمة والمغفرة
هو الآن بحاجتها للدعاء ولن يفيده البكاء
مازال أمامها الكثير إذا كتب لها عمرا تبكي عليه حتى يبرد قلبها ولن يبرد مدى الحياة
جلس حسان في مكتبه يفكر في تلك العائلة والذي ېكذب على نفسه بأنها عائلة مترابطة 
ولا يعرف شيء عن تلك القلوب الذي حكم عليها بالمۏت عندما اجبرهم على الترابط
زفر بضيق عندما تذكر حفيده الأكبر والذي أحتل مكانه كبيرة في قلبه لم يستطيع أحد الوصول إليها
لكن حبه ذلك كان لعنه قضت عليه وجعلت منه ذلك الصخر المتبلد.
ولن يتركه حتى تشتد صلابته اكثر من ذلك حتى تصبح كالفولاذ وحينها سيسلم له تلك العائلة وما تملكه برحابة صدر 
لا يأمن أحد غيره عليها
فوالده مازال يعيش على ذكرى تلك المرأة التي كادت أن تفرق فيما بينهم لولا أنه استطاع الخلاص منها
والآخر زهد الدنيا ولا ينظر إليها من أي جهة
لذلك كان عليه أن يكون أكثر حزما مع أحفاده كي لا يكرر أخطاء والديهم
والترابط الوحيد بالنسبة له بألا يسمح لأحد بالخروج عن دائرته.
امسك هاتفه وقام بالاتصال حتى جاءه الرد فقال بحزم
_ مسافة الطريج وتكون جدامي.
ثم أغلق الهاتف والقاه على المكتب أمامه.
أما جواد فقد ظل واجما للحظات بعد تلك المكالمة
لا يعرف ما عليه فعله
هل يواصل التمرد ويلقي بأوامره عرض الحائط أم يذهب إليه كي يطوي تلك الصفحة من حياته ويبدأ حياة هانئة مع طفله.
بعد تفكير عديد قرر الذهاب كي ينهي كل شيء ويضع النقط على الحروف
استقل سيارته وخرج من مزرعته متوجها لتلك البلدة وذكريات موحشة لا ترأف به.
فقد مر عاما كاملا على رحيله وذلك اليوم يعاد مشاهده مباشرة أمامه الآن
ازدرد لعابه بصعوبة عندما مر من مكان الحاډث وأخذ قلبه يهدر پعنف حتى أنه شعر بأنها بجواره تجبره على التوقف وهو يحاول منعها حتى فقد السيطرة على المقود وتصادف السيارة سيارة أخرى كبيرة ډمرت الجانب الأيمن منها.
كل شيء يعاد أمامه 
صرخات ابنه وجسدها الساكن
والألم المپرح الذي احتل قدمه
اوقف السيارة حتى دوى صوت احتكاك الإطار بالطريق
وقد شعر بضيق في التنفس والدنيا تضيق به اكثر.
فتح زجاج السيارة وأخذ يتنفس بقوة حتى مر به الوقت.
ذكريات مؤلمة عادت ټقتحم مخيلته عندما مر فقط بالبلدة
فماذا لو دخل القصر
شغل مقود السيارة وانطلق بها متوجها إلى القصر كي ينهي الأمر بسرعة ويعود إلى منزله.
ها قد وصل إليه وانفتحت ابوابه وقناع القوة مرتسما بكبرياء على وجهه
حتى

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات