قصه جديده الفصول 41-50
هتفرق أوي
ضحكت وقالت بعدم فهم
يعني لو قولتلك مترجعش مش هترجع
هز رأسه بالإيجاب مبتسما لتتسع البسمة فوق ثغرها وتقول شبه ساخرة
والله ! ولو قولتلك ارجع هترجع يعني
اكتفى بنظرته الثابتة لها يؤكد ما قالته لتضحك وتهز رأسها باستنكار وعدم تصديق حتى تسمعه يقول بثقة ونظرة غريبة عليها
اختفت ضحكتها ورمقته بثقة عمياء تقول
مش هترجع يا هشام !
ضيق عيناه يطلق علامات الاستفهام وعدم الفهم ثم سمعها تستكمل كلامها ببسمة ممتنة وعذبة
عشان عارفة إنك مش هتقدر ترجع وتسيبني في الحالة دي من واحنا صغيرين مفيش في مرة سبتني وأنا في موقف صعب ومشيت وأنا كذلك عمري ما سبتك واديتك ضهري
اعتبر ده اعتراف إنك محتجاني جمبك
زينة ببساطة وبراءة جميلة
للأسف محتاجة صديقي المقرب
هشام عابسا بقرف
للأسف !!! وياترى للأسف محتاجة الصديق الغتت ده ليه
عشان بيضحكني الصراحة
هز رأسه بتفهم وهو يلوى فمه مقتضبا ويجيبها
طيب أنا بقول نرجع البيت احسن يا زينة واضح إنك الحمدلله خرجتي شوية من المود والمهرج ضحكك
لا تعرف كيف نست حزنها وعبوسها بهذا الشكل حيث إجابته ضاحكة بتلقائية وحماس طفولي ذكره بطفولتهم تماما
طالت نظراته الهائمة بها في عشق فإن كان سيضيف لقائمة انتصاراته شيء فحتما سيكون نجاحه في رسم البسمة والبهجة على وجهها مرة أخرى حتى لو للحظات قصيرة
تلاشت ابتسامتها تدريجيا بعد صمته ونظراته الغريبة الذي يستمر في التحديق إليها بها منذ بداية جلستهم واشاحت بوجهها عنه لتثبت أنظارها فوق المياه متنهدة بقوة وعدم حيلة فور تذكرها لهمومها مرة أخرى وعبوس وجهها من جديد !!
انتهت الصغيرة هنا من ارتداء ملابسها الخاصة بدوامها اليومي في الحضانة وتجلس على السرير وبجوارها أمها التي تقوم بتسريح شعرها بالفرشاة في رفق ويستحوذ قسماتها الغيظ والاستياء من زوجها فهو منذ استيقاظهم لا يتطلع إليه ولا يجيب عليها حتى عندما تحدثه يتعمد تجاهلها بشكل مثير للأعصاب ومستفز وقد نجح بجدارة في ذلك !
إنتي مضايقة ليه يامامي !
توقفت يدي جلنار بالفرشاة فوق شعرها ورمقتها مطولا قبل أن تهمس بصوت منخفض وترقب لرد صغيرتها
هو بابي مقالكيش حاجة يا هنون
هزت رأسها بالنفي وسألتها بعفوية في رقة تليق بصوتها الطفولي
حاجة ازاي يعني !!
جلنار بيأس وخنق
خلاص ياحبيبتي متشغليش بالك خلينا نخلص يلا عشان متتأخريش على الحضانة
امتثلت لكلمات والدتها وبقت ساكنة أمامها تتركها تكمل تسريح شعرها وصنع تسريحتها الخاصة الجميلة حتى انتهت واستقامت واقفة تجذب حقيبة ظهرها لترتديها وقبل أن تغادر لكي تذهب لأبيها الذي ينتظرها بالأسفل توقفت فجأة وقالت صائحة بتذكر
افتكرت
جلنار باستغراب
في إيه !!
أشارت لوالدتها بالاقتراب تطلب منها الانحناء عليها ففعلت جلنار ومالت عليها بحيرة لتقترب هنا من أذن أمها وتهمس بخبث وهي تضحك بخجل طفولي
بابي قالي إنه بيحبك أوي
ارتفعت البسمة تلقائيا لثغر جلنار لكن سرعان ما كتمتها صغيرتها وهي تكمل ضاحكة بعبث ومكر امتزج بغرورها
بس قالي بيحبني أنا اكتر
فغرت جلنار فمها پصدمة من رد ابنتها وباللحظة التالية كانت تضحك بقوة وتلكزها برقة في ذراعها وسط ضحكهم الذي وصل لأذنه بالأسفل ولم تكن سوى لحظات حتى رأى صغيرته تركض فوق الدرج وخلفها جلنار تنزل على مهلها برقة مبتسمة فاستقام واقفا وحين وجد ابنته تركض نحوه فانحنى ينتظرها حتى تصل إليها ليحملها فوق ذراعيه باسما لفت هنا ذراعيها حول رقبة والدها هاتفة بضحكة طفولية مرحة
بابي إنت مش قولتلي إنت بتحب مامي وبتحبني اكتر
اعتلت الدهشة ملامح عدنان الذي نقل نظره بين ابنته وزوجته بتردد ثم انحنى على أذن صغيرته وهمس بغيظ وهو يضحك
أنا قولتلك روحي قوليها بابي بيحبك مش بيحبني أنا اكتر كدا برضوا ياهنايا بتبيعي بابي
كتمت على فمها بكفها الصغير تكتم ضحكتها اللئيمة بينما هو فابتعد قليلا ولثم وجنة
صغيرته مجيبا بصدق
طبعا بحبك ياحبيبتي
نزلت الصغيرة من فوق ذراعين أبيها بعد أن أشار لها بأن تسبقه على السيارة في الخارج فاسرعت نحو أمها وعانقتها بقوة هاتفة في حب نقي
باي يا مامي بحبك
جلنار بسعادة وحنو جارف
وأنا كمان بحبك ياروحي
ابتعدت عن أمها واندفعت لخارج المنزل تقصد سيارة أبيها لكي تنتظره بها كما أخبرها وبينما كان سيهم باللحاق بها أوقفته جلنار