قصه جديده الفصل 51 ل 60
أدارها نحوها لتحدق بها مذهولة ثم يهتف هو باسما ببساطة
_ مش هي دي الورقة اللي خلاكي تمضي عليها ڠصب وكانت قلقاكي ومخوفاكي !
انهى عبارته وراح يمزقها
أمام عيناها إلى قطع صغيرة ويتمتم بخشونة
_ ملهاش أي تلاتين لزمة .. وكأنها مش موجودة أساسا
مهرة پصدمة
_جبتها ازاي يا آدم !
_ إيه إنتي مستهونة بآدم الشافعي ولا إيه !
زفرت رأسها بعدم حيلة مبتسمة أما هو فقد القى بجزئيات الورقة الصغيرة في سلة القمامة بجوارهم مبتسما .. ليجدها تمسك بيده فجأة ټحتضنها بقوة وتطلعه بامتنان وغرام وفرحة فيبادلها نفس نظرة الغرام الرائعة .
في تمام الساعة العاشرة مساء .......
كان عليها أن تدرك أنهم ثنائي كتب له الفراق والنهاية الحزينة ! .. هو لن ينسى عشقه لزوجته السابقة وهي لن تتمكن من الاستمرار بمرتبة ثانية ! .. أخطأت حين سامحت وتراجعت عن الفراق والآن يجب أن تصلح خطأها قبل فوات الآوان .
_ مش ناوية تقوليلي إيه اللي حصل ياجلنار بينكم !
أردف بخفوت
_ محصلش حاجة يابابا .. أنا بس أدركت إني غلطت لما كملت .. كان لازم افهم من البداية أننا مينفعش نكمل مع بعض تاني .. لأني مش هقدر انسى الماضي ولا هو هيقدر ينسى
_ ومرة واحدة كدا ادركتي الكلام ده من غير سبب يعني !!
تطلعت لأبيها في قوة وقالت بثبات مزيف
_ إنت مش وعدتني يابابا إني لو عايزة اتطلق هتطلقني منه وأنا دلوقتي بقولك عايزة اتطلق من عدنان .. أنا وهو مش هينفع نكمل مع بعض هو لسا بيحب فريدة وأنا مش هقدر استحمل
أردف نشأت بدهشة بعد جملتها الأخيرة
_أيوة يابابا أنا واثقة أنه لسا بيحبها .. مش قادرة اثق فيه أو إنه ممكن ميخذلنيش تاني .. خاېفة أثق فيه ويجرحني .. مبقيش عندي طاقة إني اضغط على كرامتي من تاني واستحمل .. كفاية أوي كرامتي اللي اتهدرت لسنين في الأرض .. مش هاجي على نفسي تاني اكتر من كدا
احتقنت أعين نشأت الذي هتف بلهجة صارمة وجادة كلها وعيد
هتفت بعناد وصوت مبحوح وسط عيناها التي تجمعت بهم الدموع
_ بابا أنا تعبت عايزة ارتاح واعيش في راحة من غير تفكير وخوف وقلق .. تلت سنين وأنا بټعذب من الإهمال والوحدة والحزن .. محتاجة اتنفس شوية .. صدقني قرار الطلاق نهائي المرة دي ومش هتراجع عنه
رفع يده وملس فوق شعرها بدفء وقال
_ طيب ياحبيبتي ارتاحي انتي النهارده وبكرا نبقى نتكلم وخليكي واثقة إني هكون جمبك ومعاكي في قرارك مهما كان أنا مبقيش في حاجة تهمني غير راحتك دلوقتي
ابتسمت له بحب ومالت عليه تعانقه بقوة مردفة في رقة وحزن
_ شكرا يا بابا !!!
فتح عدنان باب المنزل ودخل ثم قاد خطواته الهادئة إلى الدرج حتى يصعد للطابق الثاني ويتجه لغرفته .. السكون الغريب يغيم على المنزل رغم أن تلك هي العادة إلا أن الليلة شعر بشيء مختلف .. لكنه تجاهل ذلك الشعور وأكمل طريقه للأعلى .
اتجه أولا لغرفة ابنته حتى يطمئن عليها فلم يجدها بفراشها .. غضن حاجبيه بتعجب ثم غادرت غرفتها واتجه إلى غرفته بعدما ظن أنه سيجدها نائمة بجوار أمها في فراشهم .. لكنه تسمر مكانه حين دخل ولم يجد لهم أثر أيضا .
راح يبحث عنهم بأرجاء المنزل كله وهو ينده بصوته المرتفع دون أن يحصل على إجابة .. تسلل الړعب لقلبه من أن يكون صابهم مكروه في غيابه وراح يمسح على شعره بقوة في قلق ثم أخرج هاتفه وبدأ يجرى اتصالاته به التي انتهت كلها بعدم الرد .
اندفع مرة أخرى لغرفته وأثناء مروره من جانب الخزانة لمح الباب مفتوحا فاقترب وفتحه على آخر لتصيبه الصدمة الثانية بعد رؤيته للخزانة فارغة من ملابسها .
قذفت بذهنه ذكرى واحدة في تلك اللحظة وهي عندما عاد للمنزل بنفس المعاد منذ شهورا ووجد خزانتهم هي وابنته فارغة بهذا الشكل حينها كانت قد هربت بصغيرته وحرمته منهم لشهرين كاملين ! .. فيعود ويجيب على ذكرياته بالنفي فهي لن تفعلها مجددا .. لم تعد علاقتهم سيئة كالسابق حتى تدفعها لهجره من جديد ! .
وبينما كان منشغل بالتفكير الذي كاد رساله عقله لمح ورقة صغيرة فوق الفراش اسرع والتقطها يقرأ ما دونته فوقها وكان أنا وهنا عند بابا .. جملة صغيرة غامضة لم تزيده سوى حيرة وتطرح