الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية بقلم سيلا وليد

انت في الصفحة 34 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز

عايزك متزعلش من عز وأبوك 
أشار للمقعد بعينيه 
اقعد عشان كلامنا هيطول 
جذب المقعد وجلس بجوار عمه ..ران صمتا بالمكان لبعض الوقت حتى قطع الصمت صهيب 
بتحب جنى ياجاسر! 
انحبس النفس بصدره حتى شعر بإنسحاب الأكسجين من المكان ونبضاته تتسارع طال النظر لعمه بالصمت وعقله يأبى البوح بما يشعر به وقلبه يشير بالبوح بكل مايشعر به فالقلب يعشق بكل جوارحه حتى أصبحت حياته مرتبطة بعشقه لها وهذا ما علمه بعد حادثتها الذي تمنى مۏته حينها لا محالة 
حمحم صهيب حتى يقطع صمته ثم تسائل 
لدرجة دي السؤال صعب يابن اخويا 
اشاح بوجهه بعيدا عن عمه عندما انسابت دموعه فهتف بهدوء رغم نيران عشقه 
حياتي بجنى زي القلب للجسم ياعمو عايز ټموتني أبعدها عني ..مش هقولك غير كدا..قالها بنبرة شجية حزينة خرجت متمزقة بلهيب العشق 
تنهيدة مؤلمة اخرجها صهيب على ماوصل الحال إليه .. 
اسمعني ياجاسر كويس وافهم معنى كلامي ياحبيبي انا بقالي يومين بفكر لحد ما وصلت للحل اللي هقولك عليه بس اوعدني الأول الكلام دا يفضل بينا سر وحاجة كمان لازم تفهمها 
وعدك هتتحاسب عليه لو منفذوتش 
أومأ برأسه منتظر حديثه 
سحب نفسا ببطء عندما شعر بإختناق تنفسه ثم تحدث بصوت ضعيف 
انا هدخل عمليات بعد يومين ومش عارف هطلع منها ولا لا 
الف سلامة عليك ياعمو وسامحني انا السبب في ۏجع قلبك 
ابتسم صهيب
بخفوت واستأنف حديثه 
سبني اكمل عارف إنك السبب في دا كله عشان لو سمعت كلامي من الأول مكناش وصلنا لكدا بس برجع وأقول كله قدر ومكتوب ياحبيبي ..انا اتكلمت مع باباك امبارح وهو رافض اللي هقولك عليه ومسبليش خيار تاني لازم اطمن على جنى 
لأحظ جاسر ارتجافة طفيفة بجسد عمه فجذب كفيه يربت عليه 
هعملك كل اللي تؤمر بيه ووعد لو عايزاني ابعد عن جنى اوعدك مش هقرب منها المهم متزعلش مني ومتفكرش كلامي لعز ټهديد انا كنت مضايق وبسكته وخلاص 
رفع صهيب كفيه المرتجف وصفعه بخفة على وجنتيه 
اسكت ياحمار بطل هبل انت بتفكرني بأبوك زمان اللي عايز افهموهولك ياحبيبي متدفنش اي مشاعر جواك سواء حب او ڠضب 
صمت لأخذ أنفاسه شعر بتقطع نفسه فأمسك الماسك التنفسي ووضعه على وجهه لبعض الدقائق وجاسر يتابعه بأنظاره الحزينة.. 
بالإسكندرية وخاصة بمنزل بيجاد وغنى 
ولج إلى منزله بعد يوما شاقا من العمل..هرولت إليه على الدرج 
بيجاد اتأخرت ليه 
معلش حبيبي كان عندي كام اجتماع كدا 
سحبته من كفيه بعدما نادت العاملة 
خدي شنطة البيه دخليها اوضة المكتب وجهزي الغدا 
تحت أمرك يامدام..قالتها العاملة وغادرت 
جلس على الأريكة يتمدد ..مسدت على خصلاته 
قوم خد شاور عشان تتغدى وبعد كدا ارتاح 
اغمض عيناه ثم تحدث 
غنى اعمليلي مساج حاسس دماغي هتتفجر..
يعيني على الحلو لما تبهدله الأيام..اعتدل يقهقه عليه 
لا حبيبي شمتان فيا 
رفعت حاجبها بسخرية 
أيوة شمتانة وفرحان كمان ثم انكمشت ملامحها پألم وتبدل حالها 
مش قولت هنسافر القاهرة النهاردة قلبي وجعني على جاسر اوي 
اديني يومين بس حبيبي اخلص الاجتماعات المركونة عندي وهننزل أنا أقدر
ارفض لغنايا
بيجو حبيب قلبي بعشقه اوي أوي 
أيوة يابنت جواد طول ماانا بنفذ أوامرك بيجو وحبيب قلبك ووقت لما أقولك لا 
يامفتري يامنحرف يادكتاتور
ارتفعت ضحكاتها الناعمة وهي تهز ساقيها 
ابدا ابدا انت ظالمني انزلها بهدوء يغمز بعينيه 
هشوف دلوقتي ياغنون الدكتاتوري هتعملي معاه ايه 
نظرت حولها ثم جحظت عيناها متراجعة للخلف 
جايبني هنا ليه يابن المنشاوي ..ارتفعت صوت ضحكاته وهو يضرب كفيه بالأخرى 
مش بقول بتقلب بسرعة..تسمرت بوقفتها 
بيجاد وسع كدا..
والله مايحصل ابدا 
عند ربى وعز 
بعد عدة ساعات ولج الى غرفته كانت تجلس بالشرفة تنظر للخارج بشرود ويظهر على ملامح وجهها الحزن 
شعرت بوجوده استدارت تنظر إليه بصمت .. سحب نفسا وزفره بهدوء ثم اتجه إليها 
قاعدة كدا ليه..نهضت متوقفة أمامه 
هجهزلك الغدا..قالتها وتحركت ولكنه عرقل مشيها بالوقوف أمامها سحب كفيها واتجه بها إلى الفراش 
اقعدي لازم نتكلم..شعرت بقبضة تعتصر قلبها ولا تعلم لماذا ناهيك عن شعورها السيئ الذي يقتنص روحها 
رفعت عيناها الرمادية التي يغطيها طبقة كرستالية من الدموع 
لو هتقول كلام يزعلني ياعز بلاش تتكلم لو سمحت استنى لحد ماتهدى بلاش تنساق ورا غضبك وبعدين نخسر حاجات منعرفش نرجعها تاني 
ابتعد ببصره عن عيناها الحزينة وهتف 
روحي اقعدي اليومين دول عند باباكي انا الأيام دي مجروح وممكن اجرحك معايا..قالها ونهض متحركا 
نظرت بذهول لظهره الذي ولاها إياه فهمست بتقطع 
بس أنا مش عايزة ابعد عنك ياعز..كور قبضته واستدار إليها بلهيب غضبه 
هتقدري تقاطعي اخوكي هتسمعي الكلام لو قولتلك انسي أن ليكي اخ اسمه جاسر 
بعينين متسعتين هتفت بذهول 
أكيد انت مچنون مش كدا ايه اللي بتقوله دا عايز تحرمني من اخويا 
أشار عليها ساخرا 
شوفتي يادكتورة اهو قولتي عليا مچنون ياكدا
ياتروحي بيت ابوكي قالها وتحرك مغادرا 
هوت جالسة على الأريكة عندما شعرت بدوران الأرض تحت أقدامها انسابت عبراتها تهمس 
لدرجة دي ياعز ..تبعني انا 
مرت عدة أيام 
ذات مساء وصل للمشفى صعد لغرفتها وجد يعقوب يجلس بالخارج بجوار عز 
ولج للداخل دون حديث نهض
عز خلفه وجده يحمل جنى متحركا بها للخارج 
انت بتعمل إيه يلا..ركله
بقوة حتى تراجع للخلف قائلا 
ابعد عني عشان مزعلكشوهوديها لدكتور تاني ثم تحرك متجها بها للأسفل قابله جواد
33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 85 صفحات