قصه مشوقه
تمتم معلقا عليه
إنت كده جيت دوغري معايا
سأله الرجل وكأنه استشعر في كلماته طوق النجاة
يعني هتسامحني يا باشا
أجابه بعد تفكير استنزف أعصابه وقد اتسعت بسمته المخيفة
طبعا بس لما أخد حقي الأول
وقع قلب الرجل في قدميه هلعا وقد شخصت نظراته على الأخير بل وتضاعف إحساسه المذعور أضعافا مضاعفة حينما نطق من بين شفتيه يأمر رجاله
اتعاملوا
لأ ارحمني يا باشا أنا قولت كل اللي أعرفه
كانت تلك آخر كلمات صړخ بها الرجل يرجوه أن يمنحه العفو قبل أن يتحرك تاركا إياه يتلقى عقوبته نتيجة جريمته التي اقترفها في حق من يخصه اشتعلت عينا أوس بوهج مرعب وتوحشت نظراته قائلا عن نبرة لا تعرف للمغفرة مفهوما
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
كانت مرغمة على وضع النظارة القاتمة على عينيها بعد أن نجحت جراحتها الخطېرة وأتم الله شفائها على خير عادت إلى أرض الوطن بصحبة زوجها وأختها وذلك الرجل الغريب الذي لازمهم كظلهم طوال مدة إقامتهم بالخارج ترجل ثلاثتهم من السيارة التي أتت خصيصا لإيصالهم لمنزلهم من المطار لتلقي فردوس نظرة مطولة متأنية على كل شبر وزاوية في منطقتها الشعبية ورغم علامات الامتعاض والتأفف الظاهرة على تعبيراتها إلا أن سعادتها باستعادتها لبصرها كانت تفوق أي إحساس آخر راودها في حياتها بالطبع انعكس تأثير المشاهد المتحضرة والأماكن الراقية التي رأتها عليها ودت لو عاشت ما تبقى من عمرها في نفس الأجواء الثرية التي تتناقض كليا مع واقعها البائس والمرير عادت من أحلامها الوردية لأرض الواقع ملتفتة لأختها تشتكي لها بتذمر ساخط الأوضاع من حولها تجاهلتها تهاني وسارت بتؤدة نحو مدخل البناية صاحت فردوس من خلفها بنبرة متبرمة
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
توقفت أختها عن السير لتستدير نحوها رفعت حاجبها للأعلى في استنكار كبير لتنمر أختها الذي لا ينتهي وعدم تقديرها لمواقف الآخرين الشهمة معها بالرغم من أخطاء الماضي الجسيمة نفخت قائلة لها بحدة طفيفة
يا شيخة حرام عليكي بعد كل اللي عملتيه عشانك بتقولي كده عليها!
قالت فردوس ببرود غير مكترثة لحنق أختها البادي على قسماتها
ما هو كان المفروض تكون في استقبالنا هي والمحروس ابنك
علقت توبخها بغلظة علها تتوقف عن التفوه بسخافاتها المستفزة
مصمصت شفتيها مرددة بسخط
الله! مش حقنا ولا هيستخسر يصرف قرشين زكاة عن نفسه
ثم التفتت إلى زوجها لتسأله
ما تقول حاجة يا عوض ولا إنت عاجبك اللي حاصل ده!
أخرج زفيرا يائسا من صدره ليرد عليها بصوته الخشن
ربنا يهديكي يا فردوس!
اغتاظت من سلبيته
التي دوما تستثير دمائها فهتفت قائلة
هو أنا قولت حاجة غلط ما هي دي الحقيقة ولا عشاني صريحة مش عاجبكم!
نظرت لها تهاني شزرا وهي ترد
خسارة الكلام معاكي خلينا نطلع بيتنا ونرتاح من مشوار السفر
تابعتها فردوس بنظرات حادة من خلف نظارتها القاتمة لتضيف بأسلوبها المستفز المنفر
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
رد عليها عوض وقد فاض به الكيل من تذمراتها التي لا تنتهي
هتفضلي زي ما إنتي مهما حصلك عمرك ما هتتعظي يا فردوس!
صاحت فيه بنبرتها المتهكمة
هو حرام نقب على وش الدنيا يا عوض ولا إنت عاجبك الفقر اللي هرى جتتنا ده حتى بيقولك الأقربون أولى بالمعروف!
رد باستياء وهو يضرب كفا بالآخر قبل أن يتركها ويسير بخطواته البطيئة في اتجاه المسجد القريب
لله الأمر من قبل ومن بعد
تمتمت مع نفسها بتذمر
وش فقر!
أبعدت عينيها عنه بعد أن اختفى لتعاود التحديق في الأوجه البائسة التي تمر بجوارها بدت نظراتها أكثر تأففا عن ذي قبل لتخطو بعدها في اتجاه بنايتها القديمة وهي تمني نفسها بأيام قادمة تحمل لها من زهو الحياة ورغدها ما سينتشلها من ذلك الفقر المدقع
عملتي إيه في هالة ردي عليا!
صړخت بطة بتلك الكلمات الغاضبة في وجه والدتها الهادئ على الرغم من جدية الموقف وتأزمه بعد أن علمت بما صار بأختها طالعتها الأخيرة بنظرات عادية فاترة وخالية من العواطف لا تنم عن اهتمام أمومي بها أشاحت بوجهها بعيدا عنها لتقول بعد تنهيدة مطولة وكأنها تستدعي الكلام على لسانها
ولا حاجة يا عين أمك
صاحت متسائلة في انفعال
أومال هي فين والكلام اللي داير بين الخلق!!
أجابتها على مضض وعبوس واضح يكسو ملامحها
هي اللي عملت كده في نفسها وجابتلنا الجرس والفضايح
ثم تركتها لتتجه إلى المطبخ غير مبالية بالحالة العصبية المسيطرة على بكريتها اندفعت بطة في اتجاهها لتعترض طريقها سدت عليها المدخل توبخها في حنق
إنتي مش هترتاحي يامه غير لما تقضي علينا واحدة ورا التانية ومابتتعلميش أبدا من اللي بيحصلك
قست تعابير أمها لترد مدافعة عن نفسها
وأنا كان بإيدي إيه يعني
ثم أخفضت نبرتها لتتصنع الحزن الممتزج بلؤمها الخبيث عل خدعة اهتمامها بفلذة كبدها تنطلي عليها
كنت هاقف لوحدي قصاد العالم