الثلاثاء 19 نوفمبر 2024

قصه مشوقه

انت في الصفحة 59 من 60 صفحات

موقع أيام نيوز

بالأسفل لتنقلها إلى مشفى الجندي في الحال وخلال فعلها لذلك هاتفت أخيها لتبلغه بالتطور الطارئ في حالة زوجته التي ستضع مولوده بين لحظة وأخرى
احتضن بيده قبضته الأخرى المتكورة وهو يدور حول نفسه في الرواق مترقبا بتوتر وشغف ولادة ابنه الذي أصر على المجيء مبكرا وقبل الميعاد الذي حددته الطبيبة بارسينيا مر الوقت بطيئا عليه وكأن عقارب الساعة لا تسير الكل اجتمع لمشاطرته تلك اللحظة المميزة وبقي عقله كان شاردا مع زوجته المتواجدة بالداخل ومنفصلا عمن حوله لاحظ عوض خوفه وقلقه المتزايد وبالطبع لم يختلف حاله عنه لكنه يعرف دوما العلاج الأمثل لمثل تلك الظروف اقترب منه واضعا يده على ظهره ليلفت انتباهه إليه دعاه بلطف وبوقار شديد
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ما تيجي يا ابني ننزل نصلي ركعتين تحت لله وندعيله بإخلاص عشان ربك ينجيها ويجيبلك ابنك بالسلامة وصدقني الوقت هيعدي بسرعة وجايز تجيلنا البشارة واحنا ساجدين!
نظر له أوس بعينين مترددتين للحظة ضاقت نظراته بقلق حائر لم يكن راغبا في تركها بمفردها ومع هذا أحس برغبة ملحة تنبع من داخله تدعوه للموافقة فربما في اقتراحه الجيد هذا المهدئ لأعصابه المتعبة من كثرة التفكير هز رأسه بالإيجاب وهم بالسير في اتجاه المصعد ابتسم عوض لاستجابته واستبشر خيرا من تقربهما إلى المولي عزوجل في تلك اللحظات الحرجة تبعه إلى المصعد واستقلاه سويا إلى أن وصل كلاهما للطابق الأرضي ومنه تحركا نحو الخارج حيث المسجد القريب من المشفى
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
خلع أوس حذائه وولج إلى الداخل باحثا عن مكان الوضوء وما إن انتهى حتى اتخذ مكانه في بقعة خاوية من المصلين ليصلي للمولى تضرعا وخشوعا عله يستجيب لدعائه فرغ من صلاته وجلس القرفصاء ومستندا بظهره إلى العمود الرخامي الټفت ينظر إلى يساره حيث جلس عوض وكان بيده كوبا بلاستيكيا مملوءا بالماء استطرد الأخير موضحا من تلقاء نفسه وبابتسامة راضية
متأخذنيش يا ابني أصلي بأكسر صيامي لأني متعود أصوم كل اتنين وخميس
هز رأسه في استحسان معلقا عليه
ربنا يتقبل
رد عليه بنظرات متطلعة وتنهيدة مليئة بالرغبة النقية
يا رب أمين نفسي أوي ربنا يجازيني خير بصيامي وادخل الجنة من باب ال ريان!
ردد أوس باستغراب مهتم لذلك الاسم
ريان!
تابع مفسرا ببساطة
ما هي الجنة ليها أبواب كتير الناس هتدخل منها باب الريان ده واحد منه معمول للناس اللي بتحافظ على فريضة الصيام وبتأديها وأنا طمعان في كرم ربنا إنه يراضيني في الآخر بده
تشكلت ابتسامة هادئة على ثغر أوس الذي ربت برفق على كتف حماه قائلا له
ربنا يكرمك بكل اللي نفسك فيه يا راجل يا طيب
انتبه كلاهما لصوت المؤذن الداخلي الذي نادى بآذان الإقامة فنهض الاثنان من جلستهما ليصطفا مع المتواجدين بالمسجد خلف الإمام ليبدأوا صلاتهم في خشوع وتضرع
أتت البشارة فور عودته إلى المشفى حيث تعالت الزغاريد من فردوس لتعلن بذلك عن ميلاد الصغير قفز قلب أوس في صدره فرحا وأسرع في خطواته الراكضة نحو إحدى الغرف الجانبية حيث ترقد
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
زوجته وإلى جوارها في فراش صغير ينام مولوده لحظة تكررت اقشعر لها بدنه خفقات متتالية سريعة أصابت قلبه جعلته في حالة سرور غير محدودة مرق بين المتواجدين ليقترب من تقى تأمل وجهها المرهق من عناء الولادة بنظرات مطولة مسح على جبينها وقبله هامسا لها
حمدلله على سلامتك
ردت بوهن رافعة عينيها إليه
الله يسلمك شوفت ابنك
صاحت فردوس من الخلف عاليا
سمي بالله كده وشيل ابنك يا باشا
لكزتها تهاني بخفة في جانب ذراعها تنهرها عن مقاطعتها لتلك اللحظات الجميلة عبست تعابيرها وردت عليها بصوت خفيض
هو أنا قولت حاجة!
همست لها تحذرها
مش عاوزين قلق يا فردوس لمي الدور الله يكرمك!
طيب
قالتها على مضض حتى لا تفسد تلك الأجواء العائلية الدافئة الټفت أوس بعينين هائمتين إلى الجانب وقلبه يكاد يخترق ضلوعه من فرط حماسته حملق في مولوده بعينين حبستا الدموع فيهما لا يعرف ما الذي أصابه لتلمع حدقتاه بعبرات تعبر عن فرحته الشديدة انحنى نحوه بتمهل ومرر كفيه أسفل جسده الضئيل ليحمله ارتجف ذراعاه وهما ترفعان إياه للأعلى ضمھ إلى صدره بحنو أبوي ليستشعر الرضيع نبضات والده المتلاحقة استدار نحو زوجته قائلا لها بنبرة امتزجت فيها سعادته مع خوفه
ده صغير أوي
علقت عليه فردوس
ما هو حتة لحمة حمرة
رمقها أوس بنظرة صارمة جعلتها تتراجع للخلف وتتوارى عن أنظاره مؤقتا كي لا يلقي بها من نافذة الغرفة لإزعاجها المستمر له سألته تقى بصوتها الضعيف
فكرت تسميه إيه يا حبيبي
أجابها مبتسما عن ثقة
أيوه
ثم ركز بصره على ذلك الكهل الذي جلس في مكانه يبتهل للمولى ويحمده على عطاياه ليقول بعدها بنفس الابتسامة المتفاخرة
ريان!
رفع عوض رأسه فور أن سمع الاسم وقلبه يرقص طربا لم يكن يتصور أبدا أن حديثا عفويا نابعا من قلبه الطيب سيحفز ذهن أوس ليختار ذلك الاسم تحديدا ليطلقه على ابنه وكأن فيه نوعا من الترضية المبشرة له انسابت دمعاته تأثرا من تصرفه الكريم وأومأ له برأسه في امتنان صامت رددت تهاني بفرح وهي
58  59  60 

انت في الصفحة 59 من 60 صفحات