الأربعاء 18 ديسمبر 2024

قصه مشوقه

انت في الصفحة 59 من 130 صفحات

موقع أيام نيوز


إنت لو جيت دلوقتي حتزود المشكلة و حتخلي بابا يعند اكثر 
ضړب عمر عجلة القيادة بقبضته و هو يحس بالعجز للمرة الثانية و لنفس السبب المرة الأولى كانت قبل سنوات عندما وجد نفسه ضعيفا أمام رفض عائلته لعلاقته بحبيبته وقتها كان مازال صغيرا و في بداية حياته و ما جعله يتخلى عنها هو معرفته بأنه لن يكون قادرا على تحمل المسؤولية إذا إرتبط بها 

لكن الآن كل شيئ تغير
و لن يقف مكتوف الأيدي و هو يرى حبيبته تعاني بسببه و لا يستطيع مساعدتها 
همس بصوت حنون و مغمضا عينيه پألم و هو يتخيل حجم ما مرت به من معاناة طيب إهدي بلاش ټعيطي إنت مش عارفة انا بيحصل فيا إيه و انا شايف نفسي عاجز كده مش بإيدي حاجة أعملهالك 
هبة پبكاء متقلقش انا شوية و حبقى كويسة المهم إنت متجيش هنا أوعدني يا عمر إنك مش حتيجي و مش حتكلم بابا 
عمر بصعوبة خلاص يا حبيبتي أوعدك بس إنت خلي بالك من نفسك و لو حصلت حاجة كلميني و أنا إنشاء الله حلاقي حل في أسرع وقت إنت إرتاحي و حاولي تنامي شوية و متفكريش في حاجة 
هبة و هي تمسح دموعها حاضر أنا حنام شوية و لما حصحى حبقى أكلمك 
عمر بنبرة عاشقة ماشي و انا حستناكي هبة بيبة 
نادى عمر عليها قبل أن تنهي المكالمة 
أيوا ياعمر إبتسم بتلقائية و هو يتلذذ بسماع أحرف إسمه التي نطقتها من بين شفتيها قائلا بصدقبحبك أوي 
لم تجبه هبة فورا بل ظلت صامتة لبعض الوقت قبل أن تجيبه بتردد و انا كمان 
رمى عمر الهاتف بجانبه على كرسي
السيارة ثم قبض على المقود بيديه حتى كاد يقلعه من مكانه 
طوال المكالمة و هو يخفي غضبه الچحيمي عنها بعد أن علم بما تعرضت له من ضړب و إهانة وعدها بعدم التدخل أو التحدث مع والدها فقط لأنه لم يكن ان يشغل بالها و يألمها أكثر 
لكن داخله كان يتوعد له بأسوأ العقاپ يتمنى لو كان أمامه لكان قټله لتجرأه فقط على إيذائها 
قاد سيارته أخيرا عائدا إلى منزله بعد أن حسم قراره 
في نفس الوقت في فيلا الألفي 
نزل شاهين الدرج بخطوات سريعة متجها إلى الخارج و هو يتحدث مع شخص ما عبر هاتفه 
أسرعت فتحية من أمامه و هي تخفض رأسها باحترام متجهة إلى المطبخ حيث تجلس كامليا مع خديجة تتحاذبان أطراف الحديث بعد أن تركت فادي مع يلهو مع جدته في الصالون 
جلست الأخرى قربها على أحد الكراسي المتحلقة على الطاولة الرخامية قائلة بهمسأنا شفت البيه من شوية طالع و كان بيزعق في التلفون 
طالعتها كامليا بنظرات متسائلة قبل أن تنطق هو خرج
فتحية بتأكيد أيوا طلع من شوية بس شكله كان پيخوف كأنه ناوي ېقتل حد 
قالتها بهمس لتنكمش كامليا على نفسها قليلا قبل أن تتمالك نفسها و تجيبها و إحنا مالنا يا فتحية إوعي تعيدي الكلام داه ثاني لأحسن إنت عارفة كويس حيحصلك إيه 
إرتجفت فتحية خوفا دون شعور منها خاصة بعد أن تذكرت هيئته الغاضبة منذ قليل لتصمت و هي تومئ برأسها بإيجاب و تضع أصبعها على شفتيها كعلامة سكوت قبل أن تنقل بصرها إلى خديجة التي كانت منشغلة بإخراج بعض الأغراض من الثلاجة العملاقة 
بعد حوالي الساعة وصل شاهين إلى وجهته مخزن قديم مهترئ يحتوي على آلات و قطع من الحديد القديمة تملأه الحجارة و الاتربة و الغبار دلف شاهين إلى الداخل ليعترضه أحد الحراس و ينحني أمامه منتظرا أوامره بينما إنتشر عدة رجال آخرون في المكان 
شاهين بنبرة صارمة و هو يفتح أزرار كمي قميصه
متجاهلا برودة الطقس فهو حرفيا كان يغلي من الڠضب هو فين
إرتجف الحارس من صوته قبل أن يجيبه بتوضيح هو جو يا شاهين بيه
بس لسه مش عاوز يعترف 
أكمل شاهين سيره إلى الداخل بخطوات سريعة دون أن يلتفت إلى الحارس الذي تبعه في صمت 
أصدر الرجل أنينا خاڤتا 
الذي يبحث عنه من سنوات دون ملل او تراجع 
ركله شاهين بخفة على ساقه لإفاقته ليحرك الرجل رأسه بصعوبة و يفتح جفنيه المتورمين و ينظر ناحيته رمقه شاهين بسخرية عندما لاحظ توسع عينيه پخوف لمعرفته هوية الرجل الواقف أمامه 
صړخ الرجل پبكاء ارجوك يا بيه انا مليش دعوة معرفش حاجة 
قاطعه شاهين ببرود و هو يشعل أحد سجائره قائلا ببرود قاټل شششش قلي انت إسمك إيه الأول
الرجل بارتجاف علي إسمي علي يا بيه
جلس شاهين على الكرسي أمامه ثم نظر له طويلا ليبتلع الاخر ريقه بصعوبة رغم الآلام المپرحة التي تأكل جسده إلا أن نظرات الشيطان الذي أمامه أكثر ړعبا و ألما و هو يرمقه بتفحص بعينيه الناريتين 
قطع شاهين الصمت ليسأله مجددا طيب يا علي
 

58  59  60 

انت في الصفحة 59 من 130 صفحات