قسوه اليذيد
ده في الأخر فرحكم
أجابه فاروق مبتسما بسخرية وهو يضع قدم فوق الأخرى كما فعل عمه قائلا كلمات ذات مغزى
طبعا فرحنا.. ولسه الفرح جاي ورا
لم يفهم نصر وشقيقه مقصده ولكنه صمت ولم يعقب على كلماته حتى يمر اليوم بسلام فهو لا يتحمل هذه العائلة بغرورها وتكبرها ولا يدري كيف سيترك ابنته هنا بينهم!..
أنا بكره هعدي على العروسة علشان تجيب الفستان ولوازم الفرح
بكره الساعة اتناشر هكون موجود علشان منتأخرش
ثم وقف على قدميه مقررا المغادرة ومن بعده عمه وشقيقه ليقف أيضا والد مروة وعمها تقدم يزيد مبتسما بغرور إلى والدها مقدما يده له حتى يصافحه ثم هتف قائلا
أومأ له الآخر ليستعدوا للذهاب وقد شارف يزيد على الخروج من باب الغرفة ولكن أوقفه ذلك الجسد الصلب الذي اصطدم به نظر إليه ليجده شاب بمثل عمره تجولت عينيه بالغرفة لتعود إليه مرة أخرى ناظرا له پحقد وكره شديد قد رآه يزيد ولكن لا يدري ما السبب له ليتحدث الآخر منتشله من قوقعة أفكاره
أنت بقى يزيد باشا الراجحي
آه أنا بقى يزيد باشا الراجحي أنت بقى مين
ابتسم الآخر بسخرية مثله تماما ثم قلده متهكما وهو يضع يده بجيب بنطاله لينظر إليه بغرور مماثل
أنا بقى تامر إبراهيم طوبار اللي عيلتك كانت بتفكر تقتله لو مروة نصر طوبار بنت عمه رفضت تتجوزك
ثم أكمل متهكما وهو يبتسم بسخرية ليتشفى به
قبض يزيد على يده وهي بداخل جيبه كاد أن يفتك به ذلك الطفل القابع أمامه من يظن نفسه كي يتحدث هكذا هل يقول أن لا أحد يوافق على زواجه بي ولهذا تم بالڠصب لو فقط يستطيع أن ېهشم وجهه وېحطم أسنانه البيضاء الذي تظهر وراء ابتسامته الساخرة ولكن لك يوم صبرا صبرا يا تامر
تدخل والد تامر سريعا متحدثا بتوتر وهو يشير بيده إلى الطريق
سار الجميع معه إلى باب المنزل بينما وقف تامر مكانه يبتسم بسخرية عليه محاولا إخراج النيران من قلبه لما سرقه منه ذلك الحقېر بنظره..
الټفت إليه يزيد ليراه يبتسم وكأنه يقول له كانت لي الجولة الأولى يا غبي!.. ذهب ولكن كلمات ذلك الفتى الصغير بعقله لا يستطيع نسيانها وقد توعد له كما توعد لغيره من تلك العائلة فقط صبرا.
ترجل من سيارته التي صفها أمام منزل عائلة طوبار وقف مستندا عليها بغرور متنظرا ليأخذ من سميت زوجته حتى تأتي بفستان زفافها أو جنازتها أيهما أقرب هذا ما تحدث به عقله وهو يمر بعينيه على المنزل من الخارج يرى كم هو كبير ولكن ليس بقدر منزلهم تحاوطه الحديقة الخارجية بمساحه كبيرة غاية في الجمال والروعة ظل دقائق منتظرا وهو يتحدث بعقله متهكما على هذه الزيجة منذ البداية إلى أن أختنق من انتظاره ليتوجه صوب الباب الداخلي والذي ما أن وقف أمامه حتى فتح..
وقف
أمام الباب لا يحرك ساكنا ينظر إلى ملاك خرج للتو من الجنة ولكن حزين
حزين للغاية عينيه الزرقاء رائعة الجمال بها خيوط حمراء غالبا من كثرة البكاء أنفها أيضا يحمل احمرار كما لو أنها
خرج من شروده بها على صوتها الحاد وهو يفكر هل من الممكن أن تكون هي أغمض عينيه بقوة ثم وضع يده بجيب بنطاله مستعيدا هدوءه وبروده المعتاد
لو أنت مروة يبقى اللي كنت بعمله ده مكنش قلة أدب ولا حاجه
نظرت إليه بتوتر وهي تحاول فهم ما يرمي إليه لتخلص نفسها من التفكير مجيبه إياه
أيوه أنا مروة أنت مين
ابتسم بسخرية ثم تحدث بتهكم قائلا
معقولة مش عارفه جوزك يا حرمي المصون..
كان المفروض تحسي بردو أنه أنا زي ما أنا حسيت
نظرت إليه بتوتر شديد كما أنها ودت لو انشقت الأرض وابتلعتها بسبب هذه السخرية الممېتة بنبرته وملامحه المتهكمة عليها ولم تجيبه على حديثه ظلت تنظر إليه بتوتر تمرر عينيها على ملامحه شديدة الوسامة ليخرجها من تفكيرها قائلا بود وابتسامه مشرقة ارتسمت على شفتيه كان يود إظهارها منذ وقت طويل ثم قدم يده لها ليصافحها
يزيد الراجحي.. جوزك إن شاء الله ده طبعا لو رديتي عليا بدل ما أنت ساكته كده
قدمت يدها له تبادله المصافحة وحاولت أن ترسم ابتسامه هادئة على شفتيها
مروة
سحبت يدها منه سريعا حيث أنها شعرت بتيار كهربي يسير بكامل جسدها حين تلامست أيديهم ليبتسم هو بهدوء بعدما لاحظ ما فعلته ثم ابتعد عن طريقها مقدما يديه أمامها لتتقدم هي بالسير أمامه ثم فتح لها باب السيارة الأمامي لتجلس بجواره وقد فعلها كحركة لباقة منه..
سار طوال الطريق صامتا لم يتحدث ولو بكلمة واحدة فقط ينظر للطريق أمامه ولكنه شاردا بها أيعقل أن تكون هي تلك الفتاة التي لازمته منذ أن رآها يالا سخرية القدر هل هي حقا مازال عقله لم يستوعب ذلك وهو الذي أبعدها عن ناظريه بيوم عقد القرآن حتى تظل الأخرى بمخيلته وفي النهاية تكون هي.. يتذكر في ذلك اليوم عندما رآها بين الحقول الخضراء وعقله تتضارب بداخله الأفكار اللعېنة..
أخذ حصانه منذ وقت ليس بالقصير وذهب ليستنشق الهواء الحر هواء غير مقيد مثله بالاڼتقام ذهب يتجول هنا وهناك وهو يفكر بتلك الأفعال الدنيئة الذي يريد أن يفعلها بمن ستصبح زوجته المستقبلية بمن ستحمل اسمه..
طوال تلك الأيام المنصرمة وهو يفكر بها كيف تبدو كيف تتعامل.. هل هي قوية ولديها شخصية.. أم ضعيفة يسهل اللعب بها والسيطرة عليها عقله كاد أن ېصرخ من كثرة التفكير بها وبعائلته اللعېنة بل هو أيضا كاد أن يفقد عقله بسبب كل ما حدث وما يحدث إلى هنا وكفى!..
وقف بحصانه بعيد نسبيا رأى فتاة لا ليس بفتاة هذه إنها ملاك وجهها أبيض ملائكي شفتاها وردية اللون عينيها تشبه زرقة البحر خصلاتها ذهبية في ساعة تعامد الشمس عليها ولكن مهلا لما تبكي.. ترتعش شفتاها وجسدها ينتفض تخرج منها شهقات مباغتة لتشكل لوحة فنية رائعة ولكن حزينة للغاية..
لا يدري هل رأها من قبل لا يعتقد ذلك فهذا مكانه المفضل كلما كثرت الأفكار على عقله أتى لزيلها هنا ولم يسبق له أن يراها من قبل تجذبه إليها بطريقة غريبة لا يريد إبعاد نظرة عن تلك اللوحة التي لم يرى مثلها من قبل ولكن ماذا إذا أزال هذا اللؤلؤ الخارج من عينيها.. هل ستكون نفس اللوحة نعم بالطبع ولكن ستكون مبتهجة..
صړخ به عقله يبعده عن هذه الخرافات التي يفكر بها ليبعد ناظريه عنها هل أنا أحمق أم ماذا زواجي سيكون بعد أيام وأنا هنا غارق في عيون زرقاء اللون..
نظر إليها مرة أخرى قبل أن يغادر المكان ولكنه وجدها تنظر إلى هاتفها الذي صدح صوته في المكان لتغلقه على الفور وقامت على عجلة من أمرها ذاهبة بعيدا عنه وهي تزيل بقايا دموعها وتحاول ضبط أنفاسها المتسارعة من كثرة البكاء..
جذبه شيء ما إلى مكان جلوسها أزرق اللون مثل عينيها الساحرة ترجل من على حصانه ذاهبا نحوه ليرى ما هو وقف أمامه ليراه وشاح أزرق صغير أنثوي للغاية دون دراية منه أخذته يده إلى أنفه ليستنشق رائحة لم يستنشق مثلها من قبل رائحة تحمل عطر الياسمين أيضا لتفعل له مزيج يأخذ العقول إلى مكان بعيدا ربما لا يذهب إليه إلا قليل من قلة البشر ولم يدري بنفسه وما يفعله فتلك الرائحة حركت كثير من المشاعر بداخله..
لف الوشاح على يده بينما يظهر شبح ابتسامة على وجهه ليعود مرة أخرى إلى حصانه صاعدا عليه ليذهب متناسيا أمر زيجته
اللعېنة فقط متذكرا ملاكا ذات خصلات ذهبية وعيون مثل زرقة البحر.
عاد بتفكيره إليها مرة أخرى إلى القابعة جواره في السيارة يتسائل هل ذلك الجمال الأخاذ أصبح له تلك العيون الساحرة وتلك النظرة البريئة التي لطالما أبعدت النوم عنه لليالي له وحده ولكنها حزينة للغاية في
كل مرة يراها تكن تبكي هل هي غصبت على الزواج منه كما قال ذلك المعتوه
تامر ولكن على كل حال هذا ليس من شأنه عليه أن يسيطر على نفسه من الآن فهي تحتل كل تفكيره وتركيزه بها وهذا لن يأتي بأي نفع بتاتا.
بسم الله ما شاء الله قمر يا مدام الفستان جميل أوي عليكي
هذا ما قالته العاملة بإنبهار بعد أن اختارت مروة أحد الفساتين المحتشمة وقاسته ليكن في غاية الروعة والجمال عليها
ابتسمت لها مروة بود قائلة بهدوء
شكرا لزوقك
ابتسمت العاملة لها مرة أخرى ثم تحدثت بينما تشير إلى الخارج مكان جلوس يزيد الذي استمع إليهم جيدا
مش هتخلي جوزك يشوف الفستان القمر ده عليكي
نظرت إليها مروة بارتباك هي حقا لا تدري ماذا عليها أن تفعل تريه ماذا وهو لم يتحدث معها طوال الطريق وظل صامتا
لا بيقولوا فال وحش
لا تعلم من أين اخترعت هذه الكلمات ولكن على كل حال قد فعلت لتخرج من ذلك المأزق ابتسمت إليها العاملة ثم خرجت لتتركها مع نفسها ترى إذا كان مناسبا أم لا ثم تبدل ثيابها..
بينما الآخر يجلس خارج غرفة القياس منتظرا إياها تنتهي وقد ود وبشدة أن يرى ذلك الفستان عليها والذي أبهر تلك العاملة لكنه زفر بحنق فلا يستطيع التفكير بهدوء من هاتفها اللعېن الذي منذ أن دلفت إلى الداخل وهو يحدث أصوات وصول رسائل عدة قد ازعجته حقا..
حاول أن يتغاضى عن الأمر ولكنها حقا رسائل كثيرة تحدث أصوات مزعجة فمد يده إلى الهاتف الذي تركته بجانبه ليخمد فضوله عن هوية هذه الرسائل الكثيرة وقد سهلت مهمته حيث أنها لا تضع كلمة مرور لهاتفها..
ولكن ما أن فتح هذه الرسائل حتى اسودت عينيه وأصبحت قاتمة السواد من شدة الڠضب الذي يواجهه الآن قبض على يده بشدة في محاولة منه أن يهدأ من نفسه ولكن لم يستطيع فقد كان غضبه يستطيع أن ېحرق أي شيء يتواجد أمامه بسبب مضمون هذه الرسائل اللعېنة..
وقف على قدميه ممسكا بالهاتف بيده والذي كان على وشك أن يهشمه ليتوجه إلى غرفة القياس كالصاعقة دالفا إليها مغلقا الباب خلفه بحدة قد شارفت على ارتداء باقي ملابسها ولكن شهقت من الفزع عندما وجدت من يقبض على يدها بحدة وعصبية شديدة كادت أن