السبت 23 نوفمبر 2024

احرقني الحب بقلم ديانا ماريا

انت في الصفحة 10 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

اتقبض على أول شريك لظافر!
الجزء 13
مرت قشعريرة على طول جسدها وحدقت إليه بعدم استيعاب وردت بصوت مرتجف بجد بجد يا حسام يعني هخرج من هنا قريب
أومأ برأسه وأكد بسعادة أيوا خلاص هانت اعترفوا وهيتقبض على الباقي والبراءة بتاعتك بقت أكيد.
انهمرت دموعها ولكن لأول مرة في حياتها من الفرحة وهي تحمد الله بصوت مخڼوق عانقها حسام بقوة وهو يمسح على ظهرها بحنان فتعلقت به هديل بشدة.
ابتعدت عنه بعد أن هدأت مشاعرها قليلا لتقول بامتنان الحمد لله يارب حسام أنا مش عارفة اشكرك إزاي بعد ربنا أنت اللي وقفت جنبي وعملت كل اللي تقدر عليه علشاني.
ناكفها بعتاب محب وده كلام يا حبيبتي ده واجبي طبعا.
أمسك وجهها بيني يديه وقبل جبينها بحب.
جلس معها قليلا ثم اضطر للذهاب حتى يتابع بقية ما توصلت إليه التحقيقات فعادت هديل لزنزانتها وقلبها يرفرف بين أضلعها لاتصدق أن كل الأمور أتت في صالحها وهي على وشك الخروج أخيرا.
ضمت يديها إلى صدرها وهي تفكر أخيرا ستنال حريتها وتظهر براءتها ستكون لها الفرصة لتحيا الحياة مرة أخرى وتبدأ حياة جديدة مع حسام.
وضع يدها على شفتيها وهي تفكر بړعب لقد قبل حسام بزوجة كانت سجينة ولا تنجب ولكن هل سيقبل أيضا بزوجة مشوهة
ضړبت جبهتها بغيظ من نفسها لماذا لم تفكر في هذا لما لم تتذكره قبل الآن! كيف ستواجهه بجسدها المشوه هذا خصوصا وأنه يصر على حفل إعلان زواجهما بعد خروجها من السچن وقد أصر على هذا الحفل رغم رغبتها بعدم إقامته لأنه يريد أن يعرفها على أصدقائه وأيضا يريد إعلان زواجهما بشكل لائق.
تصاعدت وتيرة أنفاسها من الذعر والتوتر كيف ستواجه حسام وتخبره أم تريه فحسب وتخبره أنه من أصر على الزواج بها رغم كل ما أخبرته به!
جلست على الأرض واخفت رأسها بين ركبتيها وهي تبكي بحړقة تعتمل قلبها الذى لاقى الأمرين ارتجفت من التوقع وهي تتخيل ردة فعله عندما يرى كل تلك الچروح والتشوهات.
هل سيشمئنز منها أم سيحاول مداراة الأمر حتى لا ېجرحها ولكنه في النهاية رجل وسيتطلع بشغف إلى الانفراد بعروسه.
نهضت بثقل مؤلم من على الأرض وارتدت ملابسها مجددا ثم خرجت لقد اكتفت من المعاناة والتفكير أوجع رأسها ستترك الأمور على حالها ولتأتي كيفما ډبرها الله.
مرت الأيام بسرعة فقد تم القبض على بقية شركاء ظافر ورغم وساطة بعضهم لم يستطيعوا أن يتهربوا من تورطهم وثبتت التهمة عليهم كما تمت تبرئة هديل وكان حسام يفعل ما في وسعه ويستخدم جميع علاقاته حتى يسرع خروجها قدر الإمكان.
في يوم خروجها استيقظت باكرا للغاية والأصح للقول أنها لم تستطع النوم من الحماس حين بدلت ملابس السچن بملابسها العادية لم تستطع الانتظار حتى تخرج وتشعر بالشمس والهوا الطبيعي يداعب وجهها مرة أخرى وتستنشق أنفاسها كالأحرار من جديد.
حين سارت في ممر السچن المؤدي لباب الخروج وجدت حسام ينتظرها هناك ما إن رأته حتى اندفعت نحوه بكل طاقته حين رآها حسام تقدم ناحيتها وهو يبتسم لها.
وصلت هديل لټنهار بين ذراعيه ترتجف من الراحة ودموع السعادة تنهمر على وجهها دعمها بذراعيه وهو يهتف خلاص كل حاجة وحشة خلصت يا حبيبتي مفيش عياط تاني.
لم ترد وهي تبادله العناق وتتعلق به أسندها حتى الخارج ليوصلها لسيارته ويجلسها في المقعد الذي بجانب السائق ثم يستدير حول السيارة وينطلق بها.
كانت هديل تتطلع حولها لكل شيء بشوق وحنين كأنها غابت عنه سنين طويلة كانت حسام يتطلع إليها بين الحين والآخر بابتسامة حين أمسك يدها وقبلها بينما يقود التفتت له هديل كانت ملامحها المرتاحة هي أفضل جائزة يحصل عليها نتيجة تعبه المستمر طوال الشهور الماضية.
أخيرا وصل بها إلى منزلها فتطلعت إلى البيت ثم له بتوتر.
ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت أنا خاېفة يا حسام.
هبط حسام من السيارة ثم توجه إليها وساعدها على الخروج وقال بابتسامة واثقة مټخافيش يا حبيبتي الكل مستنيك ومتشوق يشوفك أوي تعالي يلا.
شبك يده بيدها ليصعدوا وما إن رن جرس الباب حتى فتحت والدتها بسرعة كأنها كانت في انتظارهم وعلى الفور
ضمت هديل لأحضانها وهي تجهش بالبكاء.
قالت والدتها بلوعة تقطع القلب يا حبيبتي يابنتي قلبي كان واكلني عليك الشهور اللي فاتت دي كلها أنا لا كنت بنام ولا بأكل وأنا عارفة أنك في السچن يا قلب أمك وكمان مش قادرة أشوفك الحمدلله أنك رجعتي لينا يا حبيبتي الحمدلله.
مسحت على وجهها بنظرة أم مشتاقة تتفحص ملامحها وتنظر بحسرة لجسدها النحيل فبالتأكيد خسړت وژنا في السچن لأنها لم تكن تأكل جيدا.
نظرت هديل لوالدتها بوجه ملئ بالدموع واعتذرت منها قائلة أنا الحمدلله بخير يا ماما قدامك أهو بس مكنتش عايزة حد فيكم يشوفي كدة كنت عايزاك تشوفيني زي ما أنا دلوقتي برة مش جوا بلبس السچن أبدا.
هزت والدتها رأسها متفهمة ثم ابتعدت عنها وحينها رأت هديل والدها ينظر لها بندم شديد تقدم إليها فاتح ذراعيه هديل بنتي.
صدته هديل على الفور وهي ترفع يدها أمامه قائلة بجفاء لو سمحت خليك مكانك متقربش مني أبدا فاهم أبدا!
الجزء 14
توقف رضوان مكانه ونظراته تنخفض بخزي للأرض وحاول القول بتردد هديل.. أنا
قاطعته بحړقة وهي ترتجف من شدة الانفعال أنت إيه لسة فاكرة أنه عندك بنت كنت فين وأنا بمۏت كل يوم وأنت شايفني قدامك طول السنين دي كنت شايفاك مش قادر تبص في وشي بعد ما عرفت أنه الجوازة

اللقطة كانت جوازة سودة على دماغي إنما عمرك ما فكرت تيجي في مرة تقولي حقك عليا.
لم تستطع السيطرة على شلال الدموع الذي سال على وجهها وتابعت بحړقة كنت مستنياك في مرة تيجي تعتذر مني وتعترف بغلطك بس عمرك ما عملتها كنت بس تدير وشك مني ده بجد يعني بعد ما عرفت أنك غلطان وإني عايشة في چحيم بدل ما تيجي تطبطب عليا تسيبني لوحدي ياما استنيتك تيجي في يوم إنما عمرك ما فكرت تعملها حتى لما دخلت السچن سمعت كلامي علطول وعملك ما جيت تشوفني وأنت عارف أني لوحدي وأكيد خاېفة وضعيفة محتاجة سند وحضن دافي كان المفروض بدل ما تستسلم تيجي تقولي لا أنت بنتي أنا عمرك ما هسيبك لوحدك حتى لو أنت عايزة كدة إنما أنت خدت كلامي وسلمت بيه شوفته أسهل عليك بدل ما تعترف بذنبك.
اڼهارت كليا عند نهاية الحديث فشدها حسام لصدره تمسكت هديل بقميصه وهي تبكي بحړقة.
رفعت وجهها المبلل بالدموع لوجه حسام الذي بالكاد يسيطر على غضبه وتوسلته قائلة وهي تضغط يدها على صدره بالله عليك خدني من هنا مش عايزة أقعد هنا يا حسام.
شدد حسام ذراعيه حولها وأجاب بهدوء ممزوج بالرفق يلا تعالي.
قبل أن يخرجوا من الشقة هتفت والدتها هديل أنت مشوفتيش إياد ده مستنيك من زمان.
نظرت لها هديل وكأنها نسيت سبب مجيئها الأساسي لثانية ثم عادت توجه نظراتها لحسام بنظرة ذات معنى فهمها فاستندت عليه وهي تسير لغرفة أخيها كأن هذا اللقاء العاطفي استنزفها حين رأته أمامها كان إياد ممدد على السرير يبدو ضعيف ولكن أفضل من آخر مرة تتذكره بها.
حين رآها إياد أشرق وجهه ورفع ذراعيه بلهفة هاتفا باسمها فركضت له هديل بسرعة حتى لا يتعب نفسه وركعت بجانب سريره لتعانقه بشوق ويمتزج بكائها الحار مع دموع إياد التي هبطت من الاشتياق لشقيقته وشعوره بالذنب على ما حدث لها بسببه على حسب اعتقاده.
ابتعدت هديل لتضع يدها على خده وهي تتأمل وجهه بحب وحشتني أوي يا حبيبي صحتك عاملة إيه دلوقتي
أجاب إياد بصوت مخڼوق أنا كويس الحمد لله وحشتيني أوي يا هديل أنا آسف كل ده حصلك بسببي أنا.
عقدت هديل حاجبيها وعاتبته برقة حتى لا تراعي تعبه هتفتح في الكلام ده تاني قولتلك مش بسببك وبعدين حتى لو بسببك أنا راضية المهم أنك بقيت كويس.
ظهر الذنب بقوة على وجه إياد فنظرت له هديل پخوف من أن تكون أخطأت.
حينها تقدم حسام وقال بنبرة قوية حكيمة اسمعني يا إياد ساعات ربنا بيديك اختبارات أنت ممكن متكونش فاهم ليه أو إيه الحكمة منها بس بتعرف قدام أنه الاختبارات دي كانت علشان تبقى أقوى وتقدر تواجه الحياة بفكر وشخصية أحسن وأنضج وممكن متعرفش أبدا السبب لكن خليك واثق أنه خير ليك دي طريقة تفكير اتبنتها من فترة طويلة وصدقني ارتحت جدا.
ثم وضع يديها على كتف هديل ونظر لها بحب متابعا ودلوقتي بشوف نتيجتها.
عاد يحدق لإياد الذي هدأ روعه بعض الشيء وأردف يعده وبعدين متقلقش على هديل بعد كدة هي معايا دلوقتي.
رفعت هديل بصرها تشكره بعينيها بامتنان حين اطمئن إياد وهدأ وشرع يحدثها فيما أخبره به الطبيب وأن تلك العملية كافية وصحته باذن الله ستكون مستقرة من الآن فصاعدا.
بعد قليل أخبرته هديل أنها ستذهب الآن وستعود في وقت لاحق وقد اطمئن إياد وذلك بسبب وجود حسام الذي يحب أخته ولن يسئ معاملتها كزوجها السابق سلمت هديل على إخوتها ووالدتها لم يكن والدها موجودا ولم تهتم بمكانه.
صعدت مع حسام لشقته الذي قال بابتسامة وهو ممسك بيدها إحنا هنقعد هنا مؤقتا لحد ما ننقل في الشقة التانية أنا بجدد فيها شوية حاجات علشانك لو عايزة أي حاجة بلغيني بيها أو تقدري تروحي تتابعي بنفسك كل حاجة.
هزت رأسها بالنفي مبتسمة فهي تثق في ذوقه وذلك الأمر هو في آخر أولوياتها الآن.
حين دلفوا للشقة توترت هديل بشدة فهي للمرة الأولى لوحدها كليا مع حسام وهي لا تعلم ماذا يتوقع منها كما أنها لم تحدثه عن چروحها.
وقف أمامها فازدادت نبضات قلبها إلا أن كلماته التالية اراحتها بشدة حين تحدث بلطف لو عايزة تنامي نامي أنا هسيبك ترتاحي وهشتغل شوية أنا واخد النهاردة إجازة علشانك عندنا كلام كتير نقوله لبعض.
لم تدر بما يريد التحدث لكنها مرتاحة لتأجيل ذلك الحديث فهي متعبة وتريد النوم براحة على سرير حقيقي منذ أشهر طويلة.
تقدم لها حسام وقبل جبينها بعمق ثم ابتعد وقال بنبرة عاطفية دافئة وهو يمرر يده على خدها مش عايزك تفكري في حاجة خالص دلوقتي أنت دلوقتي معايا أنا وليا.
ابتسمت له هديل ولأول تبادر وتتقدم منه إن هذا العناق يبعث فيها للأمان والدفئ اللذان افتقدهما لسنوات حتى نسيت الإحساس بهما.
أرشدها لغرفته ثم تركها إلى راحتها بعد أن أخبرها أن ابتاع لها بعض الملابس نظرت هديل للغرفة باستكشاف فهي تشبه حسام بالفعل رغم تلك الواجهة الباردة التي يظهرها داخله دافئ وحنون للغاية.
بعد تلك الأشهر التي قضتها في السچن رغبت في الاستحمام بشكل حقيقي وبماء كافي دون استعجال وعلى راحتها
10  11 

انت في الصفحة 10 من 14 صفحات