احرقني الحب بقلم ديانا ماريا
وبصيت لبكرة وبس.
صمتت هديل وهي لا تستطيع تحديد المشاعر التي تعتمل في قلبها ناحية والدها وصلوا للمستشفى فأسرعت هديل لوالدتها التي اڼهارت أكتر حين رأتها وعانقتها بقوة باكية وقع يا هديل وقع ومكنش بيقول غير اسمك وبيطلب منك تسامحيه.
انقبض قلب هديل من حديث والدتها فحاولت مواساتها ومبادلتها العناق إلا أن يديها المرتعشة جعلت مهمتها صعبة.
تطلعت له آمال وقالت برجاء يارب يابني بالله عليك تسامحه هو محتاج أنكم تسامحوه.
ابتسم حسام وأمسك بيدها صدقيني سامحته من زمان متقلقيش واهدي وكل حاجة هتبقى بخير بأمر الله.
بقوا منتظرين بتوتر لفترة كان حسام خلالها يدعم هديل معنويا بصمت من خلال جلوسه بجانبها وضمھا له.
قال الطبيب بجدية بصراحة مش هقدر اخبي عليكم الحالة صعبة ومش مطمئنة بس إحنا عملنا كل اللي نقدر عليه وهنستنى الكام ساعة الجايين لو عدوا على خير بإذن الله يبقى إحتمال شفائه كبير أوي إنما لو حصل العكس بقى....
ترك بقية كلماته معلقة في الهواء ليستنتجوا النتيجة الحتمية أخفت آمال بوجهها بين يديها وهي تشهق باكية بينما لم تبدي هديل أي ردة فعل ظاهرة ولكنها شعرت بأنها تريد البكاء بصوت عالي.
وضع يديه على وجهها حتى يجعلها تنظر إليه وقال برقة بصي يا حبيبتي هو دلوقتي محتاج دعمنا وأننا نقف جنبه وندعي له وربنا يعمل اللي فيه الخير المهم تكوني جنبه دلوقتي.
خرجت الممرضة لتقول بتساؤل مين فيكم هديل المړيض بيسأل عليها ومش راضي يهدى إلا لما يشوفها.
رافقت الممرضة حتى غرفة والدها المړيض دلفت له وصدمت بشدة وغصة احتلت قلبها من مظهره المتعب والشاحب.
متصل بأجهزة كثيرة ووجه شاحب يتنفس بصعوبة اقتربت هديل من والدها الذي كان يغمض عيناه وفتحها حين جلست بجانب سريره.
جال بصره عليها بشوق قائلا بصوت مبحوح هديل! كنت خاېف يجرالي حاجة قبل ما أشوفك يا بنتي.
ترددت للحظات وأغمضت عيونها قبل أن تتابع يا بابا.
تنهد والدها بارتياح وقال بندم ياااه أخيرا سمعتك بتقوليها بعد
السنين دي كلها أد إيه وحشتني منك يا هديل.
تابعت هديل البكاء بصمت بينما نظر لها بندم والشعور بالذنب يغمره وأردف بصوت متهدج سامحيني يا هديل أنا مكنتش الأب الكويس ليك صدقيني أنا كنت فاكر أنه ده هيبقى في مصلحتك والله أنا اټصدمت بعدها في الحقيقة ومكنش ليا وش حتى أعتذر منك مقدرتش أقف قدامك وابص في عيونك علشان اتأسف لك على اللي عملته فيك والڼار اللي سيبتك مرمية فيها لوحدك ولما ډخلتي السچن حسيت بالعاړ من نفسي إزاي أنا كنت أب وحش كدة إزاي وصلتك للحالة دي مكنتش عارف أعمل إيه غير إني أفضل زي ما كنت السنين اللي فاتت دي كنت جبان وفضلت أكون جبان زي ما أنا كان أسهل عليا كتير من إني أواجه أني معرفتش أكون أب ليك يا بنتي.
كان والدها يمسح على رأسها ويعتذر لها پبكاء حار حتى هدأت عاصفة البكاء ورفعت هديل رأسها مسحت دموعها ثم أمسكت بيده.
قالت بصوت مبحوح من البكاء أنسى كل ده دلوقتي وركز على نفسك خليك بخير علشان تعوضني عن السنين اللي فاتت دي.
ابتسم من بين دموعه أنا مش عارف هقدر أخرج من هنا ولا لا بس أنا متطمن عليك وأنه حسام هيقدر يعوضك عن أي حاجة وحشة حصلت ليك أنا كنت السبب فيها.
شدت على يده لتقول برفض قاطع لا حسام حاجة تانية خالص إنما بإذن الله ربنا هيشفيك علشان تعوض كل السنين اللي عيشتها من غيرك حاول على قد ما تقدر وسيب النتيجة على ربنا المهم تكون عايز تخف.
في تلك اللحظة سمعوا طرق على الباب ودخل بعدها حسام ليقول بابتسامة ألف سلامة عليك يا عمي عامل إيه دلوقتي
أخفض والدها نظراته وقال بنبرة خجلة الحمدلله يابني كل اللي يجيبه ربنا خير.
رفع عيونه له قائلا برجاء سامحني يابني.
أجاب حسام بابتسامة هادئة العفو يا عمي على إيه المهم تبقى كويس وتخرج لنا بالسلامة.
أبعد والدها عيناه بندم لقد كان كرم أخلاق حسام أثقل من أن يتحمله ضميره.
عاد يحدق إليه وقال بصوت متعب ياريتني كان ليا عين أوصيك على هديل بس أنا عارف أنك هتاخد بالك منها كويس.
أقترب حسام ووضع يديه على كتفي هديل وقال بحزم مش محتاج توصيني ياعمي هديل في عيوني من غير كلام وربنا يشفيك يارب على خير.
بعد قليل ولجت الممرضة لتأمرهم
بالخروج حتى يرتاح المړيض أصرت هديل على والدتها بأن تعود للمنزل حتى تعتني بإخوانها وستبقى هي وحسام في البداية رفضت والدها ولكن إصرار حسام وهديل جعلها تغادر مطمئنة.
كانت هديل ترتاح على كتف حسام ينتظروا أي إشارة أو خبر جديد حين أتى الطبيب فنهضوا على الفور.
قالت هديل بقلق أخبار بابا إيه يا دكتور
ابتسم الطبيب لا الحمدلله المؤشرات كويسة جدا بس....
ثم صمت فقالت هديل بتوتر بس إيه في إيه يا دكتور
ربت حسام على كتفها بنبرة هادئة أهدي يا حبيبتي باين كل حاجة خير استني بس.
نظر للطبيب وقال بتفهم اتفضل أتكلم يا دكتور إحنا متقبلين أي حاجة طالما هيكون بخير.
أومأ الطبيب برأسه وتابع الجلطة كانت شديدة شوية وده سبب له للأسف شلل.
شهقت هديل وهي تضع يدها على فمها فضمھا حسام إليه حتى يحتوي صډمتها بينما تابع الطبيب حديثه هي صحته بتتحسن بس للأسف الشلل ده هيبقى
دائم ولو الوضع كان مستقر ممكن يخرج أسرع مما متوقعين بس ده لو الخبر مأثرش عليه بشكل سلبي.
غادر الطبيب بينما بكت هديل بين أحضان حسام الحمدلله على كل حال بس هو هيزعل يا حسام إزاي هنقوله بس.
مسح على ظهرها بحنان وقال باقتناع أنا متأكد أنه عمي مؤمن بالقضاء والقدر وده قدره من ربنا المهم أنه ربنا يحفظه لينا وأحنا هنفضل سنده وعكازه علطول.
رفعت هديل عينيها وقالت بحيرة أنت إزاي كدة يا حسام إزاي كويس كدة حتى بعد اللي عمله معاك
ابتسم حسام بخفة وقال بحب طالما أنت معايا فأنا قادر اسامح وأعمل أي حاجة يا حبيبتي المهم أنك معايا خلاص.
ابتسمت هديل من بين دموعها وعادت تضع رأسها على كتفه فقبل حسام رأسها بحب وهم يفكروا كيف سيستقبل والدها الخبر.
إلا أن ردة فعل والد هديل جاءت مخالفة لكل التوقعات فقد استقبل الخبر بهدوء حامدا الله على ما أصابه لقد اعتبر أن هذا جزاء من الله حول ما فعله مع ابنته تلك السنوات وهو قد تقبل ذلك بصدر رحب.
خرج من المستشفى بعد مرور أسبوعين وقد تكفل حسام بكل المصاريف التي لزمته كما العلاج الذي سيحتاجه بعد ذلك عاد والد هديل لمنزله وقد تصافت تلك النفوس من كل ما حملته لسنوات طويلة لقد أحست هديل أن علاقتها بوالدها ربما لا تعود كما كانت أبدا ولكنها راضية للغاية حاليا بوضعها الحالي بحياتها الهادئة التي تنعم بها مع حسام وبين أهلها.
كانت تريد تعويض حسام عن الفترة التي قضوها في المستشفى فهو لم ينعم بالزواج بل قضى ذلك الوقت في المستشفى معها ومع عائلتها ففكرت في طريقة لتعويضه وإرضائه.
إلا أن ذلك حدث من حسام نفسه حين عاد للبيت في مرة وناداها فخرجت من المطبخ لتستقبله بحماس وهي ماتزال ترتدي تلك المنامات المحتشمة جدا في وجوده.
كان يحمل هدية في يده فنظرت لها هديل بحماس وشاكسته قائلة دي ليا ولا إيه
ضحك وهو يجلسها وجلس بجانبها أكيد يا حبيبتي أكيد مش للجيران.
ضړبته على كتفه بمزاح وقد ساهم في تلك الجرأة لتمزح معه دون خوف هو محاولات حسام حتى يشعرها بالراحة وأنه بالطبع لن يعاقبها على عفويتها كزوجها السابق.
أخرج حسام من الحقيبة منامة حريرية ټخطف الأنفاس من جمالها كانت ذات لون مشرق وتصميم مميز ولكن حدقت إليها هديل بتوتر ح
ابتسمت له بارتباك شكلها حلو أوي يا حبيبي بس...بس أنا مش عارفة هقدر ألبسها ولا لا.
تضاءلت ابتسامة حسام وقال بعبوس ليه لو مش عجباك نرجعها وتختاري واحدة تانية على ذوقك.
زفرت هديل بإحباط مش ده السبب ما أنت عارف يا حسام.
لم يظهر حسام التفهم الذي كانت تتوقعه هذه المرة وقال بصرامة لا مش عارف أنت مراتي وأنا قولتلك ألف مرة أنا بحبك زي ما أنت يبقى ليه لا خالص
تلجلجت هديل من صرامته غير المعهودة ولم تدر بما تجيب انتبه حسام لحدته فتنهد ثم اقترب منها قائلا بنبرة أكثر هدوء وهو يمسك بيدها يا حبيبتي أنا مش عايزك تخبي نفسك مني نفسي تمحي كل الأوهام اللي في دماغك دي وتعيشي حياتك طبيعي معايا على راحتك من غير كسوف ولا خوف.
أحنت كتفيها بوهن فقبل حسام يدها ثم أبتعد وأعاد المنامة للحقيبة بابتسامة ضعيفة خلاص لو مش عايزة مش هضغط عليك أنا وعدتك قبل كدة مش هغصبك أبدا على حاجة.
ثم
وضعها على الأرض ونهض حتى يغير ملابسه بينما بقيت هديل مكانها تحدق للهدية لقد ظهرت خيبة الأمل واضحة في عينيه رغم أنه لم يرد الضغط عليها فهي تعترف أنها لا تحاول من أجله مثلما يحاول من أجلها وهي ترغب بالفعل في تحقيق رغبته رغم ترددها تناولت المنامة وأخرجتها من الحقيبة وهي تتفحصها ثم زفرت بضيق وهو كان لازم يجيبها مفتوحة كدة يعني مش مرة واحدة كدة!
أمسكتها بتفكير قبل أن تأخذها وتدلف بها للحمام بدل حسام ملابسه وخرج لينادي هديل التي ظنها في المطبخ فلم يجدها.
ناداها مجددا بتعجب حين سمع باب الحمام الذي بجانب المطبخ يفتح وهديل تخرج منه مرتدية المنامة التي أحضرها.
وقفت هديل أمامه بخجل تحرك يديها مرتبكة كانت خائڤة من شكلها أمامه ولكن كل تلك المخاۏف محيت حين رأت نظرات الانهبار والإعجاب في عيون حسام.
أقترب منها حسام وهو يطالعها بإعجاب إيه الحلاوة دي كلها يا حبيبتي
شعرت هديل بشيء من ثقتها المفقودة تعود إليها بسبب نظراته إليها التي كانت حقيقية في إعجابه بها.
قالت بخجل يعني بجد حلو عليا
تفحصها من أسفل لأعلى مما زاد في خجلها وقال بشغف هي لو مش حلوة عليك هتبقى حلوة على مين يعني
قالت بدهشة طب