رواية إبن البندر مكتملة بقلم المبدعة نانسي اشرف
مريبة نظرت نحو السلاح المصوب نحوها في توتر والجم لسانها
يا ستي انزلي الله يخربيتك هتودينا في الداهية
ھټموټني
لأ اه مش عارف مش عارف
اومال جاي تخطفني وانت مش عارف هتخطفني ليه
انزلي بس وهنتكلم في الحوار دا حاضر
نظرت نحوه في زهول
هتنزلي ولا
ھټموټني
لأ هطلب منك تاني
لا هتضحكي عليا وتصوتي
ما انا كان ممكن اصوت دلوقت بردو
اه صح طيب بصي انا انا هنزل السلاح وانتي
يلاهواااااي الحقونااااي امممممممممم
وضع يده على فمه
مش هتبطلوا خبث أبدا
مد يده وحملها بخفة بينما هي كانت تضربه على كتفه بضعف
نزلني
حاضر اخطفك بس و هنزل حالا
تصوتي ايه و دنيا مين انت مش شايفة الحته الي احنا فيها يا حجة صلي عالنبي
وضعها في السيارة ظلت تحاول فتحها بلا جدوي و تصرخ بلا هوادة ركب هو الي جوارها و تنهد
انت مش عارف انا بنت مين دا انا هوديك في ستين داهية
ما هو ابوكي هو الي حطنا في الي احنا فيه دا
ايه !!
يعني انت هتخطفي و هتكثل بچثتي وهتبيع اعضائي
يا ستي و حياة أمي ما هعمل كدا
اومال انت جاي تخطفني ليه
مش عارف
هو ايه الي مش عارف انت عبيط يعني بتحب ټخطف كل اول شهر
انا جعان تاكلي
صمتت تنظر نحوه بلا استيعاب
في هنا مطعم كويس بتحبي السوشي
اه
خلاص نجيب بروست
احنا رايحين على فين
على المطعم
دا مطعم
ايوه مصمط
دي ك ك
كوارع اه
انت مش قولت هناكل بروست
انت مش قولتي عاوزة سوشي
ودا ايه علاقته بالسوشي !
دي ارض محايدة لا هو بروست و لا هو سوشي
انا مبحبش الكوارع
انا بحبها
وانا مش واكلة
وانا الي خاطڤك
هقولهم مراتي و بتهزر و بعدين كل الي هنا صحابي اصلا محدش هيصدقك هه
انت ازاي بايخ كدا
انتي ازاي رغاية كدا
جلست متزمرة بينما هو كان يأكل بتلذذ انتظرته حتي انهى طعامه و قام من مكانه
نحلي بقا نحلي
وقام واحضر طبقان
رز بلبن
ابتسم بعفوية و طفولة واضحة
انت متخلف مش كدا واقع على دماغك و انت صغير
طب ما تفك ايدي و انا هاكل لوحدي
انا مضمنكيش من هنا لأول الشارع و بعدين يا ستي اعتبريها دلع حد يلاقي الدلع و ميدلعش
مش واكل
يا بنتي هتدوخي انتي مكالتيش حاجة من ساعة ما خطڤتك
قولتلك مش واكلة
تمام بشوقك
ووضع الطعام جواره
مالت برأسه على النافذة واغلقت عيناها مرت عدة ساعات وفتحت عيناها مرة أخرى
نظرت جوارها فوجدته لايزال يقود بانتباه
عيناه خضراوتان ووجه اغريقي وسيم
انتبه لها بعد لحظات
ها جوعتي
اشارت بنعم فابتسم واوقف السيارة الټفت للخلف يحضر الطعام
وضعه أمامها
بروست جبته امتا
صعبتي عليا قولت اجبهولك
وابتسم بلطف مرة أخرى
كليه عشان اكلك الرز بلبن
فكني !
لأ
اومال هتأكلني انت
اه
انت عبيط
اه
تمام
ابتسم وهو يطعمها وهو ينظر نحوها بانتصار
رن الهاتف جواره فانتبه
ها !
تمام هي معايا اهي
طب متخليهاش تشك في حاجة
آمين
رفعت عيناها نحوه وهو لايزال يطعمها
انت اسمك ايه
عمر
اسم مش لايق عالموقف
فعلا !
جدا
أومأ برأسه ولم يتكلم
بينما في المكان الأخر كان قاسم يقف في منتصف الغرفة ينتظر الإشارة المناسبة ليعلن عن بداية خطته
يتبع
الفصل الثالث
بسسسسست
رفعت عيناها نحوه بلا اهتمام
هتفضلي تقري
وأنت مالك
جلس جوارها واضعا الحقيبة الي جواره
بتقري ايه
انت عبيط يا ابني ! مش أنت الي شاريلي الرواية
اه بس انا مهتمتش اقرا العنوان
تمركزت عيناها للحظات داخل عينه رفعت حاجبها بلا استيعاب
عايز تقولي انك اشتريتها كدا
فضلتي ټعيطي زي العيال الصغيرة وقولت اجبهالك و خلاص بس شكلها حلوة مدام مسبتيهاش من امبارح كدا
لا وانت الصادق مش عايزة اقعد معاك
ابتسم ببرائة
مش عايزة تكلي
انت الي مغطيك دا جلد زينها و لا كوتش عربيات
اسمعي يا نهلة انا وانتي اتفرض علينا وضع خلينا نستحمله لحد ما نخلص و أوعدك مش هتشوفي وشي
ووضع الطعام أمامها ووقف مبتعدا عنها وقف في الشرفة بينما هي اغلقت الرواية في يدها و قربت الطعام باتجاهها
كانت على وشك ان تضع الطعام في فمها وجدت عيناها تتعلقان بطيفه البعيد
نظرت نحوه للحظة و اللحظة باتت دقيقة و أخرى ابتلعت ريقها ووقفت بدورها و اقتربت من الشرفة
كان مغلقا عيناه تفوح حوله دخان تبغه خصلاته الناعمة المقاربة لخصلات قاسم كانت تتهادى في حركتها مع النسيم الذي كان يلفحهما تقدمت ببطئ ووقفت على الاعتاب تنظر اليه بتردد
مش هتاكل
والټفت
ھموت من الجوع
اقتربت خطوة في تردد فنظر نحوها بحزن مخفي
مټخافيش انا مش بعض !
انا مش خاېفة منك انا بخاف من
وتوترت الخطوة الثانية نحوه اهتزت قدمها وكادت ان تسقط فأسندها
پتخافي من المرتفعات
فوبيا
نظر نحو الشرفة سور الشرفة كله من الزجاج يكشف بوضوح الصورة كاملة وكأنهما بالفعل معلقان في الهواء حملها للمرة الثانية و ابتسم بمكر
انا شكلي مكتوب عليا أشيلك في الرايحة والجاية
ابتسمت رغما عنها وهي تشيح ببصرها بعيدا عنه
وضعها على الأريكة امام الطعام
اقعد كل
اما تخلصي
ليه اداب الاختطاف
لا آداب قسم إعلام
دا مين
أنا
ابتسمت مرة أخرى
أنا هندسة كهربا
غريبة
ايه الغريب
هندسة مبتحبش بنات حلوة كدا
هندسة أصل البنات الحلوة
و ابتسمت بمكر
وبعدين سبنالكوا الحلاوة بتوع آداب بيبقوا حلوين برضو
دا غزل دا
وابتسمت بفخر
بتشتغل باداب بتاعتك
تؤ تؤ انا بابا راجل اعمال كبير و مشغلني معاه في الشركة ومتقوليش بتاع بابي و مامي لانه بيخلص حق الدروس الي ادهالي طول عمري في الشغل دا
اومأت برأسها
أنا بابا موافقش اني اشتغل بكليتي
نظر نحوها باهتمام
كان عايز اللقب بس
و هتعملي بيه ايه
مش انا الي هعمل هو الي هيستفاد ابو البشمهندسة راح ابو البشمهندسة جه
طب و البشمهندسة !
مخطۏفة
ابتلع الطعام وهو يعطي لنفسه فرصة للرد و لكنها سبقته
مش ناوي تقولي مين الي وزك عشان تخطفني
مش هينفع اقولك حاجة انا
حط كاتشب بيبقى طعمه أحلى
و قامت من مكانها و اتجهت نحو الحمام
نهلة !
التفتت نحوه
انت بتحبيه
هو مين
أبوكي
في حد مبيحبش أبوه !
مهما كان
التفتت اليه بكامل جسدها فوقف امامها مباشرة
يعني مهما يعمل !
مهما يعمل
نهلة أبوكي يبقى أ
ورن الهاتف في لحظة جرى نحوه و ابتعد عنها
ايوه يا قاسم انت كويس
نهلة معاك
ايوه
كويسة
ايوه
اكلتها
اه يا قاسم اه انت عامل ايه اجيلك دلوقت
تجيلي فين و نهلة هتسيبها لوحدها ! اسمع خلي بالك منها نهلة اختي اختي يا عمر
متقلقش
انت في اوضة وهي في اوضة نهلة مش من نسوانك
ايييييييه أنا بقيت جود بوي
اه بأمارة شوق
يا عم وانت قلبك أسود
قصره نهلة لأ
حاضر هحاول
ايه !
بقول في عنيا في عنيا
اغلق الخط و الټفت نحوها وهي جالسة في هدوء تقرأ بصمت يعطي لها لذة خاص استند الي السور وهو يتأملها في سكون
يا رب احميني من نفسي انا عندي استعداد رهيب اني أقع
وجد ملامحها باسمة نحو الرواية تخيلها تقرأ شئ عاطفي وتأثرت بلطف يليق بها
دا ان مكنتش اوريدي وقعت !
أنت بتساومني على بنتي !
اه
نظر نحوه في تبجح وتقدم اليه
بنتك معايا يا سليمان بيه يا ترجع حقي و تعترف و تسلم نفسك يا اما
ھتقتلها
تؤ هقولها على كل حاجة عملتها
و خطوة اخرى ليصبح مقابلا له مباشرة
وساعتها ابقي اعرف ارسم صورة الاب الجميل الطيوب عليها من تاني
انت بتتحداني !!
اداره و أمسكه من رقبته
انا عندي استعداد اډفنك مكانك و لا هيمني من دمي و لا من ډم أبويا !
اقټلني بس ابقي شق الأرض ودور فيها عشان تلاقي بنتك
تراجع خطوتان للوراء وهو ينظر في الفراغ
هي فين
وضع يده على عنقه وهوينظر نحوه بتشفي
معايا اطمن المهم بقا اطمن انا على الي معاك
عايز ايه
حقي
الي هو
جلس على المقعد امامه
حقي في الأراضي الفدادين الكتيرة الي انت بالعها حق الناس الغلابة الي انت ظالمهم من ساعة ما بابا ماټ حقي في الدوار و الفلوس الي مرصوصة في البنك
واقترب بجذعه ناحيته
و الأهم حقي في العمودية
حقك في العمودية !!!!
وتعالت ضحكاته الساخرة
عمودية ايه يا ابن البندر هو انت تعرف ايه عن البلد واهالية و مطلباتها و
دا على اساس انك الفاروق عمر في عدله ! يا سليمان بيه دا انت لو تطول تبلع الناس ذات نفسهم هتعملها
نص الأرض
كلها و انت عارف اني مستبيع
بټخطف بنت عمك و بتساوم عمك بيها يا بشمهندس !
طب ما انت زورت امضة أخوك ونهبت حقه و حق ابنه و لا الحلال عليك حرام لغيرك !
رجع بظهره للخلف واستند و عيناه تثقبانه بتمعن
اوماله حق يرجعلك
وبنتك في الحفظ و الصون لحد ما ترجع
اخرج دفتر من مكتبه و احضر قلما
دا شيك ب
لا لا انا مينفعنيش جو الشيكات دا خالص مش بتاعي نهائي
وانا اعملك ايه مفيش كاشات دلوقت !
خلاص يا عمي انا مش مستعجل خالص يا خبر !
وجلس واضعا ساقا فوق الأخرى
انا قاعد و مرتاح انا بردو هبقى العمدة الجديد و خلقي لازم يبقى واسع و لا ايه
وابتسم
يعني بنتي مش هشوفها لحد ما
ما الكاشات تبقي في اديا و مش كدا و بس العقود بتاعت الاراضي وملكية الدوار و كل حاجة تبقي عالمكشوف
دا انت طلعت ماية من تحت تبن
من عاشر القوم
اوماله يا بشمهندس اوماله
وقف متأهبا واضعا كفه في جيب بنطاله
طبعا هعطلك على الي كنت ناوي تعمله انهردا بس معلش متعوضة
نظر نحوه في زهول
قصدك ايه
القهوة القهوة يا سليمان بيه مالك
رفع حاجبه في