قصه مشوقه بقلم دعاء عبد الرحمن
ستقفز من عينيها وقالت بأنفاس متقطعه
معلش يا ماما هعمل غيرها حالا أخذت عبير براد المياه من يدها وقالت بشفقه
أستنى يا عزة انا هعمل الشاى
جاهدت عزة لترسم ابتسامه مصطنعه وهى تقول
أنا نسيت اصلى العصر هروح اصلى واى بسرعه
توجت الى الحمام دخلت بسرعه وأغلقت الباب خلفها توضأت فأختلطت الدموع بماء الوضوء خرجت وتوجهت لغرفتها وبدأت فى الصلاةوقفت وركعت وسجدت بغير هدى لم تنتظرها العبرات للسماح لها بالقفز على وجنتيها بل أنسابت بأنهمار وبهدوء لا يشعر بها أحد ولا يستطيع ان توقفها اى كلمات عزاء او مواساة
توجه فارس اليها مسرعها ووقال بلهفه
ربنا يخليكى ليا يا ست الكل
أبعدها عنه برفق وهو يقول ببهجه
الواد عمرو جه ولا لسه
أنتبهت فجأه وكأنها قد نسيته فى خضم مشاعرها المختلطه والمتلاطمه وقالت
خرج فارس ليجد عمرو جالسا امام التلفاز يقلب قنواته واضعا ساقا فوق الاخرى فهتف به وهو يضربه على كتفه
ايه يابنى
انت قاعد على القهوة يلا أتأخرناقاطعته والدته وهى تقول
هنروح احنا التلاته بس يا فارس
الټفت لها قائلا
يا ماما دى خطوبه على الضيق كده يدوب اهلى واهلها بس مفيش حديلا بينا يا جماعه هنتأخر كده
مستعجل اوى على ايه بكره ټندم يا جميل
ضربه فارس على كتفه وقال
طب بكره نتفرج عليك يوم خطوبتك يا أمور
ثم تابع بمكر
اه صحيح ساعتها مش هتبقى مستعجل ده البيت لزق فى البيت
ضحكت أم فارس بينما لكزة عمرو فى يده وهو يقول
خفيف اوى ياخويا
وما أن فتح الباب وكأنه قد فتح شلال ضړب وجوههم فجأه أندفعت مهره تجاههم تدفعهم تاره وتختبأ خلف فارس تارة أخرى وتتعلق بقدمه حتى كاد ان يسقط وهى تصيح ماليش دعوه هاجى معاكوا الفرح ووالدتها تجرى خلفها
يابت تعالى هنا بقولك والله هتضربى يا مهره لو ابوكى عرف بعمايلك دى هكسر عضمك
وضع فارس يديه بين مهره والدتها وهو يقول
فى ايه بس ايه الحكايه
قالت الام بأحراج شديد
والله أسفين يا أستاذ فارس البت دى مش عارفه مالها كده مجننانى من يومها معلش متزعلش انا هقول لابوها ماشى يا مهره والله لقوله على اللى بتعمليه ده
صړخت مهره من خلف فارس
انا معملتش حاجه انا عاوزه اروح الفرح بس
تدخلت والدة فارس قائله بحنان
خلاص علشان خاطرى يا ام يحيى متضربيهاش أقولك خليها تيجى معانا مفيهاش حاجه
أم يحيى
ازاى بس يا ست أم فارس هو أنتوا خلفتوها ونسيتوها
قاطعتها فارس بعتاب
لاء كده أزعل منك أوى يا أم يحيى أنتى عارفه ان مهره أختى الصغيرة طب ايه رايك بقى هاخدها معايا
أم يحيى
مينفعش يا استاذ فارس مش شايف منظرها
ألتفت عمرو وفارس ووالدته
ليروها بوضوح لاول مره منذ دخولها عليهم كالعاصفه
وقفت تضع يديها فى خصرها وتقول بحنق
بتضحكوا على ايه
قال عمرو وهو مازال يضحك
ايه اللى انتى حاطاه على بؤك ده
ده روش أنت متعرفش المكياش ولا ايه
ضحك الجميع وهم ينظرون الى بعضهم البعض وقال فارس لعمرو
كسفتنا يا جاهل فى حد ميعرفش المكياش
هجمت والدتها عليها وأخذت بشعرها وجذبته منه وهى تقول
والله ما هسيبك يا مهره لازم تضربى النهارده
أبعدتها أم فارس عنها وخلصت شعر مهره من بين يدى والدتها وقالت بحسم والله لتسبيها انا حلفت باللهوايه رايك بقى هتيجى معانايالا خديها ولبسيها حاجه كويسه وسرحيلها شعرها
هتفت مهره بسعاده وهى تحتضن أرجل أم فارس حاولت والدتها الاعتراض ولكن أم فارس حسمت الامر وأغلظت الايمان عليها فأضطرت بالقبول
خرجت أم يحيى بصحبة مهره لتبدل لها ملابسها
نظرعمرو الى فارس مداعبا وقال
كنت مستعجل أديك هتقعدلك نص ساعه على الاقل ثم اردف قائلا بقولك ايه احنا ممكن نهرب من مهره ولا دى محدش بيعرف يروح منها فين
ضحكت أم فارس وقالت
طب والله البنت دى زى العسل محدش يعرفها أدى انا هدخل اعملكوا شاى لحد ما تنزل ان شاء الله مش هتتأخر
جلس فارس أمام التلفاز وهو يقول
وأدى قاعده منك لله يا مهره هتبقى السبب فى طلاقى فى يوم من الايام
ضحك عمرو وهو يقلب قنوات التلفاز فقال له فارس هامسا
مش ناوى بقى تتقدم انت كمان ولا ايه يا عم المهندس أنت
جلس عمرو وظهرت علامات الشرود على وجهه قائلا
مش عارف يا فارس والله
فارس
ليه يا عمرو
ثم اشار له قائلا
أوعى تقولى انى فهمت غلط
أشاح عمرو بوجهه وقال
لا مش غلط بس اولا لسه فاضلى سنه فى الكليه ثانيا مش متأكد منها خاېف ترفضنى
ربت فارس على كتفه وقال بابتسامه
خلاص كلها سنه وتتخرج وهتبقى مهندس قد الدنيا وبعدين احنا جيران ومحدش يعرف عنك غير كل طيب هترفضك ليه بقى
زفر عمرو بضيق وهو يقول
مش عارف يا فارس قلقان بس مش أكتر
هتف فارس مداعبا
اسكت يابنى انت انت ايه عاوز تسيحلى وخلاص
خرجت أم فارس من المطبخ تحمل أكواب الشاى فتصنع عمرو انه يهندم ملابس فارس قائلا
لالا مظبوط متقلقش
بعد نصف ساعه كانت مهره تطرق باب الشقه بقوة وأزعاج أنتفض فارس ليفتح الباب وهو يقول
ايه يا بنتى ده ده انتى خبطتك ولا خبطت المخبر
نظرت أم فارس لها بأعجاب وهى تقول
ماشاء الله ايه الفستان الحلو ده وايه الشعر الحلو ده
دارت مهره حول نفسها بأعجاب ليدور معها ذيل
فستانها الوردى الرقيق وهى تقول
ده فستان العيد يا طنط واشارت الى حذائها بشغف وهى تقول ودى جزمة العيد
قاطعها عمرو مداعبا
وطبعا ده شعر العيد مش كده
ضحك فارس ووالدته التى قالت
أخيرا شفتك مسرحه شعرك يا مهره
هتفت مهره بصياح
يلا بينا بقى أتأخرنا على الفرح
ثنى فارس ركبتيه بمرح وهو يمد يده اليها قائلا بصوت طفولى
يلا بينا يا عروستى
ضحكت بسعاده وهى تضع يدها فى يده بيد وتمسك بطرف فستانها باليد الاخرى وتقول
يلا يا عريسى
بالفعل كانت حفلة الخطبة صغيرة وبسيطه وكأنها مقابله عادية باستثناء الاغانى والموسيقى المرتفعه فى البيت وبعض باقات الورود فى أركان المنزل ودنيا بفستانها الذهبى وزينتها الكامله مما جعل فارس يشعر بالحرج بسبب وجود عمرو ورؤيته لها بهذا الشكلكان فارس يجلس فى المنتصف بين والد دنيا ومهره وكان يلتفت الى والد دنيا ويتحدث معه بأهتمام بينما نهضت دنيا وجلست بجوار مهره وقالت بابتسامه صفراء قومى يا حبيبتى اقعدى جنب ماما
رفعت مهره راسها ونظرت لدنيا وهزت راسها نفيا ولم ترد حاولت دنيا كتم غيظها وهى تعيد أمرها مره أخرى بقولك قومى يا شاطره اقعدى فى اى حته تانيه
هذه المره لم تنظر لها مهره من الاصل وقالت ببرود
مسميش شاطره ومش قايمه
شعرت دنيا بالډماء تغلى فى راسها وصاحت بعصبيه
بقولك قومى
ألتفت فارس على صوت دنيا وقال بتساؤل
فى ايه يا دنيا
قالت بعصبيه البنت دى بتعند معايا ومبتسمعش الكلام انا كنت فاكراها مؤدبه زى ما كنت بتقول عنها
صاحت مهره بصوت يشبه البكاء
انا مؤدبه والشتيمه حرام واللى بيشتم الكلمه بتلف تلف وترجعله
والتفتت ل فارس وهتفت به
مش انت قولتلى كده يا فارس
لف فارس ذراعه حول كتف مهره وهو يقول
ايوا يا حبيبتى صح بس وطى صوتك شويه ممكن
صاحت دنيا
أنت بتنصرها عليا يا فارس وكمان بتستأذنها
نظرت أم دنيا لمهره پحده وقالت پغضب
أسمعى الكلام يا بنت
فركت مهره عينيها وهى تصيح
كده حرام ماما قالتلى عيب نشخط فى الضيوف
نهضت أم فارس وأخذت بيد مهره وهى تقول لدنيا
تعالى يا مهره اقعدى جنبى يا حبيبتى
تشبثت مهره بذراع فارس وقالت پبكاء
عاوزه
اقعد جنب فارس
نهض والد دنيا ليحل المشكلة ويفض الڼزاع وأخذ بيد ابنته قائلا تعالى اقعدى مكانى يا دنيا تعالى
جلست دنيا بجوار فارس على الجهة الاخرى وهى ترمق مهره بنظارت ناريه
نهض
عمرو وجلس بجوار مهره وأنحنى على اذنها قائلا
تيجى نتفرج من البلكونه شويه
حركت كتفيها برفض وهى تمد شفتاها پغضب وهى تتشبث بذراع فارس أكثر ظلت على هذا الوضع فترة من الوقت ومن الحين
للآخر يربط فارس على شعرها أو يدها ليبعث الطمأنينه فى نفسهاحتى وضعت راسها على ذراعه المتشبثة بها وأغمضت عينيها نامت ببراءة مما جعل دنيا تستشيط ڠضبا من الصغيره وشعرت انها أنتصرت عليها
أقبلت هيام صديقة دنيا وجلست بجوار عمرو بخجل وبحثت عن كلمات تستطيع بها ان تتحدث اليه وتجذب أنتباهه ولم تجد افضل من مهره للحديث عنها فقالت
هى البنوته دى أختك ولا اخت فارس
ألتفت عمرو اليها وقد تفاجأ بحديثها اليه وقال بابتسامه صغيره
لا دى جارتنا بس متعلقه بينا اوى يعنى زى اختنا الصغيره كده
أومأت برأسها باهتمام وأسترسلت فى الحديث قائله
واضح أنكم أصحاب اوى انت وفارس
قال باقتضاب محاولا أنهاء الحديث
اه فعلا
صمتت لبرهه ثم قالت
غريبه
شعر بالفضول والټفت اليها مرة اخرى قائلا
هو ايه اللى غريب
ابتسمت وقد لفتت انتباهه مرة أخرى وقالت
قصى يعنى غريبه انكوا اصحاب وجيران وانت تدخل هندسه وهو يدخل حقوق
أبتسم قائلا
اه بس مفيهاش حاجه غريبه يعنى كل واحد ليه اهتمامات غير التانى عادى
قالت بتلقائيه
معاك حق ماهو انا ودنيا اصحاب ورغم كده هى دخلت حقوق وانا دخلت أداب
بس هى بقى لقت نصها التانى لكن انا لسه
ابتسم بمجامله ولم يرد وكان قد استشعر سخافة الحوار فوجدها تقول متسائله
أومال مجبتش خطيبتك معاك ليه
ابتسم ساخرا فى نفسه فالعبارة مباشرة جدا بعكس ما كنت تتصور هى وقال
لا انا مش خاطب
ثم أستدرك قائلا
انا لسه