الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية سراج الثريا للكاتبة سعاد رواية سراج الثريا للكاتبة سعاد

انت في الصفحة 2 من 86 صفحات

موقع أيام نيوز


يطول بعمرك يا بت ويفرح جلبك 
نظرت ثريا الى يد سعديه التى تربت بها على فخذها شعرت بآلم كآنها للتو إحترقتتنهدت بحسرة وتهكمت قائله
هعمل أيه بالعمر الطويل يا خالتي بخت وعرفاه طول عمري بيني وبين السعادة صخره سد 
نظرت لها برآفه قائله بتمني 
يا عالم يا بت يمكن ربنا لساه شايل ليك الخير 
أومأت برأسها قائله برضا 

الحمدلله 
شعرت سعدية ببؤس وعاودت تحريض ثريا قائله 
الحمد لله بس يا بتي العمر بيچري لازم تفكري ب 
قاطعتها ثريا بدمعة تترغرغ بعينيها كآنها حبيسة تأبي النزول من بين أهدابها قائلة بلوعة قلب فقد مذاق الحياة 
عمر إيه اللى هدور عليه يا خالتي كمان مين اللى هيقبل يعيش مع ست جسم عالفاضي حتي ده كمان يمكن ميعجبوش أنا ها عايشه إكده بكرامتي جربت بختي وإنتهي إكدة 
هطلت دمعة عين سعدية آلما على رد ثريا اليأس تنهدت بحسرة قائله 
كان جوازة الشوم جولت ل نجيه أختي بلاه غيث ده معندوش نخوة بس خالك مصطفى هو اللى كبره فى دماغها 
تنهدت ثريا بآلم قائله 
بلاش ترمي اللوم على أمي يا خالتي ده كان قدري المكتوب وعلى رأي المثل
المكتوب مفيش منه مهروب 
مساءا
مركز شباب البلدة 
كانت أصوات أنثوية حماسية 
تنطق بكلمات خاصة برياضة الكارتية 
تقوم بتدريب بعض الأطفال من الجنسين الى توقفت تلهث وهي تنظر لهم بمرح قائلة بحماس 
عاش يا وحوش كده خلصنا نص تمرين النهاردة يلا قدامك عشر دقايق راحة ونرجع نكمل النص التاني عندنا بطولات القطاعات قريب عاوزاكم وحوش 
تبسم لها الأطفال بينما آتى مدير مركز الشباب وتبسم لها قائلا 
مساء الخير يا كابتن إيمان 
تبسمت له قائلة
مساء الخير حضرتكغريبه إنك لسه موجود لحد دلوك فى النادي الساعه قربت على سبعهأنا قدامي ساعة كده هخلص بقية التمرين وإطمن هقفل باب النادي 
تبسم قائلا 
إنت عارفة أوامر الحكومة وإدارة النادي دي مسئوليتي كمان كنت چاي أجولك إن الحكومة عينت موظف چديد وهيچي بكرة إهنه يستلم شغله مدرب كارتية بالتوكيد ده متمرس وهيزود كفاءة مركز الشبابوكمان هيخفف عنيك التعب فى تدريب الأشبال عشان تنتبهي لدراستك الدراسة قربت دي آخر سنة ليك إنت كنت بتشتغلي إهنه تطوع منيك 
نظرت له بإحتقان تعلم أنه هو من طلب ذاك المدرب ليس لزيادة كفاءة مستوي أشبال مركز الشباب كما أنه يقصد أن يخفف من ممارستها لتلك الرياضة العڼيفة إمتثالا لآمر من والدها 
عمران العوامري
فهي الضلع النسائي الوحيد له وسط ثلاث شباب نصف أشقاء لها 
تنهدت تقول بإيحاء مباشر
أكيد طبعا المدرب الجديد هيكون متمرسأهو أستفاد انا كمان من خبرته وتزيد كفاءتي وأركز فى سنة التخرج عشان من طموحاتي يكون ليا إسم كبير بين مدربين الكارتية فى مصر متنساش إنى بطلة جمهورية والعالمية مش بعيدة عني 
ليلا
بمنزل قاسم العوامري 
بإحد الغرف 
شعرت بالانهاك من كثرة الرقص تمايلت بغنج والقت بجسدها على ساق ذلك الجالس تلمع عيناه بإستمتاع وبسمة كفيلة ببث الروح بقلبها لكن سرعان ما تبسمت بتوق وهي تراه يعود لها مرة أخري يطفي لهيب شوقها له بتفضل منه لا مشاعرمشاعره
هنالك أخري يشتاقهايعلم بيقين أن لديها مقت بل كره واضح وصريح ل عائلة العوامري لن ترضي بأحد أفرادها مرة أخريلعڼته هي إنه قابيل قاسم العوامري 
بعد منتصف الليل 
فجأة دون سابق إنذار تبدل الطقس الحار الى ثائر هدأ قليلا من الحرارة لكن مصحوب ذلك بعاصفة ممطرة بل غزيرة المطر 
ترتعدت السماء بسرج قوي مثل عاصفة شتاء وهطلت أمطار غزيرة 
بمنزل ثريا 
إستيقظت بفزع حين إنفتح شباك غرفتها التى لم يكن محكم إغلاقه على غفلة نهضت من فوق الفراش توجهت نحو الشباك وقفت تنظر نحو السماء التى تسرج برعد كذالك هطول الأمطارتطايرت خصلات شعرها بسبب تلك الرياح التى مازالت ساخنة بعض الشئ قائلة 
سبحان الله! 
الطقس طول اليوم حار ڼار ودلوك كمان شبه حار والسما بتسرج وترعد وكمان بتمطر سيول مش مطر 
وقفت قليلا تنظر الى ثورة الطبيعة القاسېة هذا مثل قدرها الثائر دائما عكس ما تبغي 
فجرا 
نظرت نحو باب غرفتها الذي إنفتح وطلت من خلفه والدتها لم تستغرب حين وجدتها مستيقظه بهذا الوقتتبسمت لها بحنان تشعر بغصة قلب قائلة
صباح الخيرإنت منمتيش ولا إيه 
أجابتها ببسمة ودودة
حد يعرف ينام وهو بيسمع الأصوات المفزعة ديالجو فى لحظة قلبمطر ورعد والسما بتسرج فى شهر أغسطسسبحان الله 
تبسمت والدتها قائلة
سبحان الله بيبدل حال ل حال فى ثانية ربنا يبدل حالك الضهر روحتى إتعديتي عند خالتك 
فهمت ثريا تلميح والدتها وقطعت الطريق قبل حديثها التى تعلمه قائلة 
خالتي فتانه بسرعه قالتلك أنا إستقربتها روحت إتغديت عندهاورجعت الأرض أكمل تنفية الدنيبة من الرز بقولك إيه يا أمى زمان السطح عايم ماية من الشتا أنا هطلع ازيح المايه لا السطح ينشع فى عشش الفراخ 
غادرت مسرعة او بالأصح هربت لا تود جدال بشآن آمر منتهي لديها 
ب محطة قطار أسيوط
مع الغسق الأول إقترب شروق الشمس التى ستبدد ظلام عاصفة ليلة أمس لكن مازال هطول الامطار بغزارةهنا يتوقف القطار لوقت كي يبدل مساره قبل أن يستكمل الطريق مره أخري 
جذب تلك الحقيبه الصغيره ورفقها على أحد كتفيه وترجل من القطار قابلته الأمطار الغزيره بالترحاب بالعائد الى منشأه القديم لم يحاول الإنزواء والإحتماء من تلك الامطار أسفل تلك المظلات كبقية السائرون ظل يسير تتدفق الأمطار على صفحة وجهه الى أن أشار الى إحدى سيارات الأجرة الذى توقف له صعد إليه وأملى السائق عنوان تلك القريه بعد وقت وصل الى مشارف تلك البلده توقف سائق السيارة قائلا 
معليشي مش هعرف أدخل بالتاكسي للبلد الطريق ترابي وإنت شايف المطر والتاكسى سهل يتغرس فى الطين 
أومأ له متفهما يقول 
تمام قولى عاوز أجره كام 
أجابه السائق بالمبلغ الذى أخرج ضعفه من جيبه وأعطاه له قبل أن يعترض السائق قال له 
طريقك أخضر 
تبسم له السائق بإمتنان وغادر بعد أن ترجل من السيارة الذى عادت تستقبله أمطار أشد غزارة رغم أن الطقس رطبا يميل الى الحرارة لكن طبيعة المكان تطفو عليه تقدم سيرا نحو البلده التى مر عقدا من الزمن لم تطأ قدميه أرضها تبدلت كثيرا كان هنا طريق ترابي يفصل بين مجريان للمياه وخلفهما كانت أراضي زراعيه إختفى أحد المجريان وتلك الأرض التى كانت خلفه أصبحت منازل كل شى يتغير والتمدن أصبح آفه بكل مكان 
بعد قليل أثناء سيره أسفل زخات المطر مر من أمام مقاپر البلدة خفق قلبه بآسي وتذكر او بالأصح رغم مرور سنوات البعاد لكن يتذكر مكان قبر والدته هنا بين المقاپر 
بعد لحظات عاد يسير مرة أخرى لكن 
فجأة مثلما كانت السماء تسرج وتمطر بغزارة هدأت لزخات كثيفة تشبة قطرات ندى صباح شتوي غائم كآن السماء كانت طفلا يبكى والشمس كانت والداته حين بدأت تشرق هدأ بكاؤه أو ربما سماء
أسيوط كانت ترحببالنسر العائد الذى يغدوا سراج بين سمائها وثراها 
يتبع 

سراج الثريا
السرج الثاني حورية شيطانية 
سعادمحمدسلامه
مع شروق الشمس مازالت تلك الزخات مستمرة أثناء سير سراج داعب شعاع للشمس عيناه رفع بصره لأعلى ينظر نحو قرص الشمس لكن وقع بصره على شئ آخر توقف للحظات يتأمل ذلك المنظر 
ل فتاة تقف فوق سطح أحد المنازل القريبة كان الهواء الخفيف يداعب خصلات شعرها التى تحكمها بوشاح صغير بالكاد يغطي مقدمة رأسها يخفي القليل من خصلاتهاكآنها حورية يتغزل بها شعاع إشراق الشمس لوهله شعر بغيرة كيف لها أن تقف هكذا تجولت عيناه على الأسطح القريبه كانت خالية رغم أنها شبه نحيفة منظرها هكذا يشبة الحوريات الملائكية بزيها ذو اللون البنفسجي سار دون دراية منه نحو ذاك المنزل لكن للحظة توقف حين إختفت من أمامه نظر بتمعن بالتأكيد لم يكن يتوهم بتلك الحورية ظل لثواني قبل أن ينفض رأسه يشعر كآنه كان مثل المسحور وفاق من ذلك يلوم ذاته لأول مرة يشعر بذلك فسر عقله ربما هذا بسبب تلك السنوات العشر الأخيرة الذى قضاها بعيدا لم تطأ قدميه البلدة توهم بشئ أبعد ما يفكر عقله به حتى لا يفكر برد فعل والده وأخواته حين يرونه أمامهم ويخبرهم أنه ترك العمل بالجيش وسيمكث معهم يعود لمعقله لكن يتوقع إنبساط والده بذلك القرار هو لم يكن راغبا فى البدايه بآن يلتحق بالاكاديمية الحړبية كان يوده أن يرث عمل اسلافه السابقين سواء بتربية الخيول أو مصانع الكتان الخاصة بهم 
سار الى أن دخل الى إحد الشوارع الشبة ضيقة كانت الارض ضحلة بسبب الامطار وطبيعة أرضية تلك الشوارع الترابية تجنب كى يتفادي إحد النقرات الضحلةلكن أثناء ذلك تفاجئ بسطل من المياة ينسكب عليه أغرقه تقريباتوقف لوهله أغمض عينيه بغيظ ثم فتحها ونظر أمامه الى تلك التي سكبت ذلك الدلو عليه ولم تهتم وعادت بظهرها تدلف الى داخل المنزل لحظات وعادت بدلو آخر وكادت تقذفه كما فعلت سابقا لكن توقفت حين قال پحده وإستهجان
حاسبي ولا إنت مش شايفة قدامك العما صابك 
توقفت ونظرت نحوه حقا لم تكن تنتبة له فى المرة السابقة والآن لولا حديثه لما إنتبهت بسبب إنشغالها بنشل تلك المياة المتراكمه ببهو منزلها تلقيها بالشارع كي تتسرب نحو إحد بلاعات الصرف الكبيرة بالشارع لوهله أخفت بسمتها بصعوبه حين نظرت الى ثيابه المبتلة حتي وجهه عليه أثار المياة وشعر رأسه كذالك لكن بسبب بقية حديثه شعرت بالضجر منه قائله 
لاء الحمد لله بشوف بس إنت اللى ماشي تتسحب من تحت البيوت زي الحرامية قدامك الطريق واسع ليه تتلزق جنب الحيطان 
نظر لها نظرة ڠضب وكاد يتحدث بفظاظهبنفس الوقت سمع صوت من داخل منزلها يقول
يا ثريا واجفه تتحدتي ويا مين مش وجته خلينا نخلص الماية هتدخل الدار 
حادت بنظرها عنه وذهبت بالدلو نحو مكان آخر آلقت ما به وعادت الى داخل منزلها بلا إهتمام به لكن قبلها رمقته بنظرة إستخفاف من ما فعلته به جعلته يستشيط أكثر وهو يشعر أنها تستخف به عاود السير يشعر پغضب سحيق لما صمت ولم يرد على فظاظتها بالرد بدل من أن تعتذر على الاقل ولما لم يصفعها أو أغرقها بماء ذلك الدلو الذى كان بيديها كذالك شعور آخر بالإحتقان من ثوبها
كذالك خصلات شعرها الرطبة المتدلية على ظهرها لوهله تغضنت ملامحه أن ينظر
لها أحد وهي هكذالكن كانت الشوارع شبه خاويه بل خاوية فالوقت مازال باكرا كذالك هطول الأمطار سبب آخر لخلو الشوارع من الماره
بينما عادت ثريا الى داخل المنزل تشعر بضجر تهمس بسخريه قائله 
عمي يصيبك يا بعيد 
نظرت لها والدتها قائله 
عتبرطمي تجولي إيه يا ثريا 
أجابتها بإستياء وإرهاق 
بجول لو ممدوح كان سمع حديتي وعمل تسقيفة صاج للدار عالسلم كنا إرتاحنا من التعب ده ونشل المايه اللى بتنزل من على السلموياريته حتى عنده ډم وقال
اساعدكملكن نايم ومنفض عن راسهأنا حيلي إتهد قبل الشتا ما يچي لازمن نعمل تسقيفة صاج
 

انت في الصفحة 2 من 86 صفحات