ايعفر العشق بقلم ناهد خالد
انت في الصفحة 30 من 30 صفحات
الشرسه وحلت أخري حانيه وهي تقول
_ ياروح مامي ياخراشي علي الحلوين..
فرغ فاه غيث علي آخره وهو يطالع طريقتها مع ابنه فقال بضيق حقيقي
_ هو ياروح ماما وأنا بتزعقيلي
نظرت له لثواني قبل أن تتنهد بتعب فغيث منذ قدوم الصغير أصبح أصغر عقلا من ابنه.. يغار إن فرقت في المعامله بينهما أو شعر أنها تدلل أبنها أكثر.. ويحزن بصدق إن شعر أنها تميل لعمر أكثر رغم محاولاته لمدارة كل هذا لكنها تلتقطه بوضوح فمن أدري حالا به غيرها!
_ ازعقلك.. هو أنا اقدر! أنا بس اتضايقت لما لقيته صحي عشان كنت ناويه أقعد معاك شويه علي رواقه بعيد عن زن الواد ده.. ولا هو يعني مليش حق أنفرد بجوزي حبيبي شويه.
زال ضيقه.. بل تبخر وكأنه لم يكن وملامحه تستكين براحه وتسائل بهدوء
_ هعملك الكيكه الي بتحبها واشغل فيلم اجنبي نازل جديد بيقولوا تحفه ونقعد علي الكنبه كيكتنا في ايدنا وفيلمنا قدمنا ونعيش
عاد يتسائل بخبث
_ نوع الفيلم
ابتسمت بدلال وهي تقول
_ ړعب.
اتسعت ابتسامته وهو يغمز لها قائلا
_ لا ده نقطة ضعفي الړعب ده روحي جهزي القعده هنيم عمر واجيلك..
ابتسمت برضا لنجاحها في إرضاءه كما تفعل دوما واتجهت للخارج وهي تتذكر ما يحدث دوما في أفلام الړعب تلك وكيف تكون قريبه منه حد الملاصقه.. حد!.. بل تلاصقه بالفعل وأحيانا تجلس فوق قدمه من شدة رعبها ويقابلها هو بضحكاته العاليه علي خۏفها المبالغ كما يري!.. وكم يحب التصاقها به وتمرمغها كالقطه في أحضانه وترفض تماما أن تنام بعدها إلا وهو معها.. وتقبع في أحضانه وكل تخيلتها التي رأتها في الفيلم تصاحبها ليلاوقليل الحياء يكون أكثر من مستمتع بالأمر!!!
في اليوم الثاني.. وتحديدا مساء..في فيلا الشعراوي..
وقفت ترتدي عبائتها الفضفاضه كما طلبت منها والدة زوجها بلونها الأبيض الناصع ومدت يدها تجلب المجفف الكهربائي لتصفف شعرها حين وجدت يد تسبقها وتلتقطه.. نظرت للمرآه لتجد زوجها الحبيب يقف خلفها تماما بصدره العاړي وشعره المبلل فقد انتهي من استحمامه للتو.. ابتسمت له بصفاء حينما وجدته يجلسها برفق علي المقعد المقابل للسراحه مراعيا چرح بطنها آثر الولاده وهو يقول باهتمام
أومأت بابتسامه فشغل المجفف وأخذ يجفف شعرها بتركيز في حين تنظر هي له عبر صورته المنعكسه في المرآه.. حبيبها وزوجها الحنون الذي تنعم بدفئ أحضانه وجنون حبه منذ عام و ثمانية أشهر بالتمام.. ومنذ أسبوع واحد رزقت ب يحي ثمرة حبهما أتي ليزيد حياتها بهجه وحب.. تذكرت تلك المعركه التي نشبت بينها وبين يامن حينما أخبرته في رغبتها بتسمية مولودهما ب اسم يحي
خرج سؤاله بنبره تحمل الكثير من الغيره اقتربت منه ببطنها البارزه بوضوح جلست جواره وهي تحتضن ذراعه بذراعها وتميل برأسها علي صدره وقالت
_ هحكيلك بس
بلاش غيرتك دي عشان بتقلب نكد في الآخر.
رد بامتعاض
_ اهو أنا كده غيرتي والنكد باكيدج علي بعضه إن كان عجبك.
تنهدت بيأس منه وقالت متجاهله نبرته الحاده
وسردت له قصتها كامله مع يحي منذ رأته ووعدها له إن أنجبت ولد يوما ستسميه يحي.. روايه وجوه خادعه فيها القصه كامله
_بس يا سيدي
هدأت ثورته وقال
_لولا وعدك مكنتش وافقت برضو بس ماشي يحي يحي بقي.
رفعت رأسها تطبع سريعه بجانب وقالت
_ هو أنا قولتلك إني بحبك النهارده!
عادت من إياها لصدره من الجهه اليسري ومن الجهه اليمني يضم إبنه البكر.. يحي
_____ناهد خالد _____
بعد ساعه
ترجلوا ومعهم يحي المقرر إقامة حفلة بلوغه اليوم السابع الآن السبوع
اقتربت ملك ټحتضنها هي ولينا التي تمسك في يدها ابنتها مسك وانفردوا بأحاديث جانبيه في حين اتجه يامن الذي يحمل الصغير يحي رافضا آن تحمله تالا طوال الأسبوع خوفا علي جرحها الجديد.. وقف مع غيث الذي توطدت معه العلاقه كثيرا وأحمد صديقه القديم وأصبحوا الثلاثه كالمثلث المترابط أضلعه
بعد قليل بدأت الاحتفالات المعتاده وأتت لحظه إضاءة الشموع.. وأخذوا يغنون الأغاني المعتاده..
حلاقاتك برجالاتك حلقة دهب فى وداناتك
يارب ياربنا
تكبر وتبقى قدنا
تكبر وتروح المدرسة وتصاحب شلة كويسة
وتشوف عيون امك وابوك فرحانة بيك
حلاقاتك برجالاتك حلقة دهب فى وداناتك
قاطعهم صوت أحمد المرح الذي حمل ابنته ذات العام ونصف وهو يدخل في وسط دائرة النساء ويقف أمام الصغير الموضوع في يد والدته التي تنتصف الدائره وقال بغناء
_ انا عايزك تطلع واد مجدع
وفي عز الشدة تكون اجدع من اي حد
صوتك بيسمع ويلعلع
اخلاق قوي قوي ورجولة ولازيك حد
ضحك غيث الذي يحمل عمر المبتسم ببلاهه رغم عدم فهمه لما يحدث حوله واتبع أحمد واقفا أمام الصغير وأخذ في الغناء بدوره
_ وانا عايزك تطلع شيك
صحباتك بټموت فيك
تهرب من دي وتسبت دي
والكل بيجروا عليك
تسرح وتبيع حكايات
ولافارقه معاك رنات
دي بتشكيلك ودي تحكيلك
وانت مقضيها مسدات
ضحك الجميع ثم نظروا ليامن فنظر لهم برفعة حاجب وكأنه يرفض ما يريدوه بنظرتهم المنتظره..
نظرت له تالا بأعين ضيقه وكأنها تخبره صراحة إن لم تفعل فستكون خاتمة اليوم شجار قوي ينتهي بنومك خارج الفراش
ابتسم مغتصبا وهو يقترب منها حتي حمل ابنه بين يديه ونظر له متناسيا من حوله وأخذ يقول بغناء
_ اوعي تسمع كلام لدول
دي عيال شقاوة وانا مش مسئول
هيغرقوك وانا قلبي عليك
وتبقي نمرة ويلعبوا بيك
قال ايه عايزينك تتروش..
تيجي تطلب من أبوك..
هتفوا سريعا في صوت واحد..
هيطنش
تعالت ضحكاتهم وامتلأت الفيلا بأجواء سعيده مبهجه للقلب والنفس..
احتضن يامن تالا وهو يهمس لها
_ ربنا يديمكوا ليا..
ارتفعت نظراتها بعدما طبعت قبله علي رأس الصغير وهتفت
_ بحبك يا يامن بحبك أوي ومش لاقيه كلمه أكبر منها أوصف شعوري ليك بيها..
ابتسم وهو يميل قليلا هامسا
_وأنا مهووس بيك وبحبك
عادت لأحضانه في صمت وتنهدان براحه وحب يغزوهما أكثر وأكثر يوما بعد _______ ناهد خالد ______
_ بقولك يا لوكه
_نعم يا حبيبي..
سكن المكر عيناه وهو يهمس لها
_ماتيجي نعدي عمر علي هند واحنا مروحين.
اتسعت عيناها باستنكار وقالت
_ هند ايه يا غيث حرام عليك دي لسه متجوزه من اربع شهور عاوز توديلها الواد يطلع عينها!
رد بامتعاض
_ ماهي كانت بتاخده يبات معاها قبل الجواز وكانت بتصمم كمان ايه.. ايه الجديد
رفعت حاجبها باستنكار وقالت
_ هو أنت معرفتش.. مش هند اتجوزت وبقي جوزها عايش معاها.. يعني مينفعش نوديلها ابنك يقرفها ويعطلها عن جوزها..
_ طب ما كانت عاوزه تاخده امبارح.
_ وأنا مرضتش.. وكمان هي أصلا تعبانه بقالها كذا يوم وقولتلها تروح تكشف لأني شاكه انها ممكن تكون حامل..
_ خلاص قفلتيها..
قالها وهو يشيح بوجهه بعيدا فقالت بتساؤل هادئ تسايره كطفل لتراضيه
_ طيب عاوز تسربه ليه
_ اسربه! هو قطه
هتف بها رافعا حاجبه في اعتراض ثم أكمل
_ بعدين معتقدش چريمه إني عاوز أخرج اتعشي مع مراتي بره ونرجع نقعد قعده حلوه مع بعض علي رواقه.. الخروجه الي محصلتش من سنه ونص تقريبا.. ولما ننام يبقي في شوية هدوء منصحاش في نص الليل..
_ أنت بتتكلم ياغيث وكأنه مش ابنك
قالتها ملك باستغراب وهي تنظر له وتري حنقه الواضح.. فهتف مبررا
_ لا ابني.. وبحبه أكتر من نور عينيكفايه أنه حته منك ومقدرش استحمل أنه يبعد عنا يوم كامل أصلا بس أنت برضو وحشتيني ونفسي اقعد معاك براحتنا..
أمسكت بكفه وهي تبتسم له وقالت
_ خلاص نعديه علي مرات عمي ايه رأيك
تململ في وقفته وهو يفكر في الأمر.. سيعودون من القاهره حيث إقامتهم في الاسكندريه ثم يتركونه ويذهبون للعشاء وبعدها للبيت الأمر سيصل لطلوع الصباح ربما.. إذا لن يحصلوا علي عمر إلا اليوم التالي عصرا!..
_هتبقي كتير اوي..
همس بها وهو يحسب مدة ابتعاد صغيره عنه فتراجع عن الفكره وقال
_لأ خليها يوم تاني نبقي في اسكندريه عشان يقضي الليل بس مش معظم اليوم بره.
ابتسمت وهي تهز رأسها بيأس هذا هو غيث يقرر أن يتخلوا عن عمر لبعض الوقت حتي يري اعتراضها فيتذمر متهما إياها بتفضيلها للصغير عليه وما إن توافق يتراجع هو في قراره خشية علي وجود الصغير بالخارج لفترة طويله فهو حينما كان يبيت مع هند كان يستيقظ في السادسه صباحا ويذهب لجلبه غير قادرا علي تحمل بعده أكثر!! وكأنه لم يكن يفضله ليلا!!!
_ ملك..
قاطع شرودها فنظرت له بابتسامه حينما وجدته يقول
_ بحبك عشان نسيت أقولها النهارده.
ضحكت بخفوت وقالت
_ لحقت نفسك كنت مرقدالك وكنت هتبات علي الكنبه النهارده..
اقترب محاصرا كتفيها بذراعه وقال
_ هو أنا أقدر! بعدين لو مقولتهاش بحس بحاجه ناقصه في يومي لحد ما افتكرها واقولها وبعدها يومي بيكمل.
ضمت نفسها له أكثر وقالت بتنهيده وابتسامه محبه تزين شفتيها
_ بعشقك يا غيث..
أيغفر العشق!.. يغفر.. يغفر حينما يعظم الحب ويقوي طاغيا علي كل المشاعر السلبيه التي عشناها يوما.. يغفر حينما تحسن التكفير عن ذنبك.. حينما تلح من أجل الغفران وتتمسك بحبل علاقتكما رافضا تركه إلا بطلوع الروح من يحب يستطيع الغفران.. قاعده ثابته.. ولكنها ليست مطلقه فلكل قاعده شواذ.. وليست كل الذنوب تغتفر فهناك ذنوب مهما حاولنا لن نستطيع غفرانهاورغم تلوينا بنيران البعد والهجر يكن هو الحل الأمثل والوحيد القادرين علي اتخاذه ويكن الغفران كلمه محيت من القاموس ولم يعد لها أثر الحب.. نقي عن كل المدنسات مغذي للروح وممتع للقلب.. فمتي حافظت علي نقائه ومقامه واحترمته بأفعالك يبقي لك مغذيا وممتعا.. ومتي
ارتكبت ما يدنسه فسيكون لك شعله من النيران التي ستحرق فؤادك وروحك تاركه خلفها رماد الندم!!
تمت