مذاق العشق المر بقلم سلمي المصري
يبحث عن رد مناسب فلم يمهله حسام فرصة ليلتفت الى ايتن التي كانت تنتفض من البكاء مواصلا
انتى اعتبرتي حب ليكي ضعف وفعلا هوا كان كدة حبي ليكي هوا اللى خلاني افضل عايش فى البيت ده واشتغل مع عمي وانسى اى طموح ليا بس عشان اكون قريب منك حبى ليكي عماني عن تصرفاتك وتقليلك مني واستهتارك بمشاعري
واشاح بوجهه عنها وهو يخلع دبلتها من خنصره
خلعها في سرعة وقسۏة ربما أراد بها عقاپ نفسه قبلها على افناءه لعمره في حب من لاتستحق نظر لها لحظة كأنه يودع معها ماضيه بأسره قبل ان يضعها على مكتب عمه قائلا
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ونظر الى عمه مضيفا فى هدوء
عمى أنا مستقيل من الشغل والبيت انا هسيبه وهرجع فيلا بابا الله يرحمه وسمر براحتها عاوزة تيجي معايا أو تفضل براحتها
هنا نطق محمود أخيرا استجمع ما أمكنته حالته من كلمات
حسام اسمعني انت ابني زي زين ويوسف وانا لما اخترتك لايتن اخترت اغلى حاجة عندي وادتهالك مش زي ما أنت متخيل اني مفكرتش غير فى بنتي وبس
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
أنا مش هقدر الومك ولا أراجعك فى قرار ليك كل الحق فيه أما بالنسبة للبيت والشغل فده بيتك وفلوسك يا حسام محدش بيتصدق عليك بيهم
ابتسم حسام في ألم
عمي من فضلك أنا محتاج ابعد أرجوك انا خلاص خدت قراري
ونظر اليها لاخر مرة كأنه يودع كل مشاعره تجاهها كأنه يخبرها أنه سيخنق قلبه بيده ان نبض بحبها من جديد
لم تملك سوى أن تعتذر بعينيها فكلماتها في مثل هذا الموقف ستكون محض وقاحة من الجميع لم تتخيل أنه يحبها لتلك الدرجة
لم يكن بالضعف الذي تتخيله بل كانت هي ضعفه الذي خلعه عنه الان مع دبلتها ليبدأ كتابة صفحة جديدة من حياته
وخزات الضمير المؤلمة قد تكالبت عليها تجاه زين الذي أفقدته حبيبته
تجاه صوفيا التي عرضتها للامتهان
تجاه ابيها الذي تلاعبت بكرامته
وتجاه حسام الذي جعلها تفكر بأي منطق كانت ستفر منه دون أن تفكر مطلقا في كرامته كرجل
نظرة أخيرة من زين أحړقتها نظرة رجل خسر حبيبته وللأبد حبيبته التى نبض لها قلبه من بين كل نساء الأرض وخسرها بسببها وماذا عن أمها لو علمت بعد عودتها ماذا بامكانها أن تضيف الى الامها ايضا
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
جاء من خلفها ليراها تحاول العبث بهاتفه تنهد وهو يحاول أن يتجاوز هذا لازالت على وضعها بعدم الثقة به حتى وان ادعت العكس ماضيه لازال يقف عقبه بينهما
مسح وجهه بيده وهو يحاول أن يقنع نفسه ان كل هذا سيتغير مع الوقت فالثقة مجرد بذرة تحتاج الى رعاية من الطرفين لتتشعب جذورها وتثبت اكثر في نفس كل منهما
لف ذراعه حول كتفيها فانتفضت وهي تضع يدها على صدرها وتمسك الهاتف بيدها الأخرى ليمد أصابعه تجاه هاتفه هامسا في أذنها
ايلينا
انتفضت لترد في تلعثم
أنا كنت
قاطعها وهو يهمس مجددا لا يريدها أن تكذب
كلمة السر ايلينا
قالها وهو يكتب الحروف فى بطء ليفتح الهاتف أمامها قبل وجنتها بسرعة قبل ان يعود الى مكانه في الكرسى المقابل لها
لاحظ توترها وهي تحاول أن تسوق أي مبرر لما يحدث فقال ليعفيها من الحرج
هوا موبايلك فاصل ولا ايه عايزة تكلمي مين
تنهدت لتجيبه بما تريده في صدق
عايزة أكلم صوفيا موبايلها مقفول بقاله يومين ومش عارفة أوصلها قلقانة عليها أوي يا يوسف
تناول الهاتف منها قائلا
هاتي أكلم زين أكيد عارف مكانها
قبضت على كفه وهي تناوله الهاتف لتسأله في دهشة
أنت عارف اللي بين صوفيا وزين
ابتسم وهو يرفع حاجبيه
زين مقوم البيت كله حريقة بقاله كام شهر عشان خاطرها
مالت اليه في ترقب
وأنت يا يوسف رأيك زيهم
مال بدوره اليها
قبل ما أعرفك اه كان ممكن يكون رأيى زيهم بس من بعد ما عرفتك وعشت السعادة اللى مكنتش أتخيل اني أعشها شايف ان اللي بيتجوزو من غير حب بيفوتهم كتير
وغمز بعينه وهو يتناول كفها ليقبل باطنه
وأنا مش عايز أخويا يفوته حاجة
رمقت نظراته الشغوفه بها فاحمرت وجنتيها وهمهت في خجل
مش هتكلم زين
اعتدل من جديد وهو يبتسم ويحتفظ بكفها فى يده قائلا
هنكلم زين
وضع الهاتف على أذنه ولحظات وتجهم وجهه تدريجيا وهو يقول في حذر
تعبانة من امتى يا زين
ارتعدت ايلينا وسحبت كفها من يده وانتفضت لتقف الى جواره في ترقب حتى أنهى مكالمته ليقف مواجها لها يخبرها في حزن
للأسف صوفيا تعبت شوية ونقلوها المستشفى
أمسكت بذراعه تسأله في خوف واضح
امتى حصل الكلام ده وحالتها ايه
ضمھا تحت ذراعه يطمأنها
اهدى حبيبتي هيا كويسة
نظرت له فى هلع ينفي تصديقها له
أنا خاېفة عليها اوي يا يوسف
ربت على وجنتها لتهدىء
هتبقى كويسة ان شاء الله زين قال حاجة بسيطة
رفعت رأسها اليه بعينين دامعتين ففهم ما تعنيه دون أن تنطق فهم خجلها فيما تريد طلبه فتنهد في عمق قائلا
حاضر يا ايلينا هنسافر على أول طيارة
أمسكت كفه تسأله في حب
يعنى انتي مش متضايق ولا زعلان
هز رأسه يجيبها في رقة
من جهة زعلان فأنا زعلان ان احنا هنرجع ومكملناش اسبوعين
وقبل أن تنطق وضع اصبعه على شفتيها مواصلا
بس انتى مادام معايا المكان مش هيفرق هنعوضها ان شاء الله
هنا لم تهتم مطلقا بمن حولها وارتمت بين ذراعيه وهي تقول فى تأثر
أنا بحبك اوي يا يوسف ربنا يخليك ليا
لم يهتم مثلها بأى شىء حوله وهو يضمها اكثر
ويخليكى ليا يا اغلى من عمري كله
أخذت صوفيا وضع الجنين وهي تنام في فراشها تحدق في اللاشىء وعقلها غارق بالتفكير بكل شىء في حياتها كلها من بدايتها
في زين
اه من زين
لماذا ظهر في حياتها من الأصل
لم يكن سوى نسخة مكررة من غيره لقد غامرت بنفسها من اجل ان تنقذ شقيقته
غامرت من أجله هو
من أجل التقاليد التي طالما حاول تلقينها اياها وكانت أخته على وشك الخروج عنها
لم يعطها أي فرصة للدفاع عن نفسها وهو يصفها بأشنع التهم كأنها لم تكن كتابا مفتوحا أمامه طيلة الفترة الماضية
أطاعته فى كل شىء وتخلت عن عنادها من اجله وفي المقابل لم يتوان عن اصدار احكامه القاسېة وتنفيذها لم يتوان فى انتهاك جسدها بتلك الطريقة ولو فكر فى سؤالها مجرد سؤال لأخبرته حتى لو لم يكن لديه أدنى حق فى المعرفة كانت ستفعل
هل بلغ به تفكيره ان يظن انها بائعة هوى تسلم جسدها لأيا كان
وفى تلك اللحظة تمنت لو لم تحبه بعدما كانت ترى ان حبه هو اجمل شىء حدث لها
ألم يكن بمقدوره ان يكون اكثر رحمة
الم يكن
اخبارك ايه دلوقتى
اخرجتها الطبيبة من افكارها فتمتمت
احسن الحمد لله
عقدت الطبيبة ساعديها وقالت في رفق
لسة بتفكرى فى اللى حصل انا قولتلك لو حبيتى تقدمى بلاغ فى الراجل ده انا مستعدة اشهد معاكى
اغمضت صوفيا عينيها فى الم
مبقتش فارقة
قالت الطبيبة وهي تميل اليها
بس الراجل ده صعب اوى نفذ اللى عايزه ڠصب عن ابنه ومن وراه كمان
التهمت اذن صوفيا الكلمات فاعتدلت بسرعة وهى تسألها في لهفة
انتى قولتى ايه اللى عمل كدة ابو زين مش زين نفسه
هزت الطبيبة كتفيها قائلة
معرفش زين مين بس الشاب
اللى كان معاه كان هيصور قتيل ساعتها واضح ان ابوه اتصرف من وراه
وضعت صوفيا جبينها بين كفيها وفركته فى قوة وهى تتمتم
يعنى مش زين مش زين
وعادت لتهمس فى خيبة امل
طب ليه سابنى ومسألش عني من وقتها
لم تملك الطبيبة اجابة هذه المرة فأغمضت صوفيا عينيها وهي ترتمي من جديد على وسادتها لتأخذ وضعها القديم مواصلة في رجاء
من فضلك سيبينى لوحدى
تركتها الطبيبة بناءا على رغبتها لتحاول أن تعادل افكارها من جديد بعد ما علمته
هل لا زالت تسخط على زين
ام انتقل هذا السخط على والده
هل لم يعد مذنبا من وجهة نظرها
أغمضت عينيها فى حزن فالان علمت انه من المحال ان تتقبلها هذه العائلة فهل عليها ان تفكر فى عرضه السابق بالابتعاد عنهم من جديد ولكن
اوقفت افكارها تماما وهى تغطي رأسها بالوسادة لتحاول الهرب من كل شىء لن يمكنها اتخاذ قرار مناسب وهي في هذه الحالة لحظات و شعرت بباب الغرفة يفتح فظنته احدى
الممرضات لتهتف فى تأفف
قلت مش عاوزة
وقطعت كلماتها ليتسع ثغرها وتنهمر دموعها فى حرارة هذا بالفعل كل ما كانت تحتاجه الان
الفصل السابع عشر
ارتمت صوفيا بسرعة بين ذراعي ايلينا وكأنها افتقدتها منذ مائة عام
أخذت تتمتم بين دموعها
سيبتينى لييه ايلينا سيبتينى ليه
جلست ايلينا فى المقابل وهي تضمها فى قوة تحاول بها التغلب على ارتعادها ونحيبها بينما تمرر اصابعها في شعرها وتقبل رأسها فى حنان حاولت ان ترفع وجهها لتتحدث اليها ولكن الأخرى أبت ذلك وتشبثت بها أكثر
رضخت ايلينا لرغبتها وأبقتها دقائق في أحضانها تهدهدها كطفل صغير
أغمضت صوفيا عينيها بقوة قبل أن ترفع رأسها بصعوبة من على صدر صديقتها كأنه قد التصق به
احتوت ايلينا وجهها بين كفيها مسحت بابهاميها دموعها وهي تمنع نفسها بصعوبة من مشاركتها البكاء صوفيا ليست مجرد صديقة صوفيا أعدتها طفلتها لسنوات طويلة رؤيتها وهي تتمزق قهرا شىء لا تحتمله مطلقا
صوفيا حبيبة قلبي مالك
ارتمت صوفيا بين ذراعيها من جديد كأنها تختفي في حنانها من قسۏة العالم وظلمه كأنها تخشى أن يسلبها حضڼ صديقتها وأمانه كما سلبها كل شىء
ارجوكي ايلينا احضنيني وبس خليني اعيط لحد ما اكتفي ومن غير ما تسأليني ممكن
أحاطتها ايلينا بذراعيها واخذت تربت على ظهرها لتبكي صوفيا من جديد قهرا على حبها الضائع
تبكي النبذ الذى ستظل تعانيه عمرها بأكمله تبكي الذنب الذى تحاسب عليه دون أن ترتكبه
مر يوسف بالحديقة قبل أن يدلف للقصر ليجد علي الصغير جالسا على احدى الطاولات وهو يتحسس بيده كتابا بطريقة برايل ابتسم كعادته حين يرى هذا الصغير الذي يذهله دوما رؤيته تبعث السعادة الى أي نفس مهما حملت من مشاق يكفيها نظرة الى هذا الملاك لتنفض عنها كل ما تختنق به من هموم خلع نظارته الشمسية وسار في اتجاهه ببطء وقف الى جواره للحظات يتبين ان كان سيكتشف وجوده أم لا ولم يخطأ ظنه اذ ابتسم علي وهو يقول في بساطة أهلا يا يوسف
ضحك يوسف وهو يجذب مقعدا ليجلس امامه يسأله في حيرة
لا بجد بقا قولي عرفت ازاي أنه أنا من غير ما اتكلم حتى
هز علي كتفيه وهو يشرح له
اولا بحس أن فيه حد جاي