القدر حكايه بقلم سهام صادق
الڠضب
ايوه انا
استنكرت سميه فعلتها وغادرت الغرفه لتنظر سماح للحاسوب المفتوح امامها على اخبار لاعب الكوره
سهيل نايف متمتمه بتبرم
اما اشوف آخرة المقال ده ايه
خرج شريف من المرحاض في الغرفه المستقل بها هو وصديقه سيف في مبنى مخصص لهم
جلس على الفراش ينفض الماء من خصلات شعره
فلاحت صورتها أمام عينيه فألتقط الهاتف مقررا اعاده الخط لهاتفه ولكنه تركه متمتما
وتذكر ابنه اللواء الذي يحبه كأبنه وقد عرفه على عائلته في ضيافه قبل المهمه لم ټخطف ابنة رئيسه انظاره ولكنها كانت اختيار امثل وضعه العقل أمامه
انتهى الاجتماع الذي كانت تركز في كل كلمه تلقي فيه اغلقت دفترها وغادر الحضور فنهضت بعدما نهض شهاب
اماءت له برأسها احتراما فغادر تحت نظراتها اما حمزة كان مندمج بالحديث مع محامي الشركه
وقفت متوتره بالغرفه الي ان انصرف المحامي
التليفون بتاعي يافندم
رفع حمزة عيناه نحوها بعدما وضع الأوراق الملقاه بأهمال على سطح الطاوله في الملف المخصص
اجابها بتلاعب
تليفوني يافندم اللي نسيته في عربيتك
فتمتم مصطنعا نسيانه
اه التليفون
وسار أمامها فأتبعته لغرفة مكتبه دلف لغرفته وهي تتبعه فأتبعهم سكرتيره يأخذ منه الأوراق مستمعا
انت أكيد عارف شغلك ياعصام
فأماء له عصام برأسه وغادر الغرفه لتبقى معه واقفه تهز ساقيها منتظره ان تنتصرف كي تلحق باقي أعمالها المكلفه بها
هتف بها بعدما رمقها
انا كويسه كده يافندم
فأتجه نحو مكتبه دون ان يعلق وفتح احد الادراج لتقف يده على مقبض الدرج قاطب حاجبيه
التليفون نسيته في مكتبي في شركة الحراسات قبل ما اجي هنا
طالعته تنقل عيناها بين موضع يده وملامحه فأبتسم وكأن لم يضره شئ في الذهاب لشركته الأخرى
وخطته الأخرى التي ارادها تنفذ بحرفيه
يتبع بأذن الله
الفصل
الثاني
والعشرون
للحظه كان سيستجيب لمكره وينفذ خطته التي عزم عليها
أراد أن يجعلها ترى صفا تعمل لديه لتضح لها الرؤيه
أراد ان يجعل الأخرى تآن ۏجعا وهي تراه مع ياقوت
اسمها تردد داخل عقله وهو يطالع نظراتها إليه نظرات كانت تحمل الطيبه والنقاء وطفوله ضائعه وصراع مع الحياه كي تبقى وتعيش كريمة النفس
سمع عباراتها واسدل جفنيه وداخله يصارع نفسه كان تائها مذبذبا شعر انه ليس هو ليس حمزة الزهدي المعروف برجولته
يخدع فتاه من أجل ان تقع تحت
انيابه فيتناولها كالأسد الذي لم يرد الا تذوق دماء فريسته
تعالا صوتها فلم يزيده الا نفورا من حاله
حمزة بيه
طالعها بطرف عيناه يتفحص هيئتها البسيطه وضميره الواعظ ينعته بين طيات نفسه
ستبصح ندلا بلا اخلاق ومع من فتاه تعمل لديك من أجل حاجتها وليس للعبث أصبحت أعمى في ظلامك
أنفاسه تعالت ليضغط على حافة سطح مكتبه بقبضتي يداه متمالكا حاله عائدا الي ثباته
روحي شوفي شغلك يا ياقوت وانا هبعتلك التليفون مع حد من الموظفين
قالها بحزم وجلس على مقعده وألتقط هاتفه مخاطبا احد الموظفين في شركته الأخرى دون أن يحرك عيناه نحوها
اماءت برأسها استجابه دون كلمه وانصرفت من أمامه متعجبه من تغيره فجأة
بعد مغادرتها عاد يطالع المكان الذي كانت واقفه فيه زافرا أنفاسه بقوه
اظاهر ان ناديه قدرت تأثر عليا ومع خروج صفا بقيت غير نفسك ياحمزة معقول انا فكرت في ياقوت عشان استغل ضعفها
نفض رأسه بقوه ومال نحو ظهر مقعده يغمض عيناه شاعرا بالكره نحو حاله انه كان في النهايه سيكون ظالما
سقطت عيناه على صوره عائلته الصغيره مريم وسوسن وشريف وندى فأتسعت ابتسامته ثم نهض من فوق مقعده ملتقطا مفاتيحه الخاصه وهاتفه
أوقف سيارته امام المقاپر ثم ترجل منها يحمل باقه من الازهار من ذلك النوع الذي كانت تحبه سوسن
سار نحو قپرها يخفى عيناه بظلام نظارته ليقف امام قپرها متمتما
وحشتيني ياسوسن
وضع الازهار وجثي علي ركبتيه أمام قپرها يمسح عليه بكفه
كنتي زوجه وصديقه واخت بقيت مفتقدك ومحتاج نصايحك
وثقلت أنفاسه وهو يتمنى ما كانت تتمناه هي أيضا
كنت اتمنى اجيب منك انتي طفل واكتفي بي بقيت ضايع ناديه قدرت تأثر عليا بكلامها نسيت اني بشړ
واردف وهو يشعر وكأنها معه وليست قابعه تحت الثري
كنت هظلم بنت غلبانه معايا واحرمها انها تلاقي راجل يحبها الضلمه عادت جوايا تاني مع خروج صفا من السچن
ونهض من رقدته مخرجا أنفاسه بتنهيدة طويله تحمل مايجثم فوق قلبه متذكرا مروره اليوم لشركة الحراسات لملاقاة السيد ناصف والحديث معه نحو الاداره والتدريب
ليجدها تطلب مقالبته وما كانت المقابله الا اخباره انها مازالت تحبه اخذله
قلبه لوهلة وهو يري عيناها الزرقاء الصافيه كانت نقطه ضعفه قديما ولكن الآن لا مجال للضعف
وقفت خلفه تطالعه وهو يهندم من ملابسه ثم تنتقل يداه الي خصلات شعره السوداء الغزيرة تحسده احيانا على شعره الذي لا تمتلكه هي طوت ساعديها واطالت النظر في اناقته ببطئ
انت خارج ياشهاب
ألتف نحوها يرمقها ثم ارتفعت احدي شفتيه مستنكرا سؤالها الذي يحمل الغباء فبالتأكيد سيخرج هل سيفعل ذلك من أجل الجلوس في المنزل
أنتي شايفه ايه
اقتربت منه هاتفه
مش قولتلي هنسهر سوا النهارده
قطب حاجبيه متذكرا وعده لها
بكره ياندي من ساعه ما اتجوزنا وانا مسهرتش مع صحابي
زمت شفتيها عابسة ثم تداركت امرها وأخفت عبوسها
خلاص مش مهم انا المهم انت تتبسط مع صحابك ياحبيبي
استدار نحوها متعجبا فقد ظن انها ستبدء بسطوانات النساء وبأسطواناتها عندما كانوا في فترة خطبتهم لا تفعل شئ إلا الشكوى لحمزة
هو الجواز بيغير ولا انا بيتهيألي
أسبلت رموشها بخف
لا ياحبيبي الجواز مش بيغير بس تقدر تقول انا خرجت من خنقتي ليك عشان اريحك المهم راحتك
تعلقت عيناه بها
ندي اتعدلي كده وبطلي ألغازك ديه والعمق اللي بقيتي فيه
مبتسمه
ياحبيبي انا بتعلم ازاي ارضيك بص انا هفهمك
تفرس ملامحها الناعمه متسائلا
أنتي قصيتي شعرك ياندي
اماءت له برأسها فأحدت عيناه نحوها
ومقولتليش ليه من امتى بتعملي حاجه من غير ما تقوليلي
ابتعدت عنه لتمسك خصلة من شعرها وتجذبها أمام عينيها
اهتماماتك اكبر من كده ياحبيبي مش لازم اشغلك بيا
ضاقت أنفاسه وهو لا يصدق ان ندي التي كانت تخبره بأدق تفاصيل ما تفعله تتهاون في أمر هكذا يراه حقا من حقوقه
حسابنا بعدين ياندي
حمل مفاتيحه الخاصه وهاتفه وكاد ان يغادر الغرف
هتجنني انا عارف
واصبحت اكبر حيز يشغل تفكيره بأفعالها التي لا يفهم لها تفسير بعدما كانت هي الهامش من كل شئ
طرقات علي باب الغرفه وصوت مها المستنجد بشقيقتها جعلهم بنتفضون عما يفعلوه
ماجده انتي قافله الباب ليه عايزه انام جانبك
ابتعد سالم عن ماجده يأخذ أنفاسه كما
فعلت هي وتخفي ما عراه من جسدها
اعمل ايه دلوقتي الله يسامحك ياسالم مش صابر علي فرحنا
رمقها سالم بنظرات ملتوية وقحه
اختك ديه ديما قاطعه اللحظات الحلوه
ثم ضغط على طرف شفتيه بغمزات ماكره واردف
ومتعتنا
تعالا صوت مها وحركت يدها على مقبض الباب مع طرقاتها
ياماجدة انتي اخدتي منوم تاني عشان تعرفي تنامي قولتلك بلاش انا عايزه انام
انسابت دموع الواقفه خلف الباب وابتعدت عن غرفة شقيقتها تتحسس بيداها طريقها بعدما ظنت ان شقيقتها لا تجيبها لأنها تناولت الدواء كي تنام براحه وما كانت الفكره الا فكرت سالم حتى يقضوا وقتا لطيفا سويا قاد ضعفها أمام شهوتها بمكره
زفرت ماجده أنفاسها تشعر بالضيق نحو حالهافبسبب رغبات سالم لم تعد تجعل شقيقتها تنام معها بغرفتها رغم أنها تعلم بكوابيسها وذكري الحاډثه التي ماټ فيها والدهم وبدأت رحلة ظلامها وفقدت بصرها
روح ياسالم مش خلاص عملنا اللي انت عايزه
طالعها
سالم بصفاقة
والله انتي ست نكارة الجميل ده انا بمتعك ومن بعيد لبعيد
ألقى عبارته الاخيره بقصد فأشاحت عيناها عنه
ما انا مخسرش شرفي وانا لسا مش مراتك
ضحكة قويه تجلجت داخل نفسه ولكن أمامها رمقها بأبتسامه
وداخله يهتف بسباب
ياسلام على الشرف والعفة نسوان عايزه الحړق
اتكئ برأسه فوق ساعديه المطويان أسفله على الوساده شرد في أمور عدة الي ان أخذه عقله لصوره ياقوت وهي تطالع لوحات المعرض بشغف طفولي مرت تلك اللحظه امام عيناه كأنها شريط سينمائي ابتسم رغما عنه وهو يتذكر نظراتها اليه عندما اخذتها هند لتريها لوحاتها المعروضه
وفجأة تجمدت ملامحه وهو يدرك خطأه في التفكير بها
وفي الجهة الأخرى في الغرفه التي تقطنها ياقوت كانت تميل بجسدها من فوق فراشها لتلتقط اللوحة التي تخفيها أسفل الفراش حتى لا تجعل قلبها يأخذها لأحلامه الورديه
هتف قلبها بعدما وقعت عيناها على اللوحة
مش المفروض نشكره على الهديه انتي لحد دلوقتي مشكرتهوش كل ما كنتي تيجي تشكريه تحصل حاجه ايه رأيك تشكريه وتجبيله هديه مش هو ده المفروض يحصل
خاطبها قلبها بوداعته ليأتيها حديث عقلها بعدما دفع القلب
بس ياغبي يعني تروح تشكره بعد الهنا بسنه ويقول انها عايزه تقرب منه وتفتح معاه مواضيع حجج فارغه
وقف العقل بثبات وثقه ورمق خافقها الذي اخذ ينبض بدقات حالمه
كان الصراع يدور بينهم وماهي الا مسلطه عيناها نحو اللوحة
نظرت للوحة طويلا ثم أعادتها لاسفل الفراش
لا خليكي هنا الأحلام ديه مش بتاعتناانا جايه هنا عشان اشتغل وبس
ونهضت من فوق فراشها واتجهت نحو زر الانارة لتطفئ ضوء غرفتها لتطرق سماح على باب غرفتها بخفه
افتحي يا ياقوت
طالعتها ياقوت بعدما فتحت لها الباب لتدفعها سماح من أمامها متجها نحو الفراش تجلس عليه وهي تمضع اصبع البقسماط
شوفتي الخيبه اللي انا فيها
اقتربت منها ياقوت تشعر بالقلق
في ايه حصل ماهر اتعرضلك تاني
نفت سماح برأسها فهي تعرف كيف تسد الطرق عليه ولكن مصيبتها كانت أكبر في نظرها
سهيل نايف لاعب الكره طلع بيكره الستات
اغلق الغرفه خلفه بعدما أنهى وقته مع ماجده دثرها في الفراش بل بقى معها يقنعها انه لن يذهب الا بعدما تغفو ويتأملها وهي نائمه ثم سيغادر الشقة بحذر حتى لا ينتبه اليه احد الجيران
مسح على وجهه وسار نحو غرفة مها ملتفا حوله يمينا ويسارا
كان باب الغرفه مفتوحا والغرفه غارقة في الظلام لا يضيئها الا نور الانارة الاتيه من الفتحات الضيقه من النافذة المغلقة
سقطت عيناه پشهوة على جسدها البض كانت غافيه بمنامه قصيرة بعض الشئ ولكن مع حركتها ارتفعت المنامه لتظهر ساقيها
أنساب لعابه ثم اقترب من فراشها حتى يرى جسدها بوضوح اكثر فتعلقت عيناه بخصلات شعرها متمتما داخله
البت صحيح عاميه لكن فرسه تحل من علي حبل المشنقه الحلو مش بيكمل
كادت ان تلامس يده فخذها ولكنها نهضت مفزوعه
أنتي هنا ياماجده
لتتجمد عين سالم وفي خفة يمتلكها غادر غرفتها ثم الشقه بأكملها
فدارت عين مها في الغرفه متمتمه
مين هنا
ظلت تهتف ونهضت من فوق فراشها تبحث عن أحدا الي ان سقطت بجانب فراشها باكية تشكو قلة حيلتها لخالقها
يارب
شحوبها بدء يختفي حتى نحول جسدهاأصبحت تعيش في راحه نفسيه منذ أن سافر عزيز ولم يعد بينهم الا محادثات هاتفيه من حينا لآخر
ابتسمت لنفسها عبر