روايه نصيبي اللقطه
اتفاق مش هيتم غير بحضور أهلك وكل الي هيتم في القعدة دي إنك هتاخد الموافقة ونقرأ الفاتحة كدة عشان تبقى فاتحة خير وهنحدد ميعاد تيجي فيه مع أهلك ولما أشوف موافقتهم والدنيا تبقى تمام نتكلم بقى في أمور الشبكه وغيره من الإتفاقات عشان نبقى على نور
هز ياسر رأسه بموافقة مرددا
عداك العيب يا عمي
هذا ما أردفه قبل أن ينظر ل زوجته التي وقفت متجهه للداخل لتستدعي إبنتها
دقائق وكانت تأتي معها حاملة أكواب القهوة ووضعتهم على الطاولة ملقية السلام بخفوت طالعها ياسر بإبتسامة فهذة المرة الأولى التي يراها بثياب غير بذلة العمل فقد كانت ترتدي بنطال أسود تعلوه كنزه خضراء زاهية وجمعت شعرها على جانب واحد فبدت بشكل مختلف لكنه راق له كثيرا
دكتور ياسر عرفني عن نفسه وأنا مبدأيا معنديش اعتراض عليه وحاليا احنا مستنيين موافقتك
الأخيرة عشان أحدد ميعاد معاه ييجي فيه هو وأهله قولتي ايه يا زهرة
أجابته بصوت منخفض من كثرة خجلها فهذة المرة الأولى التي تجلس فيها لتعلن عن موافقتها على العريس المتقدم
الي تشوفه حضرتك
يبقى زي ما قولتلك يا دكتور هي موافقة إن شاء الله تقدر تيجي امتى مع أهلك
نظر له ياسر ليرد بلهفة
أي وقت لو تحب بكره مفيش مانع
نفى سعد برأسه وهو يضحك بخفوت
لا بلاش بكره خلينا بعد بكره أفضل الساعه 8 مناسب
أومئ
إيجابا مرددا
مناسب حضرتك
ماشي لحد ما تيجوا إن شاء الله ملكش كلام معاها خالص في الشغل
متقلقش حضرتك مش هيكون في أي تواصل ما بينا خارج حدود الشغل
ربط سعد على كتفه بشكر خفي ووجه حديثه لإبنته قائلا
ايه يا زهرة مش هتقدمي القهوة للدكتور
أومأت له سريعا لتنهض حاملة كوب القهوة مقدمة إياه له ثم أعطت الآخر لوالدها
اعذروني في السؤال بس هي مين زهرة
زينب زينب هي زهرة
وأيه جاب زينب لزهرة يعني أنا أعرف إن اسمها في الورق زينب
ابتسم سعد وهو ينظر لزوجته مرددا
دي حكاية قديمة أوي من قبل ولادة زهرة أمي الله يرحمها كانت عاوزه تسمي بنتي زهرة وكلنا كنا موافقين لحد قبل الولادة بشهر شافت أم زينب رؤية إنها هتسمي بنتها زينب وطبعا غيرت رأيها وقالت أنا هسميها زينب زي ما شوفت في الرؤية حصلت مشكله بينها وبين أمي لأن أمي مصدقتهاش وفكرت أنها بتقول كده عشان تغير الإسم وخلاص وعشان أنهى المشكلة دي قلت لأمي ناديها بزهرة وأنا كمان هناديها بزهرة بس هنسميها زينب في الورق ومن وقتها الكل بيناديها بزينب ماعدا أنا وأمي الله يرحمها
وياترى أنت بتحبي أنهي أكتر
ابتسمت بحنين وهي تجيبه
بحب زهرة أكتر لأني كنت بحب تيتة الله يرحمها أوي وبعتز بالإسم الي سمتهولي وبصراحة هو أحب عندي من زينب
أردفت الأخيرة وهي تنظر لوالدتها التي ضحكت وهي تقول
بتبصيلي ليه مانا عارفة إنك بتحبي زهرة أكتر
ارتفع صوت ياسر وهو يقول
وأنا مادام لسه جديد في العيلة إن شاء الله فأنا كمان هناديك بزهرة لو مش هيضايقك
نفت برأسها مبتسمة بخجل تعلم أنه اختار إسم زهرة خصيصا بعد معرفته بمدى حبها للإسم
وقد كانت حكاية زهرة وياسر أو زينب وياسر كما تحبون أن تنادوها تقدم ياسر لخطبتها مع أهله ورغم رفض والدته الشديد إلا أنها اضطرت أن تخضع لرغبة ولدها وعن عادل أدرك أن الأسبقية
كانت لأخيه ففاز بها وللحقيقة لم يعنيه الأمر كثيرا بالأساس لا يعلم كيف فكر بها أنها تكبره بخمسة أعوام وهو مازال في الثالثة والعشرين أي زواج يبحث عنه الآن فصرف نظره عن الأمر ونسى أنه قد أعجب يوما بها فهي أصبحت زوجة أخيه ومر عام كامل بين منازعات بين زهرة وزوجة والدها حتى انفصلا عن المنزل وحين شعرت أن الحياة ستستقر أتت مشكلتها الأخيرة مع والدة زوجها لتقلب الموازين مرة أخرى
يا زينب لازم تكلميه يابنتي أنت الي غلطانه
هتفت بها آمال وهي تحاول إقناع إبنتها بالتحدث لزوجها والإعتذار منه عن فعلتها زفرت زينب أنفاسها بضيق وهي تردد
ياماما بقولك حاولت ومبيردش أعمل ايه
تروحيله روحي شقتك وأكيد يعني هو مش هيطردك منها
ايه الي بتقوليه ده يا آمال
رددها سعد وهو يدلف لغرفة المعيشة وأكمل
لأ طبعا افرضي راحت وهو لسه متعصب وشدوا مع بعض هناك ميكنش حد منا موجود
ايوه يعني تفضل قاعدة كده بقالها اسبوع ونص بعيده عن بيتها
رددتها آمال بنزق وعدم رضا على حديث زوجها ليطالعها بنظرة فهمتها معناها أن تلتزم الصمت ووجه حديثه لإبنته قائلا
زهرة يابنتي كلنا معترفين إنك غلطي مهما كانت أمه دي ايه مش مسموحلك أبدا تمدي ايدك عليها وجوزك حقه يزعل وياخد موقف عشان كده هكلمه ييجي هنا وحاولي تصلحي الوضع معاه ومتعرفيهوش إنك حكيتلنا حاجه
أومأت برأسها موافقة ليخرج هاتفه ويدق ل ياسر مرة واحدة وكان يجيب ليطلب منه الحضور مساء فوافق الأخير مخبرا إياه بقدومه
اهو هيجي بليل شوفي هتصلحي الوضع ازاي
كان ينتظر هذة المكالمة منذ أول يوم لها ببيت أبيها كاذب هو إن قال أنه لم يشتاق لها كان يتركها بمنزل والديها وهو يتمنى لو تعود له باليوم التالي بأي مبرر مهما كان سخيف وهو كان سيصدقها فقط لتعود له ولكن لا يمكنه إظهار رغبته في عودتها فقد أخطأت مهما كان السبب لكن يبقى الخطأ جثيم لا يمكنه إمراره دون عقاپ وهو يعلم جيدا أن
البعد عقاپ مناسب تماما لها لكنه وقع في العقاپ هو
أيضا والآن يعقاب ببعدها دون ذنب لو قال أن أيامه التي مرت كانت ثقيله كالجبال بدونها لن يكن يبالغ أبدا كانت الأيام تفتقد مذاقها سواء كان حلوا أو مرا يستيقظ ليذهب للعمل ويعود ليتناول غدائه بالكاد ويجلس باقي اليوم يتابع أعماله حتى ينال منه الإرهاق فيذهب للنوم الذي يجافيه ولا يأتيه إلا بعد ساعات وهكذا كل أيامه أصبحت متشابهه كحاله تماما قبل معرفتها وأخيرا جاءت مكالمة والدها لتنقذه على الأقل سيكون هناك سبب لذهابه إليها
جلست أمامه بعد أن
أشبعت عيناها من النظر له أثناء حديثه مع والدها بأمور مختلفه وهو أيضا كان ېختلس بعض النظرات ويظنها لا تلاحظه لكن عيناها كانت راصدة لكل حركة تصدر منه وأخيرا تركهما والديها ليتحدثان بحرية ويسويان أمورهما لا تعلم لم كل هذا التوتر الذي تشعر به وكأن بعدها لأيام صنع حاجز غير مفهوم بينهما
ثبت أنظاره عليها بعدما خفضت بصرها عنه يطالعها باشتياق كڈب من قال أن البعد يولد الجفا فالبعد لا يولد سوى الإشتياق أي جفا هذا وهو يلتهمها الآن بعيناه يلاحظ ما طرأ عليها في الأيام الماضية نحفت قليلا وفقد وجهها نضارته المعروفة هذا أكثر ما لاحظه تنهد بضيق وهو يراها تحك أحد أظافرها بالآخر حركتها المعتادة حين تتوتر
هتكسري ضافرك
رددها بنزق بعدما سأم من