الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية الـتـل رانيا الخولي الفصل الثاني

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

لكنها تبد كوردة ذابلة في مهب ريح
فتحدث بجمود
_ اظن إن حامد اتفج معاكي على كل شيء وخبرك باللي هتمشي عليه.
رمشت بعينيها مرات متتالية تحاول الثبات أمامه وقالت بخفوت
_ أيوة خبرني.
أومأ لها ثم أشار لهم بالانصراف وظل يتبعها بعينيه حتى خرجت من الغرفة
صعدت حياة بصحبة نعمة إلى غرفة الصغير وعينيها تجوب المكان بحثا عنه حتى وقع نظرها عليه وهو نائم في فراشه وآثار البكاء واضحة عليه
ابتسمت وهي تتقدم منه بتروي تملي عينيها منه وكأنها ترى به وحيدها 
مدت يدها لتتحسس خصلاته الفاحمة كخصلات أبيه 
جال بخاطرها عينيه الآسرة والتي رآت خلف جفاءها وقوتها حزن دفين حصيلة أعوام عديدة من الآلام
انتبهت على صوت نعمة التي تسألها 
_ حياة مبترديش ليه
تطلعت إليها وهي تجيب بتيهه
_ ها
تعجبت نعمة وردت بروية
_ بجولك إن چواد بيه سمحلك إنك تباتي معاه لحد ما يتعود عليكي.
أومأت برأسها وتطلعت إلى نعمة وهي تخرج وتغلق الباب خلفها فعادت بنظرها إلى يزن لتملس على خصلاته وهي تقول بحب
_ قد ايه بريء زي الملايكة بكرة الدنيا تصنع منك وحش كيف الوحوش اللي عايشين وسطيهم بس انا مش هسمحلها تحولك زييهم.
اسرعت للذهاب إلى المشفى الخاصة بهم تتأكد من ذلك الخبر الذي دمر كل شئ وقد كانت الصدمة التي قضت عليها وهي تستمع لصرخات عمته ونحيب ابوه
اغمضت عينيها والشعور بكل شئ ينهار من حولها يزداد ويزداد 
تساقطت الدموع منها بغزارة ولم تجد سوى ذلك الجدار التي ألقت حملها عليه وتبكي بكاء ېمزق القلوب
ليتها لم تتركه يذهب بل ليتها كانت معه وانتهت حياتهم معا 
بكت كما لم تبكي من قبل ولم تجد من يواسيها 
ويخفف عنها مصابها 
انتهت الحياة بالنسبة لها ولم يعد لها معنى بعد فراق ذلك الحبيب 
وضعت يدها على جوفها تتحس قطعة منه لتكون الذكرى الوحيدة المتبقية لها
ها هو يخرج موضوعا على ذلك الحامل مغطي الوجه والجميع يلتف من حوله ماعدا هي 
رغم انها الأحق به منهم 
جلست على الأرضية الصلبة وسمحت لصرخاتها بالانطلاق لتحكي للمارة مدى العناء التي بثته في تلك الصرخات 
صخرت وبكت ونادته لكن ما من مجيب 
وظلت صرخاتها تمزق قلب من يقع سمعه عليها حتى تراخت بين يدي الممرضات الذين رأفوا بحالها ووضعوها في إحدى الغرف بعد فقدانها للوعي.
أما والدتها فقد ظلت تباشر عملها في سكون تام ظن الجميع بأنه حزنا على ابن سيدها 
ولم يدري أحد بمصابها 
ماذا تفعل الآن
هل تخبره وتتعرض للعواقب
أم تصمت وتداري عار ابنتها بيدها
فهي أكثر من يعلم بهؤلاء لا تعرف الرحمة لقلوبهم طريق.
تتذكر جيدا مدى قسوتهم على زوجته والتي تركت ابنها وفرت هاربة من براثينهم وعادت لبلدتها في الصعيد 
فهل سيقبل والده ذلك المتحجر بزواج ابنه الوحيد من ابنة الخادمة 
وبعد مۏته هل سيقبل بذلك الطفل الذي يعد حفيدا غير شرعيا أمام مجتمعه!
دلفت سعاد لتقول برجاء
_ معلش ياأم نور

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات