رواية الـتـل رانيا الخولي الفصل الثاني
روحي انتي قدمي القهوة لولدته واللي جايين معها
أومأت لها بصمت فعادت تسألها
_ أومال فين نور كانت جات ساعدتنا
انقبض قلبها خوفا عليها فلم تدري عنها شيء منذ ما حدث
فقالت بثبات رغم خۏفها
_ أكيد في البيت لأنها كانت تعبانة أوي امبارح.
نهضت نادية وقد شعرت بالدوار حتى كادت أن تسقط
أسرعت سعاد تساندها وقالت بقلق
_ مالك يانادية انتي اخدتي الأنسولين
استجمعت نادية قواها وتحاملت على نفسها وهي تتمتم بثبات
_ اه أخدته متقلقيش انا كويسة
في بهو المنزل كانت والدته تجلس على المقعد في وجوم وعينيها تزرف الدموع في صمت مطبق
فقط اكتفوا بتلك الكلمةتعالي خدي عزا ابنك
وكأنهم يخبروها من باب العلم بالشيء
لكن هي من أخطأت حينما تركته بين ايديهم ولم تحارب كي تسترده منهم سيظل الندم حليفها منذ اليوم
تقدم منها أحدهم وقال بثبوت
_ يلا ياأمي بكفياكي جعاد عنديهم.
رفعت عينيها التي غشاها الدموع إليه واستجابت ليده التي ساعدتها على النهوض واسرعت سلمى تساندها وكذلك هيام اختها ووالدت سلمى فتتمتم بحزن على حال أختها
_ شدي حيلك ياآمال ربنا يصبر قلبك
اخذاها للخارج وساعدها على الصعود للسيارة وقال مراد لزوجته
نظرت سلمى لوالدتها وسألتها
_ ماما هتيجي معانا
ارتبكت هيام وقالت بتسويف
_ لأ سافروا انتو وانا هاجي مع باباكي إن شاء الله.
اومأت سلمى وعلمت بأن والدها رفض ذهابها معهم
فاستئذنت منهم وذهبت إلى حيث ينتظرها زوجها.
صعدت سلمى بجوار آمال وأخذت تنظر إلى والدها الذي ذهب دون أن يطلب رؤيتها
ماذا فعلت لتستحق ذلك العقاپ.
هل لأنها أحبت ابن خالتها وأختارته هو بدل ابن صديقه أم لأنه ناقما على خالتها التي تركت صديقه وتزوجت غيره.
ابتعد جواد عنهم قليلا كي يهاتف أخيه
_ ..
تحدث بانزعاج
_ انت مش شايف معاملتهم لينا كأننا چايين نتطفل عليهم.
_..
طيب يلا جوام عشان نلحق نعاود
اغلق الهاتف وعاد لسيارته ولم يمضي دقائق حتى جاء مؤيد واستقل مقعده وانطلقوا عائدين إلى بدلتهم
واثناء عودتهم
حاولت آمال التحلي بالصبر كي لا يضيع أجرها ويجعل الله من صبرها نصيبا من جنة الخلد بقصر فيها كما وعدنا
لم يستطيع أحد التفوة بكلمة وظلوا على صمتهم كلا في واديه
فهي حقا فاجعة لهم جميعا وسيترك جرحها اثرا قويا لن تمحوه السنين
عادوا إلى منزلهم ليقيموا عزاء في بلدتهم
في منزل حمدان
وقفت سهر امام غرفة والديها تنتظر خروجهم على أحر من الجمر وقلبها ېتمزق على حبيبها
لابد أن تنهي خصامهم وتعود إليه لتقف بجواره.
خرج حمدان وزوجته ليجد ابنته تقف على جمر ملتهب فأسرعت إليه تقول
_ يلا يابا بسرعة افتح الدار جبل ما يوصلوا
أومأ له وتحدث برزانة
_ يلا يابنتي ربنا يصبر جلوبهم عليه
خرجت مع والديها وتركت طفلها مع اختها حتى ينتهي العزاء
وفور وصولهم للمنزل