رواية الـتــل رانيا الخولي الفصل الخامس
والدتها كثيرا
سخر من نفسه
فبماذا تختلف فكلهم بنات حواء
تنهد بتعب ووقف مستندا على السيارة ينظر للمارة
كلما وقع نظره على فتاة يظنها هي حتى تمر من أمامه ويراها تشير لسيارة أجرة
إذا ليست هي.
وأخرى وأخرى
تنهد بتعب حتى ظهرت هي أمامه تتعثر في سيرها بتلك الحقيبة الكبيرة
مؤكد هي
وتماما كما أخبره صديقه عندما علم بعمله في القصر
فلتملي عينيك بجمال ابنة اللبنانية.
بالحق نطق
فتلك الفاتنة قد جذبت كل العيون لها
وقف ينظر إليها بتسلية وهو يشاهدها تنظر في ساعتها ويبدو أن هاتفها قد نفذ شحنه
فأعادته إلى الحقيبة وقد شعرت بالملل والتعب أيضا
تقدم منها ليحمل حقيبتها دون التفوه بكلمة مما جعلها تندهش وتسأله
_ انت مين وبتعمل ايه
أجاب ببساطة
_ عامر بيه طلب مني اوصلك للجصر.
_ آه هو انت السواق الجديد
_ ايوة.
حمل الحقيبة ووضعها في السيارة وصعدت إليها وهي تندهش فمن يراه لا يصدق أبدا بأنه سائق.
أخذ آدم مقعده في السيارة وباشر في قيادتها وبين الحين والآخر ينظر إليها في المرآة
فليملي عينيه قليلا كي تهون عليه ذلك الطريق الطويل.
احتك إطار السيارة بالطريق عندما ضغط على المكابح متفاديا تلك السيارة التي قطعت الطريق أمامهم مما جعلها تصرخ پألم عندما صدم ذراعها بحافة الباب
_ انتي زينة
أمسكت ياسمين ذراعها پألم شديد ولم تستطيع الرد
ترجل مسرعا وفتح باب السيارة ينظر إلى ذراعها الذي أمسكته پألم وعاد يسألها
_ دراعك فيه حاچة
ادمعت عينيها من شدة الألم وقالت
_ دراعي بيوجعني أوي
ازداد شعوره بالقلق وسألها
_ نروح المستشفى
أومأت پألم
_ اه بسرعة.
عاد الى مكانه وانطلق بالسيارة إلى المشفى القريب منهم ثم اتصل على عامر يخبره بما حدث.
وقف ينتظر أمام المشفى وهو يشعر بالاستياء من نفسه
لقد كان السبب فيما حدث لها
ظل يأنب نفسه حتى وجدها تخرج من المشفى وقد وضع ذراعها داخل حامل
عودة للحاضر.
وقف أمام المنزل ينتظر خروجها فوجدها تخرج وتترجل الدرج أمامه وهو يحاول بصعوبة غض بصره عنها
لكن قلبه آبى ذلك وأخذت وتيرته تزداد پعنف
كذلك الأمر معها لكنها مازلت على عهدها ولم تبالي بتلك الضربات القوية التي اعلن عنها قلبها العاصي
صعدت السيارة ولم تهتم له
وصعد هو بدوره منطلقا بها إلى القصر
الصمت سيد الموقف والعيون تحارب كي لا تلتقي
وحده القلب الذي لا سلطان عليه هو المتحرر الوحيد
ما تلك اللعڼة التي سقطت عليه وما هو الخلاص منها
ظل على حاله حتى وصل إلى القصر
ترجلت ياسمين من السيارة وهي مازالت تحارب عينيها التي تتوق للنظر إليه واسرعت بالدخول للقصر فتجد الجميع منتظرها
شعرت بالرهبة من الموقف لكنها تحلت بالقوة وتقدمت منهم وجلست بجوار جواد بعدما ألقت عليهم السلام
اشاحت بوجهها بعيدا عن عين خالد التي ترمقها بعتاب وكأنها هي من اخطأت بحقه
إذا ظن بأن طريقته تلك ستجعلها تتراجع فهو واهم
بدأ المأذون بعمله وطلب من خالد إلقاء كلمة الطلاق عليها
لكنه خالد التزم الصمت قليلا ثم تحدث بوجوم
حملت نور حقيبتها وخرجت من الغرفة وعينيها تجوب المكان بوداع وكأنه وداع أخير
اليوم سترحل ولا تعرف ماذا يخبئ لها القدر
لكن ليس بيدها شيء سوى الذهاب لوالدته ربما تجد الراحة والسلوان هناك.
خرجت من الشقة ونزلت الدرج ولم ترحمها تلك العيون السائلة وهي تراقبها حتى خرجت من البناية
أوقفت سيارة أجرة وأملته العنوان
عليها أن تذهب للشقة لتأخذ قسيمة الزواج وتريها لوالدته كي تكون عونا لها من اي إتهام
طلبت من السائق الانتظار وصعدت إليها بالمفتاح الذي تركه معها فتدلف للداخل وتعود إليها الذكريات
كيف دلفت ذلك اليوم معه وقد قام باحضار المأذون لعقد قرانهم
كيف رفضت وأصرت على الرفض وكيف أقنعها ووعدها بأشهاره في الوقت المناسب
لم ېكذب عليها بل كان واضحا معها منذ أن اعترف بحبه لها
واعترفت هي أيضا بمكنونها
لم تختبر الحب يوما لذلك عندما طرق بابها فتحت له بكل ثقة ورحبت بتلك المشاعر التي شعرت بها معه
كيف عوضها عن الحنان الذي افتقدته من والدها وكيف اغدقها به
وجدت معه كل شيء حرمت منه ولذلك استسلمت له طواعية
وها هي الآن تدفع الثمن غاليا
تقدمت من غرفة النوم