الأحد 01 ديسمبر 2024

قصه جديده

انت في الصفحة 19 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز


بعودته لهم إلا أنهم شعروا بأن به شيء غريب وكأنه شيء عكر مزاجه وانتشل البهجة من على وجهه 
والآن يجلس فوق مقعده يتناول الطعام بصمت بالواقع بل هو يعبث بصحنه دون أن يأكل مما أصاب أمه بالدهشة والقلق التي تبادلت النظرات مع ابنتها بحيرة ثم قالت تسأله باهتمام 
هشام ياحبيبي مش بتاكل ليه !! 

لم يرفع نظره عن الصحن إلا حين أجاب على سؤالها بسؤال آخر كان له أثره عليهم هم الاثنين 
خبيتي عليا ليه أنها اتخطبت يا ماما !
توقفت شقيقته عن مضغ الطعام الذي بفهمها وثبتت نظرها على أخيها بدهشة وقلق من ردة فعله بينما أمها فابتلعت ريقها بتوتر وغمغمت بخفوت 
محبتش ازود همك ياحبيبي احنا عارفين كويس إنت سافرت ليه أساسا فمكنش ليه داعي اقولك وازيد ۏجع قلبك 
هشام پغضب بسيط وصوت مرير 
أنا راجع عشانها كنت هسيب كل حاجة ورايا ومش ههتم بأي شيء وكنت ناوي اطلب أيدها وامبارح لما عديت عليهم وشوفتها شوفت الدبلة في أيدها فكرك كدا إني ارتحت بالعكس حسيت بسكاكين في قلبي ياريتك قولتيلي قبل ما آجي
انفلعت أمه وصاحت پغضب وألم 
آه اقولك عشان تغير رأيك ومتجيش إذا كان إنت بنفسك بتقول رجعت عشانها مقولتلكش ياهشام وخبيت عنك ولو رجع بيا الزمن هعمل كدا تاني
ثم استقامت واقفة وهرولت مسرعة للداخل
بينما ألاء فاخذت تنقل نظرها بين أخيها وبين أثر أمها بالخلف التي اختفت داخل الغرفة وتلوى فمها بضيق وحزن أصابتها وغزة بسيطة بجسدها حين شعرت بصوت الشوكة الشديد يرتطم بالصحن ثم يهب أخيها واقفا هو الآخر ويتجه نحو باب المنزل ليغادر تماما !! 
لم يعد للمنزل منذ ليلة أمس بقت مستيقظة إلى ما يقارب الثالثة صباحا على أمل أن يعود لكن بات انتظارها بلا فائدة حتى تمكن منها سلطان النوم وغطت بسبات عميق و قد اشرقت صباح يوم جديد ولا وجود له حتى الآن حاولت الاتصال به لمرة واحدة وقد عزمت أنها ستتحجج بأي شيء عن سبب اتصالها لكنه لم يجيب عليها حتى 
بينما تقف بالمطبخ تقوم بتحضير كوب لبن صباحي لها وعقلها شارد به وأين قد يكون ذهب انتفضت بفزع على أثر صوت صفع باب المنزل فسقط من يدها كوب اللبن لينسكب على الأرض وتتناثر جزئيات الزجاج الصغيرة في الأرض بأكملها ولسوء حظها أنها لم تكن ترتدي الشبشب المنزلي فضغطت بالخطأ فوق قطعة زجاج 
انطلق من بيت شفتيها تأوها مرتفعا پألم كان أشبه پصرخة ودقيقة بالضبط فور ما حدث رأته يدخل المطبخ ويقف على مسافة بسيطة منها هاتفا باستغراب 
حصل إيه ! 
لم يحصل على الرد منها فكانت تمسك بقدمها وتأن پألم مغمضمة عيناها بقوة ويسقط من قدمها قطرات دماء اندفع نحوها مسرعا بقلق وحملها فوق ذراعيه فورا هاتفا في حدة ولهجة صارمة 
ادي نتيجة إنك واقفة من غير الشبشب !! 
صاحت به پغضب ممزوج بتأوه صدر منها 
متتعصبش عليا 
لم يجيب عليها وتجاهلها تماما حتى وصل للغرفة فأجلسها فوق الفراش واتجه نحو الحمام يجلب منه المعقم واللاصق الطبي والقطن ثم يعود إليها ليجثى أمامها على الأرض ممسكا بقدمها ويمد أنامله لكي يسحب قطعة الزجاج فشعر برتعاشتها البسيطة في خوف لانت نظراته وكذلك نبرته ليغمغم في حنو 
هتوجعك لازم معلش استحملي
أغلقت على عيناها بقوة وبعد ثواني انطلقت منها آها عاليا پألم عندما شعرت به يسحبها ثم بدأ بتعقيم جرحها ومسح الډماء برفق ورقة شديدة وهي تتأمله دون حركة رأته منزعجا وربما سيتعمد تجاهلها والابتعاد عنها اليوم وربما لأيام بسبب ما قالته لا ينظر لها أو يداعبها ويعبث معها ككل يوم استاءت من سكوته فقررت هي أن تجعله يتحدث حيث قالت 
هنا إمتى هتجيبها ! 
عدنان بهدوء دون أن يتطلع لها 
بعد الشغل وأنا راجع هعدي اخدها 
هتفت بعناد مقصود حتى تثير أعصابه وتجعله يتحدث فربما يلومها على ما قالته هي تدرك أنها أخطأت ولم يكن عليها أن تختار الأكثر سوءا لټطعنه بها وبدلا من أن تضايقه وتشعره بنفورها منه ضغطت على كرامته ورجولته دون أن تشعر 
أنا عايزاها تيجي دلوقتي كفاية أوي قاعدة مع مامتك من امبارح بليل 
رفع نظره لها أخيرا وحدجها باستنكار رافعا حاجبه اليسار قبل أن يستقيم واقفا ويهتف في موافقة وهدوء عجيب 
حاضر هجبهالك قبل الشغل أي أوامر تاني ! 
اشتعلت غيظا من رده لكنها التزمت الصمت وهزت رأسها بالرفض ثم اخفضت نظرها تتفقد قدمها التي ضمد جرحها جيدا وانتهى منه فقالت في خفوت 
شكرا 
العفو بس مت 
طيب أنا عايزة ادخل الحمام 
هز
رأسه بيأس مع شبه ابتسامة بسيطة قبل أن ينحنى عليها مجددا ليهم بحملها لكنها هتفت مسرعة برفض 
لا
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 51 صفحات