قصه جديده الفصول 41-50
كنت هثق فيها وفي حبها ليا بس هي اختارت الطريق الأسهل وحتى محاولتش تتفاهم معايا
فاطمة برزانة وهدوء تام على عكس ثورانه هو
حاتم إنت اللي غلطان يابني اتعصبت عليها امبارح واتهمتها إنها عملت كدا قصد وبرضوا مكنش ينفع تبص لجلنار نهائي
هتف منفعلا
اقتربت منه وتمتمت برجاء وصوت لين
وافق ياحبيبي وخليها ترتاح واعملها اللي هي عايزاه بلاش تخسر مراتك هي بتحبك بجد
مفيش مشاريع هتتم مع عدنان الشافعي
انهي عبارته واندفع لخارج المطبخ ومنه لخارج المنزل بأكمله وكانت هي حبيسة غرفتها بالأعلى تبكي بحړقة وألم كلاهما لا يتنازلان عن عنادهم وكبريائهم !!
الو
أجابت الخادمة بالمنزل على الهاتف في صوت مزعور
عدنان بيه الحق الست هانم تعبانة أوي !!
تعبانة إزاي يعني !
الخادمة بصوت مرتعد
مش قادرة تاخد نفسها وحراراتها عالية
أجابها بإيجاز وقلق
طيب خليكي جنبها وأنا جاي في الطريق حالا
أنهت المكالمة وانزلت الهاتف من فوق أذنها ثم حدقت بأسمهان المسطحة فوق الفراش وتتطلعها بعينان واهنة لتسألها الخادمة بقلق
لمعت عيناها بسعادة وقالت
هو قالك جاي
أيوة قالي هيجي حالا
أسمهان بصوت متعب وواهن
أنا بقيت كويسة شوية ولما يجي ابني هبقى زي الفل
دقائق طويلة نسبيا وتوقفت سيارة عدنان أمام المنزل ونزل منها ليقود خطواته المسرعة للداخل رغم خلافاته مع والدته ومقاطعته لها لكنها ستظل أمه !
أنا اتصلت بالدكتور وهو جاي في الطريق دلوقتي إنتي بقيتي كويسة شوية ولا لسا تعبانة
رفع كفه يتحسس حرارة جبهتها فوجدها مرتفعة بالفعل كما أخبرته الخادمة بينما هي فطالعته بحنو وهمست بخفوت
بقيت كويسة ياعدنان ياحبيبي لما شوفتك وحشتني أوي يابني
حدقها بجمود للحظات طويلة دون إن يجيب عليها حتى ارتفع صوت رنين هاتفه فأخرجه فورا واستقام واقفا يجيب على الطبيب الذي أخبره بوصوله فغادر الغرفة يتجه لباب المنزل حتى يستقبله
بعد وقت طويل نسبيا انتهى الطبيب من فحصه لها وكتب لها العلاج المناسب لحالتها الصحية ثم غادر فبقى عدنان واقفا بجانب فراشها وهتف بخشونة
خدي بالك من نفسك ومتهمليش في صحتك إنتي سمعتي الدكتور قال إيه
تطلعته أسمهان بحزن وقالت في رجاء وأمل
مش كفاية يابني عقابك ليا ده أنا اتعلمت من غلطي ومش هقرب من جلنار تاني نهائي بلاش تعاقبني ببعدك عني ياعدنان إنت عارف أنا مقدرش اعيش من غيرك إنت وآدم
تنهد الصعداء بقوة قبل أن ينحنى عليها ويملس بلطف فوق كتفها هاتفا في نبرة جافة بعض الشيء
الف سلامة عليكي أنا قاعد برا لو احتجتي حاجة خلي بدرية تقولي
لم يهملها الفرصة لتجيب عليه حتى بل انتصب في وقفته فور انتهائه من عبارته واندفع لخارج الغرفة ليتركها تتأفف بخنق وعدم حيلة امتزجت بحزنها وبؤسها !
قاد خطواته الثابتة تجاه غرفته ووقف أمامها للحظات بسكون ونظرات مظلمة قبل أن يمد يده ويفتح الباب ببطء ثم يدخل ليتجول بنظره بين أرجاء الغرفة وكأنه لم يدخلها منذ قرن كل شيء بمكانه وموجود باستثنائها هي ! يشعر بها في كل ركن من أركان الغرفة وذلك الشعور ېخنقه ويثير أعصابه
وقعت عيناه على مقعد وثير وهزاز كانت لطالما اعتادت أن تجلس عليه وهي تحتسي شرابها الصباحي الدافيء في الشتاء وحين الټفت برأسه تجاه الفراش أظلمت عيناه والتهبت نيران صدره اكثر ذلك الفراش شهد على جميع الليالي التي كانت تسكن بها بين ذراعيه وحين كان هو يمطرها ويشبعها بحبه وحنانه كانت هي
ټطعنه من الظهر وربما بالليلة التالية تصبح بين ذراعيه ذلك الوغد كيف تمكنت من فعلها ! هل الخېانة هي جزاء الإحسان والحب !!!
بقى واقفا يضع يديه بجيبي بنطاله في هدوء تام وجمود ملامح لكن نظراته كانت مريبة وهو يتجول بهم بكل جزء بالغرفة ورغما عنه استمر عقله في استرجاع الذكريات لتقذف بذهنه