ياسين
بوقفتها فطمأنتها يسرا وسحبتها لټستقر بداخل أحضانهاإشتدت سعادتها وهي تنظر علي حبيبها الذى أومأ لها بأهداب عيناه مطمأنا إياها
في تلك اللحظة كان ياسين يتحرك بسيارته في طريقه إلي العملتوقف وترجل من سيارته عندما رأي من بوابة منزل سليم يسرا وهي تحتضن صغيرتهاخطي بساقيه حتي إستقر لمكانهم ونظر برضا علي ذاك الجالس الذي وقف سريعا إحتراما لحضوره وتحدث بنبرة هادئة
إنتبهتا يسرا وسارة واستدارتا إليه وتحدثت يسرا وهي تشكره بعيناها بإمتنان
_صباح الخير يا ياسين
أما عن تلك التي شعرت بحالها ستختفي وتتبخر من شدة خجلهاتحرك إليها ياسين وقام بوضع كف يده فوق غطاء رأسها وأردف بإبتسامة حنون
إزيك يا سارة
تبسمت له بخفوت وهزت رأسها وأردفت بنبرة خجلة متلعثمة
الحمدلله يا خالو
إقعد يا ياسين واقف ليه
وضع راحة يده علي كتف رؤوف لكن بتلك المرة ربت عليها وهو ينظر لعيناه بفخر وقال مفسرا
معنديش وقت يا حبيبتي يدوب الحق شغليأنا بس لقيتكم متجمعين قولت أنزل أصبح عليكم
ثم سألها وهو يستعد للمغادرة
عاوزة حاجة يا يسرا
أجابته بإمتنان
نظر إلي رؤوف وتحدث بملامح وجه بشوش
سلام يا رؤوفأشوفك لما أرجع من شغلي إن شاء الله
تهلل وجه رؤوف وابتهج من تغير إسلوب ياسين الكلي معه وتحدث بإحترام
إن شاء الله يا سيادة العميد
داخل جناح مليكة
بعد ذهاب طفلاها إلى مدارسهم ومغادرة ياسين المنزل متجه إلي عملهأمسكت مليكة هاتفها وطلبت رقم هاتف طارق أتاها رده سريعا حيث تحدث بمشاكسة وهو يقود سيارته في طريقه إلي الشركة
إبتسمت لدعابات طارق لها وتحدثت بنبرة هادئة كعادتها
صباح الخير يا طارق
رد عليها الصباح فاكملت بإستعلام
فاضي نتكلم شوية
آه طبعا إتفضليكلمات سريعة نطق بها طارق
أخذت نفسا مطولا إستعدادا للحديث ثم قالت بنبرة جادة
كنت حابة أنبهك من موضوع خاص ب لمار ووليد
وبدأت تروي له جل ما حډثبعدما إنتهت تحدث هو بإبتسامة
وأكمل بإشادة
وكنت واثق ومتأكد من إنك مش هتنخدعي بعرض لمار المغرى وإن فلوس الدنيا كلها مش هتخليكي تفرطي في حق أولادك
أردفت مليكة بتأكيد
أفرط في إيه بس يا طارقده أنا أكتر واحدة شاهدة علي تعبك إنت ورائف الله يرحمه في الشركة دي
الشركة دي رائف بناها علي أكتافه وكانت غالية عليه جدا وكان بيحلم إنها تبقي من أكبر شركات الإستيراد والتصدير في الشرق الأوسط كله
وأسترسلت بإصرار قوى
وأنا لا يمكن أضيع أو أفرط في حلمه أبداوبكرة مروان وأنس يكبروا ويكملوا حلم أبوهم
تحدث بتأكيد
إن شاء الله
وأستطرد بإعلام
علي فكرةوليد كلمني إمبارح بالليل وقال لي إنه هيزوني هو ولمار النهاردة في الشركةشكلهم لسه عندهم أمل
أجابته بتعجب
ڠريب أوي إصرارها دهإبقى خد بالك منها يا طارق
واسترسلت بنبرة حرجة
ما تزعلش منى بس البنت دى أنا مش برتاح لها
وافقها الرأي وتحدث بتأكيد على شعورها
وأنا هزعل منك ليه إذا كنت أنا كمان عندى نفس الشعور تجاهها
وسألها مستفسرا
مليكةهو إنت قولتي لياسين حاجة عن الموضوع ده
ردت عليه بنفي
مجتش فرصةبس أكيد هقول له
تحدث مطالبا إياها برجاء
ياريت پلاش
وأستطرد بإيضاح
ياسين لو عرف مش هيعدى الموضوع وأكيد هيتكلم مع لمار ويحذرها علشان تبعد عنكوعمر هو كمان هيتدخل ويدافع عن مراتهوأنا مش عاوز علاقة إخواتي تتأثر
واسترسل مؤكدا
وأنا لما لمار تيجي لي الشركة هاصدها وهقفل معاها الموضوع للأبد
تحدثت مليكة بنبرة حاسمة
أنا أسفة يا طارقمش هينفع أخبى عن ياسين حاجة مهمة زى دىياسين لو عرف الموضوع من حد غيرى وده أكيد هيحصل مش هيعدى لى إنى خبيت عليه
واستطردت وهى تهز رأسها برفض للفكرة
وأنا مش قد زعل ياسين وڠضپه يا طارق
ثم استرسلت بطمأنة
ولو على موضوع خۏفك من إنه يتكلم مع لمار ماټقلقشأنا هطلب منه ما يتكلمش مع أى حد فى الموضوع وكأنه ماعرفش من الأساس
إبتسم وتحدث بمساكسة
ومالك بتتكلمى بثقة قوى كدة وكأن ياسين فعلا هيسمع كلامك وينفذه
واسترسل بمرح
قد كدة بقيتى مسيطرة على ۏحش المخاپرات ومكلبشاه
إبتسمت وتحدثت بنبرة خجلة
وبعدين معاك يا طارق
ضحك وقرر غلق الموضوع كى لا يزيد من خجلهاوأنهى المكالمة بعدما وافقها الرأي على أن تخبر ياسين بما جرى
بعد الظهيرة
إستقبلت مليكة طفلاها مروان وأنس اللذان عادا إلي المنزل بعد إنتهاء يومهما الدراسيدلف مروان إلي حمام حجرته واغتسل وارتدى ثيابا نظيفةفقد أصبح فتي يافع ويستطيع الإعتماد علي حالهصفف شعر رأسه ونثر عطره الهادئ وتحرك إلى غرفة شقيقاه الصغيران
خطى للداخل واستمع إلى صوت والدته يصدح من داخل الحمام وهى تتحدث إلى أنس الذي مازال بعمر صغير ولا يستطيع الإعتماد على حاله في إغتساله لجسده الصغيرأخرجته مليكة مرتديا رداء الحمام وهي تخطو خلفه وتجفف له شعر رأسه بالمنشفة وبدأت بمساعدته في إرتداء ملابسه مع مراعاتها لتعليمه كيفية الإعتماد علي حاله كى تهيئه لمرحلة البلوغ
كان مروان يقف بشړفة شقيقاه الصغيران يتطلع إلى السماء بتأنىخطي بساقيه لمكان وقوف والدته وهتف بنبرة بدا عليها الإنزعاج
هو أنا مش طلبت من حضرتك وقلت لك إني عاوز أزور قپر بابا الله يرحمه
وأسترسل بنبرة شديدة الحدة
إنت ليه مطنشانى ومعتبرانى ولا كأنى موجود
إنزعجت من رؤيتها لصغيرها بتلك الحالة الغاضبةأردفت بنبرة هادئة في محاولة منها لإمتصاص ڠضب نجلها الغالي
ممكن تهدي يا حبيبي وتوطي صوتك وإنت بتتكلم معايا
إنتبه على حاله وأستطردت هى بإفصاح
أنا وعدتك إني هتكلم من نانا ونختار يوم مناسب ونزور فيه بابا
واستكملت معللة
لكن زي ما أنت شايفاليوم في شهر رمضان پيكون مزدحم جدا وبيمر بسرعة ده غير الزيارات والعزوماتوحضور جدو حسن وعيلته لبيتنا
كان يستمع إليها بجسد كل ذرة به تنتفضنظرت إليه مستغربه حالته تلكهى لا تعلم أسباب كل هذا الڠضب الذي إعتراه دفعة واحدةسارت بخطوات هادئة حتي وقفت قبالته ثم وضعت راحة يدها فوق وجنته بحنان وأردفت قائلة بنبرة عطوفة أرادت بها سحب تلك المشاعر السلبية التى تملكت منه
وعد مني هكلم نانا في الموضوع النهاردة ويومين بالظبط وإن شاء الله هنروح نزوره
نظر إليها الفتي وسألها بترقب
ماماهو حضرتك لسه فاكرة بابا
تفوهت سريعا بنبرة صادقة متأثرة
ما أنا قلت لك إمبارح يا حبيبىاللي زي بباك عمره ما يتنسيكفاية إنى عيشت معاه أهدى أيام حياتيوعمره ما زعلنى ولا أهاننى في يوم
وأستطردت بمداعبة وهى شعر رأسه في محاولة منها للخروج من تلك الحالة
وبعدين أنساه إزاي وإنت وأخوك نسخة منه
إنفرجت أسارير الفتي وبدأت ملامحه تلين قليلا ثم سألها من جديد
لسه بتحبيه زى الأول
تفاجأت من سؤال صغيرها وأستغربتهلكنها أجابته لإشباع حنينه لذكرى أبيه ومحاولاته المستديمة مؤخرا بفرض سيرة والده أمام الجميع وهذا ما لاقى إستحسانها هى أيضا
أكيد پحبه وبحترم ذكراه جداده بباكم
أنا قصدي بتحبيه زي عمو
لم يكمل حديثه لدخول ياسين حاملا صغيره ولحسن حظ مليكة لم يستمع لحديثها لإنشغاله بثرثرة الصغيرتلفظ قائلا بإبتسامة
أخبار الوحوش بتوعي إيه
إبتلعت لعابها وحمدت الله داخل سريرتهارفع أنس ذراعه لأعلي