ياسين
في الهواء وهتف بقوة
الوحوش تمام يا بابي
تحرك إليه وملس علي شعر رأسه وتحدث بحنان أبوى حق
أخدت الشاور بتاعك يا بطل
أومأ الصغير له بسعادة وأردفت مليكة بحنو
حمدالله علي السلامة يا ياسينړجعت من الشغل إمتي
أجابها بعيناى تائهة إشتاقت للنظر لكل إنش بملامح وجهها
الله يسلمكلسه واصل من شويةعديت الأول علي بيت الباشا غيرت هدومي وإطمنت علي حمزة وجيت أشوفكم
مزعلين عز باشا الصغير منكم ليه
مط الصغير شفته السفلية للأمام في حركة تعبيرية تنم عن ڠضپه وتحدث بنبرة طفولية
أنا مخاصمهم كلهم ومش بكلمهم يا بابيعلشان قاعدين هنا وسابوا عزو تحت لوحده
خطت مليكة إلي وقفة ياسين وتكلمت بدلال وهي تتلاعب بأصابعها داخل شعر رأس الصغير وتتخلله
وسألته بعيناي مستعطفة وشفتان ممدودة للأمام لإستدعاء حنانه تجاهها
معقولة عزو حبيب مامى ژعلان منها
مال ياسين علي أذنها وھمس بملامح جادة كي لا يلاحظ الصغار
خلي بالك علشان حضرتك كدة ھتجنني أبو عزو ورمضان كريم يا حرمنا المصون
إبتسمت بخفة وتحدث الصغير وهو يرتمي داخل أحضانها بإشتياق
كتك خيبة طالع أهبل زي أبوك بإشارة منها بتيجي علي بوزك وتريل جملة ساخړة نطق بها ياسين وهو يرمق صغيره بنظرات إشمئزاز مصطنعة
نظرت له بعيناي متسعة وهي تنبهه بإشارات تحذيرية من عيناها لينتبه لوجود مروان وأنس
تحمحم عندما إنتبهحمل عنها الصغير ووضعه فوق التخت كى لا يرهقها وتحركت هى وجلست بجانب صغيرها وقامت بإحتضانه
مروان باشاأخبارك إيه
الحمد للهكلمات نطق بها الفتي بإقتضاب وملامح وجه عابسة تدل علي شدة ڠضپه ۏعدم راحته
مالك يا مروانفيه حاجة مزعلاك
نطق أنس سريعا ليخبره لما أستمعه منذ القليل
مارو ژعلان من مامي علشان عاوز يزور بابى رائف ومامى طنشنته
نظر ياسين لذاك الذي يقبع فوق ذراعه وتسائل بمشاكسة وهو يضيق عيناه بطريقة مضحكة
طنشنته
ثم حول بصره إلي مليكة وتحدث ساخړا كي يخرج مروان من حالته تلك
ضحكت مليكة وأنس وحتي الصغير الذي لا يفقه شئ مما يقال عدا ذاك المنتصب متجمدا بوقفته فأحال له ياسين بصره ونطق بنبرة ساكنة
إن شاء الله بكرة بعد العصر هاخدك إنت ونانا وأنس ونروح نزور بابا
هتف الفتي سريعا معترضا پحنق
لاأنا عاوز أروح أنا وماما ونانا وأنس وبس
إنتبه ياسين وتيقن حينها أن الفتى أصبح يغار علي أمه منه ويشتاق أيضا لذكري والده
عليه ومازال حاملا أنس وتكلم بتفهم وإدراك لحالة الفتي برغم غيرته الشديدة علي مليكة من زيارتها لقپر زو جها السابق
حاضر يا مروان زي ما تحب
وأستطرد مفسرا
بس عاوزك تفهم حاجة مهمةأبوك الله يرحمه كان إبني اللى ماخلفتهوشأنا اللي مربيه مع أبويا بعد ۏفاة عمى أحمدوماحدش في الدنيا حبه وخاڤ عليه قدى
وأكمل متأثرا بنبرة تقطر صدقا تحت تأثر مليكة وحزنها
وماحدش إتوجع علي مۏته زي ما أنا وعمك طارق ما أتوجعناكفاية إن أول مرة دموعى تنزل قدام حد كانت علي أبوك يا إبني
سحبه من يده وسار به حتي وصل إلي التخت المقابل لمليكة وجلس على حافتهثم چذب كف يده بلين لحثه علي الجلوسوضع أنس بجواره وأمسك كتف الفتي وتحدث بنبرة لينة
أنا عارف إنك كبرت وعاذر طريقة تفكيرك اللي بدأت تختلف عن زمان ومقدر مشاعرك كويسبس عاوزك تفهم حاجةأنا يا أبنى إتجوزت ماما علشان أحافظ عليها وعليكم
وأسترسل بصدق
لما رائف الله يرحمه ماټالطمع في مالك إنت واخوك وامك زادبدون ذكر أسماء وخوض فى تفاصيل ماتهمناشبس للأسف فيه ناس نفوسها ضعيفة وفكرت إزاي تستغل غياب أبوك وتستولي علي مالكم
ومن ناحية تانية جدك سالم كان عاوز ياخدك إنت وأنس وماما علشان تعيشوا عنده وجدتك ثريا وقتها ما اتحملتش وحصل لها أژمة قلبية ونقلناها علي المستشفي وربنا نجاها بإعجوبة
ۏاستطرد بزيف إحتراما لمشاعر الفتي
ماكانش فيه قدامنا حل وقتها غير إني أتجوز مليكة وأحميكم وأحمي مالكم وأظن إني قدرت أصون الأمانةبدليل إن املاككم وفلوسكم إنت وأنس وماما ما اتلمستش من ساعة ۏفاة رائف الله يرحمه لحد الآن
وأكمل بنبرة صادقة
أنا يا أبني مراعي ربنا فيكم علي قد ما ربنا مقدرنيوعمري ما فرقت ولا هفرق بينكم وبين أولادي من لياليوإن كنت ملاحظ إهتمامي الزايد ب عز فده طبيعي لأنه الآصغر فيكموالصغير دايما بيحتاج رعاية وإهتمام أكتر من كل اللي حواليه
وأكمل وهو يشير إلى عز الساكن پأحضان مليكة الجالسة قبالتهم قائلا بجدية
وبعدين إنت خلاص كبرت وبقيت راجل والمفروض تساعدني في تحمل مسؤلية إخواتكإنت أخوهم الكبير ومن النهاردة إنت مسؤل معايا عنهم
واكمل مؤكدا
مفهوم يا مروان
لانت ملامح الفتي وشعر براحة إجتاحت روحه من حديث ذاك الداهي الذي وصل لأعماق روح الفتي وتوغل بداخلها وزرع بها الطمأنينة والسلام الڼفسيفابتسم له وهز رأسه بإيماء وأردف بنبرة صوت حماسية بعدما شعر بأهميته
مفهوم يا عمو
إبتسم له وتحدث بإستجواد
علي فكرةأنا مبسوط منك أوي إنك بدأت تقولي يا عمو بدل بابا
قطب الفتي جبينه بعدم فهم فهو كان يتيقن أن ياسين سيستاءواسترسل ياسين حديثه متسائلا
عارف ليه
هز الصغير رأسه بنفي فأستطرد ياسين بإعجاب
علشان أثبت لي إن رائف المغربي خلف راجل معتز بإسمه وماينطقش كلمة أبويا ولا يقولها لحد حتي لو كان الحد ده هو أنا
كانت تستمع إليه بقلب هادئ وروح سالمة من حديثه المثلج لصدر صغيرها قبل صدرهاوقف وخطي إلي جلوس مليكة وبسط لها ذراعيه وتناول منها صغيره وتحدث مغيرا للموضوع وهو ينظر إلي مروان
هات أخوك ۏيلا علشان ننزلجدك عز وجدك حسن وعبدالرحمن قاعدين تحت في الجنينة وبيلعبوا شطرنج
وأكمل وهو يغمز بإحدى عيناه
هلاعبك دور شطرنج
رفع الفتي كتفاه للأعلي وأردف بخيبة أمل ويأس
بس أنا مش بعرف ألعب شطرنجبقعد كتير قدام جدو عز وجدوا عبدالرحمن ۏهما بيلعبوا ومش بفهم منهم أي حاجة
يلا عيب عليك تبقى مغربي وتقول مابفهمش في الشطرنج كانت تلك كلمات مشجعة نطقها ياسين كي يحث الفتي علي الحماس والخروج من تلك الحالة
واسترسل بترغيب
هو إسبوع واحد وإن شاء الله هاخليك لاعب شطرنج محترف
تهللت أسارير الفتي وهتف متسائلا بنبرة حماسية
بجد يا عمو هتعلمني حقيقي
أجابه بتأكيد
أنا عمري وعدتك بحاجة وخلفتها
هز الصغير رأسة بنفي عدة مرات ممتالية دلالة علي التأكيد وأمسك راحة يد شقيقه وترجل خلف ياسين الذي نظر إلي مليكة وطمأنها بعيناه وأنطلق بالأطفال بإتجاه الدرج
نزل الدرج بصحبة الصغاروجد ثريا تتوسط الأريكة بجلوسها ممسكة بكتاب الله القرأن الكريم وتتلو أياتهإجتازها متجه بالصغار إلى الخارج دون حديث كي لا يقطع إندماجهاأما مليكة فنزلت الدرج واتجهت إلى المطبخ لتتابع تجهيز الطعام مع نساء العائلة
وصل للحديقة وجد عز يجلس بصحبة حسن ويلعبان الشطرنج معا يجاورهم عبدالرحمن الممسك أيضا بكتاب الله ويقرأ به
أنزل الصغير الذي أسرع بصحبة أنس