ياسمين
كده لو احتجتى حاجه تعرفيني
ثم استطرد قائلا
تمام يبقى اتفقنا .. خليها تيجيلى مكتبي بكرة الساعة 8 ان شاء الله .. ومتقلقيش عليها كرم صاحبي وعشرة عمر
ثم نظر اليها وابتسم بخبث قائلا
بس تخليها تيجي 8 بالظبط ها .. يعني متجليش بدرى ربع ساعة وتتأمص انى سايبها أعده وبكمل شغلى
ابتسمت ياسمين رغما عنها وتصاعدت حمرة الخجل الى وجنتيها .. شعرت بالحرج لتذكرها تسرعها فى هذا اليوم .. تأمل عمر وجهها بإبتسامه قائلا
تعرفى ان دى أول مرة فى حياتى أشوف بنت وشها بيحمر وبيحلو كده لما بتتكسف
نهضت ياسمين بسرعة قائله
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
قالت ذلك وانصرفت .. بل هربت .. منه .. ومن نفسها ..
أخبرت ياسمين ريهام ووالدهما بعرض العمل الذى قدمه عمر الى ريهام .. فقال والدهما
والله راجل فيه الخير .. ربنا يوسع رزقه
صفقت ريهام فى مرح طفولى قائله
أخيرا هلاقى حاجه انشغل فيها .. ده أنا كنت قربت أتجنن من كتر البص للحيطه
قالت ياسمين وقد ابتسمت لسعاده أختها
معادك بكرة ان شاء الله الساعة 8 متتأخريش
أتأخر ايه ده أنا هروح أبات على باب مكتبه من دلوقتى
ضحكت ياسمين .. وعانقتها ريهام فى حبور .. غادر والدهما الى غرفته .. فقالت ياسمين
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
تساءلت ريهام بإهتمام
لأ ... مين
صاحب البشمهندس عمر اللى شوفناه من البلكونه امبارح
قالت ريهام بمرح
ااااه الواد الموز اللى واخد قلم فى نفسه ده
قالت لها ياسمين
ريهام مش عايزه جنانريهام قائله بمرح
متخفيش عليا دى أختك تجنن بلد
توجهت ريهام فى صباح اليوم التالى الى مكتب عمر الذى أخذها الى مكتب كرم نهض كرم بعد أن رآهما .. فقدمهما عمر لبعضهما البعض قائلا
كرم دى الآنسه ريهام هتكون سكيرتيرتك طول فترة وجودك هنا .. انسه ريهام ده البشمهندس كرم
مد كرم يده ليسلم على ريهام قائلا بإبتسامه
نظرت ريهام الى يده الممدوده ثم نظرت اليه قائله
أهلا بحضرتك
نظر كرم الى يده ثم اليها قائلا
هفضل مادد ايدى كده كتير
تنحنح عمر وابتسم الى صديقه
قائلا
الآنسه مبتسلمش
نظر كرم الى صديقه ثم اليها وسحب يده ومسح بها على رقبته ورفع حاجبيه قائلا
والله .. طب كويس
انصرف عمر وتركهما يبدأن عملهما .. أعطاها كرم تعليماته و آراها مكتبها
أهم حاجه عندى الالتزام بالمواعيد أنا باجى المكتب 8 .. عايزك 8 بالظبط موجوده مش عايز دقيقة
تأخير ... اللى عايزه منك دلوقتى انك تجمعيلي كل الايميلات اللى محتاجه رد وتنسخيها عشان همليكى الرد اللى هتبعتيه لكل واحد فيهم .. فى أى مشكلة
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
لا يا فندم .. هبدأ حالا
بدأت ريهام فى عملها بنشاط أنهت ما طلبه منها وتوجهت الى مكتبه .. طرقت الباب ثم دخلت .. وجدت كرم يتحدث فى الهاتف وقفت أمامه
حتى أنهى مكالمته .. ثم قال
جمعتيم
أيوة يا فندم
أخذهم منها .. وأخذ فى املائها بالردود .. كانت سريعة فى الكتابة وهذا أسعده .. انتهت معه وذهب الى مكتبها لكتابه الردود واراسلها .. كانت فرحه تعمل بهمه وبدقه واتقان .. بعد لحظات طلبها كرم فتوجهت اليه .. قال دون أن يرفع عينيه عن الورق أمامه
هتلاقى عندك على الكمبيوتر ملف بإسم شركة
الصباحى هاتيلى منه كل أرقامهم
قالت وهى تهم بالإنصراف
حاضر يا فندم
استوقفها كرم بإشارة من يده قائلا وهو مازال منهمك فى الأوراق أمامه
اعمليلى قهوة دبل لو سمحتى
توقفت ريهام ونظرت اليه قائله
أفندم
قهوة دبل .. وبسرعة لو سمحتى
وقفت ريهام لحظات صامته وهى تشعر بالضيق .. ثم نظرت اليه وقالت بهدوء
أنا هنا سكرتيرة مش خدامه .. اعملها لنفسك أو اطلب من الفراش يعملها
قالت ذلك ثم توجهت الى الخارج ..رفع كرم رأسه ينظر الى الباب الذى خرجت منه للتو .. وهو يحاول استيعاب ما قالت .. جلست على مكتبها و قد بدأت فى البحث على الملف عندما أطل عليها قائلا
انتى قولتى ايه دلوقتى
نظرت اليه قائله وهى لاتزال جالسه فى مكتبها
قولت أنا سكرتيره مش خدامه
ثم أعادت النظر الى الكمبيوتر مرة أخرى
نظر اليها بغيظ ثم خرج وطلب من الفراش احضار قهوته وتوجه الى مكتبه ليكمل عمله
اتصلت ياسمين ب سماح قائله
لو انتى فاضية حبه أعدى عليكي نتكلم شوية
قالت سماح بقلق
خير فى حاجه
تنهدت ياسمين قائله
لا أبدا متقلقيش .. بس حبه أتكلم معاكى .. هو زوجك هيرجع امتى
لا النهاردة أيمن هييجى متأخر لانه خارج يتعشى بره مع صحابه
طيب تمام هعدى عليكي الضهر كده
وشغلك
هاخد أجازة النهاردة .. وأصلا مفيش شغل كتير النهاردة
قالت سماح بقلق
قلقتيني يا ياسمين
طمأنتها قائله
قولتلك متقلقيش .. حبه بس أتكلم معاكى
طيب هتعرفى تيجي لوحدك
أيوة الطريق سهل وكمان هركب مش همشى أكيد .. قوليلى بس أركب ايه وأنزل فين .. أنا عارفه شكل الشارع والعمارة بس معرفش اسم الشارع
أعطتها سماح العنوان .. وتوجهت ياسمين الى بيت صديقتها التى استقبلتها بالترحاب .. عادت من الطبخ بالعصير وقدمته الى صديقتها قائله
قوليلى بأه مالك فى ايه
أخذت ياسمين رشفه من العصير قائله
مفيش .. حبه أتكلم معاكى عامة .. مش فى حاجه محدده يعني
نظرت اليها سماح بإمعان .. ثم قالت
طيب مفيش مشكلة .. اتكملى
نظرت اليها ياسمين قائله
أخبارك ايه .. مبسوطة
ابتسمت سماح قائله
الحمد لله .. أنا مكنتش أتمنى زوج أحسن من أيمن .. ربنا يباركلى فيه
ابتسمت ياسمين قائله
انتى يا سماح حد طيب أوى وتستاهلى كل خير .. مش الطيبون للطيبات .. كان لازم ربنا يرزقك بواحد زى أيمن .. لأنك تستاهليه
عانقت سماح صديقتها وابتسمت قائله
وانتى كمان طيبة وتستاهلى كل خير .. وبكرة ربنا يرزقك بواحد طيب زيك
ابتسمت ياسمين بضعف .. ساد الصمت بينهما لفتره .. كانت سماح تفهم صديقتها جيدا وتعلم بأن هناك ما يشغل بالها .. لكنها لم ترد الضغط عليها .. قطعت ياسمين الصمت قائله
سماح عايزة أسألك عن حاجه
خير يا حبيبتى اتفضلى
قالت ياسمين بشئ من التردد وهى تعبث بأصابعها بكوب العصير الذى بين يديها
صاحب زوجك ..
سألتها سماح
مين تقصدى
قالت بأرتباك
اللى انا بشتغل فى مزرعته
أيوة .. عمر .. ماله
قالت بإرتباك
تعرفى عنه ايه
صمتت سماح قليلا ثم قالت
اللى أعرفه ان هو وأيمن وصاحب تالت ليهم اسمه كرم .. صحاب من أيام الجامعة .. وأيمن فضل على تواصل معاهم بعد ما سافر كل فترة .. بس فى اخر سنتين الاتصالات بينهم اتقطعت ..
تأملت سماح ياسمين قائله
بتسألى ليه
قالت ياسمين وهى تتظاهر باللامبالاة
عادى .. فضول مش أكتر
لكن سماح شعرت بأن الأمر أكثر من مجرد فضول .
مكثت ياسمين ساعتين ثم همت بالإنصراف .. قالت لها سماح
يا ابنتى متخليكي شوية كمان انتى جيتي فى ايه وماشية فى ايه
معلش يا سماح عشان أروح قبل ما الدنيا تليل
يا بنتى ده العصر لسه مأذنش والطريق للمزرعة ربع ساعة ولا تلت ساعة
معلش هيجيلك مرة تانية ان شاء الله
وأنا اللي كنت متعشمة اننا نتغدى مع بعض .. بجد انتى رخمه
ابتسمت ياسمين قائلا
هو بعد كل اللى انتى عماله تقدميهولى من ساعة ما جيت هيبقى فى مكان للأكل
لأ اعملى احسابك المرة الجاية نتغدى سوا .. ممنوع
اعذار
خلاص اتفقنا
ودعت ياسمين صديقتها واستقلت السيارة المتوجهه الى المزرعة .. قبل أن تصل الى المزرعة بخمس دقائق تعطلت السيارة .. واضطرت أن
تنزل هى والركاب للبحث عن سيارات قادمة فى هذا الاتجاه .. وقفت وهى متضايقه من ذلك المأذق .. سمعت صوت امرأة عجوز من
على بعد عدة أمتار منها وهى تتحدث الى نفسها وتنتحب .. كانت فلاحه بسيطه .. توجهت اليها ياسمين قائله
فى حاجه يا حجه
قالت
لها باكية
الفرس ھتموت .. الفرس ھتموت منى
أشارت المرأة الى الفرس النائمة على جمبها فى ظل احدى الأشجار .. توجهت ياسمين الى الفرس لتجدها على مشارف الولادة .. فقالت للمرأة
دي بتولد
هتفت المرأة قائله
عارفة يا بنتى انها بتولد بس بألها ساعة پتتوجع ونايمة على جمبها ومش عارفه اتصرف .. والواد ابنى راح ينادى لجوزى ولسه مرجعش .. خاېفه لټموت منى ..
تفحصت ياسمين الفرس لتجد كيس أحمر اللون ولا أثر للمهر .. فقالت للمرأة
مش هينفع نستنى أكتر .. دى عندها عسر ولاده ..لازم نقطع المشيمة ونولدها دلوقتى ..
أخذت المرأة تلطم وجهها قائله
عسر ولاده يعني ھتموت
ڼهرتها ياسمين قائله
يا حجه حرام اللى انتى بتعمليه ده .. دوريلى على حاجه حاده يعني مقص سکينه أى حاجه حاميه ..
هرولت المرأة الى بيتها الذى يبعد أمتار قليلة وعادت حاملة مقص .. جلست ياسمين بجوار الفرس .. أخذت تمسح على جسمها بيدها وطلبت من المرأه أن تجلس بجوار رأس الفرس وتمرر يدها على وجهها لتطمئنها .. أخذت بقص المشيمة وحاولت مساعدتها على سحب المهر الى الخارج .. أثناء انهماكها فى عملها مرت سيارة عمر فى طريق عودته الى المزرعة .. لفت نظره الفتاة المنحنية على الفرس الراقد تحت ظل احدى الأشجار .. نظر الى الخلف ليتبين هيئة ياسمين .. عاد قليلا الى الخلف وأوقف السيارة على جانب الطريق .. ونزل ليتبين الأمر .. ماذا تفعل هنا .. ومن تلك المرأة الجالسه بجوار المهر ... وكانت ياسمين قد بلغ منها التعب مبلغه .. فلم تستطع بجسدها النحيل أداء المهمة بمفردها .. اقترب عمر قائلا
بتعملى ايه هنا
نظرت اليه وقالت بلهفة
بسرعة تعالى ساعدنى
وقف عمر لبرهه وكأنه لا يعى ما تقول .. فأعادت ما قالت پحده
بسرعة بقولك
جلس عمر الى جوارها ولا يدرى ماذا يصنع فأعطته قدم المهر .. وأ. جذب عمر قدم الفرس بقوة فصاحت به
حاسب براحه مش كده .. فعل عمر كما تفعل هى .. استغرق الأمر قرابة الربع ساعة حتى ظهر المهر كاملا .. كانت مهره جميلة ذات لون أسود فاحم .. أضفى لها جاذبيه خاصه .. رأس المهره والابتسامه تعلو شفتيها ووضعتها برفق على الأرض .. سبحان الله الذى يخرج روح من روح .. وجسد من جسد .. وحياة من حياة .. تأمل عمر المهره والابتسامه تعلو شفتيه هو الآخر د ياسمين قائله
استنى لازم مامتها
سألها عمر فى دهشة
ليه
قالت مبتسمة وهى تنظر الى المهره الصغيره فى حنان
عشان تتعرف عليها
هشت المرأة وبشت وأخذت تزغرط وكأن ابنتها هى التى كانت تلد .. مثل هؤلاء الفلاحين البسطاء يعتزون بدوابهم جدا وكأنها فرد من أفراد أسرتهم .. خاصة لو كانت هى مصدر رزقهم ..
كانت ملابس عمر و ياسمين فى حالة يرثى لها من افرازات الولاده .. نظرت ياسمين الى ملابسها ولا تدرى ماذا تصنع .. كيف ستوقف سيارة بملابسها المتسخة لتعود الى المزرعة .. أخرجتها المرأة العجوز من حيرتها وقالت هاتفه فى فرح
احنا لازم نكرمكوا بركه ولاده المهر .. وتعالت الزغايد مرة أخرى .. عندئذ أقبل رجل كبير ومعه غلام صغير .. ضړبت المرأة الغلام