رواية الـتـل رانيا الخولي الفصل الثاني
أمر حمدان رجاله بتجهيز كل شيء خاص بالعزاء
وكذلك سهر التي ساعدتها والدتها
وقد شعرت بتأنيب ضميرها لعدم تواجدها معهم في تلك المحڼة.
عادوا جميعا إلى المنزل فيجدوا أهل البلدة في انتظارهم كي ينعوا مصابهم.
أما سهر فما إن رأت حماتها حتى دنت منها تقبل رأسها بحب
_ البقاء لله ياأمي.
بصوت بالكاد يخرج ردت آمال
ساندتها هي وسلمى واجلسوها على المقعد وظلوا بجوارها لم يفارقوها لحظة واحدة.
دلفت لبنى الغرفة لتجد نور تنهض من الفراش فأسرعت إليها تمنعها
_ رايحة فين يانور انتي لسة تعبانه.
ردت نور بإصرار وهي ترتدي حذائها
_ لازم اروح لابوه واحكيله على كل حاجة.
امسكت حقيبتها فتحاول لبنى منعها
_ معنديش حل تاني لازم اروحلهم واللي يحصل يحصل وبعدين القسيمة في الشقة آسر ادهاني قبل الحاډثة كأنه كان عارف أنه عيموت.
خرجت نور من شقة صديقتها وتوجهت إلى منزلهم كي تبدل ملابسها
فمنذ أن خرجت من المشفى بصحبة لبنى وهي تقيم لديهم حتى مر ثلاث ايام تعاني فيهم ويلات العڈاب
تركت الحقيبة من يدها وتقدمت من والدتها وجلست اسفل قدميها لتقبل يدها باعتذار
_ سامحيني ياماما أرجوكي سامحيني
نظرت إليها نادية بعتاب ثم اشاحت بوجهها بعيدا عنها فلم يعد الاعتذار يجدي نفعا بعد تلك المصېبة التي حطت فوق رأسهم
_ ارجوكي ياماما متبقيش انتي والزمن عليا
نظرت إليها نادية وتمتمت بعتاب
_ انتي اللي عملتي في نفسك كدة وانتي اللي تتحملي النتيجة لوحدك.
تساقطت دموع نور پألم وتمتمت بآسى
_ انا عارفة اني غلطت بس كان ڠصب عني حبيته ووثقت فيه وهو وعدني أن جوازنا هيكون في السر لحد ما يقدر يقنع ابوه.
_ وتفتكري إن ابوه ممكن يوافق علينا دي امه كانت من اكبر عيلة في الصعيد ومع ذلك كانوا بيتعالوا عليها ويقولوا الفلاحة تفتكري هيقولوا عليكي ايه يابنت الخدامة.
انتهى ثبات نادية وأخذت تندب على وجهها وهي تصرخ بها
_ ياخسارة شقايا وتعبني منك لله يابنتي منك لله.
لم تستطيع منع والدتها بل شاركتها البكاء فقد اخطأت وعليها تحمل نتيجة فعلتها..
كانت مندمجة في تداول دروسها عندما طرق الباب ودلفت والدتها
_ توليب يلا ياحبيبتي الغدا جاهز.
لا تعرف لما خطرت في بالها تلك الفكرة الشيطانية فقالت بحزن مصطنع
_ لا ياماما اتغدوا انتو انا مليش نفس
علمت والدتها بمكرها فردت بفتور
_ براحتك.
خرجت من الغرفة وأغلقت الباب خلفها وعادت إليه.
تطلع إليها يسألها
_ اومال فين توليب
جلست سلوى على مقعدها وقالت بعدم اهتمام
_ ملهاش نفس.
قطب جبينه بعدم فهم وسألها
_ يعني ايه ملهاش نفس لازم تتغدا.
قال تميم وهو يمد يده ليأخذ نصيبها من الطعام
_ احسن وفرت
نظر إليه توفيق شزرا وقال بأمر
_ سيب الطبق بتاعها.
احتفظ تميم بالطبق