رواية الـتــل رانيا الخولي الفصل السادس
الذي لم يهدئ مطلقا منذ أن تركها في القصر ورحل
الآن فقط استرد باقي عائلته من ذلك القصر وانطوت صفحته..
_______________
في محطة القطار
جلست توليب على مقعدها تنتظر انطلاق القطار إلى وجهه لا تعرفها
وبدأ الخۏف يتسرب إليها
ماذا ستفعل إن لم تجدها
وماذا إن لم يسمح لها أحد بالبقاء إذا علموا بمصابها
ماذا لو صادفت الشرطة هناك وتم القبض عليها
نهضت مسرعة عندما دوى صوت القطار معلنا عن انطلاقه واستدارت لتترجل منه لكنها تعثرت في أحد المارة وسقط كلاهما أرضا
نظرت إليها توليب معتذرة
_ أنا اسفة مكنتش أقصد
نهضت نور وهي تتمتم بتفاهم
_ حصل خير.
انتبهت توليب لتحرك القطار فنهضت مسرعة لتترجل منه لكن فات الأوان وانطلق القطار مسرعا إلى وجهته
مرت ساعات طويلة داخل القطار وكل واحدة منهم تتساءل ماذا ينتظرها
وعند كل محطة يفكر كلاهما بالترجل والعودة لكن يمر الأمر عليهم بالاجبار ويظلوا في أماكنهم
ظلوا على ذلك الحال حتى وصل القطار إلى وجهته
أشارت توليب لسيارة أجرة وتقدمت منه تسأله
_ ممكن توصلني لقصر حسان الخليلي
رحب الرجل وسمح لها بالصعود
أما نور فلم تعرف عنوانهم أو اسم عائلتهم
فجلست على الرصيف تفكر ماذا تفعل
فكل ما تعرفه عنهم بأن أحدهم يدعى مراد والآخر مؤيد
ظلت على ذلك الحال لحظات حتى فكرت في الذهاب لكبير البلدة وهو يساعدها
_ ممكن توصلني للعمدة أو أي حد كبير في البلد.
رد الرجل بتهذيب
_ تحت امرك.
صعدت السيارة وانطلق السائق متخذا طريقه
وظلت هي تفكر ماذا لو لم يستطيع أحد التعرف عليهم
فالاسماء تتشابه والقرية تبدو كبيرة
فقررت نور أن تسأل السائق
_ تعرف حد في البلد اسمه الدكتور مراد وله أخ مهندس معماري اسمه مؤيد
_ تجصدي مراد العوامري
هزت رأسها بحيرة
_ مش عارفة اسم عيلتهم بس كل اللي اعرفه إن عندهم حالة ۏفاة من أسبوع
أومأ الرجل مؤكدا
_ يبجى هما أخوهم كان عايش في مصر
أكدت مسرعة
_ اه بالظبط
_ يبجى هما عشر دجايج ونكون عنديهم
تنهدت نور براحة
_ متشكرة اوي.
_ لا شكر على واجب
عادت نور بظهرها للوراء وهي تشعر بالراحة فقد تساهلت الأمور في طريقها لكن لا تعرف ما يخبأ لها فور وصولها.
ظلت توليب تنظر للطريق من نافذة السيارة تشاهد الحقول والخضرة التي تحتل جزء كبيرا من تلك البلدة الصغيرة
تذكرت حينما أتت إليها في زفاف ياسمين
بصحبة ابيها وإلين
كيف كان جالسا بجوارهم يشرح لهم أهمية الزراعة وكل شيء متعلق بها
كانت سعادتها لا توصف بتلك المناظر الخلابة
تلك الأطفال الذين يمرحون في الطرقات بأمان
والنساء الذين يحملن الطعام لأزواجهم في الحقول
وأخرى تساعد زوجها في جمع الثمار.
النخيل الذي يحمل التمر بمختلف انواعه
والأطفال تتدارى حوله وهم يمرحون بحرية.
كل شيء حولها تراه كأنه يعاد مرة أخرى أمامها
ظلت على حالها حتى بدأ القصر بشموخه يظهر أمامها تدريجيا وبدأ شعور الرهبة يتسلل إليها حتى فكرت في التراجع
لكن إلى أين فهذا هو المكان الوحيد الآمن لها
توقف السائق أمام القصر وظلت هي للحظات تنظر إليه وشيء بداخلها يطلب منها التراجع لكن فات الأوان
ترجلت من السيارة لتحاسب السائق ثم انطلق عائدا بسيارته
نظرت للقصر بوجل ثم تقدمت من أحد الرجال ويبدو أنه مكلف بالحراسة فسألته
_ لو سمحت ممكن اقابل ياسمين
نظر لها الرجل بتفحص واجاب بهدوء
_ ست ياسمين هملت الجصر.
اتسعت عينيها پصدمة كبيرة وشعرت بأن الدنيا تلتف بها
فقد بدأ